الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.

مالوم ابو رغيف

2009 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مثل ما يصر القرضاوي على عدم وجود فتوى شلتوتية لعبادة الله وفق المذهب الجعفري الاثنى عشري، يصر الشيعة على تأكيد وجود مثل هذه الفتوى. القرضاوي ومعسكره والشيعة ومعسكرهم كلاهما يضعان عبادة الله بكفة وشلوتوت بكفة اخرى، فكأن رضى الله من رضى شلتوت وقول شلتوت هو القول الفصل في صحة العبادة من عدمها.
الحقيقة لا فرق بين القرضاوي وبين الشيعة فكلاهما يتركان جوهر العبادة ويتمسكان بالقشور. القشور مهمة جدا لرجال دين كلا المعسكرين، والقشور هنا هي الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي لولاها هي والسفاسف والالغاز والاحجيات لما تمكن رجال الدين من السيطرة على عقول بسطاء الناس ولما استطاعوا ان يكتنزوا الذهب والفضة ويملكوا القصور والاطيان والحسابات البنكية الضخمة ويودعونها في بنوك تتعامل بالربى المحرم في شريعتهم، ويصنفوا الناس الى جهلة وعلماء والى عامة وخاصة وبهائم ورعاة.
واذا كان الفرد في بدايات الاسلام يصبح مسلما لمجرد النطق بشهادة لا الله الا الله وان محمد رسول الله، فاليوم لا يصبح الفرد مسلما بالاعتراف بالله والاقرار برسالة محمد، بل عليه اتباع نهجا ومنهجا وشريعة خطها وافتى بها شخض ما، فسر هذه الاية او تلك، هذا الحديث او ذلك وفقا لثقافته ولميوله ولمصلحته، فان كان من جماعة السلطة اصبح سنيا، فالسلطة كانت وما زالت منذ تاسيس دولة الخلافة ولحد الان سنية، بينما الشيعة ومنذ ان وجدوا كانوا معارضة، هكذا ترسخت الفكرة في عقول الاسلاميين، رغم ان الشيعة حكموا في فترات طويلة، فالدولة الفاطمية في مصر دامت اكثر من فترة الخلافة الاموية لكن التاريخ العربي يهملها ويركلها ويشطبها وكانها ورم خبيث لا بد من استئصاله ومسحه من الذاكرة، حتى الشيعة لا يذكرونها، ولا ياتون على ذكر اسماء ملوكها لانهم مثل اضرابهم السنة تهمهم الشكليات وليس حقائق التاريخ.
ليس من معنى للسنة سوى تلك التي اراد بها معاوية مكابدة مناصري علي بن ابي طالب، فلم تكن الخلافات في عهد ما اصطلح عليه الخلافة الراشدة سوى خلافات سياسية تنصب جلها حول الخلافة واحقيتها، ولم يكن هناك اختلاف ديني بين علي بن ابي طالب او فاطمة بنت محمد او عبد الله بن عباس وغيرهم من ال بيت محمد وبين الخلفاء الذين توالوا على السلطة بعد محمد ، فليس من شريعة غير الشريعة الفطرية التي يعرفها الجميع ويفهمها الجميع تلك التي اتى بها محمد والتي لم تختلف كثيرا في جوانبها العملية او حتى العبادية عن الشريعة المعمول بها سابقا( فيما عرف بالجاهلية) اللهم الا في الخص بعبادة الله وحده دون وساطة الاصنام. لذلك لم ينقل لنا التاريخ اي معضلة دينية او فلسفية او عبادية برزت واتخذت شكل الصراع والجدال الفكري بين كبار الصحابة او ال بيت محمد.
كانت الاحقية بالخلافة هو محور الصراع، اهي لالـ بيت محمد ام لعامة المسلمين. وعلى وزن من سبق اكل النبق.. فاز اصحاب السقيفة.
حتى مناقشة ومحاججة فاطمة الزهراء لابي بكر كانت حول احقية وراثتها لبستان فدك ولم تكن حول مخالفة ابو بكر للشريعة المحمدية او اصول الاسلام.
معاوية بن ابي سفيان هو اول محدث للاسلام السياسي، هو الاب الروحي للاسلام السياسي السني والشيعي، هو الذي وظف الدين لخدمة السياسية، هو الذي حور الدين وغيره وجعل الله خادما في قصر الخليفة وليس الخليفة خادما في بيت الله وان ادعى عكس ذلك.
معاوية لاغيره الذي زور الاحاديث النبوية لخدمة اغراضه السياسية وجند رواة الحديث مثل ابي هريرة لسك عشرات الاحاديث التي تخدم مطامحه واغراضه السياسية مثلما يفعل السياسيون الاسلاميون السنة والشيعة في تبريرهم لسيطرتهم على امور الناس وفرهدتهم للمال العام في الاستعانة بالتاريخ الاسلامي وبالاحداديث المختلقة.
معاوية بن ابي سفيان هو الذي اعطى للدين غاية وهدف اخر غير هدف العبادة وجعله وسيلة للحكم وللتحكم والسيطرة، هو الذي انبت تلك الشجرة الخبيثة التي لم تثمر لنا سوى وعاض السلاطين ورجال دين البلاط والاسلام السياسي.
عندما ينكر القرضاوي فتوى شلتوت، فانه يقول ان ليس من رجل دين سني يرضى عن عبادة الشيعة بالطقوس التي يعتمدونها، فالشيعة مبتدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ، القرضاوي لا يهمه الله، بل تمهمه الطقوس، الشكليات، السفاسف، القشور، او الاتكيت.
يعتقد القرضاوي ان الله لا يرضى ولا يقبل عبادة انسان ان لم يفهم الاتكيت الديني السني الذي وضعه معاوية بن ابي سفيان، فعليه ان يهذب لحيته بمقدار ويدقم شاربه بمقدار ويكتف يديه عند الصلاة بمقدار ويرفع مؤخرته عند سجوده بمقدار ويتمتم ويدردم ويهمس بمقدار، فان لم يعرف اصول الرقص فانه يطرد من الديسكو الالهي. واذا كانت بعض النوادي تحرم دخول النوادي من دون ربطة عنق فان الشيعة بايران يحرمون ارتداء ربطة العنق بينما قال الوهابيون ان الملابس عند الله هي الميني جوب( الدشداشة القصيرة).
عند القرضاوي و اضرابه سنة وشيعة هي الشكليات وهذه الحركات البهلوانية التي يراقبها الملائكة كما يراقب الضابط جنوده في ساحة الاستعراض، هي التي تسترعي ان ينصب الاهتمام عليها، فالمخالف مطرود من رحمة الله والمتبع والمتقيد بها في فردوس الرحمة الالهية.
قد يكون فهم شلتوت غير الفهم الشيعي والقرضاوي للامر، ربما لم تكن العبادة بالنسبة لشلتوت هي تلك التي تسمى الفروض والطقوس المستحبة والواجبة، ربما يقصد بالعبادة هو جوهرها، اي الاعتراف بوجود خالق للكون. وبالتالي تصبح صالحة كل طريقة للعبادة وليس تلك التي ينص عليها الوهابيون المتحجرون او القرضاويون المادلجون الذين يوزعون صكوك الغفران لتلملك قيعان الجنة عبر فضائية الجزيرة ، او تلك التي يروج لها الخمنائيون ويوزعون اراضي الفردوس عبر فضائية العالم، بينما رجال الدين السياسي شيعة وسنة يكنزون الذهب والفضة ويملكون اراضي ومزارعا وقصورا حقيقية على الارض وليس في الجنة، ولاجل ذلك يلهون الناس بحروب عبثية من جدال سطحي عقيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس