الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزاهة بين التلقي ونجاح المهمة

فلاح الزركاني

2009 / 4 / 21
المجتمع المدني


أن تغلب النزعات الفردية على قيم الجماعة ليس بالضرورة فشل لتلقي الثقافة الجمعية أو مؤشر لانحدار المجتمعات نحو الانوية الذاتية..بل هو انعكاس لشخصية الفرد في المجتمع ونكوص للحالة الفردية تجاه الفكر الجمعي ناتج عن قلة الخبرة والممارسة الجمعية وتغليب المصلحة الخاصة للافراد بسبب ضحالة الافكار وقدرة الاقناع وغياب الاقتناع .
فالفرد في المجتمع يؤمن بالتقليد والموروث والدين لذلك هو عرضة لتفشي الفكر الخاص على حساب الجماعة ولاضرورة لحتمية التفشي ... فبالامكان التغلب على النزعات الفردية أذا ارتبطت بضمان المجتمع لضرورات الفرد وغاياته ورغباته وبالتالي ينعكس السلب الفردي تجاه المجتمع الى أيجابا مصاحبا للقناعة.
والحكم على نجاح أو فشل التجربة لايعتمد بالقطع على تغلب عنصر ما على ثقافة بأكملها فحالة التطور للقيم والافكار لابد أن تجد السبيل للتوسع بعد فشل السياقات القديمة في مواكبة التحضر ، لمبدئية حسم الصراع لصالح الحركة الجمعية على صفة الجمود الفردي .. بالرغم من المقاومة والاعتراض.
ولايصح بالتالي اعتبار أي مجتمع متخلفا بالكلية المطلقة فالمعنى هو التوقف والنهاية وثم بعد ذلك التلاشي والاندثار وبالتالي حركة المجتمع نحو أيجاد ثقافة أخرى تبنى على الانقاض .
فمثلا ..، الفساد المستشري في مجتمعتا هو نتيجة حتمية لتراكمات الموروث والدين وسوء السلطة والفردية السطحية للنخب التي تغلبت لعقود لكنها في طريقها للاضمحلال والانزواء لبلوغها الذروة القصوى .
وهنا يبرز دور الافكار الجديدة في الاسراع بأنهيار المصاحبات الفردية وتبلور ثقافة اخرى تنشط بالتدريج لبلوغ ذروتها كما تحاول هيئة النزاهة الان بالاضافة الى الدور الرقابي والتحقيقي واعتبار نشر الثقافة المتعلقة بالنزاهة والحق والتحول الجمعي من اللامبالاة الفردية الى واقع التصدي الواجب لمشكلات الفساد والمساهمة في أنهائها فكرا وقيما كفعل مصاحب لا كرد فعل .
وتصبح القيم السابقة عارا وفعلا ساذجا يقوم به بضعة أفراد لغايات خاصة بينما تحل القيم المستحدثة غاية بذاتها وضرورة بوجودها وأصالة حتمية لحلولها محل ما سبق.
أن المقاربة الابرز في التحول الفكري من الفردي الى الجمعي هو حتمية الثورة القيمية للمجتمع على حساب التراكمات المنغلقة للافراد ..وهنا تكون قيم النزاهة المؤسسة ابتداءا وصولا الى ادراك المنفعة الجمعية واعتبارها ضرورة ملحة لرفع المستوى الثقافي والتبشيري لما ينبغي ان يكون عليه الفرد في المجتمع.
وعلى هذا الاساس يجب ان تطرح الرؤى والافكار وتحديد أمكانية التطبيق المتدرج لمنع وقوع الصدام اولا ثم ضمان الغايات والنتائج على فرضية ان التجديد لابد أن تكون بضده مقاومة من نوع ما وأن الناس اعداء ما جهلوا
وبحساب المنطق المفترض تنطلق الهيئة برؤيتها التبشيرية التحديثية من خلال قنواتها التحقيقية والاعلامية لبلوغ الاثر النفعي للفرد أولا عن طريق ثقافة المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط