الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام حمال اوجه

مالوم ابو رغيف

2009 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ربط بعض رجال الدين الشيعة امام جمعة النجف القابنجي مثلا بين اطلاق القوات الامريكية والقوات العراقية لسراح الكثير من السجناء والمعتقلين وبين التفجيرات وعمليات القتل والابادة الاخيرة في العراق.
قد يكون ذلك صحيحا وامرا محتملا بان بعض الارهابيين الاسلاميين الوهابيين واسلامي القاعدة الذي اطلق سراحهم مؤخرا قد شاركوا في هذه العمليات الاجرامية او خططوا لها وحرضوا على تنفيذها، لكن صحيحا ايضا انه لا يمكن احتجاز الاف الناس لفترات طويلة من الزمن دون ان يكون عند الحكومة العراقية حلا او مشروعا معينا للقضاء على العنف والارهاب سوى احتجاز الناس واعتقالهم بشبهة الارهاب و المشاركة في عمليات العنف الطائفية، او اعتماد الحكومة وتعويلها بالكامل على الطرق العسكرية لتوفير الامن والسلام والتي لم تجد نفعا لا لعدم كفاءة الافراد وقلة ورداءة تجهيزاتهم او اختراق البعثيين والاسلاميين لصفوفهم ، بل لان حل لمشكلة الامنية لا تملكه لا وزارة الدفاع ولا وزارة الداخلية وحديهما.
الحل الذي يمر من فوهة البندقية ، هو حل لا يؤدي الى السلام والامان بل الى الحقد والانتقام، هو حل وقتي لا يكتمل بناءه حتى تنهار دعائمه فينهد على اهله في اول عاصفة، حل يكيف الناس على ضوضاء وجلبة العساكر ، حل يعسكر الوطن ويكبل حرية الناس ويجد مبرراته في ان الغايات تبرر الوسائل، فالروح العسكرية حتى في الدول الديمقراطية هي روح خشنة متوحشة جلفة فما بالك في دولنا التي اوحشها الدين ورجاله وخربتها الحروب ونزوات الحكام وحجبت شمسها خوذ العساكر. يكفينا تجربة ودرسا تاريخيا بان الدول العربية التي رفعت شعار الحل يمر من فوهة البندقية خسرت كل حروبها ومواجهاتها ولم تجد في نهاية المطاف الا التسول والتوسل طريقا لتحقيق السلام المنشود .
كما لا يمكن القضاء على الارهاب والارهابيين عن طريق مناشداتهم بالاخوة الدينية والنخوة الوطنية او باغوائهم بالمحفزات والمغريات والاموال والوضائف، قد تنجح هذه الطرق لبعض الوقت، لكنها لا تمثل الحل الدائم، فالصحوات التي ترك افرادها العصابات المسلحة وحاربوا القاعدة، تحول منتسبوها،في بعض المناطق، الى مليشيات لارهاب الناس وابتزازهم او الى مراكز قوة وتحدي للدولة وللمجتمع، لقد اصبحت الصحوات مشكلة يجب مواجهتها اليوم او غد او بعد غد|، فالمليشيات مهما كان نياتها الحسنة لا يمكن ان تكون عامل سلام اجتماعي او سياسي.
لا يمكن هزيمة الارهاب دون مواجهته فكريا من خارج مسلماته الدينية والطائفية، فلا يمكن دحر الارهاب الاسلامي بالاسلام نفسه، فاذا كان علي بن ابي طالب قد قال لا تحاججوهم بالقرآن لانه حمال اوجه تقولوا ويقولون، فصحيح ايضا ان لا يتم محاججة الارهابيين بالدين الاسلامي، فالدين الاسلامي بدوره حمال اوجه، تقولوا ويقولون، فمثل ما يوجد في القرآن ايات السلام توجد ايضا ايات السيف والقتال، ومثلما ما توجد ايات الرحمة توجد ايضا ايات القتل والتعذيب والنقمة، ومثل ما توجد ايات تقول ان لكم دينكم ولي ديني توجد ايات تقول ان الدين عند الله الاسلام وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فهل يستطيع امام جامع شيعي اقناع ارهابي وهابي سني بخطل موقفه ورعونة تصرفه بينما لا ينظر الوهابي الى امام الجامع الشيعي الا نظرة الازدراء والاحتقار باعتباره مرتد مشرك يجب اقامة الحد عليه.؟
الدين اكان شيعيا ام سنيا لا يخاطب العقل بل يخاطب العواطف، ليس كل العواطف بالطبع، بل فقط تلك المرتبطة بغرائز الخوف من المجهول وغرائز الجنس بربطها باشباع دائم هو هدية الله للمحرومين منه في (الحياة الدنيا) بينما يتم اهمال قيم الحب والجمال لانها مرتبطة بالحياة، فالموضوع المحبب والرئيس لرجال الدين الشيعة والسنة هو لوم الناس على تركهم الاسلام وعلى موضوعة الموت وعذاب القبر وشكل الحياة بعد القيامة. لذلك لم تنجح الحكومة العراقية ولا احزابها الحاكمة الاسلامية بوضع حد للارهاب الاسلامي المنظم، لانها لم تتبع منهجا علمانيا مدنيا متحضرا لا في التربية ولا في الثقافة ولا في الاعلام، بل حولت المحطات الفضائية الى جوامع وحسينيات وكرست جل اعتمادها على مسلمات الدين الاسلامي وتعلمياته الطائفية وعلى ائئمة الجوامع ورجال الدين الذين يقولون لا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، فيرد رجال دين المعسكر المعسكر المناوئ ان الحق كل الحق ان نقتل المرتدين والمشركين وعملاء الاحتلال وزوار القبور والمبتدعة والمثليين الجنسيين والسافرات من النساء والذين يشربون الخمر او الذين يتشبهون بالغربيين حلاقة ولبسا وزينة. هناك طروحات وقناعات مشتركة لكل المذاهب لكنهم يكونون ضد هذه القناعات المشتركة فقط اذا اكتوا بنارها مثل المسلم الذي ينادي بحكم الشريعة الاسلامية فان شمله ظلمها وهمجيتها انقلب ضدها.
لا يمكن لدولة ان تتخذ من الدين اساسا لبنائها وتدعي الديمقراطية والتناول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وتتوقع عدم العنف والاستقرار الامني، فالدين انقسام اجتماعي وعاطفي وظلال الدين لم يكن ظلا وارفا في يوم ما ، الدين هو الاحتراب الطائفي والمذهبي والسياسي .
كل الدول التي تحكم بالدين هي بالضرورة دول دكتاتورية، تواجه الطوائف والاديان المناوءة والاتجهات الفكرية الاخرى وتطلعات الناس بالعنف والقوة او بالتشويه. او انها اي الدول الدينية تعتمد على اسلوب المحاصصة التي لا تعني سوى تسويف الديمقراطية وتفريغها من محتواها وتحول الدولة الى غنيمة يفترسها الذئاب والكلاب.

ان المطلوب في حالة العراق ولدحر الارهاب فكريا وعسكريا هو اللجوء الى تمدين الدولة وفصلها عن الدين، الغاء الدين من المناهج الدراسية وازالة الاذان السني والشيعي من الاذعات ومحاطات التلفزة. واشاعة ثقافة تحضرية علمانية عملية علمية عصرية بين الشباب والاعتماد على رجال الثقافة والادباء والفنانين والسياسيين المتنوريين لتحبيب الحياة بجميع اوجهها لا على رجال الدين الظلاميين وائئمة الجوامع الذين يجببون الموت جهادا، والذين يلا يجيدون الا البكاء والمناحات على تراجديا التاريخ.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل علمانيا بالتأكيد
أحمد السعد ( 2009 / 4 / 25 - 20:22 )
أحسنت القول ، لابد من وسائل مضاده لدحر الأرهاب والتشدد والتكفير وألغاء الآخرين وهذا ما لايؤمن به الموجودون فى السلطه فى العراق اليوم والذين يرفعون شعار (جئنا لنبقى) فلا حل أذن بوجودهم لقد أرتكبت أمريكا الحماقة الكبرى وجرت بلدا رزح تحت نير الدكتاتوريات عقودا من الزمن الى أنتخابات ومجلس نواب دون بناء تحتى للديمقراطيه أى دون تقاليد ديمقراطيه أو ثقافة ديمقراطيه تؤهل الشعب نصف الأمى لممارسة أنتخاب من يقوده الى التحضر والمدنية والتطور والرقى بل والتحرر من عقلية الأنصياع والأستكانه والرضوخ والرضى بأن يكون الشعب قطيعا يساق الى حتفه وتخلفه وموته التاريخى . تحياتى وتقديرى لك أستاذى العزيز

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa