الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبقة -الزبدة-

باسنت موسى

2009 / 4 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في بداية انطلاق قناة "otv" كان يحدوني الأمل أن أجد إعلاماً مختلف له طابع شبابي كما أعلن من قبل مؤسسي القناة،ولهذا ظللت فترة طويلة أتابع كل ما يقدم من برامج ووجدت فعلياً نقاش مختلف لبعض من قضايا الشباب والمرأة وعرض أفلام دون حذف ما قد يعتبره البعض مضاد للأخلاق والقيم الدينية والاجتماعية وكل ذلك أمور مستحسنة تؤكد أن هناك من يحترم عقل المتلقي في التقييم ولا يكون واصياً على اختياراته.
مع الوقت بدأت أشعر بانخفاض حاد في الرغبة لمشاهدة برامج "o TV" فالقناة اتخذت منحي عجيب لا يهدف سوى لزيادة الفجوة بينها وبين المتلقي من خلال برامج تتحدث عن أمور لا أظنها تهم أي قطاع من المجتمع المصري سوى شريحة محدودة جداً تلك التي يطلقون عليها طبقة" الزبدة أو الكريمة" حيث تجد برامج عجيبة تتحدث عن كيف تصنع ديكورات لفيلا في مارينا أو الغردقة؟ ثم تجد برامج أخرى طوال فترة الصيف تبث من الساحل الشمالي وتسأل الشباب هناك عن ماذا يريدوا أن يحققوا من طموحات قبل بلوغ الثلاثين؟ فتجدهم يقولون في تبجح وغباء معاً" نريد أن نطير...نريد أن نتحول لشجرة أو نملة" ذلك على أساس أن هؤلاء المنتمين لطبقة" الزبدة" حققوا كل ما يريدوا من تحقق حياتي وعملي.
بالله عليكم شباب عاديين من الذين يعيشون في مصر الحقيقية التي تعانى فقراً وجهلاً وبؤساً وأزمات لا حصر لها من حوادث تحرش لعجز عن توفير فرص عمل ومواجهة أزمة خطيرة بحجم أنفلونزا الطيور،عندما يشاهد هؤلاء البؤساء العاديين ما يقولوا جهابذة الساحل الشمالي والزمالك والمهندسين ماذا سيكونوا فاعلين في حياتهم؟ أظن أمامهم طريقين السخط أو الانتحار داخل الدين أو الموت كمداً بالإكتئاب النفسي.

الكارثة في" o TV" ليس فقط نوعية تلك البرامج الشديدة الاستفزاز وإنما يضاف لها حالة الجهل الشديد الذي يعيش فيه بعض مذيعي ومذيعات تلك القناة والذي تسبب في فضائح جسيمة على الهواء مباشرة،كان لي الشرف أن أحضر منهم أثنين:

الأولى: في البرنامج المسائي الرئيسي" مساءك سكر زيادة" حيث كان تناقش المذيعة الهمامة فيلم للمخرج خالد يوسف وجلست تقول عن الفيلم الكثير من الأفكار التي تعكس حجم غباءها وجهلها بمفردات ما تناقش وأدرك ذلك خالد يوسف فسألها هل شاهدت الفيلم؟ فأجابت في براءة البلهاء" لا لم أشاهده" فأحرجها على الهواء قائلاً : مادمتى مشفتفيش الفيلم يبقي متسأليش روحي شوفيه وبعدين أسالي.
الثانية : حدثت منذ خمسة أيام تقريباً في إحدى فقرات البرنامج الصباحي الرئيسي" صباحك سكر زيادة" حيث تشترك في تلك الفقرة مع مقدمي البرنامج "العسولتين" الفنانة ميمي جمال وكان النقاش حول مسألة"العنوسة" وإذا بالجهبذتين يتناقشن وكأنهن على شط مارينا دون أن يسمحا للسيدة ميمي بالتعقيب فما كان منها –أي ميمي- إلا أن انصرفت غاضبة مؤكدة في نبرة تحدى وسخرية أمام الجمهور مباشرة أنها لن تشارك مرة أخرى في أي من برامج "otv" حتى تتعلم مذيعات القناة كيف يدرن نقاش تليفزيوني حقيقي.

فهنيئاً لـ"otv " بمذيعات الوزن المثالي والجامعات الأجنبية وطبقة "الكريمة" فقد نجحوا في الابتعاد عن استهداف قطاعات المصريين الحقيقيين وذلك لاعتمادهم على "الزبدة" التي"تسيح" سريعاً بأقل حرارة ممكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتازة يا استاذه
علاء الدين/ غزة ( 2009 / 4 / 28 - 07:39 )
عزيزتي الكاتبة الموقرة قرأت البارحه مقالك حول فقر الفكر و فكر القول و اعجبت كثيرا به و باسلوبك النقدي الهادف و ها انا اليوم اقرأ مقالك و حقيقة انك انسانه عظيمه و كاتبه ناجحه و موفقه في اختيار موضوعاتك و ياريت نقرأ قريبا بعض موضوعت حول الوضع العام و الحاله العربية و دور المثقفات امثالك في عملية التغير دومتي و عشتي بالنجاح و التوفيق


2 - نقد بناء رائع
سامي المصري ( 2009 / 4 / 28 - 19:34 )
نقد بناء رائع
تحية للكاتبة

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية