الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام هو الحل عند اللزوم فقط

رجب الحكيم

2009 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أهم نصيحة قدمها مكيافيللي للأمير في كتابه الشهير هي لابد أن تتمسك بالدين حتى ولو تكن مؤمناً به لأنه الطريق الوحيد لاكتساب الجماهير ، هذه النصيحة طبقها بعض حكامنا العرب بنجاح منقطع النظير ، فطوال تاريخ مصر الحديث سارت نظم الحكم بين خليط العلمانية والتمسك بالدين ولكن عند اللزوم فقط ، فعندما اختمرت عند البعض فكرة تنصيب الملك فاروق ملك مصر السابق خليفة للمسلمين بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية ، قام الملك بإطلاق لحيته والإمساك بالمسبحة وزيارة المساجد حتى بدا للجميع أنه شيخاً أو درويشا ، ولكن عندما فشلت المسألة اختفت اللحية والمسبحة وعادت الأمور كما كانت ، وبعد ذلك في عصر عبد الناصر كانت التيارات الشيوعية بمصر تعيش عصرها الذهبي في ظل التقارب المصري السوفيتي واتجاه مصر نحو الاشتراكية وبدا للوهلة أن كل شيء على ما يرام خاصة بعد اعتقال عبد الناصر لزعماء الإخوان المسلمين في 1954 ،وخلو الجو للتيارات المختلفة ولكن عندما حدثت الأزمة الشهيرة بين نظام عبد الناصر ونظام عبد الكريم قاسم بالعراق ، تذكر ناصر الشيوعيين في مصر وباسم الإسلام بدأت أكبر حملة لاعتقال الشيوعيين المصريين وكانت الأسباب مجهزة مسبقا للمواطن المصري البسيط وهي أن الشيوعيين كفار لا يؤمنون بالله وجب عليهم القتل والتشريد والنفي من البلاد رغم أن كثير من هؤلاء الشيوعيين كانوا من المقربين للنظام ، بعد ذلك فى غمرة الأزمة بين مصر السنية و إيران الشيعية في السبعينيات في عهد الرئيس السادات فتش رجال السادات عن كباش للفداء بين المتدينين المصريين من أتباع الجماعات الإسلامية التى كانت منتشرة والذين كانوا جميعا تقريبا من السنة ، وعندما لم يهتدوا ، وجدوا ضالتهم في بعض الطلاب الذي يتعاطفون مع الفكر الشيعي وبالطبع قامت حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد هؤلاء بمصر ورغم أنها لم تكن دموية أو قاسية كحملات عبد الناصر إلا أن كان لها صدي كبير لدي المواطن المصري الذي كان فى معظمه يخلط ما بين كلمة شيعة وشيوعية حتى مابين المتعلمين المصريين ، وأذكر جيداً أنني سألت رجل جامعي لماذا يعتقلون الشيعة فقال يا أخي هؤلاء الناس لا يصلون ولا يؤمنون بالله ويعتنقون فكر كارل ماركس ولينين ويدعوا إلى الإلحاد ، كنت صغير السن جدا فاقتنعت بكلامه ولم أعرف الفرق بين الشيعة والشيوعية إلا بعد أن تعلمت في الانجليزية أن شيوعية ترجمتها communism وفطنت أن هناك فارق بينهم ، وللعلم حتى هذه اللحظة هناك الكثير من المصريين لا يزالون يخلطون بين الشيعة والشيوعية ، لا أدري لماذا تذكرت هذه الحوادث التاريخية و أنا اقرأ عن أخبار المجموعة الشيعية التى تم القبض عليها في سيناء مصر مؤخراً بداعي التخطيط لعمليات إرهابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشدة الاخوانية
علاء الحداد ( 2009 / 4 / 28 - 20:19 )
الاسلام بمصر كان له خصوصية الا وهى التساهل و التسامح حتى تجده خليط ما بين السني و الشيعى و الصوفى كانت الناس تستمع لقراءة عبد الباسط الحزينة للقرأن الكريم و تدمع اعينها و بعدها بدقائق يتمايلون طربا مع أم كلثوم ؛تجدهم يزورون أضرحة ال البيت بل ويطلقون اسمائهم على أهم ميادين القاهرة كالحسين و السيدة زينب ويوقورون جدا ابى بكر و عمر و عثمان وفى اثناء ذلك الزمن الجميل لم تكن تحدث اية مشاكل بين المسلمين و الاقباط وفى ساعة سوداء جاء الاخوان بتشددهم ووجوهم الكئيبة فتغيرت وجه الحياة السهلة بمصر
أما عن الخلط بين كلمتى الشيوعية و الشيعية فهى ملاحظة طريفة منك يا استاذ رجب و بالفعل لم نسمع بكلمه الشيعة الا بعد الثورة الخمينية وعموما مصر بلد طيبه مسالمه ندعو اللة أن تنزاح الشدة الاخوانية و نرجع كما كنا نبدع و ننتج ونتمايل طربا مع صوت أم كلثوم


2 - مثل الملك فاروق اراه يوميا بحياتي العامة ّّّ!!
فايز محمد ( 2009 / 4 / 28 - 23:50 )
اصبح الدين مطيه يمتطيها البعض للوصول للمناصب او الحصول على وظيفة مثلاُ.اصبح مظهر الانسان المتديّن هو الحكم عليه بالصلاح والخير .بينما قلبه فاسد ويريد يصل لسلطة او مصلحة.امي تقول ولا زالت تقول لي من الصعب في هذه الايام ان نصدق كل من يزعم انه شيخ وعالم مثلاً .امي لا تقول شيء عبثاً وانما عن دراية وخبرة طويلة بالحياة.اما بالنسبة عد التمييز بين شويعيه وشيعه فهذا بكل مكان وبمحيطي ايضاً لا يفرقون بينهما.وينظرون لشيعتنا بشرق السعودية انّهم كفار وماديّون.والبعض لا ييفرق بين علماني وملحد !الجهل ظلام و ظلام الجهل يؤدي لدمار المجتمعات وتخلّفها ..صححة ماركس واخرجة فايز محمد .


3 - استاذ فايز - قول حكيم
Zagal ( 2009 / 4 / 29 - 12:30 )
هذه العباره
-اصبح الدين مطيه يمتطيها البعض للوصول للمناصب او الحصول على وظيفة مثلاُ.اصبح مظهر الانسان المتديّن هو الحكم عليه بالصلاح والخير .بينما قلبه فاسد ويريد يصل لسلطة او مصلحة-
هى الحقيقه المطلقه فى مصر ..

الدين... بيلعبوا به طول النهار .. بيزوغوا من الشغل على حسه و بيروحوا السوق ايضا على حسه ..
وبيهربوا من الاحكام ايضا على حسه .. فالقيمه المفتعله للدين تم تضخيمها لدرجة الجنون ... لدرجة ان اللى عايز يتجوز تانى يبقى مسلم ... و كل ده سببه الاحتلال الوهابى لعقول البسطاء..
والثعبان الاقرع (هل هناك ثعبان بشعر !)

اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية