الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الحر 1 من 2 ...

شامل عبد العزيز

2009 / 5 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


للدكتور زكي نجيب محمود كتاب بعنوان ( تجديد الفكر العربي ) تناول في إحدى فصوله موقفنا من التراث فقال:
إننا إذ نريد تحديد موقفنا من تراثنا . تحديداً يجعل الخَلَفَ موصولاً بالسلف . دون أن تُفوًت هذه الصلة على الخلف أن يعيش في عصره ولعصره . فلا بد من وقفة تميز ما نحييه ليحيا . وما نطمسه ليموت , صُنْعَ الوارث العاقل الذي لا يخزن إرثه في الخزائن ثم يطوف بتلك الخزائن المغلقة عابداً بل تراه يستخدم الإرث بما يعود عليه بالثمرة والنماء . فليس إرثه في حد ذاته حياة . وإنما وسيلة حياة . فإما صَلُحَ وسيلة وأداة . وإما نَحيناه عن الطريق غير آسفين .
وإن ذلك المعيار العاقل نفسه . ليحمل في طيه إشارة إلى أول ما ينبغي أن نتنكر له من تراثنا . وهو أن نحتكم إلى التقليد حيث يمكن تحكيم العقل ألا إن في تراثنا ما يقيم للعقل قوائمه فذلك إذن هو الجانب الجدير منا بأن نصل به حاضرنا بماضينا . لكن في تراثنا كذلك خطأ مضاداً أوشكت الغلبة أن تكون له في عصور الضعف وهو الخط الذي يركن إلى الأسهل الأيسر فيستنيم للتقليد فيمضي الزمن والمقلدون نائمون على مخادع الماضي الذي يقلدونه . وحقيقة الأمر هنا هي أنهم مثل ( دون كيخوته) يقلدون الفرسان الأصائل بلبس الدروع . لكنهم يضعون الدروع على خواء لا فروسية فيه . فينهارون لأول نفخة ينفثها هواء .. وهذا هو أبو العلاء المعري . ينظر إلى عصره ( وعصره من عصور الضعف السياسي والتفكك) فيقول في وصف ما يرى:
وبنو آدم بلا عقول وهذا أمر يُلقَنهُ صغير عن كبير ..... ثم يستأنف القول : ليقرر أن الطفل الناشئ يظل يعيد ما سمعه حتى يثبت في نفسه كأنه الحق .. ( والذين يسكنون في الصوامع والمتعبدون في الجوامع يأخذون ما هم عليه . كنقل الخبر عن المخبَر . لا يميزون الصدق من الكذب ... وإذا المجتهد نكَب عن التقليد فما يظفر بغير التبليد .. وإذا المعقول جُعل هادياً نَقَعَ بريَه صادياً .. ولكن أين من يصبر على أحكام العقل ؟ هيهات ...
( وربما لقينا من نظر في كتب الحكماء وتبع بعض آثار القدماء فألفيناه يستحسن قبيح الأمور ) ..
فنحنُ إذ نثور على أتباع التقليد الغبي الأعمى فإنما نثور على جانب من التراث بجانب آخر منه .. فأبو العلاء الثائر على المقلدين هو نفسه جزء من تراثنا . كما أن المقلدين جزء آخر .. فأي سبيل لنا ؟ نحنُ أبناء هذا العصر ؟ يمكن أن تكون أوضح سبيلاً وأهدى . من أن نقلب في الموروث لنأخذ جزءه العاقل المبدع الخلاق . وننبذ جزءه الآخر الخامل البليد ؟ تأخذ جزءه العاقل المبدع الخلاق . لا لنقف عند مضمونه وفحواه .. نبدي ونعيد . بل لنستخلص منه الشكل . كي نملأ هذا الشكل بمضمون من عصرنا وحياتنا ومن خبراتنا .
وإنما قصدت بالشكل هنا ( القيمة) أو طريقة النظر وميزان الحكم . كمن يستعير من صاحبه منظاراً مقرباً أو مكبراً لا لينظر به إلى المشهد نفسه الذي كان ينظر إليه صاحب المنظار بل ليكون له هو مشهده الخاص وإدراكه المتميز الأصيل برغم المشاركة مع الآخر في منظار واحد .
فإذا أخذنا عن الأسلاف منظار العقل الذي استخدموه وهم أشداء أقوياء انبثقت لنا على الفور أسس جديدة نقيم عليها حياتنا الفكرية بدل الأسس السائدة والأسس الجديدة المرجوة هي أسس الحوار الحر الذي تتعادل فيه قامات الناس . وإن تفاوتوا بعد ذلك في سداد الرأي وقوة الحجة . وأما الأسس التي نريد لها الزوال فهي تلك التي تجيء فيها الفكرة من علٍ لتهبط كالقدر على رؤوس الناس وعندئذ يكون الصواب هو المعيار الذي تمليه تلك الفكرة السامية ويكون الخطأ هو الجرأة على مناقشتها فضلاً عن الجرأة على تجريحها والتمرد عليها .
الأصل في الفكر .. إذا جرى مجراه الطبيعي المستقيم هو أن يكون حواراً بين ( لا) و ( نعم ) . وما يتوسطهما من ظلال وأطياف . فلا الرفض المطلق الأعمى يعد فكراً ولا القبول المطلق الأعمى يعد فكراً ففي الأول عناد الأطفال وفي الثاني طاعة العبيد ..
علم البشر أقصاه معرفة تحتمل البدائل . نُرجح فيها بديلاً عن بديل . فما من فكرة إلا وتحتمل أن يكون نقيضها هو الصواب . وكل ما يسعنا ونحنُ نفكر في مشكلة معروضة هو أن نتقصى جميع الممكنات .ليقوم بينها حوار .
يُثبت أحدها ويقصي سائرها . وغالباً ما تتمثل هذه الممكنات الكثيرة في أفراد كثيرين . كل منهم يعرض حلاً ممكناً على أنه هو الرأي الذي يراه . ومن الأخذ والرد خلال عملية الحوار نقبل من الآراء المعروضة ما نقبله ونرفض ما نرفضه ؟ على أن القبول هنا يكون قبولاً لما نظن أنه الخطأ وهذا الظن الذي هو سمة لا مندوحة عنها في فكر البشر . هو الذي يجعل الصواب المقبول صوابً يحتمل الخطأ . كما يجعل الخطأ المرفوض خطأ يحتمل الصواب . وبمثل هذه النظرة إلى نعم و لا يصبح نسبياً ما حسبناه بادئ الأمر مطلقاً ويصبح مبصراً ما كان بادئ الأمر مكفوف البصر في مواقف القابلين والرافضين
لم تكن مصادفة أن أخذ سقراط يطوف في الأسواق محاوراً كلا ولا هي مصادفة أن ساق لنا أفلاطون فكرة في حوار . ولكنه كان في الحالتين أمراً مدبراً منهما مقصوداً ليكون أمام الناس من بعد بمثابة الإعلان عن حرية الفكر كيف تكون .. بل ليكون بمثابة الإعلان يعلنه الفكر ذاته في أول مرحلة له على طريق التاريخ .
( فما قد كان قبل تلك المرحلة إنما كان اعتقادات تؤمن بها القلوب أو تطبيقات شهدت بنجاحها الممارسة والفعل).
أقول إن أسلوب الحوار عند سقراط وأفلاطون قد كان بمثابة الإعلان يعلنه الفكر ذاته في أول مرحلة له على طريق التاريخ . بأنه يريد لنفسه أن يكون سؤالاً وجواباً أخذاً وعطاء يريد لنفسه أن يكون حصيلة مداولة ومجادلة ومقاولة تنصب على العقدة المعروضة للحل إلى أن تنحل العقدة خيوطاً خيوطاً .
وحتى تنفصل لحمة المشكلة عن سداها . وتتعرى هياكل الأفكار والمذاهب عندئذ نبصر في جلاء أين في تلك الأنسجة مصادر الخطأ وأين فيها موارد الصواب .. أين في بنيانها حكم العقل وأين نزوة الهوى ؟ حتى إذا ما غربلنا الخليط وأبعدنا الغلال عن الحصى . كان لنا عندئذ أن نضم الصواب إلى الصواب فتكتمل في أذهاننا صورة الحق الذي نسير به على صراط الهدى .
تلك هي طبيعة الفكر الحر .. أن يكون حواراً متعادل الأطراف .. لا يأمر فيه أحد أحداً ولا يطيع فيه أحد أحداً .. إلا بالحق .. ليس فيه رجحان للموتى عللا الأحياء ولا تفضيل لطائفة من الأحياء على طائفة أما إذا أنقلب الوضع وانعكس .. فأصبح ما نسميه فكراً هو أن يأمر آمرٌ ليصدع بأمره مطيع .. واختُصر الطريق الذي كان بين المتحاورين جيئة وذهاباً فبات طريقاً في اتجاه واحد .. أعني أن يكون جيئة ولا ذهاب .. أن يكون هبوطاً ولا صعود أن يكون قولاً من هناك وسمعاً وطاعة من هنا . فعندئذ قل على حرية الفكر السلام ..
ومن يتوهم في نفسه الحرية يومئذ يكن كالحجر الذي تحدث عنه سبينوزا في الكون الذي صوره محتوم السير :
فنظام الكون المجبر يقتضي أن يُلقَى الحجر وأن يتخذ المسار الفلاني .. وأن يسقط عند النقطة الفلانية من الأرض . في اللحظة الفلانية من لحظات الزمن .. لكن الحجر ( في سيره المجبر المرسوم).. إذا فرضنا أنه ذو وعي يعي ولسان ينطق .. لسمعناه يقول : إنه قد قرر لنفسه أن يسير حيث يسير , وأن يقع على الأرض حيث يقع .
للحديث بقية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفكر الحر = الانسان الحر
ياسمين يحيى ( 2009 / 4 / 30 - 21:30 )
اسعد الله مسائك استاذ شامل . لايستطيع أي انسان في الدنيا أن يفكر فكرا حرا مادام مؤمنا بأي دين من الاديان لأن الاديان لاتسمح بالتفكير خارج حدود منظومتها الفكرية . مثلا انا عمري ما تجرأت أن افكر تفكير حر وشامل في كل شيئ فالكون الا بعد ماتحررت من الدين واكتشفت بعد ذالك حجم البلاده التي يفرضها الدين على العقل لأني شعرت أني قادره على التفكير بعمق واستنتاج امور كثيرة من خلال ذاك التفكير واصبحت ادرك وأعي بشكل افضل بكثير من السابق وصارت البرامح الحوارية سواءا سياسية او اجتماعية او دينية المهم أنها حوارية ، اجمل هواياتي .. ياالله مره حلو التفكير والحوار الفكري .. شكرا استاذ شامل على هذا الموضوع الجميل واتمنى الاستمرار فيه . رغم أني كنت متوقعة مقالتك اليوم عن المرأة السعودية زي ماوعدت بس كمان الفكر أهم .مش أهم من المرأة أهم من المقالة اللي عن المرأة . / ياسمين


2 - السيدة ياسمين
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 30 - 22:44 )
مساء الخير . شكراً جزيلاً أنا وعدتك وأتمنى أن يتم النشر فنحنُ لا نستطيع التحكم في هذه المواضيع وللموقع أولويات هو أدرى بها. إلا أنني على ثقة تامة بأن الموقع ينشر المقالات المهمة وخصوصاً ما يخص المرأة في عالمنا الإسلامي بصورة عامة والعربي بصورة خاصة. تمنياتي لك بالخير مع وافر الاحترام


3 - شكرا لك.
ياسمين يحيى ( 2009 / 5 / 1 - 01:04 )
شكرا استاذ شامل على اهتمامك وانا اتفهم هذا كثيرا ولكني توقعت أن تنزل اليوم لا اكثر. والظاهر أني ماأنفع اكون فلكية لكن أنفع اكون قارئة لمقالاتك الجميلة والمفيدة .. على فكرة استاذ شامل أنت تعيش في العراق ولا خارجه ؟ اذا مافي احراج . وشكرا


4 - كلام جميل
عدنان عاكف ( 2009 / 5 / 1 - 07:20 )
الأستاذ1 شامل
أضم صوتي الى صوت السيدة ياسمين يحيى وأتفق مع كل ما ورد في تعقيبها، مع ان ما ورد في المقال لا علاقة له بالدين. لكني وبصراحة لم أستطع ان أحدد أين ينتهي كلام المفكر نجيب زكي محمود، وأين يبدأ كلامك . بصراحة ان ما ورد في المقال يهمني جدا، لذلك أود ان أعرف بدقة من أجل التوثيق.


5 - تعقيب
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 1 - 10:50 )
سيدتي ياسمين . شكراً جزيلاً أقول لك لم يسألني أحد من قبل ولكن لإجلك سوف أقول . بعد 2005 تنقلت بين عمان سوريا بيروت ولم أستقر لحد الآن في بلد معين ولكنني أعتقد أن عمان سوف تكون المطاف الأخير . مع وافر الاحترام . الدكتور عدنان . عند إكتمال المقالة سوف تتضح وجهة نظر الدكتور زكي نجيب محمود من موقفه من التراث وكيف يكون الإنسان حر التفكير وما هو الفرق بين الاكراه على الاراء وبين غيرها بضرب أمثلة بخصوص الموضوع . شكراً سيدي الفاضل


6 - اللبراليون العرب
مختار ( 2009 / 5 / 1 - 11:33 )
اللبراليون العرب الذين درسوا في الغرب اللبرالي أمثال طه حسين وزكي نجيب محمود وغيرهم كثير، عادوا إلى بلادهم وكلهم عزيمة واستعداد لنقد موروثنا الفكري وتخليصنا من همنته التي طالت أكثر مما يجب، ومساعدة الناس على كيفية التعامل معه بإيجابية.
المؤسف أن هذه المجهودات ذهبت سدى لأن حراس التراث وحراس الحقيقة تكالبوا عليهم وأردوهم أرضا وقضوا على حركتهم النهضوية وهي لا تزال جنينية.
لقد تعرض هؤلاء المفكرون لإرهاب فكري من اليمين ومن اليسار: من اليمن قامت عليهم القيامة من قبل رجال الدين واتهموهم بمعاداة الإسلام أو بالجهل بالزندقة وحاصروهم في المدارس والجامعات وحالوا دون استفادة الأجيال من أفكارهم ومن حركتهم العقلانية.
من اليسار تصدى لهم الماركسيون واتهموهم بالولاء للفكر البرجوازي وكان هذا كافيا لانفضاض المتعلمين عنهم خاصة من اليساريين الذين كانوا أكثر استعدادا للاستفادة منهم.
وها هو التاريخ ينتقم لهم مرة أخرى ويكشف لنا كم كانت الفائدة أعظم لمنطقتنا لو تمكن هذا الفكر اللبرالي الديمقراطي الحر من شق طريقه نحو عقول الناس.
تحياتي أخ شامل


7 - بفضله
مختار ( 2009 / 5 / 1 - 11:52 )
أعود مرة ثانية لأشيد بفضل الدكتور زكي نجيب محمود علي وعلى كثير من رفاقي عندما قرأنا، منذ حوالي أربعين سنة، كتابه القيم (المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري)، ورغم أننا كنا مراهقين وعاجزين عن الإلمام بكل أطروحاته إلا أنها كانت الشرارة التي أنارت لنا الدرب وراحت تخرجنا من الموقف التقديسي الساذج المنبهر الأعمى أمام الدين ورجال السلف وتجعلنا نتجرأ على الشك وعلى النظر إلى هؤلاء الأسلاف نظرة أنزلتهم من عليائهم إلى مجرد بشر يخطئون ويصيبون، وهذه أول خطوة نحو فهم موروثنا وإحداث القطيعة مع كل سلبياته.
هذا الكتاب لا يزال إلى اليوم يكتسي راهنية وأهمية لكل من يريد فهم التراث.
معركتنا المتواضعة مع التراث توقفت عندما اتجهنا يسارا واقتنعنا أن الأولوية في تعاملنا النضالي مع الناس يجب أن تعطى للنضال من أجل الطبقة العاملة والاشتراكية والشيوعية، أما النضال من أجل مزيد من العقلانية في حياتنا ومن أجل الديمقراطية ومختلف الحريات فلم تكن من أولوياتنا.
فما أفدحها خسارة
شكرا شامل مرة أخرى على هذه الفرصة


8 - الأستاذ مختار
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 1 - 12:37 )
سيدي الفاضل . لعلي أكون مبالغاً بعض الشيء فأنا عندما أقرا له لا أستطيع أن أتوقف ؟ ولا أدري حقيقة لماذا وقد أستمر لساعات عدة وعندما أخذ قسطاً من الراحة أعود إليه بنفس الشوق .كم أتمنى أن يكون لدينا المئات من أمثاله ولكن هيهات ؟؟؟ سوف أحاول تكملة المواضيع التي تعرض وجهة نظره من التراث لانها حقاً رائعة . مع وافر الاحترام سيدي الفاضل


9 - تعليق على تعليق
عدنان عاكف ( 2009 / 5 / 1 - 15:33 )
الأستاذ مختار - التعليق -6 - م
اذا كان اليسار العربي فعلا قد اقترف خطأ بحق التراث ودراسته هو انه ترك الساحة للسلفيين المتعصبين من التيارين القومي والإسلامي. ومع ذلك فان الشمس لا يمكن ان تحجب بغربال: اليك يا سيدي هذه الأسماء التي كما أعتقد كافية لتنفي ما ورد في تعقيبك حول محاربة اليسار لليبرالين الذين تصدوا لدراسة التراث من منظور جديد:
محمود أمين العالم، ناصر أبو زيد ، أحمد عباس صالح، رفعت السعيد، هادي ، العلوي، حسين مروة، مهدي عامل، الطيب تيزيني، صادق جلال العظم، وغيرهم


10 - عناية الدكتور عاكف
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 1 - 19:18 )
ليس دفاعاً عن الاستاذ مختار ولكن نحنُ عرضنا وجهة نظر الدكتور زكي نجيب محمود من التراث . فعلاً وبدون ادنى شك هو وغيره محارب من قبل الماركسيين لان ما يطرحه مخالف لعقيدتهم . الدكتور زكي نجيب بعد أن تعلم في الغرب عاد وفي ذهنه أن نأخذ من الغرب كل شيء إلا أنه وبعد فترة تراجع عن موقفه وسعى في عمل مقارنة بعد أن قرأ التراث وأستخلص منه مفاهيم على ضوء ما تعلمه في الغرب إلا أن هذا لايعني أنه تخلى عن مبادئه الليبرالية فهو يُعلنها مدوية أن الحل عند الاوربيين والامريكان وهذا معلوم للجميع . أما ماذا تنتظر مني أنا فسوف أقول لك . لا تنتظر شيء لانني سوف لن أضيف حرفاً واحداً على مفهوم التراث عند الدكتور زكي نجيب خوفاً من تشويهه . ولكن بالمقابل أنا مؤمن بكل حرف مما قاله الرجل في فهمه وموقفه من التراث وسوف يتبين لك ذلك في الجزء الثاني والاجزاء اللاحقة . . الذي دعاني إلى نشر وجهة نظر الدكتور زكي هو أمنياتي أن نفهم ما معنى التراث على ضوء ما جاء به . مع وافر الاحترام


11 - تعليق على تعليق على تعليق
مختار ( 2009 / 5 / 1 - 19:42 )
السيد عدنان عاكف، لقد تعرض محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس لطه حسين ونجيب محفوظ والعقاد بالنقد الحاد بحجة أن ما كتباه كان يعبر عن مصالح البرجوازية (أنظر كتاب : في الثقافة المصرية 1954) كما تعرض مهدي عامل وهو من كبار النقاد الماركسيين لزكي نجيب محمود من نفس المنظور (أنظر كتابه: أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازية العربية) وأيضا انتقد حسين مرة الاتجاه العقلاني العربي في (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية).
المؤسف أن بعض هؤلاء الماركسيين تعرض للاغتيال من قبل الفكر الإسلامي الظلامي الذي عمل طه حسي وزكي نجيب وغيرهم على محاربته وتخليص الناس منه (مثل مهدي عامل وحسين مروة وغيرهما كثير).
كلامي لا يعني الانتقاص من إبداعات الماركسيين العرب، وإنما يعبر عن اعتقادي (الآن) أن ذلك الصراع ما كان يجب أن ينشب بين هذين التيارين، وهو حسب رأيي كان سابقا لأوانه لأن مجتمعاتنا كانت تتخبط في الفكر الديني الإقطاعي، وكان يجب إعطاء الأولوية للتنوير وليس للصراع الطبقي ولا لمحاربة البرجوازية اللذين لم يكونا موجودين أصلا. وحتى اليوم فأنا على قناعة أن التناقض الرئيسي عندنا ليس بين الفكر الماركسي والفكر البرجوازي بل يجب أن يتحالفا من أجل هزيمة الاستبداد والفكر الديني الإقطاعي.
شكرا أستاذ

اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته