الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا إنفلونزا الخنازير

طارق قديس

2009 / 5 / 2
المجتمع المدني


مازالت عالقة في الأذهان حتى الساعة بين الناس مصطلحاتٌ متعددة في ذهنية الإنسان المعاصر، مثل : جنون البقر، وإنفلونزا الطيور، حيث أصابت العالم فيما مضى لوثة مرضية اسمها "جنون البقر" ، مما تسبب بقتل ملايين الأبقار في العديد من البلدان التي تمتلك مزارع كبيرة للأبقار على أرضها . إلا أن الكرة الأرضية لم تكد تهدأ من تلك اللوثة حتى أتتها ضربتٌ جديدة أطلق عليها "إنفلونزا الطيور"، وهو مرضٌ فتاك لم تنفكَّ المنظمات العالمية تكافحه، وتحاول سد البؤر التي يتفشى فيها. هذا ولم يسلم منه الوطن العربي حتى أنه للساعة مازالت تظهر فيه حالات هنا وأخرى هناك، دون أن يتمكن أحدٌ من وضع حدٍّ له.

وفيما العالم يعاني من تداعيات الأزمة المالية الخانقة، ولم تكن بعد جراحه من مرض إنفلونزا قد دملت، فوجئ العالم بإعلان المكسيك يوم الجمعة 24 نيسان 2009 عن وفاة عشرات الأشخاص جراء إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، وهو ما دعا رئيس البنك الدولي روبرت زوليك للإعلان عن تقديم قرض بقيمة 25 مليون دولار للمكسيك للتصدي للفيروس المميت.

ولعل خطورة هذا المرض الحديث هو ما دعا لجنة طوارئ خاصة تابعة لمنظمة الصحة الدولية للاجتماع في جنيف للبحث في إمكان رفع مستوى التحذير من المرض ، وهي التي لم تتهيب من الإفصاح عن مخاوفها حياله، وذلك بأن يتحوَّل المرض إلى وباء عالمي ، خاصة وأنه قد تأكد من أنه يمكن للمرض بأن ينتقل بين شخص وآخر عن طريق الهواء.

وهنا كان السؤال: أليست إنفلونزا الخنازير حكراً على الخنازير فقط؟

أما الجواب فقد كان بأن هذا ما كان يعتقد في الماضي، إلا أنه قد ثبت أخيراً أنه بالإمكان انتقال فيروس هذا المرض من الخنازير إلى البشر عندما يكون هناك اتصال مباشر بين الإنسان والخنزير المصاب.

ومن الطريف في مكان التعريج على زيارة الرئيس أوباما الأخيرة للمكسيك في السادس عشر من نيسان العام الحالي، حيث صافح الرئيس عالم آثار مكسيكي توفي بعد 24 ساعة من لقائه به نتيجة إصابته بالإنفلونزا القاتلة، وهو ما آثار المخاوف لدى الأمريكيين من أن يكون رئيسهم قد أصيب بالمرض، إلا صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قد أفادت بأن الرئيس الأمريكي غير مصابٍ بمرض إنفلونزا الخنازير.

وهنا علينا أن نقول بأن مثل هذا المرض، وما سبقه من أمراض خطيرة، كانت نتاجاً سيئاً لفوضى التطور العلمي الحديث ، حيث أن التطور العلمي قد تسبب بظهور هذه الأمراض في حياة الإنسان، نتيجة الغذاء المصنع، والمواد الكيميائية، والتلوث البيئي، وغيره من المسببات.

الأمر الذي يحدونا للقول بأن ندعو المنظمات الإنسانية والتي تعنى بشؤون المحافظة على البيئة لبذل المزيد من الجهود للوصول إلى مجتمع إنساني متحضر واعٍ مثالي، يهتم بالعيش في بيئة طبيعية صحية ، ليس فيها تطور سلبي يحمل في طياته بذور فناء الإنسان بدلاً من بذور الحياة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة