الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجه التشابه و التباين بين نابوليون بونابارت وأدولف هتلر

بطرس بيو

2009 / 5 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن شخصيتا نابوليون بونابارت و أدولف هتلر من أكثر الشخصيات التأريريخية شهرةًً فهما يتشابهان في بعض الأحداث التي قامابها و يتباينان في غيرها. فقد وصل بونابارت إلى الحكم كقنصل أول في إنقلاب عام 1799 ثم نصب نفسه إمبراطورا عام 1804ً بينما نجح هتلر في إنتخابات ديموقراطية و إحتل منصب مستشار لهندنبرج رئيس الجمهورية في حينه و لكن كلاهما – بونابارت و هتلر - إستبدا في الحكم و شكلا كل منهما دكتاتورية مطلقة.

سيطر الإثنان سيطرة شبه تامة على أوربا و إشتبكا في حرب ضد الإمبراطورية البريطانية و حشدا جيشيهما على ساحل بحر المانش مهددين الجزر البريطانية بالغزو ولكن أي منهما لم يتجرأ تحقيق تهديداته.

فنابوليون عدل عن الغزو لأنه خسر القسم الأعظم من أسطوله في معركة الطرف الأغر ضد الأسطول البريطاني تحت قيادة اللورد نلسون فلم يتجرأ القيام بهذه المغامرة والأسطول البريطاني بكامل قوته.

أما هتلر فكان يأمل إضعاف القوة الجوية البريطانية قبل القيام بالغزو و هذا ما لم يستطع تحقيقه إذ أن القوة الجوية الألمانية تكبدت خسائر فادحة في غاراتها على الجزر البريطانية بسبب تفوق طائرات الفانتوم البريطانية المحاربة على الطائرات الألمانية القاصفة في معركة بريطانيا الجوية. و قد يكون السبب الآخر خشيته أن تتعرض مؤخرة جيشه لهجوم مفاجئ من الإتحاد السوفييتي في حالة قيامه بغزو الجزر البريطانية. لذا فإنه عزم القضاء على القوة القتالية للإتحاد السوفييتي قبل قيامه بعملية الغزو.

و نابوليون إحتل مصر أما هتلر فكان على قاب قوسين أو أدنى من إحتلالها فقد وصل روميل قريباً من الإسكندرية و لولا أن هتلر رفض تزويده بالمساعدات التي طلبها لكان بإمكانه إحتلال مصر و إحتمال التوغل في الشرق الأوسط.

و كلا الرجلين تكبدا خسائر فادحة في هجومهما على روسيا فنابوليون رغم أنه وصل إلى موسكو و إحتلها و لكن بعد أن هجرها سكانها و أحرقوها إضطر إلى الإنسحاب بما تبقى من جيسشه. فمن الأربع مائة ألف جندي الذين ساقهم نابوليون على روسيا لم يبقى منهم سوى إثنين و عشرون ألفاً بعد إنتهاء المعركة. و الخسائر في الأرواح التي تكبدها الجيش الفرنسي كانت بسبب المرض و البرد القارص و شحة المواد الغذائية و ليس بسبب المعارك الحربية. فكوتوسوف القائد الروسي كانت خطته عدم المواجهة بل الإنسحاب و ترك مقاومة المحتل للطبيعة وللجنرال "شتاء". حتى يقال أن كوتوسوف كان يغط في نومه في الإجتماعات التي كانت تعقد لبحث الخطط الحربية.

و هتلر قام بهجوم مفاجئ على الإتحاد السوفييتي بعد ان عقد مع ستالين معاهدة سلام و أطلق على المعركة أسم "بارباروسا" . و فريدريك بارباروسا أسم إمبراطور الإمبراطوية الرومانية المقدسة الذي قاد الحملة الصليبية الثالثة. ومعركة بارباروسا هي التي أدت إلى إنهيار الجيش الألماني الذي كان يعتبر من الجيوش التي لا تقهر. فقد تكبد الجيش الألماني و حلفائه في هذه المعركة مايقارب أربعة ملايين جندي بين قتيل و أسير.

أما من ناحية التباين بين الإثنين فنابوليون كان من أقدر القواد العسكريين في التأريخ إن لم يكن أقدرهم قاطبةً فالمعارك التي قادها بعبقرية متفوقة تدرس في كافة الكليات الحربية أما هتلر فقد إرتكب أخطاء أدت إلى عواقب و خيمة كرفضه إنسحاب الجيش السادس من ستالينكراد بعد أن أتضح أنه لم يعد بإمكانه المقاومة مما أدى إلى أسره بالكامل. و إضعافه جبهة موسكو لتحويل الهجوم الرئيسي لإحتلال ستالينكراد مما أدى إلىعدم إمكان الجيوش الألمانية التي هاجمت موسكو من إحتلالها. فإحتلال موسكو قد كان سسيؤثر تأثيراً بالغاً على معنويات الجيش السوفييتي.

ثم أن نابوليون أجرى إصلاحات جذرية في القانون الفرنسي و يلقب القانون الذي أحدثه ب "كود نابوليون" حتى يومنا هذا أما هتلر فكان مصاب بعقدة التفوق العنصري و إشتهر بالمذابح الرهيبة التي قام بها لملايين اليهود و المعارضين من الجنسيات الأخرى. فمعسكرات الإعتقال بوشنفولت و داشاو و غيرها غنيين عن التعريف.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر