الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الحر2 من 2 ...

شامل عبد العزيز

2009 / 5 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أسَ البلاء في مجال الفكر هو أن يجتمع السيف والرأي الذي لا رأي غيره في يد واحدة . فإذا جلا لك صاحب السيف صارمه وتلا عليك باطله زاعماً أنه هو وحده الصواب المحض والصدق الصراح . فماذا أنت صانع إلا أن تقول له ( نعم ) . وأنت صاغر ؟ هذه صورة رسمها أبو العلاء بقوله :
جلوا صارماً وتلوا باطلاً وقالوا : صدقنا . فقلنا نعم .
وهكذا كانت الحال في جزء من تراثنا . هو الجزء الذي ندعو إلى طمسه ليموت . فلقد يكون للأمير أو للوزير رأي . فيكون الويل عندئذ لمن خالف . يجلس الأمير أو الوزير ورأيه في رأسه . والسيَاف إلى جواره . ثم يَمثلُ المخالف بين يديه . وفي مثوله هذا يكون الختام . وهل تظن أن صاحب السلطان عندئذ يقصر حكمه على المعلن المنطوق من فكر خصمه ؟ لا . والله . فإنه ليكفيه أحياناً أن تكون الفكرة قد دارت في سريرة الخصم دون أن يعلنها أو ينطق بها .. فانظر مثلاً إلى موقف الخليفة المهدي من بشار :
دعا المهدي بشاراً إلى حضرته . وأحضر معه النطع والسياف .
قال بشار : علام تقتلني ؟
أجاب المهدي : على قولك :
ربً سرَ كتمتُه فكأني أخرس أو ثنى لساني عقلُ
ولو أني أظهرت للناس ديني لم يكن لي في غير حبسي أكل
فقال بشار : قد كنتُ زنديقاً . وقد تُبتُ عن الزندقة .
أجابه المهدي : كيف وأنت القائل ؟
والشيخ لا يترك عاداته حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى غيه كذي الضنى عاد إلى نكسه
لكن غافله السياف . فإذا رأسه يهوي على النطع ..
وقضي على الشاعر . لم ينفعه كتمان رأيه ولم يشفع له أن أعلن توبته . وإنا لنسأل : ماذا لو كان على عقيدة تخالف عقيدة خليفة المسلمين ؟ ألم يكن يكفي هذا الخليفة أن يقول لمن خالفه : لكم دينكم ولي دين ؟
وانظر إلى قصة الحلاج المتصوف بعد بشار الشاعر . قال هذا المتصوف ما قاله عن مذهبه في الحلول وناظره علي بن عيسى الوزير . وضاق به . فقال له أخر الأمر :
تعلَمك لطهورك وفرضك أجدى عليك من رسائل أنت لا تدري ما تقول فيها .. ما أحوجك إلى أدب ..
لو أقتصر الوزير على المناظرة رأياً برأي ومذهباً بمذهب . لما وجدنا في الأمر إلا ما يدعونا إلى الزهو بماضينا الفكري . أما هذه الخاتمة المنذرة التي ختم بها الوزير حديثه . وهي أن الحلاج في حاجة إلى وزير يؤدبه فتلك هي الطامة. لان السلطة عندئذ تختلط بالرأي ولقد حدث بالفعل أن أمر السلطان بضرب الحلاج ألف سوط وبقطع يديه ثم بإحراقه بالنار .
كان ذلك إذن مصير شاعر اختلفت عقيدته وكتم اختلافه في صدره ابتغاء التقية فما افلح معه كتمانه..
ومصير متصوف ذهب في تصوفه مذهباً لم يقبله أولو الأمر . فكان جزاؤه ما كان من ضرب بالسياط وتقطيع لليدين وإحراق بالنار . فانظر بعد ذلك إلى قصة أديب ناثر وحكيم لا يزال إلى يومنا هذا نقرأ له أدبه الساحر وحكمته النافذة .. هو ابن المقفع .
كان بالبصرة عندما كان سفيان بن معاوية نائباً عن الخليفة فيها وكان بين الرجلين ( سفيان وابن المقفع) مناوشات ومغايظات لم يخلُ بعضها من ظرف وفكاهة كأن يكون سفيان كبير الأنف فيتعمد ابن المقفع إذا ما دخل عليه أن يقول : السلام عليكما . كأنما أنف الرجل لضخامته رجل آخر يصاحبه . وكان يقول سفيان ذات يوم لابن المقفع رداً على قول ابن المقفع عن نفسه إنه ما ندم قط على سكوت : صدقت . فالخرس لك خير من كلامك .
وهكذا أخذ الرجلان يتبادلان قوارص الكلمات لكن مع هذا الفارق الكبير وهو أن أحد الرجلين كان ذا سلطان وأما الآخر فبضاعته أدب وفكر . فلبث صاحب النفوذ والجاه يدس لصاحبه عند الخليفة المنصور في بغداد حتى ظفر منه بالإذن أن يقتل الأديب الحكيم . فهل يقتله كما يقتل المجرمون ؟ لا . فللأدباء الحكماء ضروب أخرى من التعذيب . فقد أحمى سفيان لفريسته تنوراً وجعل يقطع من جسم ابن المقفع شريحة بعد شريحة . وهو حيَ ويلقي بالشريحة في التنور . ليرى المسكين أطرافه كيف تقطع ثم تحرق . قبل أن تحرق بقيته دفعة واحدة آخر الأمر . هذا بالإضافة إلى مسألة خلق القرآن وغيرها الكثير ...
لا لم يكن في ساحة الفكر عند الأسلاف حوار حر إلا في القليل النادر . وفي مواقف لم تكن بذي خطر كبير على سلطة الحاكم . وكيف يكون والحوار إنما يتم بين أنداد ذوي قامات متقاربة وأوزان متكافئة ؟ أما وساحتنا لا تعرف هذا التكافؤ ولا ذلك التقارب في الأوزان والقامات . اللهم إلا في المبادئ النظرية التي كادت لا تشهد العمل والتطبيق وكل الذي تعرفه هو أن تعلو فيها نخلة واحدة أو قلة من نخيل .. ليحيط بها كلأ قصير فإذا ما دفعت حرارة التربة ذلك الكلأ أن يرتفع برؤوسه جُذت رؤوسه لتظل قريبة من مواضع الأقدام .
هذه كانت ساحة الفكر . وتلك هي كائناتها فهي بطبعها ترفض أن يدور على أرضها حوار إذ لا يكون حوار بين نخيل ونجيل .. وفيم العجب ؟ ألسنا قوماً على الفطرة ؟ تلك إذن هي سنة الفطرة : فهل ترى في الفضاء نقاش الأقران دائراً بين سباع الطير وبغاثها ؟ وهل تجري مفاوضات في الغاب إلا في الأساطير والحكايات .. بين الليوث والغزلان ؟ هل علمت بزلزال يتريث حتى ينصت إلى آراء الذين ستنهدم على رؤوسهم السقوف والجدران ؟ هل سمعت ببركان يتروى ليستشير الجيران قبل أن ينفث من جوفه الحمم على ديارهم ؟
تلك هي فطرة الأحياء والأشياء وظواهر الطبيعة .. ونحنُ قوم على الفطرة . فأي عجب إذا سلكنا أنفسنا مع الفطرة ؟ فيما فطرها عليه فاطر الأرض والسماء ؟؟
بل إننا لنزيد على كل هذه الأحياء والأشياء والظواهر في الفطرية درجة .. فقد ورد في التراث أن من الكائنات ما لا يصلح إلا بأمير يؤمر عليه وتلك كما هي في العقد الفريد .. الناس والفأر والفرانيق والكراكي والنحل والحشرات .. هذه الطوائف كلها من الناس إلى الحشرات تأبى ( كما يقول صاحب هذه العبارة) بحكم فطرتها أن يكون الأمر حواراً بين أفرادها .وتريده أوامر ونواهي وزواجر تهبط من الأعلى ليصدع بها الأسفل . وطوبى لمن كان لهم الأمر في تلك الطوائف ناساً كانوا أو حشرات .. طوبى لهم لأن للأمر والنهي ( كما يقول الجاحظ) لذة . أين منها لذة الحواس في طعام أو شراب . بل أين منها لذة الطرب بالصوت الجميل أو لذة النشوة باللون المونق والملمس اللين ؟؟ فسرورك إذا كنت صاحب أمر ونهي هو سرور من طراز فريد حين ينحدر أمر من شفتيك فإذا هو نافذ . وحين توقع بخاتمك فإذا الطاعة على الناس قد وجبت . بل فإذا الحجة العقلية قد ألزمت كل ذي حجة . ولا تقل إنه لم يكن في الأمر إلا بصمة خاتم ..وإنه ليس في بصمة الخاتم عقل ولا حجة ؟ لا . لا تقل ذلك .. لأنك إنما تقوله لجهلك باللذة الكبرى التي تسري في كيانك كله من الرأس إلى القدم ..( إذا جلست من الناس مجلس الأمر والنهي ) . الحيوان للجاحظ ج1 ص 205 .. إنه إذا نزلت الأخبار والأوامر والنواهي من أهل الطوابق العليا إلى أهل الطوابق السفلى ( فالسعيد من قابل الأخبار بالتصديق والتسليم والأوامر بالانقياد والنواهي بالتعظيم ) البداية والنهاية لابن كثير ج1 ص5 ...
وعبثاً تقول للناس إذا قلت لهم إنه إذا كان الأمر لزيد وكأن على عمرو أن يطيع . فالكرامة الإنسانية عندئذ تكون كلها لزيد . والتبعية الخلقية واقعة على عاتقه . وأما عمرو في طاعته للأمر فهو الآلة الصماء يُضغط على أنفه فتتحرك منه الذراعان والساقان .. إنه لا يختار لنفسه ما يصنعه . لان ما يصنعه قد رُسم له في لوح . لا أقول عنه إنه لوح محفوظ . إذ ما أكثر ما يكون لوح الأقدار عند أصحاب الأمر والنهي غير محفوظ .. فتراهم يمحون في غدهم ما كانوا قد خطَوه في أمسهم . وقد شاءت لنا الفطرة أن يستمتع كل بما كتب له فزيد متعته في أن يأمر وينهي وعمرو كذلك متعته في أن ينقاد ويطيع . ومن ذا لا يسره أن يكون كأنجم السماء تدور في أفلاكها وهي لا تدري كيف تدور ولماذا تدور ؟ من ذا الذي لا يسره أن يكون كالشمس والقمر يطلعان بميقات معلوم ويغربان بميقات معلوم ؟
الفكرة عندنا ممزوجة بشخص صاحبها وكرامته . ارفضْها ترفضْه معها واقبلها تقبله . إنها شبيهة بالكلب في قول الانكليز حين يقولون : من أحبني أحب كلبي . أو هي قريبة من بعير المحب وناقة الحبيبة . في تصور الشاعر العربي القديم الذي قال إنه هو وحبيبته يتبادلان الحب . فلم يلبث أن امتد هذا الحب المتبادل أن امتد ليشمل ناقته وبعيرها ( وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري ) .
أما أن تُنزع الفكرة عن شخص قائلها لتوضع على أرض البحث إذ البحث عندنا لا يفرش له بساط إلا في عالم الأمثال السائرة . فيدور عليها النقاش إيجاباً وسلباً . وتصحيحاً وتكميلاً . دون أن يكون في شيء من ذلك كله ما يمس صاحب الفكرة في شخصه ولا في كرامته . حاكماً كان صاحبها أو محكوماً فذلك ليس من طباعنا . ولا هو جزء من كياننا . فإذا ذكرنا أن هذه الموضوعية شرط أساسي أول لأية خطوة يخطوها السائر نحو حياة العلم فَلَكَ أن تستنج من ذلك ما ترى .
ولو كان هذا التوحيد بين الرجل وبنات أفكاره مقصوراً على رجال ليس في أيديهم حل لأمورنا ولا عقد . وليس لبناتهم المحصنات في حياتنا غواية لقلنا للرجل الذي يوحد بين شخصه وفكره : نعم ونعام عين فأحصن بناتك بين ذراعيك حضنا ليجدن الدفء في أنفاسك والعطف من أعطافك . ولا شأن لنا بعد اليوم بك أو بهن . لكن الرجل وفكره وبنات فكره قد يكون ممن له علينا أمر وسلطان . وعندئذ تكون الطامة الكبرى لأننا إذا انتزعنا بناته من بين أحضانه لنجعلهن ملكاً مشاعاً للناقدين . ثار الرجل لكرامته ولن يكون لنا في الأمر عندئذ خيار . لأن صاحب السلطان وقتئذ لن يقول لنا : أنا وبنات فكري وحدة واحدة فإما اخترتمونا معاً وإما نبذتمونا معاً ..لا لن يقول لنا ذلك . لأنه لو قالها فربما اخترنا الثانية . لكنه سيضع قراره في شق واحد له صورة الأمر النافذ . فيقول :
هأنذا و أفكاري معاً وحدة واحدة . وليس لكم في الموقف خيار ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يليق هذا
ماجد ساوي ( 2009 / 5 / 7 - 07:26 )
شامل ..

لا يستغرب من اي انسان ان يخطيء واخطاء فادحة حتى , لطبيعة في تكوين ابن ادم تجعله عرضة للاخطاء والاخطاء ممن لا يفترض فيهم الوقوع في الاخطاء اشد اثرا , اما من لا عول عليهم ولا خوف منهم ولا نفع فيهم فهؤلاء اخطائهم ينظر ايها بعين الاب لا عين القاضي .

-رعونة التفكير الهوسي والمكابرة الفارغة وحب الأذى-

هي عبارة وردت في مقالة لك عن الصحابي الجليل الحسين بن علي رضوان الله عليه , وهي فوق انها اساءة هي حكم خاطىء فلم تكتفي بايراد اساءات الى شخصية اسلامية يكن لها اهل الاسلام قاطبة احتراما لا يفوز بغباره اكبر فلاسفة النهضة الاوربية ولا حتى ببعض غباره , انت ايضا حكمت على فكر الصحابي الحسين برمته وعن بكرة ابيه بانه فكر ارعن , في حين يتحدث مقالك هذا عن الحرية في الفكر وسياف الخليفة ونطع السلطان غير مدرك لضيق في نظرك وقصر في فهمك وقلة في علمك ان ما فعلته هو عين ما تنهى عنه وذات ما تطالب به حرمته على الحسين بن علي , ووصفته بالمكابرة وهي من صفات الفاسقين والضالين وجعلته يحب الاذى ايضا , ولم تمر علي اساءات بهذا الكم واحكام بهذا الجهل في حق اي شخصية غربية فكيف اتت في حق شخصية مكانتها لب الاسلام وقلب الامة والله لم يكن القصد من الاساءات الا هذا اللب وهذا القلب .


2 - أخبار هامة جداً
صديق قديم ( 2009 / 5 / 7 - 08:45 )
شامل
أرسلت لك رسالة على بريدك عبر الموقع ولم تجبني عليها. أرجو أن تكون قد استلمتها.
هل يمكن أن ترسل عنوانك للتراسل المباشر. شكراً
يمكنك الرد على العنوان الآتي:
[email protected]


3 - احياء التراث النير سيساعدنا على دفن التراث المتخلف
عدنان عاكف ( 2009 / 5 / 7 - 08:58 )
في الحلقة الأولى من المقال ( الفكر الحر 1 من 2 ) تمنيت لو ان الكاتب يساعدنا في التمييز بين كلامه وكلام د. زكي نجيب محمود، وذلك لأهمية الموضوع بالنسبة لي ، خاصة اني أفتقر الى أي كتاب من كتب المفكر المصري. عندها أكد الكاتب على ضرورة التحلي بالصبر الى حين نشر الحلقة التالية وسيتضح كل شيء. وها هي الحلقة الثانية تزيد الأمر غموضا، إذ لم يرد اسم د. محمودعلى الاطلاق، مع ان المقال يتضمن فقرات مشابهة لما ورد في الحلقة الأولى: إذا كان ما ورد في هذه الحلقة يعود للسيد شامل عبد العزيز فلابد من الإشارة ان المقال برمته يشكل وجهة نظر أحادية تجاه التراث، وهو التراث الذي ينبغي ان ننساه ونهمله، كما ورد في المقال. ولكن هناك التراث الثاني الذي ينبغي ان نهتم به ونركز عليه، وإحياءهذا التراث سيساعدنا على دفن التراث المضر الذي لا فائدة منه. أما اذا كان الكلام يعود الى د. محمود فان الأمانة التاريخية تقتضي من الكاتب الاشارة الى حقيقة لا يمكن التغافل عنها، خاصة عندما يدور الحديث عن موقف المفكر المصري من التراث. وهذه الحقيقة تقول ان فكر د. محمود وموقفه من التراث والحضارة العربية تغير جذريا، وتحول من موقف الرافض للتراث والداعي الى القبول بالحضارة الأوربية والتمسك بكل منجزاتها المادية والروحية، مع رفض كامل للموروث


4 - الى ماجد ساوي
العراقي ( 2009 / 5 / 7 - 09:49 )
انما قلته يا سيدي هو الصواب وصوتي لك...واستغرابي قائم على اساس انهم يطالبون بحرية الانسان وباحترامه كانسان وينادون بحاجتهم للاحترام بين مجتماعتهم وهم لايحترمون ابسط الاشياء وهي ايمان الانسان بعقيدته لابل يهينون اهم الاشياء عنده كالاله والشخصيات المحترمة ...انا اعرف ان صاحب الفكر يكون محترما للاخر لا ان يهينه ........ان الكثر يا سيدي تفضحهم استفتاءات موقع الحوار المتمدن ....التي تظهر انهم ابواق للاشيء ينادون للحرية وهم مكبلون باطر فكرية مريضة .....!! احسنت سيدي ماجد ساوي


5 - تعقيب على تعقيب
مختار ( 2009 / 5 / 7 - 12:53 )
السيد ماجد ساوي يقول: (من يتكلم عن الفكر والحرية ... لا يسيء لشخصيات لا تستطيع ان تدافع عن نفسها لموتها ولا يجوز على الاموات الا الرحمة وكفى بالرجل جبنا ان يكون خصمه ميتا .)
لا أعتقد أن الشخصيات المؤثرة في تاريخ البشرية هي ميتة فعلا، إلا كأجساد، أما أثرها في الناس من خلال سِيَرها وأفكارها فهو حي لم يمت، بل هي أحيانا أشد تأثير بل واشد وطأة على الأحياء، وهذا هو السبب الذي يدعو بعضنا إلى تعرية تاريخها وبيان مقدار الزيف من الحقيقة فيه.
لهذا أنا أستغرب امتعاضك من تعرض الكاتب للحسين بن علي بالنقد الذي مس مواقفه وأفكاره. وكان الأولى تشجيعه على ذلك لأننا في حاجة إلى تحطيم كل الأبواب الموصدة في وجه النقد بحيث لا يسلم منها أي مخلوق (ولا خالق وهو ليس بقاصر عن الدفاع عن نفسه إذا أراد)، وعلى المعارضين أن يثبتوا بالدليل والحجة أخطاء غيرهم لا أن يعملوا على إسكاتهم بالقمع اللفظي أو المادي.
هذه المواقف والأفكار التي تنسب للحسين وما أخالها كذلك، أصبحت اليوم من قبيل الكرامات والمعجزات التي كانت للأنبياء وماتت بموتهم، أما معجزات الحسين فمازالت تشق طريقها في أذهان الناس وتخدرهم وتحول بينهم وبين اكتساب الوعي العقلاني الذي يبني الأمم الحديثة.
أدعوك إلى تتبع الفضائيات الشيعية، ولعلك تفعل، وكيف


6 - سكرآ شامل
شوقي ( 2009 / 5 / 7 - 14:11 )
أن كل التراث الفكري والحضاري المكتوب لحد الآن هو جزء من هذا التاريخ الذي تدفع ثمنه غالياوهذه المشاكل الكارثية التي نعيشها هي نتاج طبيعي لهذا التراث
والشئ الآخر أن بعض المعلقين و المدافعين عن هذا التراث وسيلتهم هي نفسها التي كتبت عنها
أستاذ شامل كل الشكر لكم في هذه الدراسة العلمية والموضوعية في تسليط الأنظار إلى هذا التراث الذي كتب في قصور السلاطين والذي حدد المعرفة والوعي وأبعد العقل
وهنا أسأل ما هو المريض الباحث العلمي للتاريخ والتراث أم الحالم بعودة أمجاد تراثه وعودةسيوفه وشكرآ


7 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 7 - 17:33 )
الأستاذ شوقي . أنا ممتن جداً لك ولتشجيعك أتمنى لك التواصل مع وافر الأحترام . الأستاذ مختار . أطلعت على مقالتك يوم أمس أتمنى أن تتواصل في طرح أفكارك النيرة لاننا بحاجة إلى المزيدوأقول أنا لاأحب الاصطياد بالمياه العكرة ولاأحب القيل والقال . فكل شيء واضح وجلي إنما المشكلة تكمن في اراء الذين يحاولون طرح مفاهيم بعيدة عن صلب الموضوع وبصراحة ليس من باب التعالي على أحد فانا أبسط ما أكون أقول للجميع الرأي الذي لا يهمني وغير ذي فائدة لا ألتفت إليه مهما كان صاحب هذا الرأي فأنا لا أتعامل مع الأشخاص بل بما يحملون من أفكار وهذا هو المهم فان توافقت الاراء كان بها وأن أختلفت وفي حدود الأدب وبدون تلميح وغمز ولمز ومحاولة إنتقاص بطرح أسئلة قد جاوبنا عنها في المقال السابق فاختلاف الاراء لا يفسد للود قضية . شكراً سيدي الفاضل مع وافر الأحترام


8 - ط§ظ‡ظ„ط§ ط¨ط§ظ„ظپظƒط±
ظٹط§ط³ظ…ظٹظ† ظٹط­ظٹظ‰ ( 2009 / 5 / 7 - 18:25 )
ظ…ط³ط§ط¦ظƒ ط³ظƒط± ط§ط³طھط§ط°ظٹ ط´ط§ظ…ظ„ .. ظ…ظ‚ط§ظ„ ط±ط§ط¦ط¹ ط±ط§ط¦ط¹ ظˆط§ظ†طھ ط§ط±ظˆط¹ .. ظˆطµظ„طھظ†ظ†ظٹ ط±ط³ط§ظ„طھظƒ ط§ظ„طµط¨ط§ط­ظٹط© ط§ظ„ط¬ظ…ظٹظ„ط© ظˆط§ط´ظƒط±ظƒ ط¬ط¯ط§ ط¹ظ„ظٹظ‡ط§ . طھط­ظٹط§طھظٹ .

اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته