الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة صور الزعماء مرة أخرى

سلام الامير

2009 / 5 / 3
المجتمع المدني


عادت ظاهرة التسابق لزرع اكبر عدد ممكن من صور الزعماء السياسيين حفظهم الله وحماهم من كل سوء ونعني بالزعماء هم زعماء الاحزاب الاسلاموية ومؤسسوها وهذه الظاهرة لم تنتهي قط لكن كانت تمر بادوار عصيبة لبعض إتباع بعض القادة فالقائد الفلاني إذا كان اتباعه في مراكز القرار العليا فانه بخير وصوره تملأ الساحات والازقة الضيقة بل حتى المساجد والمحال التجارية وليس مهماً إن هذا الزعيم زعيم واقعي حي أو يكون متوفي بمعنى انه تُستمد منه الزعامة وتُوخذ منه الحكمة السياسية وان كان ميتاً وإذا كان الزعيم من هذه الشاكلة إي في العالم الأخر فالمسالة لا تقتصر على تزيين الساحات والشوارع بصوره البهية بل يتعدى الأمر إلى اقامة مناسبات سنوية لذكرى رحيله وفي هذه الحالة تتوقف الحياة وتُعطل الدوائر وتُكتسي الشوارع والساحات بالسواد ويعم الحزن على البلاد

يقال اننا نعيش في عصر الذرة عصر التطور عصر السرعة عصر يكون العالم كالقرية ؟ هذا كله خارج العراق اما في العراق فنحن ومما يُدمى له القلب اننا ما زلنا نعيش في عصر صورة وتماثيل الابطال من رؤساء الاحزاب عصر هدر الوقت وهدر المال على امور لا تستحق مجرد التوقف عندها أو صرف فلسا واحدا من اجلها
فما قيمة صورة فوتغرافية لشخص قد يكون رئيس أو مؤسس حزب سياسي حي أو متوفي فانها لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تسد فراغاً

فمتى يقتنع هؤلاء المتخلفون اننا في زمن التطور ومتى يكفوا عن توسيخ الساحات والشوارع العامة بصور زعمائهم التي تملأ البلاد وانه لا يوجد احد من العراقيين لا يعرف اؤلئك القادة الوهميين ويكفينا إن نراهم على فضائياتهم ونسمع كلامهم وخطبهم عبر اذاعاتهم ومكبرات الصوت المزعجة في مساجدهم التي هي مساجدا ضرار كما يصفها القران الكريم
كفاكم تعظيم وتمجيد لمن تحبون ولا تفرضوا ذلك على الامة وان عليكم إن تتعاملوا مع الشعب تعاملا حضاريا وان هناك وسائل اقناع متعددة غير الصور ولا تعبر الصورة الموضوعة على الطرقات إلا عن عجز وانهزام اؤلئك الذين وضعوها في طريق الناس ظناً منهم إن الناس عندما يشاهدون فخامة الزعيم سيحبونه وعلى قدر حجم الصورة تكون المحبة وبقدر جمالية الصورة يكون الاخلاص
إن هذه الظاهرة مرفوضة وهي غير حضارية وان من حق الشعب إن يعبر عن استياءه من هذه الصور ويحق لأي فرد إن يقوم بتمزيق الصور أو اتلافها فان الشوارع والساحات ملك الجميع ولا يحق لاحد إن يتصرف بها لاغراض خاصة وهذا ما تنص عليه جميع الشرائع السماوية والقوانين والأعراف
نتمنى إن نرى عراق يخلو من صور زعماء مهما كانوا واننا لنا زعماء نحبهم ونحترمهم سواء كانوا احياءا أم امواتاً ولا يعني حبنا واحترامنا لهم إن نضع صورهم بكل مكان وان تاريخنا مليئ بالشخصيات القيادية العظيمة ومن غير المعقول بل من السفه إن نضع صور جميع القادة العظماء في الشوارع فما أجمل العراق بدون صور زعماء

سلام الامير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرض الزعماء الوهميين
salim ( 2009 / 5 / 3 - 05:49 )
لو كان هؤلاء زعماء حقيقيون لما احتاجوا لوضع صورهم بكل مكان ولكنهم بالحقيقة زعماء وهميين ليس لديهم قاعدة شعبية حقيقية وانما زعامتهم لا تتعدى اكثر من الصورة
وهذا هو مرض الزعماء الوهميين
شكرا استاذ سلام للتنبيه على هذه الظاهرة مرة اخرى

اخر الافلام

.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين


.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين




.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا


.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين




.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر