الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلان تورين: - لم يعد فهم العالم ممكناً بمصطلحات اجتماعية، وإنما بمصطلحات ثقافية -

ناجي نصر

2009 / 5 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أجرى الحوار خوستو بارّانكو _ لابانغوارديا

٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩، ترجمة ناجي نصر

توطئة: (المترجم)

أحد الشباب يجيب على أسئلة باحث اجتماعي قائلا أن أكثر الفئات الاجتماعية التي يكرهها هي الشرطة، والمعلمين، والمرشدين الاجتماعيين، لأنهم " يكذبون علينا، يخدعوننا، يدعوننا للاندماج في مجتمع لايقبل الاندماج " . يرى آلان تورين* أننا في السابق كنا نتحدث عن أنفسنا بمفردات اجتماعية، أما اليوم فإننا نتحدث عن أنفسنا بمفردات ثقافية. كيف نفهم عالم اليوم؟ ماهو دور المرأة فيه؟ هذه الاسئلة يحاول أن يجيبنا عليها تورين في هذه المقابلة.

****

س1: إنه من المثير للفضول أن يقول عالم اجتماع اننا نعيش تدمير ماهو اجتماعي، نهاية التمثيل الاجتماعي لوجودنا؟

ج1: ما يحدث في باريس يتطابق إلى حد كبير مع تدمير ماهو اجتماعي. حتى منتصف القرن التاسع عشر كنا نتحدث بمصطلحات سياسية: حرب، سلام، نظام، فوضى، هذه المقولات هي التي كانت تؤسس رؤيتنا وممارستنا. بعد ذلك خلال قرن ونصف تمثلنا و مارسنا وجودنا بمصطلحات اقتصادية - اجتماعية، في هذا النموذج كانت المصطلحات هي: رأس المال، العمل، الاضراب، السوق، كل هذا تهاوى، الآن لسنا في هذا الباردايم.

س2: مالجديد؟

ج2: الباردايم الثقافي، الاجتماعي لم يعد مفيدا، لسببين رئيسيين: أحدهما العولمة، والتي تعني أن الاقتصاد ينظم على مستوى عالمي، ولا يوجد مؤسسات على هذا المستوى، انها تنأى بنفسها عن الاقتصاد، الذي هو الآن معولم، وعن الاجتماعي والثقافي والسياسي، مثال له دلالة بهذا الخصوص هو زوال المدينة، الحديثة عادة، المدينة، المدنية، المواطنة، انهم يغادرون، يتم تكوين مناطق سكانية، مثل بانليو باريسbanlieue، المدن الكبرى megalópolis ليست مدنا، هي مناطق سكانية، المدن التي نعيش فيها ممزقة بين الصفوة golden boys الذين يعيشون الاقتصاد من دون المجتمع، آخرون يعيشون تقريبا، وأخيرا جماهير مستبعدة ومهمشة.

س3: ماهو السبب الآخر؟

ج3: لقد انتقلنا من مجتمع الأماكن إلى مجتمع التدفقات، مع الحركة، والهجرة، التلاقي والصدام بين الثقافات، المشكلة الظاهرة في أوروبا بشكل اكبر هي مشكلة المهاجرين، الكثيرون يجدون صعوبة في التفكير بمصطلحات متجانسة كما أن هناك صعوبة في دمجها، إنها المشكلة الأكثر مأساوية، بكل الأحوال، حتى تاريخ الحالة الفرنسية، القطيعة كانت الى حد كبير محدودة: الناس لم تتحرك ضد هؤلاء الشبان لأنهم يرون أنهم يعانون من المشاكل، لكن فرنسا بلد أماكن، جواهر، إنها بلد حقوق الانسان، و يبدو من الصعب فهم بلد التدفقات، يقبل الوافد في حال تطابق، اذا لم يحدث ذلك، هناك رفض ويعامل كدون، هناك صعوبة بالغة في الاقرار بالاختلاف و بالآخر، هناك حاجة للنقد لأننا مع الوقت نصبح أكثر عجزا عن التوفيق بين التعدد الثقافي والانتماء إلى ذات الأمة والدفاع عن قيم كونية.

س4: اذن، تسيطر العوامل الثقافية؟

ج4: في عالم يعيش حركة مستمرة من المستحيل السيطرة عليه، ماذا لدينا كي ندافع عن هويتنا، استقلالنا الذاتي، وحريتنا؟ اليوم كل شيئ خاضع للسيطرة، مصنّع، فقط لدينا مبدأ المقاومة وشرعية السلوك، الدفاع عن حقي بالوجود كفرد و أن لا أكون خارج العالم، الحقوق في البداية كانت سياسية، وبعد ذلك أصبحت اجتماعية، والآن ثقافية، سواء كان نوع الطعام، الجنس، الدين، أو طريقة العيش، نعيش في عالم حيث الأوليات ليست لاحتلال العالم وانما لتكوين الذات، الآن تكويننا يكون من خلال الجنسانية كما كان من خلال العمل في وقت آخر، يتناولون في البرلمانات مشاكل ثقافية أكثر من المشاكل الاجتماعية، بدءا من القتل الرحيم وحتى زواج المثليين، العالم الخاص اجتاح العام، والثقافة اجتاحت السياسة.

س5: ألا يمكن أن يؤدي ذلك الى نشوء معازل ثقافية guetos ؟

ج4: بدلا من صراع الطبقات اليوم هناك صورتين متعارضتين للفردانية، واحدة تدافع عن الهوية، والتجانس المجتمعي، والذي يلغي الأقليات، إنه خطير جدا كما اللينينية، التي باسم الطبقة العاملة أرادت فرض ديكتاتورية البروليتاريا، أمام هذا هناك فردية جديدة تدافع عن حق كل فرد في التحكم ببيئة الانشطة البشرية، أحكام قيمية حول كيفية التصرف مع الآخرين، مع الجسد، مع الجنسانية.

س6: إلى أي حد؟

ج6: كيف يمكن التوفيق بين التعدد والوحدة؟ من دون عناصر مشتركة للتواصل غير ممكن، اذا كنا جميعا مختلفين، فقط نستطيع استخدام السوق أو البندقية للتواصل، ولكن بالرغم من أنه يوجد حداثة واحدة، هناك طرق عديدة للوصول للتحديث عندما يتم احترام العقلانية وحقوق الانسان.

س7: تنظر لهذا التغيير كانتقال من تحديث بدلالة ذكورية إلى أخرى أنثوية.

ج7: النموذج الأوروبي لتمركز الموارد بيد نخبة ذكورية لا يجري استبداله بنخبة أنثوية، وانما بمحاولة المرأة اعادة بناء عالم، وتجربة شخصية وجمعية، مقسمة بين اثنين، ليس لديهن الأسلحة، ولكن لديهن الكلمة، يتم التحدث اليهن كضحايا، ولكنهن أيضا مبدعات، رائدات ثقافة جديدة.

صادر عن فريق الترجمة في شبكة العلمانيين العرب http://www.3almani.org

----

* آلان تورين عالم اجتماع فرنسي من مواليد 1925 ، كان باحثا في المجلس الوطني للبحوث الفرنسية حتى عام 1958. في عام 1956 أسس مركز دراسات علم اجتماع العمل في جامعة تشيلي. في عام 1960 أصبح باحث «senior» في ايكول ايتوديس في العلوم École des Hautes Études en Sciences في باريس ، اشتهر بتطويره مفهوم مجتمع مابعد الصناعي، اهتم في دراسة الحركات الاجتماعية، وكتب الكثير في هذا المجال. يحظى تورين بشهرة واسعة في أمريكا اللاتينية وفي أوروبا، في عام 1998 حصل على جائزة أمالفي Amalfi الأوروبية لعلم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، و في عام 2004 تلقى درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة فالبارايسو في تشيلي. و في 2006 ، تلقى درجة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الوطنية في سانت مارتين، و في ديسمبر 2006 من جامعة كولومبيا الوطنية، وفي2008 أيضا درجة دكتوراه فخرية من جامعة مايور دي سان ماركوس في ليما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة