الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذبح الخنازير….. أم ذبح أصحابها ؟

بيتر صموئيل

2009 / 5 / 5
المجتمع المدني


بسرعة شديدة جداً إتخذ المسئولون قراراً إنفعالى شديد الخطورة لما له من نتائج قد لا يستطيع أحد أن يتحملها ؛ وهو ذبح كل الخنازير فى مصر لكى يتنجنبوا - كما يقولون- عدم وصول مرض الانفلوانزا إليها ، و مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن رأيها فى موضوع الذبح والتى وصفت قرار مصر بذبح كل الخنازير بأنه "خطأ كبير" لأن المرض ينتقل بين البشر وبعضهم وليس من الخنزير للأنسان فقط ، و هذا ما أكده أيضاً وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى فى حديثه لبرنامج "القاهرة اليوم" يوم السبت
2 / 5 /2009 إذ قال بالحرف الواحد " قرار مجلس الشعب بذبح الخنازير لا علاقة له بأى مخاوف حقيقية من انتقال المرض، وأنه جاء نتيجة ضغوط مارسها تيار داخل المجلس ضد تربية الخنازير، وقال إن هذا التيار إستغل الأزمة لتمرير القرار. وقال إن التخوف من الفيروس فى مصر مبالغ فيه وليس فى محله، والخطورة لا تكمن فى الخنازير لأن المرض ينتقل بين البشر والتركيز يجب أن يكون عليهم " و بعد كل ما قاله السيد الوزير لا يزال المسئولون مُصرين على تنفيذ هذا القرار الخاطىء رغم كل ما قيل عنه :
وهنا لى عدة أسئلة أرجو أن يجيبنى أحد عليها :
السؤال الاول : لمصلحة من يتم ذبح الخنازير بعد أن ثبت أنه لا توجد أى إصابة فى مصر و بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية :أن" قرار الذبح خطأ " و أيضاً بعد أن أعلن وزير الصحة أن المرض ينتقل بين البشر و يجب محاربته من هذه الزاوية و التركيز عليها و عمل حظر شديد على جميع منافذ مصر لمنع وصول المرض إلينا ؟
السؤال الثانى : ما معنى كلام الوزير بأن هناك تيار فى مجلس الشعب هو الذى إستغل الفرصة لينهى على الخنازير فى مصر و على أصحابها معاً ، وهو يقصد هنا تيار الاخوان الذى وجد فرصة ثمينة و قرر أن لا يضيعها حتى ولو كانت هذة الفرصة على حساب الالاف من إخوته المواطنيين المصريين المشتغلين بهذه المهنة والتى لا يعرفون غيرها ؟
السؤال الثالث : لماذا لم تتخذ الحكومة قراراً بذبح كل الطيور فى مصر -علماً بأن مصر الأولى عالمياً فى عدد المصابين بمرض إنفلوانزا الطيور – هل لأن جماعة الإخوان لها الصوت العالى الذى تستطيع به أن تذبح كل ما لا يتفق مع أفكارها ومبادىءها و كل ما لا يوافقها فى ما تحله هى وما تحرمه ، فيكون الحكم فى النهاية هو الذبح لكل ما هو مخالف للإخوان حتى ولو كان المذبوحون هم إخواتهم المصريين أيضاً ؟
السؤال الرابع : كيف تكون الدول التى ظهر فيها هذا المرض وأيضاً توفى فيها عدد كبير من البشر -وهى المكسيك والولايات المتحدة- لم تتخذ حتى الان قرار ذبح كل الخنازير التى فيها و نحن فى يومين أو ثلاثة إتخذنا القرار فواراً و لم نحسب حساباته جيداً لمجرد أن هذا القرار يتماشى مع رغبة البعض فى التخلص من الخنازير ، فهل نحن متقدمين صحياً و علمياً أكثر من هذة الدول المتقدمة فعلاً و لذلك سبقناهم و سبقنا العالم كله فى قرار الذبح ؟!!
السؤال الخامس : كيف يتصرف أصحاب مزارع الخنازير بعد أن يصرفوا التعويضات و هى 100 جنيه لكل خنزير و 250 جنيه لكل عشر (خنزير قادرعلى الولادة) ، وهى التعويضات الغير معقولة و التى لا تعوض أبداً أصحاب تلك التجارة الكبيرة فى مصر ؛ فسوف تكون خسارتهم كبيرة جداً ، وأيضا ً فى أى مجال تجارى سوف يشتغلون بعد ذلك و هم خسروا الجزء الاكبر من ممتلكاتهم و هنا أيضاً الازمة المالية العالمية التى ضربت العالم كله بالكساد، و أخيراً هذه هى المهنة الوحيدة التى يعرفونها منذ زمان طويل و المتوارثة عن ألاباء والاجداد فكيف تأتى الأن الحكومة و تقول لهم فى يوم وليلة " كل واحد يشفله شغلانه تانيه " ؟
السؤال السادس : كيف سوف تتصرف الحكومة مع الالاف من العمال الذين يشتغلوا بهذه المهنة ، فإن كان التجار سوف يتبقى لهم القليل من المال(الناتج عن التعويضات القليلة) الذى سوف يحميهم من خطر التسول و الحاجة ومد اليد ، فكيف سوف يتصرف الالاف من العمال و هم لا يملكون إلا قوت يومهم فهم يعملون يوم بيوم وإن لم يعملوا يوماً فسوف لا يجدون ما يأكلون به هم و أولادهم ، فهل سوف تقوم الحكومة بضمهم الى طابور العاطلين الطويل من الشباب أم أنها ستتركهم يتحولوا إلى مجرمون يهددون أمن المجتمع كله ويزيدوا من حالة التوتر والإغتصاب والسرقة والمخدرات الموجودة بالفعل ؟؟
السؤال السابع : لماذا لما إغتاظ الكثير من المسئولين وأعضاء مجلس الشعب من منظر الخنازير و هى تربى وسط الزبالة (و هو المنظر القبيح جداً) لم يفكروا أن ينقلوا هذه الخنازير خارج الحدود السكانية فى مزارع جديدة و نظيفة مثل ما يحدث فى كل دول العالم المتقدم التى تربى الخنازير ، والأهم هو هل فكر مرة أحدهم فى الكثير من المواطنين المصريين الذين يعيشون ومن حولهم الزبالة من كل ناحية فى كل الشوارع وهو الأمر الذى قامت من أجله جريدة المصرى اليوم بحملة " من أجل مصر نظيفة" ؟
السؤال الثامن : إلى متى سنظل نسمح للتيار الدينى المتعصب أن يحكم حياتنا و يصير أمورنا اليومية و يهدد أمننا القومى ؟ إلى متى سنظل نتخذ القرارت التى تزيد الطين بلة و التى ستساعد على إنتشار الجريمة أكثر و زيادة عدد البطالة ؟؟ إلى متى سنظل نفكر بوجهة نظر واحدة للأمور دون النظر فى باقى وجهات النظر ؟؟؟
أخيراً : أرجوا أن يجيب أحد على هذة الأسئلة أو أرجوا أيضاً أن أكون مخطأً فيما فكرت وفيما سألت ، وأتمنى أن لا يذبح أى فرد من إخواتى المواطنيين المصريين سواء أتفقت معهم فى الرأى أو لم أتفق بل إنى أتمنى أن يذبح من مجتمعنا كل تعصب قد يقودنا إلى مصير غير معلوم...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جامعي القمامة مثل يحتذي عمن تعشش القمامة بعقولهم
العقل زينة ( 2009 / 5 / 4 - 19:47 )
عن جريدة الكوريري دي لا سيرا الإيطالي في الحديث عن حي الزبالين بالمقطم قد أشاد الكاتب بزبالين المقطم لأنهم أول من قاموا وعلي مستوي العالم بالحفاظ علي البيئة ذلك لأنهم أول من قاموا بفرز القمامة إلي خاماتها الأولية بمعني فرز وعزل الورق والبلاستيك والمعادن وهكذا حتي الوصول إلي فضلات الطعام والتي تقوم عليها تربية الخنازير وهكذا يا سادة نري أن جامعي قمامة القمامة المصرية _مع الإعتذار لكل مصري أصيل _ قد أحسنوا صنعا للبيئة وللقمامة التي تريد ذبحهم

اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن