الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما يقدمه المفكرون والكتاب والأدباء يناسب الظروف العربية؟

غازي الجبوري

2009 / 5 / 8
المجتمع المدني


سنة بعد أخرى تتدهور الأوضاع العربية منذ انحسار الاحتلال العثماني والى يومنا هذا لأسباب عدة أهمها الاختلافات العقائدية الدينية والسياسية بين القادة الدينيين والسياسيين أنفسهم من جهة وبين الطرفين من جهة أخرى وتحولت إلى خلافات عميقة تتوسع يوما بعد آخر باتجاه المزيد من الضعف والتمزق مما مهد للطامعين والحاسدين والحاقدين الأجانب أن يستهدفوا بلاد العرب من جميع الجهات سيما المناطق الحيوية بالنسبة لهم كمواقع استخراج المواد الأولية المهمة وطرق النقل العالمية دون أن يعتبر احد من العرب مما يحدث.


وإذا كان عامة المواطنين العرب مغلوب على أمرهم بسبب هيمنة نظم سياسية لاتهمها مصلحتهم ولا تستمع إلى مطالبهم ولا يهمها واقعهم ومستقبلهم أو لا تحتل هذه المفاهيم في الأقل الموقع الأول في أجنداتهم بما في ذلك الحكومات التي تأتي بطريق الانتخاب ولم تكتفي بذلك بل لجأت إلى مختلف وسائل الترهيب دون الترغيب لإسكات أي صوت يدق ناقوس الخطر الذي يحيق بالعرب على المستوى القومي أو على المستوى القطري فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يستسلم الجميع .


فالمفكرين والكتاب والأدباء لا يجب أن يكونوا كذلك لأنهم قادة المجتمع والرأي العام الشعبي وتقع عليهم المسئولية الوطنية والقومية والأخلاقية الكبرى في توجيه الرأي العام وتشكيله لإيقاف هذا التدهور المؤلم كمرحلة أولى ومن ثم الشروع بتصحيح المسار السياسي مع الاستعداد لتحمل كافة العواقب المترتبة على أداء واجبا تهم القومية والوطنية التي تتعارض مع المصالح الغير مشروعة للحكام أو الأعداء الخارجيين.

فالمفكرين عليهم أن يبحثوا عن أفضل الوسائل التي تصحح العمل السياسي وتكفل وصول المواطنين الذين يمتازون بالكفاءة والنزاهة والوطنية إلى مواقع إدارة شئون المجتمع وأجهزة الدولة المختلفة وكيفية استنهاض الهمم وتوحيد الجهود من اجل بناء مجتمع متماسك يستطيع الوقوف بوجه الأعداء.

وهذا الأمر ينسحب على كافة الكتاب والأدباء لأنهم الطبقة المثقفة القادرة على قيادة المجتمع بالاتجاه الصحيح من خلال العمل على اجتثاث كافة الظواهر السلبية المنتشرة فيه وغرس القيم والمثل النبيلة عبر نتاجا تهم ، لان كل ما نقرا ونسمع ونشاهد عبر وسائل النشر والإعلام المختلفة لا يرقى إلى المستوى المنشود الذي يحاكي المرحلة ، إذ لانجد سوى وصف وتحليل للأحداث السياسية المتعاقبة والمتفجرة يوميا على الساحات الأمنية والسياسية والاقتصادية العربية وسجالات معبرة عن عمق الخلافات العربية أو قصص وخواطر وقصائد نثرية تتكلم عن أشياء كمالية غير مناسبة لظروفنا وأوضاعنا المأساوية دون أن نجد ما تجود به عصارات عقول المفكرين والكتاب والأدباء من أفكار لإصلاح الخلل الكبير الذي يطغي بقسوة على طول البلاد وعرضها.

وإزاء ذلك علينا أن نتسائل ما إذا كان ذلك مقبولا من قبلهم أم لا ؟ فالذي يطلق على نفسه تسمية مفكر أو أديب أو كاتب عليه أن يضع ويوظف إمكانياته ومواهبه الفكرية والأدبية كلها في منفعة وخدمة أبناء بلده وشعبه وأمته حتى في ظروف الرخاء والرفاهية فكيف والأوضاع لا تسر صديق ولا تغيض عدو؟


وتأتي مبادرة مركز النور الذي يديره الدكتور الصائغ لفتح ملفات مهمة للنقاش في مختلف مجالات الحياة كملف التسامح والتصالح الذي أطلقته الكاتبة المتألقة أسماء مصطفى بالاتجاه الصحيح لان الإشكالية والمعضلة الأولى التي تواجه تقدم العرب نحو الأفضل كما أسلفنا هي الخلافات العميقة بسبب اختلافات بسيطة وهامشية دينية وسياسية أو دينية – سياسية جعلت من بلادنا لقمة سائغة لأعدائنا.

وعليه فإننا مدعوون جميعا للقيام بهذا الدور الكبير ولنجعل معيار قيمة الفكر والأدب المعروض للمتلقين هو مدى ما يحققه للوطن العربي ومواطنيه من عرب وغيرهم مسلمين وغير مسلمين من منافع أو ما يدفع من مفاسد كتحقيق الوحدة بين المواطنين بصرف النظر عن هوياتهم الدينية والعرقية وبين الأقطار العربية وتحقيق الاستقلال والحرية والحياة الكريمة والقضاء على الجهل والمرض والفقر والضعف والتمزق والانحلال والتخلف وبناء مجتمع يتمتع بمتانة عالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة