الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافتنا!

جنبلاط الغرابي

2009 / 5 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لما كانت الثقافة واحدة من اهم الاسس التي يعتمد عليها المجتمع في تسيير معاملاته وتلبية حاجاته, كان يجدر بالباحثين التوقف في هذا الامر والتأمل كثيراً قبل الافادة في تعريف وايضاح هذه الموضوعية.حيث ان المفاهيم المتداولة بين الافراد والمبادى التي يستند عليها كل فرد,بعيدة كل البعد عن المنهج والمعيار الدقيق.في حين ان المروجين لموضوعية الثقافة يسلكون الطريق الذي يؤدي الى الخلط بين المفاهيم الانتزاعية ,مثالاً على ذلك- الحرية-او الديمقراطية- فهذه المصطلحات مازالت تعاني من اهمال الدقة في التعامل معها وفق الالية الصحيحة,ووفق البرنامج المناسب للايضاح.فهناك الكثير ممن يعتقد بمفهوم الديمقراطية والحرية,هو مايقع في قبال الجبر والتقييد,وهذا الامر ليس جديراً بأن يلتزم مكان الصحة,بدليل وقوع الفوضى من ناحية اخرى اذا ارتفع القيد بنحو المطلق.لذا يتوجب علينا ترميم هذه المفاهيم وتحديد المنطلقات التي تولد هذه العناوين,مادامت تعبر عن اساس فكري يختزل مواضيع مهمة بالنسبة لمجتمعنا.اما الاشكال الاخر فهو عدم تحديد المفهوم من قبل اهل الاختصاص.فالبعض يتصور ان توضيح فكرة الديمقراطية والمساواة والحرية تقع ضمن عمل السياسي,بينما في الواقع ان القضية غير مرتبطة بالسياسة بقدر ما تكون مرتبطة بمهام ,الفيلسوف.صحيح ان السياسيين يتداولون هذه المصطلحات دائماً,الا انه نوعاً من فنون الترويج ,وعلى السياسي تطبيق هذه المبادى ليس الا,وليس من مهامه توضيح وتبيان المفاهيم.وعلى ضوء هذا الامر يتوجب على مجتمعنا النظر بدقة والتعامل مع هذه المفردات بموضوعية تامة,وعدم توليد هذه المفردات وفق الرغبات والاهواء او وفق استنباط الحاجات الضرورية.فهذه المسائل تساوي المنطلقات او تمثل الثوابت المنطقية لاداء المجتمع ولايمكن تصورها وفق الحيثيات المتقلبة او الاستيراد من المجتمعات الاخرى.فقد تنظم بعض المجتمعات مفاهيمها وفق برنامج الحاجة المادية ,لذا يكون استنباطها للمفاهيم وفق تصورات بعيدة كل البعد عن البرهان السليم.وهذا ما حصل في كثير من المجتمعات الاوربية والتي تملك اتجاهاً مادياً يختزل جميع الموارد الحياتية ضمن الاطار المادي والنفعي,والسبب الذي دعى هذه المجتمعات الى هذا التوجه,هو الظروف المحيطة والمؤثرة بالصورة المباشرة والتي هيمنت بصورة سلبية على جميع افراد المجتمع ولحقب طويلة من الزمن امتدت الى القرون,فكانت النتيجة الملازمة لهذه الهيمنة هو البعد عن النمط الايجابي ورفض الثوابت بالصورة المطلقة,والاعتماد على الحاجات الضرورية في تكوين المقاييس والسبل.وبالرغم من تصور البعض بأن هذا المجال له ايجابياته الملموسة,الا انها في الواقع لاتملك ان تسد الثغرات الهائلة التي نشأت من جراء هذا الاتجاه,بل اعتقد اكثر من هذا وهو ان السلبيات التي تكونت وفق العقيدة النفعية اكثر بكثير من الواقع الايجابي المفترض تحصيله.فضياع المبادى والالتزام الاخلاقي اصبح امراً يكاد ان يكون هدفاً يتوجب تحقيقه كونه يقف بالضد من التيار النفعي.ولنقرا سوياً ماذا يجيب جان بول سارتر شخصاً اراد ان يأخذ مشورته في ان يبقى مع امه الوحيدة التي تحتاجه او الذهاب الى المعركة من اجل الانتقام.فكان جوابه-انت حر فاختر بنفسك,ان اية نظرية اخلاقية شاملة لاتستطيع ان تهديك,ان الحياة ليس فيها علائم وبشائر تنير السبيل-.يتجلى لنا من خلال هذه الاجابة عدم الاعتقاد بالثبوتية في المجال الاخلاقي.فلا توجد بنظر سارتر اي جهة قادرة على ان تحدد القيم والمواقف.وفي الواقع ان هذه الرؤى الفكرية تمثل مبرراً للامراض الاجتماعية,وتهيئ التفتت في الترابط الضروري بين الكيانات والافراد,ولايلزم منها اي فائدة للمجتمع بقدر ما هي حافلة بضجيج الانانية,والبعد عن اللوازم التي تنشط في اذهاننا وحياتنا.لذا لابد لنا من الاشارة الى ان المنابع التي تُصدر لنا الضروريات لايتوجب الاخذ بها وفق ازالة وتحوير المفاهيم.فالثقافة لها مفهومها الواسع,والحرية والديمقراطية يشكلان الوسيلة والغاية للفرد,فلا يمكن تجريدهما من المفهوم الخاص واعطائهما نشاط ضروري وفق الحاجة,خصوصا ان الحاجة لها تداعيات خطيرة لسبب اشتمالها وتسلطها على جميع الحقول والمجالات.فلا نجد ان موضوع في حياتنا الاجتماعية يخلو من الالحاح في سد الحاجة,فياترى هل ياخذنا هذا الجانب الى قبول ما مطروح,دون النظر الى السلب والايجاب الذي يدخل في محتواه؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف