الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله أم حزب إيران؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان حزب الله دائما وأبدا يعزى وجوده وشرعية سلاحه للكيان الإسرائيلى الذى مازال يحتل جزءا عزيزا من الجنوب اللبنانى. ومن المعروف أن اتفاق أو معاهدة الطائف التى شهدتها المملكة السعودية فى عام 1989م والتى وضعت نهاية للحرب الأهلية التى عانت منها لبنان لفترة تزيد عن 16 عاما أشارت بشكل واضح وصريح إلى ضرورة حل المليشيات وتسليم أسلحتها للجيش اللبنانى الذى ينبغى أن يفرض سيطرته على سائر الآراضى اللبنانية غير أن حزب الله هو الطرف الوحيد الذى لم يقم بتنفيذ هذا البند (المادة 2) من الاتفاقية وكانت الحجة التى يتذرعون بها هى أن جزءا من الأرض اللبنانية (مزارع شبعا) مازال محتلا.. لقد ظل القائمون على الحزب يرتكزون على هذا الأمر لمواجهة الأصوات التى تنادى بسحب سلاح حزب الله. وفى ظنى فإن الخطأ الأكبر الذى وقع فيه اللبنانيون يتمثل فى أنهم صدقوا منطق حزب الله ورضخوا لتأكيدات أمينه حسن نصر الله بأن السلاح لن يوجه إلا لصدر المحتلين. من المؤكد أن الإبقاء على سلاح حزب الله والاكتفاء بتنفيذ بنود اتفاقية الطائف على المليشيات الأخرى قد ساهم فى تحول حزب الله إلى دولة داخل دولة، دولة باتت أنشطتها السياسية والعسكرية لا تخضع لرقابة أو سلطة الحكومة اللبنانية بل اتسعت لتصل إلى خارج الآراضى اللبنانية بعد أن أضافت أهدافا مختلفة عن الأهداف المعلنة التى ساهمت فى نشأتها فى أوائل الثمانينيات.

لا نبالغ إذا قلنا إن الولاء الأول والأخير لحزب الله ليس للبنان أو لأية دولة عربية أخرى بل لإيران. لا شك أن هذا الحزب ينفذ الأجندة الإيرانية بكل دقة ويرتبط القائمون عليه ايدولوجيا ومذهبيا بفقهاء طهران. إن خير دليل على هذا الطرح هو لجوء عناصر حزب الله إلى القوة العسكرية فى 9 مايو 2008م ليس ضد الكيان الإسرائيلى بل ضد مواطنين لبنانيين وضد مؤسسات الحكومة اللبنانية التى أصدرت قرارات من شأنها أن تعزز هيمنتها على منافذ الدخول الرئيسية المتمثلة فى المطارات والموانئ البحرية. لقد استطاع الحزب أن يحسم الأمر لصالحه ويرغم الحكومة اللبنانية على التراجع عن القرارات التى أدت إلى اندلاع العنف. أما الدليل الثانى فوجدناه خارج البلاد وتحديدا فى مصر حيث تم إلقاء القبض على تنظيم ذى صلة وثيقة بالحزب ويقوده اللبنانى سامى شهاب الذى اعترف بهذه الصلة التى أكدها فيما بعد مرشد الحزب وأمينه العام الشيخ حسن نصر الله الذى أعترف بمساعى الحزب لتقديم العون اللوجستى للمقاومة الفلسطينية (حماس). ولو افترضنا جدلا أن أعضاء الخلية وعددهم 49 فردا كانوا بصدد تقديم العون اللوجستى للمقاومة فإن الإقبال على هذه الخطوة من دون موافقة الحكومة يعد انتهاكا للسيادة المصرية. لقد تبين من تحقيقات النيابة العامة أن المتفجرات التى ضبطت بحوزتهم بلغت 50 ك. وخيرا فعلت النيابة العامة عندما أحالت المتهمين إلى الطب الشرعى بغية قطع الطريق على الأصوات التى تتردد بأن المتهمين تعرضوا للتعذيب البدنى. من الواضح أن الاتهامات التى يواجهها عناصر هذا التنظيم خطيرة: منها التخابر مع دولة أجنبية، والتخطيط لعمليات إرهابية على الآراضى المصرية وهى أنشطة لا علاقة لها بالعون اللوجستى لحماس بل تمثل إخلالا بالأمن القومى للبلاد.

ربما لم ينجح حزب الله وإيران فى إلحاق الضرر بالأمن القومى المصرى إذ سرعان ما تم القبض على الخلية التى كانت تعمل لحساب هاتين الجهتين غير أن المصريين انقسموا بين مؤيد ومعارض لممارسات حزب الله وإيران. لقد تابعت الخلافات الفكرية بين بعض كتاب الصحف الخاصة، منهم كاتبان كبيران تخرجا فى نفس الجامعة قبل نشأة حزب الله فى عام 1982م. يقال لنا دائما إن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية. هذا صحيح إذا انحصر الخلاف فى وجهات النظر فقط، أما ما يدعو للأسى فهو انحراف الآراء عن جادة الطريق لتتحول إلى تراشق بالألفاظ وتبادل اتهامات كالعمالة لحساب هذا أو ذاك، فإذا انتقد كاتب حزب الله أو إيران فإنه يصنف كعميل لأمريكا وإسرائيل وإذا دافع عن حزب الله وإيران فأنه عميل وخائن للوطن. فى الحقيقة لا يهمنا إيران أو حزب الله أو أمريكا أو إسرائيل. لا نريد أن يصنف أحدنا الآخر بأنه موال لهذه الدولة أو تلك، كلنا يعلم أن كل دولة أو جهة تبحث عن مصالحها، فإيران لا يعنيها القضية الفلسطينية أو سلامة الآراضى العربية والدليل أنها تضع أيديها على الجزر الإماراتية الثلاث منذ أكثر من ثلاثين عاما وتعتبرها جزءا بسيطا من الحلم الفارسى الذى يتسع ليبتلع الخليج بأكمله. أما حزب الله فلا يعنيه المصالح الفلسطينية أو اللبنانية، إن حزب الله بات مغرما بإشعال فتيل الأزمة فى المنطقة بغية تخفيف الضغوط الدولية التى تلقى بظلالها على المشروع النووى الإيرانى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الإنقلابي
اوشهيوض هلشوت ( 2009 / 5 / 11 - 22:33 )
من اعطى لهده المليشيات الحق في احتكار اسم-الله- ؟
هل الإسم [الله] ماركة [ نضالية] /تجارية مسجلة باسم هده الحركة؟
الجواب:-اما ان الحركة لها الآهها الخاص بها وبالتالي يصبح من حقها ان تحمل اسمه فتكون بدلك [مشركة] واما انها تحتكر الاه العالمين اعتقادا منها انها الأولى به
اما استغلال المقدس الديني لأغراض سياسية فدلك عين التطرف والإنتهازية
وعليه فهدا الحزب يليق به اسم مناسب كحزب العنف- التطرف- وفي احسن الأحوال حزب اللفت- الشيطان

اخر الافلام

.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa


.. 64-An-Nisa




.. 65-An-Nisa