الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفلونزا الدكتاتوريات

سعد تركي

2009 / 5 / 12
المجتمع المدني


لم يعرف العالم مرضاً شائعاً كالانفلونزا التي تصيب جميع البشر بدون استثناء سواء أكانوا من دول الشمال الثري المتحضر أم الجنوب الفقير النامي(أو النائم)..فمن النزلة الشعبية الشائعة الى انفلونزا الطيور وصولاً(لا انتهاءً)بانفلونزا الخنازير, يسري هذا الفايروس بثقة, وأنفه شامخ مرفوع لا تمنعه الحدود أو اشارات المرور ولا الحواجز والكتل الكونكريتية من الوصول الى أي مكان شاء.
لكننا في دول الجنوب صاحب الحضارات الأولى ومنطلق الرسالات والفقر والجهل والعلل والأمراض المزمنة نختص وحدنا دون سوانا بانفلونزا الحكام الطغاة..هذا المرض الذي تفشى فينا تفشي النار في الهشيم حتى ما عدنا نرغب في استئصاله وأصبح جزءاً من خارطتنا الوراثية فان لم يكن ثمة دكتاتور في السلطة صنعناه!!
الغريب العجيب في أمرنا أن دول الشمال المتحضر حين حاولت ايجاد بلد ديمقراطي في جنوبنا البائس فشلت وأضحت تبحث عن دكتاتور يلائمنا ويلبي رغابتنا في أن نكون مضطهدين مغلوبين على أمرنا نصفق بحرارة لأقوال الزعيم حتى لو كنا لا نفقه شيئاً مما يقول ونثقب أذن الكون بالهتاف(بالروح بالدم نفديك يا....),ونقبّل السوط الذي يجلد ظهورنا ونقرّب الخد اليمين ان تلقينا صفعة في اليسار..ونلثم اليد التي تسومنا العذاب وندعو(في سرنا) عليها بالكسر!!
حين سقط النظام السابق وكثرت في الساحة السياسية الأحزاب والتيارات المختلفة تمارس نشاطها في العلن دونما خوف أو خشية, وانتشرت في الأسواق المئات من الصحف والمجلات, تضايقنا وتبرمنا وشكونا غياب الحزب الواحد والقائد الأوحد والصحيفة الواحدة التي تتغنى بحب من كان يختصر الوطن بشخصه وآمال الشعب بمغامراته..شكونا عدم قدرتنا على الاختيار من بين المرشحين لقيادتنا ولم نفصل بين عواطفنا ومستقبل البلاد فاخترنا من دغدغ انتماءاتنا القومية والطائفية على حساب الكفاءة والوطنية والجدارة بتحمل المسؤولية..وعدنا نبحث عن يد غاشمة قاسية نضع فيها السوط الذي يسوقنا ويعلمنا النظام واحترام القانون(أي قانون) مهما كان قاسياً وظالماً وصار حديث الكيا الشهير(العراقيين ميفيدهم غير صدام)!!
نحتاج لكي نصنع غداً أفضل من أمسنا ويومنا, أن نعرف أن الحرية مسؤولية,وأن الفرد مهما كان يمتلك من مؤهلات وامكانات ليس بمقدوره أن يفتح أبواباً لمستقبل مشرق وأن ولي الأمر الذي لا يستشير أحداً تسير بلاده نحو الخراب..نحتاج ان نعالج أنفسنا وحكامنا من هذا المرض الخبيث الخطير..أنفلونزا الدكتاتوريات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين العلاج
محمد دامس كيلاني ( 2009 / 5 / 12 - 15:33 )
أستاذنا الحبيب كذلك بدأت ظاهرة تفشي دكتاتورية التوريث فوق دكتاتورية الحكم والسلطة فاين العلاج؟؟؟؟؟؟؟
انها انفلونزا مزمنة جدا جدا جدا وليس لها من علاج سوى أن تقوم الشعوب لأن الحرية تؤخذ ولا يمكن أن تعطى في لحظة من اللحظات0

اخر الافلام

.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن


.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان




.. خطاب أمام الأمم المتحدة وتصعيد للقصف على بيروت.. كيف يفسر سل


.. مؤتمر صحفي لوزراء خارجية عرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو أمر بقصف الضاحية الجنوبية قبل بدء خط