الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار الإسلام السياسي

عاهد ناصرالدين

2009 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وجه الإعلام العالمي اهتمامه نحو الحركات الإسلامية خاصة السياسية منها والتي تسير على مبدأ الإسلام وهو المصدر الوحيد لرسم الخطوط العريضة لسياستها وسيرها فتجد في الإعلام العالمي من يحاول تشويه الإسلام والإيحاء للرأي العام بأن الإسلام السياسي قد فشل في تجربته .
فهل حقا فشل الإسلام السياسي ؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من تحديد ماهية الإسلام السياسي الذي نريد الحكم عليه بالفشل أو النجاح ؛ بالتراجع والتقهقر والذوبان أو التقدم والإنتصار . وبالتالي من الذي بقي في حلبة الصراع ؟
أولا تم وصف الإسلام السياسي بالأصولية حيث عقد في سبتمبر 1994 مؤتمر عالمي في واشنطن في الولايات المتحدة باسم " خطر الإسلام الأصولي على شمال افريقيا" وكان المؤتمر عن السودان وما وصفه المؤتمر بمحاولة إيران نشر "الثورة الإسلامية" إلى أفريقيا عن طريق السودان تدريجيا
بعد ذلك و في التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح "الإسلاميون المتطرفون" واستقرت التسمية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 على الإسلام السياسي.
من هنا لا بد لنا من بيان من الذي فشل ومن الذي نجح هل هو الذي ينادي بوجود كيان سياسي متميز للأمة الإسلامية ويسير على أيدولوجية ثابتة لا تتغيير ولا تتبدل؟ أو الذي ينادي بتطبيق الإسلام مع مشاركة الأنظمة الحالية الحكم أي الذي تم وصفه بأوصاف كالإعتدال والوسطية والإنفتاح .

لقد بدأت العديد من مراكز الأبحاث والرأي (Think Tanks) الأمريكية في دراسة الحركات والجماعات الإسلامية بمختلف أنواعها وتوجهاتها .
كما بدأ الحديث عن كيفية التعامل الأمريكي مع هذه الحركات خاصة وأن بعضها يلعب دوراً مهماً على الساحة السياسية في بلادها بالنظر إلى تمتعها بقدر من الشعبية.
وفي هذا الصدد كتب جوشوا مورافشيك الباحث بمعهد أمريكان إنتربرايز وشارلز بي. سزروم، الباحث المساعد بالمعهد نفسه، دراسة تحت عنوان "محاولة للبحث عن الإسلاميين المعتدلين"، نُشرت في مجلة كومنتري الأمريكية Commentary عدد فبراير 2008. ولم تكن تلك الدراسة الأولى التى تسعى لإيجاد تيار إسلامي معتدل ، وقد أصدرت مؤسسة "راند" ـ على سبيل المثال ـ دراسة شاملة حول " بناء شبكات من المسلمين المعتدلين في العالم الإسلامي". وبدأوا يتساءلون كيف ستتعامل واشنطن مع التيارات المختلفة للإسلام السياسي؟
وللإجابة على هذا السؤال نُشرت دراسة بمجلة شؤون خارجية Foreign Affairs في عددها عن شهري مارس – ابريل 2007، تحت عنوان "الإخوان المسلمون المعتدلون" وطبقاً لكاتبيها، روبرت إس . ليكن وستيفن بروك، وكلاهما من مركز نيكسون Nixon Center،
دخل الكاتبان في جدال مع دانيال بايبس Daniel Pipes الخبير بشئون الشرق الأوسط، حول المركز الأمريكي لدراسة الإسلام والديمقراطية.
يرى الكاتبان أن هذا المركز يضم مجموعة من الشخصيات المسلمة المعتدلة مثل عبد الوهاب الكبسي الذي هاجر إلى أمريكا قادماً من اليمن منذ أكثر من 27 عاماً. وهو مسلم يمارس شعائر دينه ويعتبر نفسه علمانياً. أعلن تأييده لحرب الولايات المتحدة في أفغانستان. وانتقد بن لادن والقاعدة بأقوى الكلمات ودان بوضوح التفجيرات والعمليات المسلحة في إسرائيل.
وهناك أيضا كامران بخاري Kamran Bokhari الذي ترك جماعة المهاجرين المتطرفة في منتصف التسعينيات عندما أدرك راديكاليتها . معتبراً نفسه إسلامياً لكن يظل مسلماً تقياً. فيقول في أحد كتاباته: أن تهديد الإسلام والمسلمين لا يأتي من الولايات المتحدة والغرب ولكن بالأحرى من المتطرفين الذين يعملون بحرية في وسطنا. إنه الوقت المناسب كي ينهي المسلمون صمتهم عن الإرهاب تحت ذريعة تأييد "الكفاح الشرعي المسلح من أجل الحرية". ويضيف كامران قائلاً إن هجمات 11 سبتمبر 2001 ينبغي أن تكون دعوة كي يستيقظ المسلمون في كل مكان ويعرفوا أن هناك شيء خاطئ في مجتمعاتهم أهملوه حتى تحول إلى سرطان التطرف الذي ينمو الآن وأصبح وحشا ضخما. وبينما لا تدعم الأغلبية الواسعة الإرهاب فإن الحقيقة أنهم أيضاً لم يقوموا بأي شيء ضده.
هذه هي بالضبط الرسالة التي يأمل الأمريكيون أن يقوم قادة الرأي المسلمين بتوصيلها إلى إخوانهم المتدينين. هذا هو" الإسلام المعتدل " الذي يمثل الحل. فيقول الكاتبان من الممكن أن يقوم المسلمون المعتدلون بما نريد. وأي غض للطرف عن هذه الإمكانية يعني تعطيل أنفسنا. ولا يعني الانفتاح على الإسلاميين المعتدلين أو على الإسلاميين الذين هم في طور الإنتقال التراجع عن الفحص الدقيق الإنتقادي لأفكارهم وممارساتهم. ويؤكدان أن هناك القليل من الإعتدال داخل الجماعات الإسلامية.

يقول دانيال بايبس إن هناك أخباراً سارة: إن فكرة أن الإسلام المتطرف والعنفي هو المشكلة، وإن الإسلام المعتدل هو الحل تلقى رواجاً واسعاً مع الوقت. لكن هناك أيضاً أخباراً سيئة، أي الإرباك والخلط حول من هو المسلم المعتدل؟ هذا يعني أن الجانب الأيديولوجي للحرب على الإرهاب يحقق بعض التقدم، ولكنه تقدم محدود فقط.

إن المدقق في مجريات الأمور وتصريحات الساسة الغربيين والتي أصبحت كالعلكة في أفواههم يدرك تماما أن الإسلام السياسي الذي يحاربون والذي بقي في حلبة الصراع والإستهداف هو الإسلام المتمثل بنظام الخلافة .
من أجل هذا أعدت أمريكا الخطط الإستيراتيجية التي تبدو فيها الحرب واضحة سافرة ونصبت فيها العداء للإسلام والمسلمين، وهي خطط يبدو عليها الإصرار على منع عودة الإسلام إلى الحكم، وهي عودة يرى الغرب أنها تسير بخطى متسارعة ، وقد ظهرت منهم تصريحات تعبر عن قلقهم الكبير من عودة الخلافة فقد صرح بوش في 6/10/2005م مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى "ناشطين إسلاميين آخرين تهدف إلى إنهاء النفوذ الأميركي والغربي في الشرق الأوسط، واستغلال الفراغ الناجم عن خروج أميركا للسيطرة على دولة تكون قاعدة انطلاق لهم". وأضاف أنه "عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة، وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى إندونيسيا" وأضاف أنه "مع وجود قوة سياسية واقتصادية وعسكرية أكبر سيتمكنون من تطوير أسلحة دمار شامل للقضاء على إسرائيل" وقد كان القائد الأعلى للقيادة المركزية للجيش الأميركي جون أبو زيد أكثر صراحة عندما ردد كلام رئيسه وذكر أن الإمبراطورية التي يسعى المسلمون لإقامتها هي دولة الخلافة فقال في شهادة أمام الكونغرس: "إن الهدف من إخراج أميركا من المنطقة هو الإطاحة بالأنظمة الحاكمة القائمة في المنطقة، وأنه ستكون هناك محاولة للتوسع في النفوذ وإقامة خلافة ...... وهذا المصطلح يعود إلى خليفة محمد، ويعني بلداً يحكمه حاكم زمني وديني ........ إعادة الخلافة تعني أن رجلاً واحداً خليفة لمحمد، سيكون القائد السياسي والعسكري العالمي للمسلمين ....... أن هذا سيسمح بالسيطرة على الثروة النفطية الهائلة الموجودة في المنطقة، وهم ينوون خلال كل ذلك القضاء على إسرائيل ....... الهدف التالي سيكون التوسع إلى البلاد الإسلامية غير العربية، ومنها أفريقيا الوسطى وجنوب آسيا " إلى غير ذلك من التصريحات التي لا يتسع المجال لذكرها.
وفي الختام
يجب أن يدرك المسلمون بعامة ،والحركات الإسلامية وعلماء المسلمين وأهل القوة بخاصة، أن أميركا ودول الغرب تعرف وتدرك كيف تجري الأمور وبأي اتجاه تسير.
تدرك تماما أن طوفان الخلافة قادم ،
تدرك أنها فشلت في كل ما تخطط وتدبر وتمكر .
تدرك أنها كلما حاربت الخلافة والعاملين لها أيقظت المسلمين نحو المشروع الصحيح الذي يجب أن يعملوا لإيجاده .
ويجب أن يفهم المسلمون جميعا أن كل من يمد يده ويركن إلى الكفار ويواليهم فهو هالك خاسر في الدنيا والآخرة، خائن لله ولرسوله وللمؤمنين.
إن الخلافة قادمة قائمة بإذن الله وعونه وقوته وإمداده لأنها وعد الله ورسوله . فكونوا من العاملين لها ، لا من المنتظرين لها ولا من المحاربين لإقامتها .
قال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور(55).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك