الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآنيون

محمود الزهيري

2009 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس بغريب أن يبزغ تيار ديني ينتسب للقرآن , ويعرف بأهل القرآن , فسابقاً وحالياً وجدت ومازالت تيارات دينية إنتسبت جميعها للسنة , وعرفت بأهل السنة , ومابين أهل القرآن وأهل السنة , دارت الصراعات الكلامية البعيدة عن الواقع المعاصر , والتجأت للتاريخ لتحتكم إليه في أحداثه , وكأن التاريخ بذاته بمكنته أن يعيد نفسه أو يعيد صناعة أحداثه من جديد , أو هكذا يزعمون .

الفارق بين أهل القرآن أو القرآنيون , وبين السنيون , أو أهل السنة والجماعة , تكمن الأقدار , وتتحدد المصائر , فالفريق الأول ينتمي لنصوص قرآنية محددة , ومعروفة العدد سلفاً , والفريق الثاني ينتسب إلي نصوص ذات النصوص , ويذيد عليها نصوص من الأحاديث اللانهائية في أعدادها , وتفسيراتها وتأويلاتها , لدرجة أن وجد تيار من المفسرين يلجأ إلي تفسير القرآن بالسنة , ويجعل من الأحاديث الضعيفة والموضوعة أسانيد للتفسير والتأويل , بزعم أنها إذا كانت تفسر لصالح ماتم التعارف عليه بصالح الأعمال , فلا بأس , ولا حرج !!

أهل القرآن لهم مزعم رئيس يسعي إلي تحرير الفهم والتعامل مع النص بواقعية مرجعيتها النص ذاته , بعيداً عن تاريخيته الزمانية , وجغرافيته المكانية , محاولين فهم النصوص علي ضوء الواقع ومعطياته الحداثية , بما للواقع من إحدثيات علمية وحضارية وثقافية سائدة .

بالرغم من اعتقادي بأن المجتمعات الإنسانية ليست بحاجة إلي وصايات رجال الدين أو علماء الدين , وهذا بالنسبة لكل الأديان السماوية , وحتي الديانات الوثنية , في الوقت الذي أصبح الدين لايمثل حالة جمعية مفروضة فرضاً , أو قهراً وقسراً , وإنما يمثل حالة فردانية شديدة الخصوصية والتوحد بين الإنسان وإله هذا الإنسان .

الدعوة المسعورة التي يتم شنها علي التيار القرآني , وإلصاق التهم بهم ترجع إلي أن هذا التيار تخلو أدبياته الدينية من الوصاية وفرض سلطان المفاهيم الدينية علي المنتسبين لهذا التيار , لأن عماد هذا التيار هو العقل الملتحم بمرادات النص التي يتغياها من خلال الواقع دون إهدار لقدسية النص القرأني في نفوس المنتسبين لهذا التيار .

ولما كانت النصوص الدينية ماحقة للوصاية , ولاعنة للأوصياء , وفارضة للحرية العقلية أساس الإعتقاد ومناط التكليف الديني علي المستوي الفرداني والجمعي , إلا أن سلطة الإستبداد والفساد دائماً ماتبحث عن وصاية , حتي في أبسط صورها أو أعلاها , سواء وصاية المعتقد الذي تعتقد به الغالبية , أو وصاية المفاهيم .

وما جرائم توصيف المخالفين للرأي أو الفكرة , بالردة أو الكفر أو إذدراء الدين والمعتقد , إلا صدي للصوت الذي تنطق به سلطة الإستبداد , وتستنطق به أتباعها من رجال الدين في المؤسسات الدينية الرسمية التابعة وظيفياً لدولة الطغيان .

وليس بغريب أن تكون أنظمة الطغيان تحتمي بسياسة واحدية , ملتحمة بحاكم مستبد يحمل صفة الواحدية , ودين واحد , وثقافة أحادية , ومن ثم فإن من يخرج عن إطار هذه المنظومة فلابد أن يكون , مرتد , أو كافر , أو موصوف بالفسق والفجور والعصيان , وترمي عليه شباك الطرد من الرحمة والملكوت الإلهي الذي هو في السماء , بالرغم من أن المطرود هذا من عالم السماء , مازال يعيش في عالم الناس علي الأرض .

الفارق بين القرآنيين والسنيين , أن القرآنيين , لايكفروا من هو ليس معهم , والسنيين أو أهل السنة والجماعة وكأنهم هم أهل الحق الثابت , والحقيقة المطلقة , ومن ليس معهم فهو خارج عن نطاق السنة وخارج علي الجماعة , ومن ثم فهو هالك أو كافر .

فهل علمنا لماذ الحملة التكفيرية , وحملات الإتهام بالردة والإرتداد عن الدين وإلصاقها بالقرآنيين ؟!!
فهل من هو ليس من أهل السنة والجماعة , وليس من الشيعة , وبالتالي ليس من القرآنيين , أو من السنيين له خانة يمكن أن يتم وضعه فيها سواء خانة الكفر أو خانة الإيمان ؟!!

وهل من هو خارج عن نطاق التشيع لمذهب أو فرقة أو طائفة كافر أو مرتد ؟ وعند من يكون كذلك ؟

هل من إجابة ؟!

محمود الزهيري












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معركة المصداقية
حيدر الشافعي ( 2009 / 5 / 14 - 19:53 )
تتوقف مصداقية القرآنيين على مدى قدرتهم على الإنخراط في العصر و قيمه، و على تماسك منطقهم الفكري و تسامحهم مع الآخر المختلف، و هذه هي نقاط ضعف أهل السنة الذين أصبحوا مصدر تهديد للعالم. إن القراءة العقلانية للقرآن و التي ستسعى في الغالب إلى تفادي تناقضاته الصارخة و إلى محاولة تأويله بالشكل الذي يجعل الإسلام في سلام مع العصر، هي قراءة لها أهميتها، و لكنها ستبقى محدودة ما لم يكن لها منفذ إلى المنظومات التربوية و التعليمية التي يسيطر عليها أهل السنة و الجماعة بثوابتهم الإرهابية و مبادئهم اللامتسامحة


2 - علي المتسبب في الضرر الإعتراف بالخطأ؟
العقل زينة ( 2009 / 5 / 14 - 20:31 )
من الصعب علي أي أحد أن يجيب علي تساؤلكم اللهم أن يبعث من جديد صاحب الكتاب والرسلة ويشرح للمسلمين عامتهم شيعة سنة قرآنيين و......أن الكتاب وما تمخض عنه سيان أحاديث أو غير كان إسلوبا لتدبير حال البدو حيث لم توجد كهرباء أو إنترنيت أو....؟؟؟ وأن يدعوهم إلي إعمال العقل والبحث في كل الكتب ويردد علي مسامعهم بصوت يفوق صوت الآذان بمصر العربية أنتم أعلم بشئون دنياكم ودعكم من حواديت أهل الكهف وإنتبهوا إلي علوم أهل البحث يعني اللي فات مات ....وأن تجد حلولا أخري بديلة بعيدا عن عودة صاحب الرسالة شخصيا أعتقد أنه صعب أن تجد من يعطي إجابة لتساؤلكم


3 - هام عن القرآنيين
الحسين ( 2009 / 5 / 14 - 22:35 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=40376


4 - سؤالك غريب
علي ( 2009 / 5 / 14 - 22:48 )
السيد محمد قولك : فهل من هو ليس من اهل السنة والجماعة وليس من الشعية وبالتالى ليس من القرآنيين أو من السنيين له خانة يمكن أن يوضع فبها سواء خانة الكفر أو الإيمان . هذا سؤال غريب لم أفهمه فجرب أن تطرحه على أحد القرآنيين اللذين تميزهم بالعقلانية وبالمرة أسأله عمن هو ليس معهم ولا يكفرونه ... بودي أن ولكن هذا يكفي


5 - تعليق على موضوع القرآنيون
كمال فوزي ( 2009 / 5 / 15 - 01:27 )
على الرغم من اختلافي الفكري مع القرآنيين وغيرهم، إلا أنني أصبت بالإحباط أثناء قرائتي لموضوعك يا أستاذ محمود. لقد جرفتني غلطاتك الإملائية واستعمالك لمفردات غريبة على سمعي من لب الموضوع . وحيث أننا بصدد الموضوع، فأود أن أبدي به رأيي أيضا على عجالة. الموضوع يا سيدي غير مترابط ولم يأت بجديد. قد يقول لي قائل- ولكن أنظر الى عدد قرّاء المقال والنسبة المئوية لتقييمهم له!- ، عندها سأقول أنني أجزم أن معظم هؤلاء القُرّاء يريدون فقط إرسال رسالة تفيد بأنهم قد طفح بهم الكيل من الأديان.


6 - كنت أظن مثلك استاذ محمود ..
عمرو اسماعيل ( 2009 / 5 / 15 - 02:58 )
ولكن زعيمهم بدأ تكفير كل مخالف له في الرأي واعتبر أن شهادة لا إله إلا الله ومحمدا رسول الله تجعل قائلها مشركا سيقابل الله كافرا .. فماهو الفرق بينه وبين غيره من متطرفي السنة .. يعني ببساطة أن كل أهلنا البسطاء المسالمين الذين توفاهم الله وكانوا يشهدون بشهادة المسلمين البسطاء سيقابلون الله كفارا ..لا فرق اطلاقا..وهو أيضا يعتبر كل مخالف له في الرأي يدين بدين أرضي الا سيادته فهو الوحيد ذو الهداية العلمية والإيمانية الراسخ في العلم الذي يدين بدين سماوي .. هذا عن المسلمين مثله .. فتخيل ماذا سيكون رأيه عن غير المسلمين والذي لا يقوله لأنه يعيش لاجيء عندهم وهم مصدر قوته اليومي ..
صدقني زعيم القرآنيين يحمل فكرا متطرفا يحاول أن يجمله ولا فرق بينه وبين اي متطرف في أي دين .. يعتقد أنه الوحيد المتحدث الرسمي باسم الله


7 - يا سيد عمرو اسماعيل
youssef ezzarouki ( 2012 / 12 / 21 - 16:29 )
السلام عليكم.
يا سيد عمرو اسماعيل انت مفتري باقوالك هته فأولا لا يوجد زعيم للقرآنيين وهذا الذي سميته زعيما يصرح بانه لا يدعي ملكه للحقيقة وانما له وجهة نظر في الاسلام.. ثانيا انت لا تفرق بين الشرك والكفر وذلك لانك مع معاشرتك للقرآنيين إلا انك لا زلت لا تخلط بين الفقه السني والاسلام فالشرك لا يعني الكفر كما هو معلوم بل ان الشرك الذي لا يدخل الجنة هو الشرك بعلم وليس بغير علم يا سيد عمرو اسماعيل.

اخر الافلام

.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟