الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام العربي والمرأة العراقية

ابتسام يوسف الطاهر

2009 / 5 / 15
مقابلات و حوارات


منذ سقوط النظام البعثي والاعلام العربي يحاول ان يتصيد الفرص للنيل من الشعب العراقي الذي رفض احتلال صدام ورضي بالاحتلال الامريكي! بالرغم من ان اغلب الشعب وقف ضد امريكا، والبعض الاخر لم يكن امامه غير خيار الحرب تلك للتخلص من اعتى المجرمين الذي استولى على العراق ودمره، وبالرغم من ظهور الكوارث التي ارتكبتها عصابات صدام ضد الشعب العراقي بكل اطيافه وضد العرب ايضا، بقي بالنسبة لهؤلاء هو المناضل الذي رفع شعار لا لامريكا، وكأن الشعار الفقاعي ذاك كافيا ، حتى لو كان فيه خدمة لأمريكا ذاتها التي خدمها صدام وزمرته بكل حروبه، ناهيك عن ثمن ذلك الشعار فقد سُرق العراق وبيع من قبل تلك الزمرة وفتحت ابوابه مشرعة امام جحافل الاحتلال وعصابات القتل والخطف بكل اشكالها. ولحد اللحظة مازال الاعلام العربي بكل اشكاله يحاول ان ينال من المرأة العراقية بطريقة فيها استفزاز لمشاعر الشعب العراقي المحافظ اكثر مماهي معالجة لموضوع اجتماعي او انساني. ومازال البعض يصر على موضوع ان المرأة العراقية تردى وضعها بالوقت الحالي بعد نهاية (حامي حمى العروبة) ويدعمهم بذلك بعض العراقيين البعيدين عن الاحساس بالوطنية او المسؤولية الذين لا يهمهم من الامر غير بضعة الدولارات التي تدفع من تلك الفضائية او هذه، مقابل تصريحات بعيدة عن المنطق او مبالغ بها. لاشك ان الحروب تولد كوارث اجتماعية ضحيتها الاولى المرأة.. ونعرف ان تاريخ امريكا اسود من هذه الناحية فماحصل بكوريا وفيتنام وغيرها من الدول التي احتلتها يشهد على ذلك، ولكن بالرغم من ذلك لم يصل الامر بالمرأة العراقية للصورة التي يحاول البعض نقلها، لاحرصا او تعاطفا مع المرأة بل تشفيا واستفزازا لمشاعر الشعب العراقي. فالمرأة العراقية لاشك انها مع كل الشعب العراقي تمر بمحنة اولها الفوضى التي خلقها الاحتلال، كذلك تسلم بعض الوزارات من قبل عناصر تربت على آليات النظام السابق التي عززت الرشوة والواسطة واستغلال المناصب.. لكنها اليوم تتمتع بما كانت تحلم به من حرية الرأي وتحسن وان كان طفيفا بالوضع الاقتصادي، بعد ان اضطرت البعض منهن في سنوات الحصار التي ابدع القائد حينها ببناء القصور ، للهجرة للاردن ليستغلها (الاخوة العرب ) هناك ويساوموها على كرامتها من اجل توفير لقمة العيش.
الدعارة في كل العصور ولدى كل الشعوب، متخلفة كانت او متقدمة وموجودة بحدة حتى في الدول المستقرة اقتصاديا وسياسيا عربية او غربية، بل حتى بالدول المحافظة والمتزمتة دينيا. ولكن العراق بالرغم من الكوارث التي مر بها ويمر بها اليوم لم يصل الامر ان تصبح الدعارة او البغاء ظاهرة يتشدق بها الاعلاميون العرب.
للرد على تقولات البعض من هؤلاء فكرت ان اعيد نشر لقاء اجراه معي الاخ عبد العزيز أبو لطيفة لموقع (افاق) العربي عام 2008، لعله يذكر البعض مرة اخرى ان العرب كلهم وقفوا مع صدام بحربه مع ايران التي راح ضحيتها مايقارب المليون عراقي، ووقفوا مع امريكا باحتلالها العراق عام 1991 وتباروا بقتل العراقيين ليعلنوا طاعتهم لأولي الامر الامريكان الذين بنوا قواعدهم في قطر والبحرين والسعودية والاردن وغيرها لضرب العراق ..اذن لا يحق لأي من هؤلاء وغيرهم ان يزايدون على الشعب العراقي بوطنيته وحرصه على الكرامة والشرف ، واذا ارادوا ان يثبتوا شهامتهم فليكفوا عنا اذيتهم ومنع غربانهم من مواصلة التخريب والقتل ، ليثبتوا حسن نواياهم ويقفوا مع الشعب العراقي لبناء بلده التي خربها صدام والامريكان وعصابات القاعدة وغيرها من المجرمين .

حوار: عبد العزيز أبو لطيفة

الكاتبة والصحافية العراقية ابتسام الطاهر لـ"آفاق" إن ما حل بالعراق وما عانته المرأة العراقية وتعانيه اليوم هو بسبب سياسات صدام وعصابته المقبورة ، وان الحرب التي خاضها صدام مع إيران وغزوه للكويت وتبعاته، خلفت أكثر من نصف مليون أرملة عراقية ، إضافة إلى ضحايا النظام ذاته "ممن قتلوا على يد أزلامه بتهم شتى.."

وقالت الطاهر، والتي عادت إلى العراق بعد اغتراب طويل في عاصمة الضباب لندن، في حوار مع "آفاق" إن من قتل على أيدي عصابات القاعدة وأمثالهم أكثر من الذين قتلوا بالحرب.
"أن صدام وزمرته كانوا السبب الأول بدفع بعض الفتيات العراقيات لسلك طريق الرذيلة بعد اعتداءاتهم عليهن لدرجة أن بعض الجميلات هربن للخارج حفاظا على شرفهن وكرامتهن".

وقالت إنه "في ظل حكومة البعث وفي الانقلاب المشئوم عام 1963 كان أزلام البعث يقتحمون البيوت للقبض على الفتيات بلا سبب مما دفع بعض الآباء لقتل بناتهم لكي لايقعن فريسة بيد عصابات البعث. ولاشك أن هناك استغلال بشع ومهين للقيم الإنسانية والدينية ومهين لكلمة مقاومة وللقومية.. من قبل المسلحين من عصابات القاعدة وغربان كهوف التورابورا الذين سرقوا بعض المصابين عقليا وربطوا عليهم الأحزمة وأطلقوهم في الأسواق أو الأماكن الشعبية ليفجرنوهم.."

وهذا نص الحوار مع الاستاذة ابتسام يوسف الطاهر:

هل تمكنت المرأة العراقية اليوم من الحصول على حقوقها وحريتها أكثر مما كانت عليه في عهد نظام صدام حسين؟

اولا احييكم واشكر لكم اهتمامكم بقضايا الشعب العراقي ومتابعة التطورات الحاصلة بالعراق ونتمنى من الاعلام العربي ان يتضامن مع الشعب وارادته لا مع القادة ايا كانت اسمائهم او اقنعتهم. ان مامر به العراق بلدا وشعبا لم يمر به بلد اخر والحروب والكوارث يظهر اثرها بجلاء على المرأة بشكل خاص ..
لكن للاسف مازال الكثير من الاخوة العرب وبعض العراقيين الصداميين، يصرون على عقد مقارنة بين الوضع الحالي وماكانه في عهد صدام.. ومن منطلق هذه المقارنة نتسائل : كيف ولماذا وصلت الامور الى ماوصلت له؟ لماذا لم تحل الكوارث التي حلت بالشعب العراقي بالشعوب الاخرى والتي هي اكثر غنى نفطيا؟ .. أليس ماحل بالعراق هو حصيلة او نتيجة لما فعله صدام؟ ونتيجة لسياساته الخرقاء وعمالته لامريكا وتشبثه بالتسلط بالرغم من فشله الذريع في حروب حمقاء.. وبالرغم من اهدار اموال الدولة والشعب على اسلحة دمرت واخذوا منه ثمن تدميرها! وبناء قصور احتلتها قوات الاحتلال اليوم.. وسرقة المليارات من الدولارات وتهريبها للخارج.
في التسعينات خلال فترة فرض الحصار على العراق.. ابدع ذلك القائد باذلال الشعب، واتخاذ الحصار شماعة لابتزاز الناس.. حيث اضطر البعض لبيع حتى اثاث بيته لتوفير لقمة العيش بينما تذكرون احتفالاته باعياد ميلاده الاجبارية حينها؟.. فلم يكتف بتكميم الافواه وسلب الحريات بل سلب منهم حتى لقمة العيش، طبعا بالتعاون مع الامريكان حينها. بعض العرب سمى حربه مع ايران (دفاع عن العروبة).. واذا اراد ان يكون منصفا قال عنها حربا رعناء.. وغزوه للكويت اعتبروه (غلطة) وتمسكه بالكرسي (كرامة).. بينما كلها كانت سلسلة من جرائم.. فغلطة القائد جريمة لا تغتفر.. فالضابط كان حين يخطئ او يتراجع في احدى المعارك يعدمه صدام.. بينما اخطائه الكارثية اوصلت البلد لحالة الفوضى والدمار.. واضاف لها هروبه من المعركة الحاسمة ضد المحتل، مع ذلك احتج الكثير على اعدامه ومعاقبته. لان البعض مازال يعيش حالة عبادة الاصنام.. وينظر للقائد الظالم القاسي الدكتاتوري بهيبة وخوف لافتقارهم للبطل الحقيقي فوجدوا ضالتهم ببطل ورقي. اذن ماحل بالعراق وماعانته المرأة وتعانيه اليوم هي بسبب سياسات صدام وعصابته المقبورة. والتخلف الذي قضى على الكثير من المنجزات الثقافية التي حققها الشعب في الاربعينات او الستينات حتى، وطبعا بمباركة الامريكان الذين ادعى مقاومتهم خطابيا.

وما هو تأثير هذا الوضع على المرأة؟

ماحل بالشعب العراقي ينعكس على الجميع واكثرهم المرأة، فالحروب اخذت منها الاب والابن والاخ والزوج وضاعفت من مسؤولياتها، اضافة لاعداد كبيرة من الذين غيبهم النظام او اعدمهم بلا محاكم لمجرد انتمائاتهم الدينية او الفكرية وترك للمرأة إرثا من التعب والعذاب لتحمل مسؤولية العائلة الكبيرة بظل وضع اقتصادي متدهور ووضع امني مزري تردى اكثر في فترة الحصار التي خلقت او ساهمت بخلق عصابات للسرقة والقتل والخطف وقد حدثت جرائم يندى لها الجبين بسبب غياب تلك الدولة وتخليها عن مهامها في حماية الشعب منذ عام 1991، مما اضطر الجميع للعودة للانتمائات العشائرية من اجل حمايتهم.. اذن لم يكن الوضع في عهد النظام الصدامي افضل.. وانما كان تمهيدا لما يحصل اليوم، الفرق ان القتل والاعتداء على حرمة المرأة صار علنيا على يد شراذم فدائيي صدام وغيرهم من الجهلة الذين نهلوا الجهل والتخلف من ذلك البئر المعتم.. فقط غيروا قشورهم وتخفوا تحت اقنعة الدين والقومية والعروبة. وتبنوا جرائم متخلفي القاعدة وعصاباتها. فصورة المرأة العراقية قبل وبعد التغيير تتداخل معا لتواصل المرأة اتشاحها بالسواد مع فارق ان اليوم هناك قدرة على التحدي وقدرة على النقد اي هناك حرية ولو نسبية.

بحكم اطلاعك على التقارير وتأثير العنف الجاري في العراق على المرأة العراقية فكم هو عدد النساء الأرامل في العراق ، وهل هذه النسبة تجعل ناقوس الخطر يدق لارتفاع مستويات العنوسة في العراق؟

هناك احصائية لوزارة التخطيط عام 2007 تقول ان عدد المطلقات والارامل وصل مايقارب المليون. واقول ربما هي اكثر من ذلك. فالحرب مع ايران وغزو الكويت وتبعاته، خلفت اكثر من نصف مليون ارملة.. اضافة الى ضحايا النظام ذاته ممن قتلوا على يد ازلامه بتهم شتى، اذن هي ترملت بمشروع الدكتاتورية وسياسة الابادة البشرية. ومن قتل على ايدي عصابات القاعدة وامثالهم اكثر من الذين قتلوا بالحرب. التغيير حقق للشعب وبالتالي للمراة بعض الحرية واستبشرت خيرا اسوة بباقي الشعب، لكن القبضة الذكورية تشظت عن القبضة الدكتاتورية وليدة عقود من التجهيل والتخلف، فتبعثرت احلام المرأة فبقيت تعاني صنوف التسلط والاذلال وانتزاع حريتها، لسجنها في المنزل. و الصراعات الدموية والحروب الطائفية القت بظلالها المعتمة على حياة المرأة.. ووجد بعض ضعاف النفوس بالمرأة العنصر الاضعف لممارسة تسلطه واشباع رغباته السادية . ولكن بالرغم من ذلك المرأة العراقية تحدت كل العقبات وتصدت لكل الهجمات وواصلت عنفوانها وصبرها وهي التي اوصلت ابناء العراق بالامس لبر الامان فلولاها لتدهور الحال لما هو اسوأ خاصة بعد غياب الدولة والقانون ليس الان بل منذ عام 1991..

وماذا عن مشكلة العنوسة..؟

مشكلة العنوسة لاتشكل الخطر الذي تحكي عنه.. واذا كانت هذه الحالة موجودة فلها اسباب عديدة منها كما قلنا حروب صدام المتوالية وعلى مدى عقود، اضافة لهجرة الاف الشباب.. وهذه المشكلة تعاني منها الدول العربية الاخرى ايضا من التي تعاني وضع اقتصادي صعب اوعدم استقرار سياسي، بالرغم انها لم تعيش تجربة العراق وحروبه المتواصلة، بل حتى بعض الدول العربية المستقرة اقتصاديا تعاني من هذه المشكلة ربما لاسباب اجتماعية كارتفاع تكاليف الزواج.. وهناك سبب اخر لظاهرة العنوسة برأيي.. هو نسبة الوعي الفكري والاستقلال الاقتصادي الذي حققته المرأة مقابل تردي الحالة الثقافية والفكرية لدى شريحة كبيرة من الشباب وانحسار الوعي لديهم جعل الفتاة تعزف عن الزواج خوف ان ترتبط بمن لايوازيها ثقافة ووعي. مع ذلك في العراق هناك تفهم من قبل الفتاة واهلها وحتى الشباب فهناك الكثير ممن تزوج ارملة او مطلقة مفضلها على ذات الشروط التعجيزية، فكل يوم خميس تسمع الزغاريد لأعراس تتحدى الظروف الامنية وتتحدى طيور الظلام لتعلن عن اصرار هذا الشعب على الحياة واحتفاله بها.

بعض التقارير تفيد بان الكثير من النساء العراقيات يشغلن مركزا متقدما ً في سوق الاتجار في النساء "الجنس" وخاصة في منطقة الخليج ، فمن بتصورك المسئول الأول والأخير عن هذه الظاهرة الخطيرة؟

اعتقد ان هناك مبالغة او مغالطة في هذا الامر، ربما الغرض منه النيل من المرأة العراقية .. والشعب العراقي ككل الشعوب ليسوا ملائكة، ولكن استطيع ان اقول ان صدام وزمرته كانوا السبب الاول بدفع بعض الفتيات لهذا الطريق بعد اعتداءاتهم عليهن لدرجة ان بعض الجميلات هربن للخارج حفاظا على شرفهن وكرامتهن..او اجبار بعضهن على ممارسة الرذيلة لاشباع غرائزهم الحيوانية.. كذلك بسبب الحصار والترمل وفقدان المعيل، ربما اضطرت بعض النسوة للجوء لبيع جسدها لتوفير لقمة العيش لأولادها . لكن حتى هذه لا تشكل نسبتهن جزء بسيط مما هو عليه في بعض الدول العربية والتي لم تمر بظروف العراق ، اي لاحروب ولا حصار ولا احتلال ولا عصابات ارهابية مثل القاعدة وغيرها. وضآلة هذه الظاهرة يعود لسبب ان المراة العراقية تمتلك وعي وثقافة شكلاّ درعا حصينا لها اضافة الى ان اغلب العوائل العراقية محافظة. هل تعرف ان في ظل حكومة البعث وفي الانقلاب المشؤوم عام 1963 كانوا يقتحمون البيوت للقبض على الفتيات بلا سبب مما دفع بعض الاباء لقتل بناتهم لكي لايقعن فريسة بيد عصابات البعث تلك.

هل أنت راضية للتمثيل النسبي التي حظيت به المرأة العراقية في الانتخابات العراقية الأخيرة ؟

قد يرى البعض ان هذا التمثيل لايعني شيئا في ظل الفوضى والخراب الحاصل الذي يستهدف كل مناحي الحياة على يد الاحتلال وعصابات القاعدة الارهابية المتخلفة ومخلفات النظام الصدامي من دمى مبرمجة على القتل والانتقام والسرقة والخطف او الميليشيات المسلحة والتي هي الاخرى صنيعة ذلك النظام والتخلف الذي نشره بين الناس.. لكنها تجربة ديمقراطية لا تعرفها معظم الدول العربية الاخرى، وان استغلت بشكل خاطئ فهذا لايعني فشلها.. صحيح ان المشكلة الاساسية في مبدأ المحاصصة الطائفية الذي ادى الى استجلاب عناصر نسوية بعضها لايختلف باطروحاته الرجعية عن الاحزاب التي تنتمي لها لدرجة ان بعضها يطالب بما يحد من حرية المراة وما يعطل مسيرة التظور والتقدم والبناء اكثر من الرجل.. ولكن مقابل ذلك هناك اصوات نسوية حقيقية ومتفوقة وصلت للبرلمان عززت موقع المرأة وحققت بعض الانجازات وان كانت قليلة. لكنها جيدة قياسا للوضع الاستثنائي الذي يعيشه البلد من عنف وتخريب متعمد..و شكلت لبنة صحيحة للمستقبل ولابد ان الشعب الان واع لما يريد ويملك حرية الاختيار وعرف ان صمته على عصابات الدكتاتور اوصلته للكوارث .. وعرف ان لاينقذه من وحل الحاضر غير اللجوء للوسائل السلمية لاحداث التغيير والخلاص من الاحتلال، فامامه الانتخابات القادمة ليصحح خطأه ويختار من هم اولى بالمسؤولية وأحرَص على خدمته.

بعض التنظيمات المسلحة في العراق تحاول تجنيد عددا من النساء لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات العراقية او قوات الأمن العراقية ، فهل هذه التنظيمات تستغل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المرأة العراقية ويتم بذلك استدراجها لمثل هذه العمليات ؟

هناك استغلال بشع ومهين للقيم الانسانية والدينية ومهين لكلمة مقاومة وللقومية.. فالمسلحين من عصابات القاعدة وغربان كهوف التورابورا الذين سلحتهم امريكا بالامس..مصرّون على مواصلة ارتكاب جرائمهم بالعراق وكأنهم وجدوا ضالتهم به فلم يشبعوا من دماء الابرياء في الجزائر والمغرب وافغانستان وغيرها من الدول المتخلفة، وبالرغم من رفض الشعب لهم بكل طوائفه بعد افتضاح نواياهم وسقوط كل الاقنعة التي ارتدوها او البست لهم من قبل القومجيين او بقايا البعثيين.. فالعمليات التي جندوا بها نساء قليلة جدا وقد افتضح امرهم حيث سرقوا بعض المصابين عقليا وربطوا عليهم الاحزمة واطلقوهم في الاسواق او الاماكن الشعبية..مثل ماحصل في سوق الغزل الذي فجروه مرتين.. مع انه سوق شعبي واسع لبيع الحيوانات الداجنة ولايدخله غير الناس المتعبين او هواة الطيور ليثبتوا اكثر انهم اعداء لكل ماخلق الله. وهذا لم يقتصر على النساء، بل حتى السيارات التي قالوا يقودها انتحاري.. وجدوا في احداها الضحية مربوط باسلاك لمقود السيارة ! اضافة لفضيحة احد العاملين بمستشفى الامراض العقلية الذي يقال انه كان يبيع بعض المرضى لاؤلئك المجرمين الذين هم مرضى ايضا لكنهم اشد خطرا، لينفذوا بهم عملياتهم البشعة تلك. فلايوجد شخص امرأة او رجل ممكن استدراجه لارتكاب مثل تلك الجرائم مهما كانت ظروفه.. وقد مر الشعب بظروف اقسى لكنه عرف كيف يتغلب على الصعاب ويستغني عن الدولة الصدامية الهشة واعتمد على نفسه بتوفير الماء والكهرباء وتطويع الظروف القاهرة ليحتمل كل الصعوبات ليعيش بكرامة ولم يقف احد من اخوته العربان بجانبه او مساعدته.. اذن لايمكن لاؤلئك المجرمين ان يستدرجوا احدا الا اذا كان مجنونا او مخدرا بالافيون الافغاني المعروف.

هل ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في العراق اليوم كافي للأخذ بيد المرأة نحو الحرية واستقلال القرار؟

المرأة هي الكفة الاخرى لميزان المجتمع، فما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني لصالح المجتمع هو بالضرورة لصالح المرأة، خاصة والمرأة هي اول المتضررين من عمليات العنف والحروب والتردي الاقتصادي والسياسي الذي وصلنا له بسبب الشعارات الغوغائية المستفرغة من معناها من قومجية او دينية والبعيدة كل البعد عن الوطنية. اذن تلك المؤسسات هي الحل الامثل للخروج من الازمات بعيدا عن القتل والعنف تحت أي من المسميات التي تستغل لصالح تلك الفئة او هذه المجموعة خاصة من الذين لايهمهم غير مصالحهم الشخصية المحدودة. اذا عملت تلك المؤسسات بشكل مسؤول ووطني دون استغلال الدعم المقدم لهم باسم المرأة من اجل مصالحهم الشخصية.

هل مستوى جرائم الشرف في العراق يشهد تزايدا ام تراجعاً في معدلاتها في الوقت الراهن ؟

الوطن العربي والاسلامي بشكل عام يمر بأحلك الفترات واصعبها من النواحي الفكرية والثقافية والاقتصادية، بعد صعود موجة المتطرفين دينيا والتكفيرين . وهناك خواء فكري وايديولوجي دفع بالكثير للتقوقع في قمقم الغيبيات ساحبا معه المرأة، بعدما حققت انجازات كبيرة على مدى عصور ووصلت لأعلى المراتب في المجتمعات المتطورة التي لم تتقدم لولا احترامها للمرأة واحترامها لحرية الفرد وحقوقه. فنجد بالقرن الواحد والعشرين تمد بعض الديناصورات رؤوسها لتطالب المرأة بالمكوث بالبيت او التعامل معها بدونية، ربما البعض ارعبه اكتشاف كذبة تفوقه على المرأة وانها ليست ناقصة عقل ولادين، بل هي اعقل منه واذكى واكثر دينا وايمانا، فهي التي ضحّت وصمدت ولولا عملها الدؤوب لانهارت الاسرة والمجتمعات العربية.. وهي التي تبني والاخر يهدم بتخلفه وانانيته
وفي ظل مجتمع يركض نحو الخلف باصرار او للامام نحو الهاوية، تتخذ بعض العناصر من المرأة كبش الفداء لفشله سياسيا ودينيا واجتماعيا. فكثرت جرائم قتل الفتيات والنساء بأسم الشرف كما حصل في الاردن وفلسطين واليمن وغيرها، والعراق جزء من الوطن العربي وليس بمعزل عنه فلابد ان ينوبه ماناب المناطق الاخرى خاصة وهو يمر بضروف الحروب والفوضى التي زادت من استغلال بعض العصابات والمتخلفين ليرتكبوا شتى الجرائم ومنها جرائم الشرف.. على يد من لا يعرفوا معنى الشرف، لكن تبقى هذه الجرائم قليلة قياسا لما يحصل بالدول العربية الاخرى ، التي يفترض انها اكثر استقرارا سياسيا واقصاديا.. ربما يعود ذلك لحجم الوعي الثقافي والاجتماعي الذي يتميز به العراقي بشكل عام وحجم الوعي لدى المرأة العراقية وحرصها على مبادئها وقيمها الاجتماعية والثقافية بالرغم من حالة التردي والتجهيل التي عاشها المجتمع خلال العقود الماضية وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد الان، والتي تحاول الحكومة الحالية ان تقضي عليها من خلال خطة فرض القانون الذي ستنجح بها اذا تعاون الجميع على تنفيذها.
واقول ان تلك الجرائم قليلة بالعراق قياسا لجرائم القتل والخطف على يد عصابات القاعدة وبقايا الصداميين او الميليشيات المسلحة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعجاب ومودة
فاطمة العراقية ( 2009 / 5 / 15 - 08:49 )
الغالية والاخت العزيزة ابتسام الطاهر .تحياتي الساخنة المحملة بكل الود العراقي الاصدق . كما عهدي بك امراة انموذج وسيدة وارفة الرقة والسمو في موقفك مع اختك العراقية التي ناءت والى الان تنوء تحت المؤمرات والدسائس التي تنسج للنيل منها .ان التأمر كبير ياعزيزتي المحيط الذي يتكون من الجوار والعرب الذين يدعون الشهامة والعروبة هم اول من يساهم ويساعد على النيل من سمعة العراقية وبشتى الطرق .لكن اكيد لكل قاعدة شواذ ولايصح الا الصحيح وطالما توجد نسوة مثلك ومثل نادية محمود الرائعة والاف غيرهن بل ملايين سينهض العراق بكل اطيافه وورده كي تعبق بعطرها من جديد وتملا عراقنا خيرا وبهجة . تقبلي من اختك التي تؤازر وبكل قوة اخواتها العراقيات رغم انف التحديات .بوركت عراقية اصيلة .


2 - النساء العراقيات
ياده سرود ( 2009 / 5 / 15 - 15:11 )
بأمكان الكاتبه المحترمه ان تزور سوريا والاردن وتسأل النساء العراقيات هناك ان كان حالهم احسن تحت الاحتلال الامريكي المتصهين ام تحت النظام السابق...وسوف تجد الجواب...
اما الاحصائيات عن حال المرأه العراقيه بعد الاحتلال الاجرامي فحتى الموت يقف منذهلآ
ان كانت المراة العراقيه قد ضربت مثلا بطوليا كما عهدناها فهو صمودها في سجون الاحتلال ورفضها ان تبيع وطنها للاجنبي وهي بالتاكيد تساهم في طرد الاحتلال ومن جاء معه ...وعاشت العراقيه البطله هدى العزاوي....
http://iraqiwomenswill.blogspot.com/

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م