الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استلاب الفكر الديني

فلاح الزركاني

2009 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تنتهج الرسالات السماوية بكليتها البحث في خير الانسان وفائدته وتنظيم مهامه وغاياته في اطر اخلاقية تربوية قانونية تحدد حركة الناس في المجتمع وتحدد حركة المجتمعات معا ، وهي تحمل بالاساس صفة الموضوعية المطلقة والرحمة والخير والسلام كنظرية وتطبيق.
لكن الذي يغير مسار تلك الرؤى والمناهج الرسالية هم القائمون على تفسيرها وتأويلها ومن هنا ينتج الصراع الاخطر بين الديانات بمجموعها وصراع الدين الواحد، ان فرض الصحة في التفسير لمجموعة ما على الاخرين هو شرارة الصراع فالتفسير يخضع لرغبات وغايات المفسرين كل في جانبه ومن ثم يدخل المعترك التاويلي اناس لايملكون القدرة على الاستنباط والتوجيه ومع ذلك يكون لهم التأثير الحاسم في عملية تحريك وتحويل المجتمع الى ادوات تعمل لصالحهم الخاص بعيدا عن قيمة الخطأوالصواب في تفسير المنهج وتطبيقه وهذا يحدث في المجتمعات الاقل وعيا وثقافة والتي تهيمن عليها الخرافة والمنقذ والتي خدرت جمعيا وثقافيا ودينيا على فكرة الرضوخ للعلماء باعتبارهم الاصلح والاعلم في تنفيذ غايات الخالق في خلقه وكونهم باب الله والمسددين الى طريقه وانتهاجهم منهج الوساطة بين الخالق والمخلوق وحصرها في اقلية مختارة بعناية ولايمكن الخروج منها باي حال من الاحوال ،والنتيجة ان هؤلاء الوسطاء وان كان بعضهم ما يحمل صفة العلم الا أن في مجملهم أناس تدفعهم المصالح والغايات وتحركهم الدواقع والميول دون الخوف من النقد او المعارضة كونهم ينطقون باسم الله وبكلماته ولهم وحدهم الحق في تفسيرها وتنفيذها وفرضها على المجتمع، ولو كان الاختلاف عقائديا يخضع للحق وقبول الاخر لهان الامر ، الا ان الصراع غالبا ما ينحو منحى الفرض بالقوة والتكفير وهذا منهج الاصوليون والسلفيون الراديكاليون الذين يؤمنون بمبدأ من لم يكن معي فهوضدي وهو كافر بالمطلق، وهنا تبدأ فكرة الازاحة والتصفية حفاظا على الدين وتطبيق الشريعة.
وبالحقيقة فان هذه الافكار السمجة الفارغة المحتوى والسامة تجد التأثير الكلي على البسطاء نتيجة الخوف من الله اولا والرغبة بتطبيق فكرة الرب ثانيا في غاية خلق الناس ، دون الخوض في تفاصيل المدركات التي تفعل قانون الله في الارض وجماله وكمال غاياته فينحرف التطبيق عن كل النضريةلكن تحت ستار الدين وشعار النصرة للحق
حتى النهج الديني المدروس ( المعتدل ) يخضع لمتطلبات الداعين وفق اهوائهم لكن على الاقل يعتمد الحوار والمناقشة في التفسير والتأثير وقبول الاخر ولو ظاهريا.
ان الاشكاليات المعقدة في التأويل والتفسير وخضوعها للغايات والمصالح وخروجها من السياق الالهي الخالص الى سياق النفعية الفردية المنافسة للخالق في التطبيق والتنفيذ والتقييد والاطلاق والثواب والعقاب وهي ما يحرك الجناهير والمريدين للتكتل حول فرد او طائفة معينة ترسم للناس خطة النجاة وتمنحهم صكوك الغفران دون التساؤل ولو فرضا عن الكيفية والدافعية والحق الذي من خلاله يمكن لاولئك الوسطاء فرض سلطة الرب على الرب والناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في