الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية

طاهر مرزوق

2009 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تجاوز العرب المسلمين كل حدود التأويل والتفسير لهذا الكتاب الى أصبح كل كلمة فيه تحتاج إلى مجلدات لتفسرها وتأولها ، لأن معناها يختلف من كاتب إلى آخر ومن فقيه إلى آخر ، وكل مؤمن يستنبط ما يراه جديداً فى كل كلمة ويعتبره إعجازاً ومنذ ألف وأربعمائة سنة لم يكل ولم يمل العربى المسلم من التنقيب فى كلمات كتابه النازل بلسان عربى مبين !!
مستحيل أن يكون للكلمة معنى فى عصور الجاهلية وفى عصرنا الحديث تطور معناها وأصبحت إعجاز ما بعده إعجاز ، لكن لماذا يفعل ذلك العرب المسلمون دون خلق الله فى أنحاء المعمورة ؟
الإجابة تكمن فى أن المسلم غير العربى لا يرى بلاغة اللغة العربية ، وبالتالى لا يمكن أن ينافق غير المسلم عقله ويعطى للكلمة غير مايحتمله معناها الطبيعى والمنطقى ، لكن المسلم العربى علمه القرآن كتابه المعجزة لما يقولون عنه بلاغة لا يمكن لبشر أن يأتى بمثله ، وهنا نجد أن هذا الإله أو المسلمون أنفسهم حصروا معجزاتهم فى كلمات بلاغية قالها الشعراء من قبلهم ولا يحتاجها الإنسان إلا للترفيه عن نفسه فى أوقات السمر ، لكنهم لا يريدون الخروج من وهم البلاغة المعجزة إلى حقيقة أنهم توقفوا عند تلك الحدود وأضاعوا مليارات السنين من أعمار أجدادهم منذ عصر الخلافة وحتى يومنا هذا فى الترويج إلى تلك المعجزة البلاغية بدلاً من العمل على أختراع دواء يشفى أمراضهم وأوجاعم المزمنة .
لكن ما هى الحكمة فى هذه الثورة الإعجازية التى صاحبت الثورة الإرهابية فى نفوس العرب المسلمون ؟
بلا شك هى مشاعر الضعف والدونية التى يشعر بها المسلم أمام حضارات العالم المختلفة التى يعتبرها حضارات كافرة وهو تعبير ضد العقل السليم ولا علاقة له بثقافة الإعجاز أو ثقافة الإرهاب التى ينشرها المسلم ويروج لها من خلال الكتاب الذى يؤمن به ، وهى الثقافة السائدة فى المجتمعات العربية الإسلامية التى أصبحت تربية وتعليم إجبارياً .
عجز المسلم أمام التقدم الحضارى لغيره من بنى البشر كفار ملحدين مؤمنين بديانات آخرى ، جعله يلجأ إلى النفاق والتدليس البلاغى ليستخرج لنفسه ما يعتبره إعجاز على كل المستويات بلاغياً وعلمياً وإلهياً .. لكنه لم يتعلم أن يضع كلمة إنجار مكان كلمة إعجاز فى عقله ، لأن الإعجاز ما أبسط تعلمه وإنجازه نظراً لما تحتويه الغة العربية من بلاغة تجعله يخترع أختراعات لا تخطر على بال لا مؤمن ولا كافر ، أختراعات بلاغية تجعله يعيش فى جنات وردية يطير فى سمائها لأنه الوحيد من بنى البشر الذى يجد فى كتابه كل علم وكل أختراع يخترعه أبناء الكفار والملحدين بدون أن يتعب نفسه فى شئ وبدون ضياع أمواله فى أبحاث ومعامل يجرى فيها تجاربه العلمية ، فالمعمل الوحيد الذى يأتيه بالمعجزات هو القرآن الذى ينهل منه ولا نهايه لإعجازاته وأختراعاته .
المسلم يشعر بأن التخلف والجهل الذى يعيش فيه لا علاقة له بما يؤمن به من عقائد وشرائع وأحاديث وإعجازات رضاع الكبير أو بول البعير أو جناح الذبابة والجن المسلم وهى كلها أمور يقينية لا تحتاج إلى تشغيل عقل ، بل التخلف راجع إلى الحكام الدكتاتوريين والمؤامرات الصهيونية والأمبريالية العالمية الشيطانية ، وأنا أضع نفسى مكان المسلم البسيط الذى زرع رجال الدين والثقافة والإعلام تلك الأفكار فى عقولهم وأقول له إنى أتفق معك فى ذلك لكن إلى متى يكتفى ويصدق المسلم ما يقوله له بهلوانات الإعجاز النظرى الذى لا وجود له إلا فى أذهانهم وفى كتابهم المقدس ؟ إلى متى يقوم الكفار بالإعجاز والإنجاز العلمى والعملى الذى يخرج من عقولهم ثم من مصانعهم ليصبح بين أيدينا سلعة نشتريها وننعم بها ، أما المسلم فهو ينتطر بهلوانات الإعجاز الذين يسارعون فى هواهم فيأتيهم الوحى بشتى المخترعات المكتوبة نظرياً فى كتابهم !!
المسلم لا ذنب له فيما يحدث لأنه ضحية تعاليم قرآنية تحضه وتحثه وتأمره بالكراهية والبغض للآخر وأن يرفع الدعوات عليهم فى صلواته ، تأمره بالنفاق والمكر والتقية ، تأمره بمعاداة الآخر وإرهابه ، تأمره بأن يطيع الرسول وما يقوله فى علاج مشكلات البشر الجنسية والمرضية بدءاً بالمفاخذة وأنتهاءاً بجناح الذبابة شفاءً من الأمراض والأوبئة .
هذه التعاليم القرآنية لا تعلمه أن يحترم إلهه لأنه لم يكتب القرآن والدليل أن المسلم يطلب من الله أن يصلى على محمد وليس هذا فقط بل عند ذكر أسم محمد يكرر صلاة الله على محمد وفى أى شئ يقول لك المسلم صلى على النبى لكنه لم يفكر لماذا نصلى كثيراً على محمد ولا نصلى على الله ؟ أو يتأدبون بكلمة من إعجازهم عند ذكر أسم الله ؟ هل يعقل أن الله وملائكته يصلون على النبى كما ورد فى سورة الأحزاب ؟ أليس هذا الكلام يحتاج وقفة من المسلم ليفكر بعقل طبيعى خالياً من الإعجاز ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كم المعاناة
جميل ( 2009 / 5 / 15 - 20:45 )
تحياتى استاذ /طاهر
نعذر اخوتنا المسلمين على هذا
فمحمد خرب عقولهم
تخيل خطيب يخطب الجمعة وكانت الخطبة عن الاحتفال بالمولد النبوى.
ثلالثة أرباع الخطبة يقول فيها -صلى الله عليه وسلم-
والربع الباقى دعوات بالهلاك على غير المسلم !!!!
مش بقولك محمد خرب عقولهم
نتمنى الشفاء للجميع



2 - وأنا أيضا أتمنى الشفاء للكاتب والمعلق
عدنان عاكف ( 2009 / 5 / 16 - 00:09 )
- انه لمن المعلوم تماما انه ليس ثمة أحد في روما له من المعرفة ما يؤهله لأن يعمل بوابا لتلك المكتبة. وأنىّ لنا ان نُعلم الناس ونحن بحاجة الى من يعلمنا. ان فاقد الشيء لا يعطيه -، هذا ماقاله متحسرا من يعرف الحقيقة تمام المعرفة، أعني جربرت فون أورباك، الذي ارتقى كرسي البابوية في روما عام 999 باسم البابا سلفاستوس الثاني -
هذا ما ترويه المستشرقة زيغرد هونكة في كتابها - شمس العرب تشرق على الغرب - عن هذا البابا المتنور الذي كان يتحدث عن مكتبة الخليفة في القاهرة التي كانت تحتوي على أكثر من - مليونين من المجلدات، وهو يعادل عشرين ضعفا ما حوته مكتبة الاسكندرية الوحيدة في عصرها -.
وتواصل المستشرقة الألماني حديثها عن تلك المرحلة فتقول :
وفي هذا العام نفسه نشر أبو القاسم مبادئ الجراحة التي ظلت شائعة لقرون عدة، وشرح البيروني ، أرسطوطاليس العرب، للفكر العالمي دوران الأرض حول الشمس، واكتشف الحسن ابن الهيثم قوانين الرؤية وأجرى التجارب بالمرايا والعدسات المستديرة والاسطوانية المخروطية.
وبينما كان العالم العربي يسرع في هذا العام نحو قمة عصره الذهبي وقف الغرب مذهولا، وقد تولاه الفزع، يترتب نهاية العالم عن قريب. ويعظ القيصر الشاب أوتو الثالث، وهو ابن عشرين ربيعا، الناس فيقول: - والآن سيأتي المس


3 - هل حاولت ان تقرأ المقال
سلام الشمري ( 2009 / 5 / 16 - 07:54 )
حاول أخ عاكف ان تعيد قراءة المقالة و هي ستفسر لك ما أخفقت في قرائته من التاريخ
انت تقول (المسلمين والعرب) اي انك تدرك انهما تسميتان لايربطهما الا موضوع الحديث وليس وشائج لا تنفصم فكل تسمية منهما تعني جملة وقائع تتسع او تضيق لتكون قادرة على احتواء المعنى المقصود
وحول حديثك عن المنجز الحضاري قبل الف عام لن اسألك عن بقايا مكتبة الاسكندرية الاصلية فهي كما علم فاتح(او تحب ان تقول محرر)مصر وايده خليفة المسلمين في ذلك, لا تستطيع ان تضيف جديدا لما لا نعرفه عن الدين ومنظورنا الكوني, وبالتالي استحقت مصيرها الهتلري, لكنني سأسألك عن المكتبة المليونية التي ذكرتها, اين ذهبت؟؟
فحسب علمي لم يطأ المغول ارض مصر وبالتالي اسألك من الحقها بكتب بغداد,(على فرض صدق القصة الثانية)وتتحدث بعد ذلك عن ثقافة الحقد والكره؟ربما.. ولكن حقد من اخي عدنان؟..وعلى من؟
الجواب هو مانسمعه ونشاهده على واجهات الاعلام المعاصرالمرئية والمسموعة.. و لماذا؟؟
اعد قراءة المقال لتعرف الجواب


4 - ليه أسلوب المراوغة وعدم الرد ؟
طاهر مرزوق ( 2009 / 5 / 16 - 08:38 )
شكراً لتعليقك يا استاذ جميل أما الأستاذ عاكف فأنصحه بدلاً من المراوغة أن يعكف على الرد المنطقى على ماجاء فى المقال والتعليق الذى يخدم الإنسانية لنزيل معاً خطر الإرهاب وتنظيف صلوات المسلمين من اللعنات والكراهية التى لا حدود لها وتؤدى دائماً إلى مجتمع متخلف يرفض العلاج لأنه مقتنع دائماً بملكيته لأفضل العلاجات الإعجازية ، فالحقد لا وجود له إلا فى عقول وقلوب من يصلون يومياً غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذا هو الحقد اليومى الذى يجلب الخراب على عقول المسلمين


5 - رد على تعليق رقم 2 استاذ عدنان
جميل ( 2009 / 5 / 16 - 08:45 )
شكراً على مداخلتك وسبك لى
فأنت تتبع سنة نبيك
فهو القائل وهو على فراش الموت قولته الكريهة -لعنة الله على اليهود والنصارى-
فأنا لا الومك على ذلك
ولكن الذى ألومك عليه أنك تستخدم حجج واهية من المستشرقين والمستغربين لكى توضح وجهة نظرك -الغير واضحة أصلا-
أعد قراءة المقال مرة أخرى لعلك تستفيد
تحياتى للجميع


6 - المراوغة فنون
عدنان عاكف ( 2009 / 5 / 16 - 09:35 )
الأستاذ مرزوق
طرحت عليك سؤالا واضحا ولم ترد عليه، واسمحلي أن أعيده: اذا كان سبب تخلفنا اليوم هو الدين الإسلامي فكيف حقق المسلمون ما حققوه في العصر الوسيط؟ أعتقد ان المراوغ الحقيقي هو من يتهرب من الإجابة على السؤال، وليس القارئ الذي يحق له ان يطرح أي سؤال.. ليس في مقالك ما يستحق الرد المنطقي لأنه ليس أكثر من ثرثرة رجل لا يمتلك أية مقومات للكتابة الموضوعية عن الحضارة الاسلامية . أحيلك الى مقال الأستاذ شاكر النابلسي المنشور اليوم على نفس العدد من موقع الحوار. ليست لي علاقة مع الكاتب سوى اني مطلع على بعض مما كتبه. ولا أنفي اختلافي في الكثير من مواقفه السياسية التي يعبر عنها في كتاباته. مع ذلك لا أجد ردا أفضل من مقالته، وأنصحك أنت والمجموعة التي انشدت معك قداس الصلاة على روح المغفور له - الإسلام - ان تطلع عليه.


7 - أنا لا أتمنى الشفاء للبعض لأنني أعتقد أنه غير ممكن لهم
مهاجر ( 2009 / 5 / 16 - 09:40 )
كثير من -العلماء-فيما يعرف بالعصر الذهبي للإسلام قد تم تكفيرهم او تفسيقهم من قبل معاصريهم من الفقهاء او من فقهاء لاحقين وفي احسن الاحوال اعتبر ماقدموه
مما لاينفع علمه ولايضر الجهل به
ومجادلاتهم ومناظراتهم مع الفقهاء حتى في مجالس الخلفاء معروفة لمن اراد معرفة الحقيقة وقام بالبحث
وكذلك كم الأذى والملاحقة والتقريع والتسفيه والتحقير
أما لماذا كان هنالك ازدهار,فجزء كبير من ذلك يمكن ان يعزى للتأثير الفارسي الفلسفي العقلاني الحضاري اضافة لوجود خلفاء مستنيرين كانوا هاوين للمعرفة والعلم ووفروا الحماية والدعم والبيئة الحرة والموارد لهؤلاء العلماء ليبدعوا
ولو كان الأمر للفقهاء برأيهم وتعاليم دينهم ونبيهم لما حصل شئ من ذلك وهو ماانتهى اليه الأمر بعد ذلك وبدأت به عصور الانحطاط حتى زماننا هذا


8 - سؤال
ذو النون قاف ( 2009 / 5 / 16 - 14:52 )
حبذا لو يُطلعنا الكاتب على إنجازات أقباط مصر ومسيحيي جنوب السودان واوعندا والكونغو فهم لا يصلون على محمد ولا على آله وصحبه وليس لديهم قرآن يعيقهم عن التطور .. فهل أرسلت أثيوبيا وهي أقدم مسيحية مركبات فضائية .. يا للبؤس


9 - الى السيد الجاهل ذو النون قاف
Dr Nak ( 2009 / 5 / 16 - 15:26 )
الى السيد الجاهل ذو النون قاف
الأقباط هم ألفراعنة أصحاب أعرق حضارة بشرية على الأطلاق


10 - نشكر الأستاذ طاهر
Dr Nak ( 2009 / 5 / 16 - 15:34 )
نشكر الأستاذ طاهر على الموضوعية
و الى السيد عدنان عاكف أقول أن تاريخكم الأسود موجود الان فى كل مكان بفضل ألنت وهو كما تعلم أختراع الكفرة فى الغرب و نصيحتى بالقرأة بدون تشدد
والى السيد الجاهل ذو النون قاف

الأقباط هم ألفراعنة أصحاب أعرق حضارة بشرية على الأطلاق


11 - رد على صاحب التعليق رقم/2 عدنان عاكف وانظمام الى تعليق رقم/7
علي ( 2009 / 5 / 16 - 15:56 )
السيد عاكف القرآن والإسلام جاء بهما محمد وعاش بهما بين أصحابه وتابعيه 23 عاما فلم يفعل بهما في حياته إلا كما فعل جنكيزخان بقبائل المغول والمشاريع العلمية التي أومأت لها في تعليقك جاءت فى فترة لاحقة بعيدة زمنيا عن محمد صاحب القرآن ولم تظهر لها أي مقدمات بل حتى أو إشارات في زمن محمد وحتى احتلال شعوب الثقافات الأخرى وهي لم تنتج شيئا معتبرا ركنت اليه البشرية وحتى اليوم لايزال الإسلام والمسلمون والقرآن دون أي إنجاز وفعلا قد لايكون الدين هو عامل التخلف الوحيد فثمة ظروف وبنى تحتية أخرى تعمل على ذلك لكنه بالنسبة للمسلمين هو السبب الرئيس
تركتكم بخير


12 - رائع يا د. ناك
ذو النون قاف ( 2009 / 5 / 16 - 16:54 )
يعني الأقباط الحالين هم الفراعنة، أما مسلمو مصر فهم بدو الجزيرة العربية ؟؟ طيب آمنا بالله .. لكن لماذا فراعنة اليوم لم يطلقوا مركبات فضائية ؟ ماذا قدموا حاليا من إنجازات علمية؟ يا لفداحة الجهل


13 - الى السيد نون قاف
Dr Nak ( 2009 / 5 / 16 - 17:45 )

الى السيد نون قاف
لا تنسى انهم تحت الأحتلال البدوى الأستيطانى منذ القرن السبع الميلادى و مع ذلك فمنهم علماء كثيرين ونسبة التعليم بينهم هى ضعف نسبة التعليم لباقى السكان

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة