الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسرى البربري مشوار طويل وقدرة مذهلة

فاطمه قاسم

2009 / 5 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


غيب الموت قبل أيام قلائل ،وجها نسائيا تميز بالحضور منذ أربعينات القرن الماضي ،إنها السيدة الفلسطينية البارزة يسرى البربري ،أول خريجة جامعية من قطاع غزة ، التي انخرطت منذ صباها في تفاعلات الحركة الوطنية الفلسطينية ،فكانت عضوه فاعلة ،وكادر مهم في الحزب الشيوعي الفلسطيني ، وشاركت كإمرة وحيدة في الوفد الفلسطيني إلى الأمم المتحدة ،مطلع الستينات ،واحتلت مقعدها في المجلس التشريعي الفلسطيني الأول في قطاع غزة الذي تم انتخابه في أول الستينات ،مع استمرار دورها الرئيسي في مجال التربية والتعليم ،حيث تولت رئاسة مدرسة الزهراء الثانوية للبنات في مدينة غزة التي ظلت لفترة طويلة مدرسة البنات الوحيدة في قطاع غزة ،وواصلت يسرى البربري نشاطها الاجتماعي في العديد من الإطارات النسوية والاجتماعية والثقافية والرياضية .
ربما بمقاييس الزمن الراهن :
وفي انتشار التعليم ،وثورة الاتصالات ، وسلطة الإعلام ،يبدو النشاط النسائي كما لو انه نشاط عادي وسهل ومتاح للجميع .
ولكن إذا استعدنا معايير النصف الأول من القرن الماضي ،وتبعناها سنوات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1967 ،فان وجود امرأة في قلب الحركة الوطنية ،وفي صلب النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي ،يجعلنا على الفور نضع يسرى البربري في مكانها الصحيح ،وهو موقع الريادة الذي وضعن به قريناتها في الوطن العربي ،ففي ذلك الزمن، وتحت تلك المعايير لم تكن المرأة قادرة على إثبات وجودها وجدارتها إلا بتوافر صفات خمسة ونادرة ،مثل قوة الإيمان والثقة بالنفس ،وقوة الانتماء إلى الشعب والقضية ،والشجاعة ، بالإضافة إلى الموهبة والقدرات المكتسبة ،
يسرى البربري نموذجا يحتذى في كل ذلك ،وكانت في كل الأعمال والمهمات التي أوكلت إليها واستحقتها عن جدارة تبدوا المرأة الناجحة ،المرأة الموحية بالثقة ،المرأة التي تخلق حولها حالة من الوعي والإبداع في العمل .
اليوم غيب الموت يسرى البربري ،ولكنها حاصرة في الذاكرة الوطنية ،ولكي تصبح نموذجا للمرأة الجادة الناجحة التي تضيف إلى رصيد العمل النسائي وكفاح المرأة فصولا جديدة ، وتجارب ناجحة ونافعة ،وثقة متزايدة .
يسرى البربري أثرت كفاح المرأة ،وجعلته متميزا ومدعاة للفخر ،وخاصة كفاح المرأة الفلسطينية التي تناضل على جبهتين في آن واحد ، جبهة النضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي ،وجبهة التخلق الاجتماعي ، ولا بد من الانتصار في الجبهتين معا ،ولا بد من التقدم إلى الأمام رغم عوامل النكوص الكبيرة ،والآلام الكبيرة ،والجراح التي تنزف باستمرار على امتداد مسيرة المرأة النضالية ،والاجتماعية .
أعجبت كثيرا بيسرى البربري ، حين تابعت مسيرتها الطويلة ،وحين شاركت شخصيا في تكريمها عبر إطار المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والذي تشرفت بكوني عضوه في هيئته القيادية العليا منذ سنوات ،وكيف كان اسم يسرى البربري مرشحا للتكريم من الجميع ، ودون استثناء ،
وما زلت اذكر تلك السيدة الرقيقة الناحلة الجسم يسرى البربري التي كان لها إرادة قوية اصلب من الفولاذ .
رحم الله الراحلة العزيزة يسرى البربري ،وأتمنى على الهيئات التربوية أن تصبح سيرتها الشخصية الغنية المليئة بالايجابيات الوطنية والتربوية ،أن تكون جزء من حيوية الذاكرة في مناهجنا التعليمية والتربوية ،
رحم الله يسرى البربري ولروحها السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1000
جهاد علاونه ( 2009 / 5 / 16 - 19:15 )
ألف رحمة ونور تنزل عليها , عاشت المرأة وفي فمي التراب


2 - حقا انها ثورة
علاء الدين/غزة ( 2009 / 5 / 17 - 18:10 )
رحلت يسرى البربري و بقي نهجها و فلسفتها تنير لنساء العرب و فلسطين الطريق , الطريق الذي سلكته المربية الفاضلة مع رفاقها د/ حيدر عبد الشافي والشهيد حسني بلال و عمر عوض الله و سمير البرقوني محمود نصر و محمد شعبان و فضل البورنو واسعد الشوا و كل قيادة الحركة الوطنية و النسائية الفلسطينية ستبقى يسرى البربري في حياتنا ما دمنا و شكرا جزيلا لكي سيدتي الكاتبة استاذه فاطمة

اخر الافلام

.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا


.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275




.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية


.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل




.. حزب العمال يكسب الانتخابات المحلية في بريطانيا ويخسر أصوات ا