الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(3) منظمات المجتمع المدني / حلمٍ يتَشَكّلَ كفرسٍ لاكتشاف التَاريخ

إبتهال بليبل

2009 / 5 / 19
المجتمع المدني


أحيانا هناك ظواهر وكلمات تشدنا وتثير لدينا شيء مخفي لتبقى عالقة في دواخلنا وتكون قالباً يشبهنا بتلك الجمل القصيرة وهي وليدة اللحظة كأنه القَدَرُ المَسْكُوب مِن أناء السّماءِ تَتَهادَى أوراقه بين أناملنا فِي تِلْكَ اّللحْظَةِ ، بَيْنَما الأيام مازالت تَقْتَنِصُ الجُزْءَ الأَكْبَرَ مِن وجودنا ، لتبَدَأْ وتمِتطي حلمٍ يتَشَكّلَ كفرسٍ لاكتشاف التَاريخ من جَديدٌ وهل أَنّ لسمائك أرض وقمر يدور حولها ومن نوافذ خطواتك السابقة إلى شرفة الغيم القادمة تبحث عن وجودك ، وفي عُمقِ الغُربة تلفّك خِرقٌ باليةٌ منَ التساؤلات وتسير هائم فِي الطرقات كمن أضاع مأواه فلا شيءَ يذْكرك سِوى تساؤلات وشيءٍ من حروف وكلمات ، حتّى صورك وملامحك تعيدُ لرُوحك شحْنَ تساؤلاتها ، من يَدري ما في النفس ، فنحن نحتاجُ اليوم إلى قلب آخر ينبض بدل قلوبنا العتيقة الذي تصدت بفعل مرارة السنون ! والحقائق باتت‏ ‏كلها‏ ‏مصبوغة‏ ‏بصبغة‏ ‏غريبة و ‏مغشوشة ‏لا‏ ‏تمتّ‏ ‏لمعناها‏ ‏ ‏بشيء‏، وكيف لنا اليوم أن نقيس وجودنا وعدمه في خضم هذه الفوضى التي تعتلينا ، الكاتب والصحفي ولنقل صاحب القلم الحقيقي الصادق هو من يبحث عن معاناة الآخرين ويدرسها مستنداً على الحقائق التي تحيطها بشكل صحيح ومقنع ويحاول بلورتها بصورة مختصرة على الورق لنشرها كرسالة إلى جميع الجهات ليتسنى لهذه الجهات الإلمام بها ومعرفتها ، فهنا يكمن وجوده كحلقة وصل بين المواطن والجهات المعنية و صوت المتعبين منهم والمظلومين ، الذي يحاول قدر المستطاع إيصاله إليهم ، ولو حاولنا المقارنة بين الكاتب والصحفي وبين منظمات المجتمع المدني سنجد أن كل كاتب وصحفي عبارة عن منظمة فردية عملها يشابه عمل تلك المنظمات ولكن الفرق فيما بينهم أن الكاتب والصحفي يسير وفق آليات وقوانين ومحاسب على كل كلمة وعمل يقوم به ، أما المنظمات المنتشرة اليوم في عراقنا الجديد فالكثير منها لا يعمل ولا يحاسب ضمن أي حدود وأن حصل وعملت فهي غير محاسبة عن عملها ، كما أن الصحفي لا يستلم أي دعم ولا منح ولا تسهيلات بل إذا أستلم سيكون محاسب ويعتبر مرتشي وما إلى ذلك بينما المنظمات المدنية لها الحق في استلام أي مبالغ ودون محاسبة وسؤال ( أين ذهبت هذه الأموال ؟ ) ... الكثير من المنظمات اليوم هي عبارة عن شركات وهمية بل لنقل أن عملها يشابه تلك الشركات الوهمية التي برزت اليوم على الساحة على الرغم من أنها كانت موجودة سابقاً ولكن لبعض النفوس المريضة كان له غاية في استغلال ذلك ، وحتماً أنا هنا لا أعمم فالبعض منها يمتلك مصداقية كبيرة ، فهناك منظمات تعمل بجد لخدمة المواطن لكونها تمتلك شعوراً بالمسؤولية ، لكن مثلما يقال ( الخير يخص والشر يعم ) فهذه الشركات عفوا أقصد المنظمات الوهمية بدأت تؤثر على عمل ومسار تلك الصادقة وبدأت بمحاربتها ولكن ليس علنياً بل في الخفاء وفق مخططات الكثير منا يجهلها ، وأولها الحصول على الدعم والمساعدات التي كان الأجدر أن تأخذ طريقها لتلك المنظمات الحقيقية الصادقة المؤمنة بقضيتها وغايتها تخفيف الكثير من معاناة ذاك المواطن المبتلى بشتى المصاعب ..
أن أكثر ما يضحكني وربما يوجع قلبي تلك المنظمات التي تُسيرها نخبة لم نسمع بهم ولم نلتمس منهم أي نشاط أو عمل ، لأقف هنا وأقول ما هي الغاية من ذلك ؟؟ أليس من الأفضل التفكير في من يدعم المواطن والعملية السياسية التي تخدم البلاد ؟؟ أليس من الأجدر التفكير في كيفية الحد من تلك الشركات الوهمية التي تختفي تحت مسمى منظمات مجتمع المدني ؟؟
يا سادة يا كرام ...
المجتمع ينحني نحو الهاوية وهناك الكثير من الظواهر باتت تنهش فيه نهشاً مؤلماً ، وأن الاعتماد على الوهم وهم لوجودنا أيضاً ، وها نحن كل يوم نسير في الشوارع والأزقة ونلتفت على تلك الظاهرة وغيرها التي أدمت قلوبنا ، الأعلام العربي والدولي ينهش في نساؤنا وأبناؤنا ورجالنا وحتى في حكومتنا ويعزز التفرقة والطائفية وآخرها أراق دم كل من ينتمي إلى أحد المذاهب الإسلامية وخاصة إذا كان من العراق وطبعا هذه من الفتاوى الأخيرة التي طرحت على الساحة منذ أيام من قبل أحدى الدول العربية المجاورة ، وأقول أين دور المنظمات من كل ذلك أين ؟؟ هل سنبقى في صمت ألا يوجد غير الكُتاب والصحفيين من يقف بوجههم ويجادلهم ويدافع عن حقوقنا ؟؟ ونجد غيرها من تفشي الأمية وتطورها من كونها كانت مشكلة الأرياف والنواحي البعيدة لتستفحل اليوم وتغدوا مشكلة مراكز المدن التي تنتشر فيها المدارس والجامعات ، ناهيك عن تفشي الأمراض ومنها مرض حبة بغداد ، الكوليرا ، داء القطط ، التي فوئيد والسرطانات وغيرها الكثير ، ونعيد السؤال أين دور منظمات المجتمع المدني أين ؟؟!
اليوم نطالب الجهات المعنية بوضع صيغ وقوانين تخدم تلك المنظمات التي غايتها العمل وتحقيق شيء يذكر لهذا الشعب ومحاسبة تلك المنظمات الوهمية التي باتت تنهش في مجتمعنا ، وأرجوا تذكير المواطن العراقي بأن ما تفعله تلك المنظمات الوهمية يحد من عمل المنظمات الحقيقية والدءوبة في الوصول إلى مرامكم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات


.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب




.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط


.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24




.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن