الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يامجلس النواب العراقي ...إمنع الخمور وإفرض الحجاب وأقيم الحد!

ضياء الاسدي

2009 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وسط خبو وإندثار الأصوات الليبرالية والعلمانية المتمثلة في مجلس النواب العراقي ، توافقت نغمات تيار الإسلام السياسي المهيمن على البرلمان العراقي في غفلة من الزمن ! وبكافة أجنحته الثيوقراطية المتقاطعة سياسياّ وحتى نفسياّ على ضرورة منع بيع وتداول الخمور في العراق للحيلولة دون إستفحال هذه الظاهرة وبغيّة القضاء عليها بشكل نهائي تحت ذريعة تعارضها مع الدستور العراقي الذي يقرّ بعدم تشريع قوانين تتنافى مع الدين الاسلامي للدولة العراقية الحديثة .
رغم إن مجرد مناقشة وتداول مثل هذه المواضيع المياومة للمجتمع العراقي يعدّ تهديدا" خطيرا" للحريات الشخصية والنيل من سلوكيات المواطن العراقي ومصادرة حقه في العيش وفق مايراه هو مناسباّ دون المس أوالتطاول على إنتهاك الحريات الأخرى لسائر الشعب العراقي المتنوع الديانات والآيدلوجيات منذ غابر السنين ، إلاّ إننا نقرأ مابين السطور على قصدية إثارة هذه المواضيع التي تتزمّل عباءة إسلاموية سياسية ونفعية للحؤؤل دون تعرض كتلهم وأحزابهم الى المزيد من التراجع والنكوص في المضامير الإنتخابية المقبلة بعد أن منيوا بهزائم ملحوظة في إنتخابات مجالس المحافظات التي شهدها العراق مؤخراّ ، حيث عزت تلك الكتل الإسلامية والطائفية المتشددة عدم منحهم الناخب العراقي ثقته بهم مجدداّ يعود لإنصراف أغلب هؤلاءالناخبون الى الحانات لإحتساء الخمور وبالتالي عزوفهم عن التيارات الاسلامية بكافة طوائفها والميل الى التيارات الليبرالية والديمقراطية اليسارية التي تبيح للفرد حق ممارسة الحياة بحرية طالما صادرتها الأجهزة الراديكالية المتشددة بحق شرائح واسعة من الشعب العراقي وكلنا يعلم بما فعلت المليشيات والاحزاب الدينية ومافرضته على الشارع العراقي من هيمنة مطلقة بالتحكم بغرائز ومقدرات الشعب عبر فتاوى التكفير والقائمة الطويلة والمخجلة من الممنوعات منها على سبيل المثال لاالحصر حرمة سماع الأغاني ومشاهدة السينما والإصغاء الى الموسيقى بل ووصل الأمر الفكاهي المبكي الى عدم وضع الخيار الى جانب الطماطة !
إذن هو الإفلاس السياسي الذي دعا تلك الكتل النيابية ذات المنحى الديني بالعزوف عن توفير مطاليب مهمة وشاقة للشعب العراقي الفطن الذي بدأ يدرك أساليب اللعبة الإنتخابية مبكراّ لتكون بيده وحده كلمة الفصل ناهيك على تمتعه بوعي رائع في رسم الخارطة السياسية أنّى زمان ومكان .
لقد نسي أو تناسى أغلب السادة النواب أصول دمقرطة الشارع العراقي وأصبحو في أضعف حالاتهم كسلطة شرعية يعوّل عليها ليس في العراق فحسب بل في المنطقة كلها عندما أزادوا في طينة أدائهم الغير مقنع بلة جديدة وحولوا تراجعهم الْقَهْقَرَى المخيف الى دفاع لامعنى له عن الشريعة الاسلامية ومنها الامتناع عن تناول الخمور وغيرها متجاهلين الفساد الاداري الهائل والمهول الذي يطوف شبحه على مجمل المؤسسات العراقية مخلفاّ ورائه ملايين العاطلين عن العمل وملايين أخرى من العوائل المهجرة التي تلتحف السماء وتفترش الأرصفة والمزابل مأوى لها بينما يتمتع البرلماني براتب شهري مخيف نصفه يكفي قوتا لعشرات العوائل التي تلوك العوز والجوع جهاراّ نهارا .
لقد أرديتم الحرية قتيلة بتلك المناقشات التي تشرعن الفساد وتأصل جذوره في المجتمع العراقي وكلنا نتذكر مافعله الطاغية المقبور عندما إندغم مع الاسلام الذي هو منه براء على حين غره واطلق الممنوعات الطويلة والتي بدت فيما بعد مرغوبة من قبل السواد الاعظم من الشعب العراقي جرياّ على قاعدة كل ممنوع مرغوب فجعل المكاتب التجارية مرتعا للفاحشة والليالي الحمر بعد أن منع الملاهي والنوادي الترفيهية الليلية وغدت الخمور تصنع في البيوت حتى انتعشت إقتصادياعبربيعها كميات كارثية من قناني الخمور الغير مراقبة صحياّ حتى سمعنا عن تعرض حياة المئات من ندماء الخمرة للموت أو المرض بسبب ردائتها .
لست أزعم دفاعي عن محتسي الخمور الذين هم أولى بالدفاع عن حرياتهم الشخصية وربما نفاجئ بخروج مظاهرة مليونية لهم مطالبين بأطلاق يد مصانع الخمور للعمل لاسيما ونحن مقبلون على انفراج اقتصادي سيجلب لنا الملايين من السياح الذين يميلون بطبيعتهم الى التمتع بحرية شخصية فيما يأكلون ويشريون بدون إذن من احد، ولكني مع نشر الوعي وترصين الاقتصاد المستتب بالأمن والقضاء على الفساد المكبل للنهضة الاقتصادية وعدم الانجرار الى امور تحت اردية سياسية تحيص الى التأزيم وربما الى خلق طالبان جديد في العراق انّا نرى بوادرها عبر تلك المطالبات البعيدة التي يتوجب أن لانحيد عنها وهي الخدمات التي اصبحت بعيدة المنال منها توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والسكن وغيرها من الامور ، ولاغرابة مطلقاّ لو سمعنا ورأينا بأم اعيننا جلسة لنواب العراق وهم يطالبوننا بفرض الحجاب عنوة على سائر نساء المسلمين واقامة الحد على كل فاسق مخمور ، وليس بعيدا أن يجلد المواطن الثمل على احد أعمدة ساحة التحرير بثمانين جلدة ليكون عبرة لمن لا يعتبر !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضافة
سلمان النقاش ( 2009 / 5 / 20 - 07:55 )
واضيف ايضا يااستاذ ضياء ان تفاقم مشكلات الشباب الاجتماعية والثقافية ومستويات تعليمهم ادى الى تنامي الاغتراب والاستلاب نتيجة خلو الساحة تماما لتأثيرات الخطاب الديني المسيس وفق اجندات اقليمية ودولية استطاعت ان تبرر سلوكيات كانت بالامس مشخصة اجتماعيا على انها موبقات اخلاقية .. غير ان العراك السياسي اضفى على قدرة القتل الاجرامي والخطف والسلب والاغتصاب وممارستة العنف ضد النساء زوجة واخت وابنة وقريبة عند البعض تبريرا يعزز القناعة النفسية بهذا السلوك ، لا بل تسامت هذه السلوكية لتكون هي الانسب والواجب الدعوة لها بحجة هذا الالتزام الاخلاقي الديني المجاني .. فتكونت مجاميع مختصة بممارسة هذا النوع من التعدي على حقوق الانسان في الشارع دون انتظار من يشرع لها قوانين افعالها في البرلمان فذبحت نساء وتم الهجوم على الكثير من بيوت من كانت تجارتهم بيع المشروبات وقتلوا من قتلو من المثليين .. لكن هؤلاء يتقولبون بشكل حتمي في قوالب الانحراف والاجرام فلم يتعاطوا الخمر بذوق المتمتمع به بل افراطا ليعزز نهمهم الاجرامي وتم تجاوزه لتستفحل سلوكية تعاطي الحبوب والمخدرات البعيدة عن المنع الديني ..
انا ارى تتحرك منظمات المجتمع المدني لتشغل حيزها المفترض بين ادارة الدولة ومؤسساتها وتجرب دورها الحقيقي .. لا الركض و


2 - لا بأس, فلكل امر وجههُ الايجابي
سلام الشمري ( 2009 / 5 / 20 - 13:54 )
ان الامان النسبي في الشارع الذي احست به االتنظيمات الثيوقراطية الممثلة في البرلمان وتأكيد اوباما على المضي في مشروعه, قد فعلت فعلها الذي يفوق نشوة الخمر على شاربه فاطلقت للسانها الذي لجمته سابقاً العنان فأنطلق بدون احساس يعدد احلامهم الخمرية عن يوم يكونون فيه وحدهم الآمرين والناهين وعجزوا في ليلاهم ان ينظروا حولهم ليروا صورهم المرآوية تهذي صوراً مرآوية من هذيانهم وحين يستيقظون صباحاً مفعمين بصداعهم ونزيف معداتهم الشبعى سيندمون على ماافلته لسانهم وسيجدون حتى بدون عتاب, دونَ اشكالات هذيانهم عذراً يعتذرون به
تذكروا انهم يخافون من خناجر بعضهم اكثر مما يخافون منكم ايها الليبراليين والتقدميين, لكنهم وهم يحلمون منتشين احياناً يطعنون الهواء فلا تكونوا مطمئنين تماماً لنعومة ملمسهم عندما يتقلبون حالمين
فقط, كونوا دوماً خارج مدى خناجرهم
وصدقوني فأن التقاء الأخوة الاعداء على هدف مشترك لم تنضج شروطه بعد


3 - ليقسمو أنهم لم يتذوقوها والسلام ....!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 5 / 20 - 14:32 )

إلى اللذين يستحرمون الخمرة في البرلمان العراقي ، وأنا شخصيا أشربها في المناسبات، ولكنني لست من عشاقها ولا من محبيها ، ليقسمو في البرلمان وعلى الملا في التلفزيون وعلى القرأن ، أنهم لم يقربوها ولم يتذوقوها ولم يشربوها ، ويعملو تصويت عليها في الشعب لتحريمها ، لاننا في زمن الديمقراطيات ، ولسنا في زمن الدكتاتوريات المقيتة ،لان ما هو خفي هو ألاعظم ، عندها سنرى سيداتي سادتي عدد الايادي المرفوعة للتحريمه ، في الخفاء حلال وفي العلن حرام ، (علينا مو ملينا ) ، لو تجارة الخمور إعتمدت على المسيحيين لافلست من زمان ، وهي الحقيقة المرة التي لا تحجبها عمامات أو غربان ....!؟

اخر الافلام

.. القوى الوطنية والإسلامية بفلسطين: ندين أى محاولة للنيل من مص


.. طريقة اختيار المرشد الأعلى في إيران.. وصلاحياته




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى


.. وزير الخارجية الأردني تعليقا على اقتحام المسجد الأقصى: يدفع




.. وسط حراسة مشدد.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم المسجد ا