الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الرأسمالية في تأسيس الحركات الإستعمارية

يعقوب الساهي

2009 / 5 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بدأت الرأسمالية تتبلور و أخذت ترسم أبعادها الإيدولوجية و الإقتصادية بعدما تلاشت الإمبراطورية الرومانية , واللتي كانت مهيمنة على أوروبا في العصور المظلمة , ولعل أبرز من ساهم في تشكيل الرأسمالية في قالبها الإستغلالي و الإنتهازي كما هي عليه اليوم هو( جون لوك )– مفكر تجريبي و فيلسوف و صاحب النظرية الطبيعية الحرة – في عام 1632 م , و بطبيعة الحال فإن النظرية الرأسمالية قد تأسست لعدة أغراض و على رأسها توسيع الإمبريالية و السيطرة على مواد الخام الرئيسية كالمعادن النفيسة و الفحم الحجري و الخشب و غيرها أينما وجدت على الكرة الأرضية حتى يتسنى لها تأسيس رأس مال قوي و متنفذ وإن كان على حساب رقاب الشعوب الفقيرة , و بذلك تكون الرأسمالية قد مدّت يدها في جيب غيرها لتسرق منه ما تسرق غير مكترثة بما يمكن ان يحصل له من جراء ذلك , بل أن الرأسمالية لطاما أنها إعتقدت بأنها فوق الجميع و أن كل من حولها ما هم إلا عبيداً مسخّرون لها و لخدمتها بحسب إعتقاد

الفيلسوف و الإقتصادي ( فريدرك إنجلز ) في كتابه - موجز رأس المال - بأن النظام الرأسمالي يقوم على إستغلال العمال من خلال إعتباره بأن نظام العبودية هو نوع من أنواع تنظيم العمل.

وقد تسابقت الشركات الإستعمارية منذ فترة مبكرة من القرن الرابع عشر على سلب و نهب المواد الخام الأساسية من أراضي باقي الشعوب الفقيرة ثقافيآ و غير المدركة لسياسة الإستغلال و على رأسها شعوب دول العالم الثالث , ثم نشأت شركة الهند الشرقية البريطانية في القرن السادس عشر حيث تعتبر هذه الشركة من أكبر الشركات الإستعمارية آنذاك , لدرجة إنها أخذت تنافس البرتغال في تحركاتها الإستعمارية وبسط نفوذها على عدة نقطات إستراتيجية في العالم لتمرير بضائعها , ومن هنا أخذت الحركات الإستعمارية بالظهور حركة تلو الأخرى , فبرزت عدة دول أخرى مثل هولندا و فرنسا وإيطاليا كدول تبنّت الرأسمالية وأعطت الحق للشركات الخاصة بها من مزاولة أنشطتها التجارية – الإستعمارية على الدول الفقيرة.

و بعد ذلك نشأت الشركة الهولندية ثم الشركة الدنماركية و بعدها الشركة الفرنسية , فأصبحت كل من هذه الشركات تنافس البرتغال و بريطانيا في التوسع الإستعماري و نهب الموارد الطبيعية من أراضي شعوب العالم لكي تفعّل رأسماليتها حتى توصلها لمرحلة الإمبريالية .

و أما هولندا فقد تمكّنت من إحكام قبضتها على جزر الهند الشرقية , كما أن بريطانيا و قّعت عدّة إتفاقيات مع حكام أقاليم الهند لتحمي تجارتها و من ثم تابعت في إحتلال المزيد من الأقاليم الهندية و إلحاقها بالمستعمرات البريطانية.

و حتى البحرين لم تسلم من حركات الإستعمار البرتغالية و البريطانية على حد سواء فنالت منها ما نالت.

واخيرآ فمن خلال كل ما تقدم يمكننا بوضوح أن نلمس بوضوح تأثير النظرية الرأسمالية على الدول العظمى التي آمنت بضرورة التوسع الإستعماري كأحد أساسيات رأس المال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة