الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ربيع الديمقراطية في الكويت يغرس اربعة ورود في البرلمان و يدشن( عصر ما بعد الحريم )
مؤيد بلاسم العبودي
2009 / 5 / 20حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اخيرا... امطرت سماؤنا السياسية الحبلى بالازمات ( والمفاجئات) في الخليج العربي .. غيثا ربيعيا ( معطرا) باريج انثوي اخاذ.. انقذنا – مؤقتا – من هيجان عواصف ( التازيم) الذكورية.
اخيرا.. كسرت بنات حواء احتكار اولاد ادم التاريخي للحقوق الحصرية بممارسة العمل السياسي والتمثيل البرلماني في بلاد الخليج العربي..
اخيرا... وقّع الناخبون الكويتيون من خلال اوراق الاقتراع على شهادة وفاة ( عصر الحريم) و ولادة التطبيق الفعلي للمساواة الدستورية بين الرجل
وشريكته المراة.
ليعلنوا بذلك انطلاق العنقاء ( العشتارية ) من بين كثبان الرمال وخيم الشعر وخناجر البداوة لتنفض عنها منظومة القيم الصحراوية وتحلق في ربيع
الديمقراطية الاخضر ...
فها هي صناديق الاقتراع الكويتية تزف الينا بشرى صعود اربعة ( ورود) كويتية الى مجلس الامة الجديد .. لعل ( نعومتهن ) تضفي شيئا من التغيير الايجابي على المجلس الذكوري .
وليسقط بذلك (الحجر )المجتمعي عل المشاركة السياسية للمراة سقوطا ( مكعب الاضلاع) .. وتتهاوى اصنام الفكر الاقصائي عل اسس جنسية .. بالضربة القاصية في ميدان الثورة البنفسجية..
ليس السبب في شلالات الفرح الملونة بـاضوية ( قوس قزح) التي غمرتني ساعة فرز الاصوات هو مجرد وصول اربعة سيدات كويتيات الى مجلس البرلمان عبر
( بركان) من اصوات الناخبين فحسب...
فقد تزامن ذلك مع صعود السيدة ( داليا غريبوسكايتي.) في الانتخابات اللتوانية الرئاسية ... وهناك العديد من الاسماء النسوية التي ادارت و تدير عالم السياسة الدولية من حولنا تؤكد لنا اننا متاخرون جدا كمجتمعات في انصاف المراة سياسيا واتاحة الفرصة الناجزة لها للمشاركة الفاعلة في ادارة عجلة المجتمع والسياسة على وجه الخصوص .
كما ان في منطقتنا الشرق اوسطية نماذج لا تعد ولا تحصى لذلك ابتداءا من السيدة ( نزيهة الدليمي ) اول امراة ( وزيرة ) في المنطقة العربية ومرورا بـالاسرائيلية
( غولدا مائير ) التي ابكت زعماء عرب اثناء حروبهم البيزنطية معها و كذلك السيدتين ( انديرا غاندي) و ( بي نظير بوتو) و(الشيخة حسينة )في الهند وباكستان و بنغلادش.
كما ان التجارب العراقية واللبنانية والاردنية غنية في صعود سيدات الى منصة العمل السياسي باحتراف ومهنية ..
لكن ( شلالات ) الفرح التي غمرتني جائت لعدة اسباب ايضا .. منها احساسي بامل التغيير الايجابي في نظرتنا العربية ( البدوية ) الى المراة عموما فضلا عن مشاركتها السياسية ..
حيث ان الفوز النسوي غير المسبوق في الانتخابات الكويتية جاء ضمن ظروف صعبة جدا وتقاليد قاسية .. ونتائج مبهرة ..
فالفائزات لم يصلن للبرلمان عبر نظام الكوتا الانتخابي الذي يشترط حصة محددة سلفا للتمثيل النسوي مهما كانت نتائج صناديق الاقتراع.. اولا.
و قد حصلن على نسب عالية من مجموع الاصوات في دوائر انتخابية متعددة ثانيا .
و لمرشحات مختلفات في الرؤى والتوجهات والخلفيات الثقافية و الدينية ثالثا ( حيث ان معصومة المبارك وسلوى الجاسر محافظتان ومحجبتان ، اسيل العوضي و رولا دشتي تقدميتان سافرتان ) ..
والسبب الرابع ان هذا الفوز حصل في منطقة جغرافية كانت مغلقة بالكامل لثقافة الصحراء بكل ما تحمله هذه الكلمة من مدلولات .. بحيث تسمى عندنا المراة وملحقاتها بـ ( الحريم) ..
و حيث تتحكم العقلية الرعوية بمجتمعاتنا ضمن مناطق الجزيرة العربية والخليج والعراق واليمن ، وتحكمها العادات والقيم القبلية والبدوية ..
إذ لا زالت مجتمعاتنا ضمن هذه المناطق تدار على اساس الابوة الذكورية البطريركية ( الشيخ الاب ) الذي يقود القطيع ، و تعطي للذكر وحده مسؤولية التحكم بطبيعة العلاقة مع المختلف جنسيا ( وهي الانثى ).
فطبيعة العلاقة بين الذكر والانثى في هذه المجتمعات تجعل الذكر هو المتحكم والمسيطر لكونه هو ( المولج ) في الفعل الجنسي.
كما ان التراكم التاريخي في العقل الجمعي العربي يدفعنا للنظر بصورة نمطية للمراة تروج على انها ( عورة )، ويختزن لغاية اللحظة كل مخلفات( الوأد الجاهلي) وفعاليات ( غسل العار) و نظرية أن (المراة وعاء الرجل ) ومقولة
( البنت شر الولد.. نصرها بكاء .. ورزقها صدقة).
كل هذا جعل نظرة العربي المشرقي للمراة تتمحور حول كون جسد الانثى هو الشرف المجسم على الارض لاهلها ( الاب اوالاخ او الزوج ، الاسرة ، العشيرة ، المجتمع ) ، ما ان يفتض هذا الشرف حتى تتحول الانثى من شرف مجسم وعورة محفوظة الى عار و شنار يستحق الموت و الاحتقار.
السبب الخامس في ابتهاجي بهذا العرس الانتخابي هو كونه مؤشر ايجابي على بداية النهاية لسيادة الفكر السلفي الماضوي الذي يريد اعادة انتاج الزمن وتسويق كل مخلفات الاجداد وتقاليدهم تحت مقولة السلف الصالح.. محاولة استنساخ تجارب الماضي بكل تفاصيلها الدقيقة و نشر الثقافة الطالبانية المحتقرة للمراة ..من دون مراعاة للتطور الحضاري والمتغير التاريخي والاجتماعي والثقافي ..
بالاعتماد على روايات تقلل من شان المراة وفتاوى ( الملتحين) العوارن التي لا تحرم عليها العمل السياسي فحسب .. بل وتنقم عليها حتى حقوقها في التعلم و ممارسة أي دور اجتماعي او طبي او علمي او ثقافي ..
وما فتاوى اقطاب المثلث الظلامي ( طالبان ، القاعدة ، ومشايخ السلفية ) التي تحرم على المراة حتى سياقة السيارة الا مثالا على ذلك ..
بينما نسوا او تناسوا مشاركة رموز نسائية معروفة في صدر الاسلام مشاركة فاعلة وبصورة اكثر مما نفعله اليوم بالسياسة– فضلا عن عموم نشاطات المجتمع – مثل السيد فاطمة الزهراء سيد نساء العالمين والسيدة عائشة ام المؤمنين والسيدة زينب بنت علي بن ابي طالب في اكثر من مناسبة.
بفوز سيدات المجتمع الكويتي الاربعة اعلن الناخب الكويتي بيان رقم (1) في عصرما بعد الحريم و اسقط بجدارة كل القلاع الماضوية التي تتحصن بمقولة ان
( المراة ضلع اعوج) او ( المراة عورة ) او ( ما وفق قوم تولت امورهم امراة )..
تمنياتنا بالتوفيق للنائبات الاربعة في الدورة الانتخابية الحالية لمجلس الامة الكويتي .. ويارب يوم نرى كل نساء الخليج العربي في مجالس برلمان يقفن جنبا الى جنب مع اخوتهن الرجال ... لخدمة الاوطان والشعوب . ,
ويا رب ياتي يوم الانتخابات لنساء الجزيرة العربية المظلومات في ارض الحرمين .. امين .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الكل بيبكي علي قبرها .. الوداع الأخير لضحية حادث الجلالة أما
.. دير الزور، النزوح المزدوج قصص ترويها نساء سوريات
.. السودان،عازفة كمنجة تروي تحديات النزوح داخل بلدها الذي انهكت
.. قصف إسرائيلي قرب سيارة إسعاف تنقذ امرأة حاملا في جباليا
.. مقتل امرأة وإصابة 16 شخصا إثر ضربة روسية على مدينة ميكولايف