الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور الإلحاد(2) تناقضات فكرة اللة

سامح سلامة

2009 / 5 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



***برغم أنهم لا يدركون ما هو معنى أن تكون صفات مثل الجمال والخير والحق مطلقة وكاملة و لانهائية ، لأن الإطلاق والكمال واللانهائية مجرد أفكار عقلية فارغة من المعنى التجريبى الملموس، إلا أنها أفكار أرتضوها وجعلوها تسيطر عليهم برغم أنهم لا يختبرون فى حياتهم الواقعية واليومية إلا كل ما هو نسبى وناقص ومتناهى من أشياء وصفات، ولسيطرة تلك الأفكار التجريدية غير المثبتة عليهم، فإنهم يفترضون أن خالق هذا الواقع ، والمتحكم فيه و الذى يزعمون وجوده على عكس كل مخلوقاته مطلق وكامل و لانهائى فى جميع صفاته.
*** وهو بحكم وصفه بالمطلق واللانهائى والكامل لا بد وأن يكون متعالى على الزمن ، أى لا تنطبق عليه قواعد البداية والصيرورة والنهاية ككل ما هو خاضع للزمن، و من ثم لا يمكنه أن يتواجد فى أى زمن ما، هو أو تجلياته من المخلوقات، وهذا التعالى على الزمن يتناقض مع فعل الخلق الذى يرجعونه إليه، لأن فعل الخلق لا يتم إلا فى لحظة فى الزمان، هذه اللحظة تقسم الزمان لما قبلها وما بعدها، فمفهوم السببية الذى يعللون به خلقه للكون يتطلب مفهوم الزمان, حيث الأسباب أو المؤثرات تسبق تأثيراتها أو المسببات زمنيا، فلا معنى للسببية إذن من دون الزمن. فإذا كان الله موجودا خارج الزمن, فاعتباره خالق الكون الذى هو على نقيضه خاضع لمفهوم الزمن هو كلام لا معنى له. ومن هنا تنشأ الحيرة التى تجعل الكثيرين يطلقون أسئلة من نوعية : ماذا كان يفعل الله قبل أن يخلق الكون. ولأنه متعالى على الزمن فهو أزلى أى لا بداية له ، وأبدى أى لا نهاية له، فماذا سوف يفعل اللة بعد أن يفنى الكون؟ إذا كان مقدرا له أن يفنى، ولما كان فعل الخلق هو حادث ، أى لحظة فى مجرى الزمان ، فأنه كى تحدث هذه اللحظة ينبغى عبور الأزلية أولا، أى قطع مقدار لا نهائى من الزمن ! و هى استحالة منطقية واضحة ، لا يحلها إلا أن المادة التى تشكل منها الكون الحالى أزلية وأبدية لا مخلوقة ولا قابلة للفناء.
*** بما أنهم يفترضون أن اللة كائن لا مادى مطلق وكامل ولا نهائى، و أنه لذلك لا حدود له ، وبما أنه قبل خلقه للكون المادى لم يكن يوجد سواه ،إذن كان هو وحده فى اللا مكان ، ذلك لأن المكان بابعاده الثلاث الطول والعرض والارتفاع مفهوم نسبى مرتبط بالأشياء المادية، فبدون تلك الأشياء المادية لا يمكن أن نتخيل المكان، فالأشياء المادية فقط هى التى يمكن أن نقيس طولها وعرضها وارتفاعها، ومن ثم نحدد مكانها، وبما أنه نتيحة وجود الكون المادى أصبح هناك مكان ، كان لا يمكن أن نتصور وجود المكان بدونه، فوجود هذا المكان يضع حدا لوجود الله ومكانه. أى يصبح الكون المحدود بالمكان فى مقابل الله اللا محدود فى مكان. ومن أجل أن يتلافوا هذه التناقضات ، يلجأ المؤمنون باللة لفكرة أنه موجود فى كل مكان ، لأنه لا يحده حد،، بما فيها الكون المحدود رغم أن مكونات هذا الكون منفصلة عنه، لأنهم يتمسكون فى نفس الوقت بأن الله مستقل عن أى مكان لأنه خارج الكون،يحتوى الكون و لايحتويه الكون، و هو أكبر من الكون الذى خلقه ، رغم أنه لا طول له و لا عرض و لا ارتفاع طالما نفينا عنه الأبعاد المادية المكانية، باعتباره كائن غير مادى ، فما هو الدليل إذن على أنه يحتوى على ما له طول وعرض وارتفاع، إلا مجرد افتراضات العقل البشرى التعسفية غير القائمة على دليل.
***يفترضون فى خيالهم أن ما وراء خلق كونهم المادى، ووجودهم النسبى والناقص والنهائى والمحدود بزمن ومكان، كائن لا مادى مطلق وكامل و لانهائى و لامحدود بزمن ومكان ، وبرغم ذلك يهتم لأمرهم، ذلك أنهم يضفون عليه صفاتهم الإنسانية بعد تحويلها لكاملة ومطلقة، فبرغم أنهم يصفونه أنه ليس كمثله شىء، إلا أنهم يتخيلون أنه خلق الإنسان على شاكلته ومثاله بكل رغباته واحتياجاته للأشياء، فلأنهم يعانون الاحتياج بحكم نقصهم، فقد جعلوه يحتاج لخلقهم، برغم أنهم ينفون هذا الاحتياج عنه، و السؤال لما خلقهم إن لم يكن يحتاجهم، برغم أنه و بحكم ما أفترضوا فيه من الكمال والإطلاق واللانهائية، ليس بحاجة لشئ أو لأحد غيره مثلما يحتاجون هم للآشياء التى يكملون بها ما هم فيه من نقص واحتياج، فهو لا يريد شئ أو أحد لأنه لا ينقصه هذا الشئ أو الأحد ، فلما أوجد هذا العالم إذن إن لم يكن خلقه لحاجه فى نفسه، و قد أراد هذا وفعل، و لكن المطلق لا يريد لأنه مكتفى بذاته.
***يفترضون فى من خلق الكون أنه خير مطلق لا تشوبه شائبة من شر، وهو كلى القدرة لا يعوقه أى عجز عن تحقيق أى شىء يريده، فإذا كان هو خالق هذا الكون وكل ما فيه من مخلوقات، ومدبر كل ما فيه من حوادث، ومرتب كل ما فيه من علاقات، فما سبب وجود الشر فى العالم ؟ فإما أنه يقدر على أن يمحو الشر ولكنه لا يريد ذلك، فحينئذ هو ليس خيرا مطلقا كما يزعمون، أو هو يريد أن يمحو الشر ولا يقدر على ذلك حينئذ فهو ليس قديرا على كل شىء. أو لا يريد أن يقضى على الشر ولا يقدر على القضاء عليه حينئذ فهو ليس خيرا مطلقا ولا كلى القدرة . لتبقى الحالة التى يدعيها المؤمنون به، يقدر على قهر الشر ويريد ذلك، حينئذ فما سبب وجود الشر فى العالم إذن وما سر استمراره كل هذا الوقت ؟! و لأنهم قد أوقعوا أنفسهم فى ورطة فرضياتهم الخيلية عن اللة، فهم يبررون وجود الشر بأنه لتمييز فائدة الخير عن طريق تذوق الشر، وكأنه ما كان يمكنه أن يوضح لنا تلك الحكمة بدون وجود الشر أصلا باعتبار أنه لا يعجزه شىء.. كما يزعمون بأن الشر دائماً يحمل في باطنه الخير، برغم أن الخالق بصفته أيضاً مطلق القدرة , فإنه كان بإمكانه أن يرينا أوجه الخير دون الحاجة لإرسالها متضمنة بداخل الشر ، ويقولون أن الشر يميز معادن البشر، وماذا سيستفيد الخالق أصلاً من تمييزهم , ألم يكن يعلم من البداية من هو الغث فيهم ومن هو الثمين .. ثم ما الذي حمله أصلاً على أنْ يخلق الغث ثم يجد نفسه مضطراً بعد ذلك لتمييزه من الثمين .. لم يكن هناك داعي أصلاً من خلق الغث من البداية !!، إلا إذا كان يضيع وقته فى العبث. طالما هو يمتلك المعرفة المسبقة إذن فهو مطلع على كل شر قبل أن يوجد ، بل قبل أن يخلق الكائنات جميعا ، لماذا لم يقم بتعديل فكرة الخلق وهندستها قبل التنفيذ إن كان يريد الخير حقا كما يزعمون؟ و أخيرا يقولون أنّ الشر هو من مقتضيات إعطاء الإنسان الحرية،إذن فقد خلق الله الخير المطلق الشر كى يعطى الإنسان الحرية،إذن فاللة هو مصدر الشر نفسه، وبرغم ذلك يزعمون أنه خير مطلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تناقضات العقل الملحد ..و مغالطات اشباه القضايا
المجدوب ( 2009 / 5 / 21 - 01:57 )
اعتقد انك لا تستطيع استيعاب معادلة ترادف الارادة الالهية و الحرية الانسانية ، لدلك تتحدث عن خلق الله للشر و هده مغالطة لان الله خالق للخير المطلق و داع الى طريقه و لدلك فهو يترك الحرية للانسان التي قد تقوده الى صنع الخير او الشر و هدا هو جوهر الاختبار الالهي ، فمعنى انك تستمد وجودك من الله ليس هو انك تستمد منه افعالك .
تناسب كمال الله مع كمال قدرته لا يعني اسقاط كمال ارادته ، و ضمن هده الارادة توجد مساحة الحرية .الا ترى ان الله اعطاك حرية ان تنفي وجوده و تزعم انه لم يخلقك .؟ هل هناك حرية اكبر من هده ؟
معلوم ان الانسان كائن غير ازلي ، و من هده المقدمة البسيطة الدالة على وجوده في الزمان يمكنك استخلاص ان السبب الاول او المبدأ الاول او العقل المطلق او الكائن اللانهائي = الله الدي خلقه لا
بد ان يكون ازليا بغير بداية و لا نهاية

ادا انطلقت من مقدمة بسيطة وبديهية مفادها ان من المستحيل لاي كائن ان يكون موجودا و غير موجود في نفس الوقت ، و ان اي شيء موجود / الطبيعة مثلا / لابد انها تستمد نفسها من كائن موجود قبلها ، و لان الطبيعة / الكون / المخلوقات لا يمكن منطقيا ان تستمد شيئا من العدم بما فيه نفسها ، فمن المستحيل انها موجودة بداتها ، بل هي موجودة بسبب واحد دا فعل غير متناه


2 - إلى المجدوب مرة أخرى
مختار ( 2009 / 5 / 21 - 10:51 )
أولا إذا كنت تؤمن بالله الذي نزل القرآن وغيره من الكتب (السماوية) فهذا الله خلق الخير وخلق الشر حيث الإيمان بالقضاء والقدر ركن ثابت من أركان الإيمان الستة، جاء في الحديث {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره}(رواه مسلم والبخاري) و ({ قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}. وقدر على الإنسان كل شيء، والقرآن يعج بالآيات التي تجرد الإنسان من أية إرادة أو حرية اختيار (الله خلق فقدر، والله خلقكم وما تعملون، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله...). والمسلمون لم يستطيعوا حل هذه المعضلة فكريا ولهذا لجأوا منذ فجر الإسلام إلى قمع المحتجين وتكميم الأفواه (إذا ذكر الجدل فقوموا، لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، من تمنطق تزندق ....)
طبعا هنا تستطيع أن تحتج علي بآيات أخرى يفهم منها أن الله أعطى الإنسان حرية الاختيار. لكن عليك أن تفهم أن مجرد إيمانك بالله يتطلب طوعا أو كرها أن تؤمن بالقضاء والقدر خير وشره. إن الله كلي القدرة والإرادة ولا يمكن أن يتحرك شيء في الوجود رغم أنفه، بل هو يعلم مسبقا ما سوف يحدث إلى أبد الآبدين، ولا يمكن أن يحدث ما يحدث إلا تحت إرادته وليس فوق إرادته. بل كان بمقدوره أن يخلقنا آلهة مصغرة لا ينالها النقص والخطأ، ولكنه خ


3 - براهين غير كاملة و تمثلات خاطئة
المجدوب ( 2009 / 5 / 21 - 16:04 )
تحياتي مجددا ، اولا يجب ان نتنبه الى ان من الواجب حينما تتحدث عن الدات الالهية عن طريق صفاتها ،الا نعتقد ان صفاته مطابقة لصفات الانسان : فكون الله متكبرا ليس بالمعنى السلبي الدي لدى الانسان مثلا . و الله يوجد لكنك لن تعرفه ما دمت تريد الوصول اليه بعقلك المحدود و تتساءل عنه بكيف و اين .
. ({ (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق
المقصود في هده الاية هو : شر المخلوقات = الخلق و ليس شر الخالق .ارى انك لم تفهم الاية او انك تريد ان ترد شر المخلوقات الى الخالق لانك تتصور تسلسل العللالفاعلة تنتهي بشكل دائري و هدا مستحيل ، و يتناقض مع مبدأ السبيبة الدي هو تسلسل خطي في الاسباب الدي لا بد ان ينتهي عند سبب اول هو عند المؤمنين = الله و عند الملاحدة الطبيعة .
القضاء و القدر لا يمكن فهمه كفعل الهي بل كترابط افعال الهية و بشرية محكومة بغاية ما . اظن انك لو فكرت قليلا لفهمت ان حريتك وعلمك و ارادتك و قدرتك تحيطها مشيئة الله ، فانت لديك القدرة بالنسبة لاشياء كثيرة لكن هده القدرة محدودة بالنسبة لاشياء اخرى من بينها طبعا القدرة على الخلق و القدرة على الوجود قبل حدوث خلقك من الله تعالى.الله يا عزيزي يحيط بالمخلوقات و هو بدلك يتحكم بها بقدرته لكن حينما يشاء و في اي موضع يشاء اي ان فعله بها / حركة


4 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2009 / 5 / 21 - 18:04 )
الزميل سامح
اجوا ان تذكر الايات التي اعتمدت عليها في التناقض ولا انتقاد بدون دليل يعني انك تنقل كلام غير متاكد منه او تنتقد اسلام سياسي لاصحة له
شكرا جزيلا


5 - ابن سينا أكثر عبقرية
صلاح يوسف ( 2009 / 5 / 21 - 18:05 )
تساءل ابن سينا ببساطة: لماذا خلق الله الكون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ألكي يعوض نقصاً لديه بهذا الخلق ؟؟؟؟؟ الله لو صح وجوده كامل .. إذن الكون غير مخلوق !!
أبو حيان التوحيدي قال:
إن الله شيء او لا شيء
الشيء يمكن قياسه
الله لا يمكن قياسه
إذن الله لا شيء

مع التحية

اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه