الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني

نادية محمود

2009 / 5 / 24
المجتمع المدني


شن النواب الاسلاميون في البرلمان العراقي على رأسهم جلال الدين الصغير هجمة على منظمات المجتمع المدني في العراق مؤخرا " متهما" اياها بانها تاخذ اموالا من "جهات دولية" لفتح محال لبيع الخمور و بانهم يشنون غزوا ثقافيا جديدا ضد العراق.
ان هذه التصريحات من قبل الصغير و اخرين من الاسلاميين تحمل في طياتها اخطارا عديدة يجب التيقظ تجاهها كل اليقظة و الرد عليها بكل الطرق الممكنة منعا لما سيعقبها.
اولا: لم يتحدث الصغير عن الغزو الاميركي الذي يتنعم بعزه و في ظله والذي اتاح له و لزملاءه في البرلمان كرف الملايين من الدولارات في الستة سنوات الماضية في اعمال فساد و نهب و سرقات لا يعرف له حدود و يتنعم بالكهرباء 24 ساعة في اليوم في المنطقة الخضراء تحت حماية الغزو الامريكي. لم يتحدث عن الغزو الايراني الذي اجتاح العراق بكل صنوفه العسكري و السياسي و الاقتصادي و الثقافي و غزو المخدرات. لم يتحدث عن الغزوين الذين دمرا الشعب العراقي تدميرا منظما. يتحدث عن الغزو الثقافي للجهات المانحة لمنظمات المجتمع المدني, انه لا يرى المسمار في عينة و لكن يرى القشة في عين المقابل.
ثانيا: ان هؤلاء الاسلاميون لا يحتملوا اي شيء يحمل اسم المدنية. لم يحتملوا وجود منظمات المجتمع المدني، التي لما يزل القانون الذي وضعته حكومة الصغير لم يجف حبره بعد بخصوصها، فبدأوا حملتهم عليها للنيل منها من اجل تصفيتها.
ان هؤلاء الاسلاميون يسعون الى اقامة نظام اسلامي لا يمت باي صلة لا من قريب و لا من بعيد لاي شيء مدني. فهم يعرفوا حق المعرفة ان المدنية و الاسلام السياسي يقفان على طرفي نقيض. و ان جزء من حربهم لتسييد نظام اسلامي في العراق هو محاربة منظمات المجتمع المدني، محاربة المشروبات، ومحاربة كل ما هو مدني.
ان هذه التصريحات لا تختلف قيد شعرة عن تلك الحرب الاعلامية التي شنتها الحكومة الاسلامية في ايران بمواجهة دعاة المجتمع المدني التي رفعت في قبل اكثر من عقد من الزمن، معلنة بشكل واضح وصريح ان "المجتمع المدني خطرا يهدد ولاية الفقية".
ثالثا: انه سعي منظم و مبرمج و مخطط و مدروس لاسلمة المجتمع العراقي و بالقوة. فبعد ان فرضوا الحجاب الاسلامي على 90% من نساء العراق، و بعد ان فرضوا ممارسة الطقوس الدينية في المدارس، و بعد ان اغلقوا دور عروض الافلام، النوادي، و بعد ان أذوا الشباب الذي يرتدي ملابس عصرية و سعوا لقتلهم و تصفيتهم و الصاق كلمة مثليين بهم، و بعد ان منعوا محال المشروبات في معظم مدن العراق- ففي جنوب العراق تهرب المشروبات كما تهرب المنشورات السرية في زمن الديكتاتورية- يريدوا ان يشنوا هجمة على محال بيع الخمور التي تتواجد في بغداد فقط، حيث لا يتجرأ احدا في المدن الاخرى من فتح محال خوفا من ارهاب الاسلاميين الموجودين في البرلمان و في الحكومة. الان بدأوا بتناول منظمات المجتمع المدني، التي لا زالت في بداياتها في العراق.
رابعا: منذ السنوات الاولى ما بعد الحرب، عرف كل العراقيون بان سياسة منع المشروبات كانت تقوم بها ميلشيات اسلامية، لا تستهدف صحة المواطن، و لا تطبيق الشرائع الدينية. لقد جنوا الملايين من جراء نشر المخدرات في العراق و المستوردة من ايران، لقد اقاموا مزارع للمخدرات في العراق باشراف الميليشيات الاسلامية. انهم يقتلون الناس الذين يبيعون ويتناولون المشروبات حتى يجبروا الناس للتوجه لشراء المخدرات،و هم هم انفسهم يضعوا المخدرات بمتناول الجميع. ان مفارزهم التي تصادر المشروبات من الباب، تذهب الى بيعها من الشباك. فاي عملية تحميق للبشر و لخداع البشر يريد الصغير و من لف لفه اقناع الناس بها.
يجب التيقظ كل اليقظة من تلك الاهداف السياسية التي يريد الاسلاميون فرضها سواء بعرقلة عمل و تشوية سمعة منظمات المجتمع المدني، او بالهجوم على ابسط حريات المواطنين، حقهم في تناول المشروبات.انهم يريدون منعها كما منعت في ايران، مما سيتيح لهم هم قبل غيرهم تشكيل مافيات لبيع المشروبات سريا و باسعار خالية يكونوا هم قبل اي احد غيرهم المستفيد من هذه الحظر في بيع المشروبات. و هم يدركون كل الادراك ان الناس لن تكف عن الشرب شاء الصغير منهم او الكبير.
يتوجب التيقظ كل اليقظة من هذه المحاولات. و على منظمات المجتمع في عموم العراق ان لا تمرر هذه التصريحات دون ان تردها على اعقابها. يجب ان يقدم الصغير الى محاكمة للطعن و التشهير بهذه المنظمات، الم يقل دستور الصغير في مادته 43 بحق العراقيين بتشكيل جمعياتهم و منظماتهم، الم يقل دستور الصغير في مادته 19 ان الانسان برئ الى ان تثبت ادانته. يجب سوق هذا الصغير لمحاكمته بتهمة الطعن و التشهير بمنظمات المجتمع المدني بامساكهم من لسانهم هم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الرائعة نادية
أبو هاجر : الجزائر ( 2009 / 5 / 23 - 20:54 )
الأصولية هي الأصولية ، انها حركات ماضوية ،أوبعبارة أدق إنهم كائنات تراثية لا يفكرون إلا ضمن سياج الماضي .لكن ايتها الأيقونة العراقية الرائعة يجب ألا تذهب بنا الأوهام بعيدا حول انفسنا .إن من يسمون انفسهم مجتمع مدني ليسوا قدسين ،هناك اختراقات كبيرة وهناك ارتباطات متنوعة باجندات غير وطنية ،بل الكثير منهم طابور خامس
ولك ألف تحية من الجزائر.


2 - الصغير يبقى صغيراً بكل شيء
صاحب الربيعي ( 2009 / 5 / 23 - 21:29 )
ناديا العزيزة لا تقلقي من تصريحات هذا الصغير، لأن تصريحاته جاءت متزامنة مع الكشف عن لصوصية وزير التجارة لذر الرماد في العيون عن فضائح العمائم القذرة وأحزابهم التي استحوذت على مؤسسات الدولة. هذا الصغير بالتاكيد يجر بالمخفي ويهز جتاف وأردفاف مثله مثل بقية جوقة المتلحفين بعباءة الدين، لكن على ما يبدو صفعة نتائج انتخابات المحافظات لم تكن كافية لتجعل هؤلاء الأوغاد يعيدون حساباتهم ويهتمون بالحاجات اليومية للمجتمع ويكفون عن المنافع الشخصية باعتبارهم برلمانيين. وجلهم من لجهلة والاميين واللصوص، يبقى أملنا بظهور شبيه لعبد
الكريم قاسم ليقلب الطاولة على الجميع ويعيد الأمور إلى نصابها. تصوري حتى والدتي المتدينة رفضت انتخابهم وقالت عنهم
عمائم أخر زمان وتأمل بظهور المهدي ليجز رقابهم
..قلت لها دعينا نساعد المهدي ونجز رقابهم حتى يتفرغ المهدي للبناء والتنمية. قالت لا يمة نتركهم ألى الله يجازيهم..ما حبيت هذا الاقتراح منها...هههههههه


3 - ضد تجار الدين
دكتور هاشم العراق ( 2009 / 5 / 23 - 22:08 )
هؤلاء اشباه البشر ممن يعادون الحياة والمدنية والتحضر هم اعداء الشعب الحقيقيين الذين لا هم لهم سوى ارجاع التأريخ القهقرى لابد من النضال ضدهم بكل الوسائل وكشف زيفهم وتجارتهم الفاشلة انهم الملاعين اطمئنى عزيزتى المناضلة نادية انهم الى مزبلة التاريخ سائرون والشارع العراقى يحتقرهم وينبذهم موضوعك فى غاية الاهمية الموت لدولة الفقيه والدولة الدينية والقومية نعم للدولة المدنية تحياتى الى الجميلة ذات الفكر المتقد نادية الغالية


4 - دعوة ألي ألحرية
جيفارا ( 2009 / 5 / 23 - 22:29 )
ألاخ أبو هاجر ألمحترم تحية طيبة من وادي ألرافدين لك ولجزائر ألغالية قد أتفق وتتفق معنا ألسيدة نادية محمود بأن منظمات ألمجتمع ألمدني يمكن أختراقها وبسهولة وهنايبقي ألحس ألوطني لمسؤول ألمنظمة نعود لموضوعنا أن هذا ( ألتيس ألصغير) لم يرفض منظمات ألمجتمع ألمدني لهذا ألسبب فهو حوزة كاملة في ألخيانة وألتجسس ومدرسة في ألجريمة ألمنظمة ( ألمافيا)لماذا يمنعون ألمشروبات ألكحولية لاتريد ألناس تذهب ألي ألجنة وتراكم هناك أيضآ أنهم ألجهالة بعينها رفضهم لمنظمات ألمجتمع ألمدني كفكرة هي رفضهم للحرية مع ألتحفظ ولكن لايلام هذا ألمعتوة هذا هو مستوي تفكير ألاحزاب ألدينية وأذنب ليس ذنبهم ذنب ألذين أنتخبوهم


5 - يا مجتمع المدني
احمد ( 2009 / 5 / 24 - 03:39 )
المنطقةالاخضراء او رجال مخضرمين ل.س.ي.ا ،ومافياصديقة لك المجتمع المدني , من كل اشكا ل اابيع باسم المجتمع !!


6 - لصوص تحت واجهات دينيه
كريم الدهلكي اعلامي ( 2009 / 5 / 24 - 10:10 )
الزميله ناديه انقل لكي حادثه واقعيه وقعت امام عيني ابان الاحتراب الطائفي والمدي الميليشاوي عام 2006 سياره تنقل مشروبات روحيه قادمه من كردستان او الموصل باتجاه بغداد تقف الميلشييات او ما سمى بجيش اللاامام بسيطره قرب سيطرة الشرطة بمسافه 100 متر وتضرب هذه العجله وتقتل صاحبها ويبداء اتباعهم الحواسميين من اتباع الجيش اللامنتظر بعمليه سرقة وتعبئة انواع القناني من بيره وويسكي ويملئون عجلاتهم الصغيره وعربات حميرهم وهم مثل حميرهم بالاستيلاء على الشاحنه وبظرف دقائق معدودات تفرغ الشاحنه ويحرقوها امام انظار الشرطه الطائفيه انذاك اين ذهبو بها الاجابه لديك ولديهم زميله ناديه


7 - عرق الصغير اكو
jasim ( 2009 / 5 / 24 - 13:46 )
تحياتي للاستاذة نادية
...((تاخذ اموالا من -جهات دولية- لفتح محال لبيع الخمور ))....ياريت... على الاقل نحصل على خمرة جيدة مو مغشوشة ..اعتقد ان الصغير عندة معمل خمر اهلي مثل عرق هبب...والبضاعة مكدسة ويريد يبيعها..
عرف مستكي ماكو
عرق زحلاوي ماكو
عرق الصغير اكو


8 - الأخت المناضلة نادية محمود
صلاح يوسف ( 2009 / 5 / 24 - 16:50 )
تحية عظيمة لك وأنت تقفين بالمرصاد لهؤلاء الأوباش ومشاريعهم المشبوهة. في الواقع ورطة أسلمة المجتمعات تعاني منها جميع البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، والتخلف بات يضرب أطنابه في الشوارع والمدارس والجامعات. طبعاً لم تبق هناك مصانع ولا شركات .. مساجد. نعم هناك مساجد وهي بؤر للتخلف وجرائم تغييب العقل وتزييف الوعي. المسيرة شاقة وطويلة، لكن علينا ألا نيأس. المهم ألا نيأس لأن جرائمهم سوف تزيد كلما شعروا بالتراجع أمام سلطة العقل والثقافة المدنية.


9 - كن التغير الذي تريد ان تراه - غاندي
اسماعيل ميرشم ( 2009 / 5 / 24 - 16:59 )
يفترض تطوير المقالة الى حملة والحملة الى رفع قضية في المحكمة على الصغير ليعرف حجمة الحقيقي الصغير
الى متى يستمرون بهذه الوسائل الطفولية التي عفى عنها الزمن
المجتمع المدني هي الرئة التي تتنفس من خلالها المجتمعات المعاصرة

اخر الافلام

.. من قلب مقر الأمم المتحدة.. هكذا تبصر الأيام العالمية النور (


.. اليمن.. جولة جديدة من المفاوضات لبحث الإفراج عن الأسرى والمع




.. الأونروا :الظروف المعيشية للسكان في غزة لا تطاق


.. مظاهرات غاضبة في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى




.. خليل العناني: إسرائيل تريد استعادة الأسرى ثم استئناف حربها ع