الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة

أحمد الخمسي

2009 / 5 / 27
المجتمع المدني



سجلت الصحافة الاقتصادية المفرنسة نقاشا ساخنا حول الظرفية الانتخابية الخاصة بالاتحاد العام للمقاولات المغربية. وتحدثت عن دور "الأونا" في التأثير على المنافسة بين أقطاب إ.ع.م.م، من خلال التعيين في المواقع المحسوبة على "الأونا"، قصد تقوية حظوظ بعض الأطراف والتأثير على أطراف أخرى. هذا السلوك المؤثر في مجرى التنافس الانتخابي في مؤسسة اللوبي التجاري في المغربي علامة تقدم نحو استقلال المقاول عن القرار الإداري المرتبط بالدولة. وبالتالي، يبقى للمعنيين الحق في تدقيق الاستعمال الفعلي للمعايير وللغايات والملابسات التي اتبعت للتأثير في مجرى المنافسة الانتخابية في "نقابة" رجال ونساء الأعمال تلك.
أما ما لم نجد له أثرا في النقاش فهو "الدوباج" أو الاستقواء بالأطراف العليا أو أوساط المال للتحكم في مفاصل المؤسسات المنتخبة. سواء ما يتعلق بالغرف المهنية أو بالجماعات المحلية.
وقد سجلنا في الأسبوع الماضي حركة الهجرة الجماعية من الاتحاد الاشتراكي إلى التجمع الوطني للأحرار على صعيد الجماعات المنتخبة، بحيث استعمل اتحادي مصطلحا قديما "لحريك" مضيفا إليه مصطلحا جديدا "الاتحاد البلدي" حيث ذهب الاتحاديون الذين اختاروا تغيير لونهم الحزبي. إذ اعتبر أن التجمع الوطني للأحرار نفسه لم يربحهم ولا يملك لنفسه الثقة بهم، إذ يعلم مسؤولوا التجمع أن "الاتحاديين" الوافدين عندهم وفدوا لتشكيل اتحاد بديل للاتحاد الاشتراكي هو "الاتحاد البلدي". غير أن هذا التصرف من طرف الاتحاديين بتبديل الحزب علنا يبقى فيه الحد الأدنى من المسؤولية المعنوية الإيجابية ما دام محكوما بالشفافية وبالمواجهة العلنية للنتائج بروح رياضية...
لكن الأدهى في كواليس الصراع القاتل على المواقع الانتخابية، هو ما يصل من أصداء عن المخططات التصفوية داخل صفوف اليمين نفسه. فقد ربح الاتحاديون "الحاركون" ترتيبا مشرفا داخل لائحة "الاتحاد البلدي" أو لائحة التجمع الوطني للأحرار. ولو أن الأمر أيضا منسجم مع المنطق الحزبي الانتخابي المحض. ما دامت أحزاب اليمين تغلق المقرات مباشرة بعد انتهاء الانتخابات، وما دام أطرها يهيئون اللوائح بعيدا عن المؤسسة الحزبية بل يتحصنون بقلاع شخصية لتربية الدواجن الانتخابية ولتسمين الاحتياطي من الأصوات على طريقة "دجاج الضو". حتى إذا ما غنموا المواقع الانتخابية انتهى الفيلم الحزبي وانتهت السياسة وابتدأ مسلسل الصفقات والنسب المئوية مع المقاولين من تحت الطبلة.
والأدهى والأمّــر، أن تمتد الصراعات على المواقع الحزبية من الحملة الانتخابية بالتطاول على المدارات الجغرافية مثل الذهاب من تطوان للتأثير على الانتخابات في العرائش، أو بالتطاول على المجالات المهنية الخاصة بالغرف للتأثير من الأسفل الانتخابي في اللوائح بالشطب أو الإضافة على فلان أو علان.
ومن الإبداع المسجل في هذا الميدان ما تمكن أطراف لائحة "الاتحاد البلدي" من المبادرة فيه للتأثير على المنتخبين في مجلس الجهة. بدءا من الرئيس إلى نوابه. وقد تم الاستقواء في ذلك بالمال. فوقع أن وجد أشخاص كبار في الجهة أنفسهم مشطب عليهم من اللوائح الانتخابية في الغرف. وذلك قصد البدء في مسطرة رميهم في بحر النسيان خارج المؤسسات. وفي السياق نفسه، جاءت في فترة سابقة قضية التجنس بالجنسية الإسبانية دون غيرها من جنسيات الإتحاد الأوربي.
لكن، الجولات التعبوية التي أجراها زعيم الأصالة والمعاصرة في الأيام الأخيرة بمناطق الشمال، لعبت في بعض ما لعبته من أدوار، تخفيف الضغط الذي مارسه مهندسو لائحة "الاتحاد البلدي" على غيرهم من أوساط التجمع والاتحاد الاشتراكي، شريطة الالتحاق بالأصالة والمعاصرة. ثم ما لبث أن ظهرت إشاعة حول تدخل القنصلية الإسبانية على خط الانتخابات قصد إضعاف بعض المستقطبين من طرف الهمة في ولاية تطوان، في آخر ساعة. ثم انتقلت "الاتحاد البلدي" إلى فكرة خلق "لوائح أرانب" لإضعاف لوائح بعينها، وذلك عبر اللعب على الرصيد الانتخابي المشترك. مما وسع قائمة الخصوم مسبقا للائحة "الاتحاد البلدي". وأرجع خطر الأصالة والمعاصرة إلى الخلف. على الأقل في ظرفية الحملة الانتخابية التسخينية خلال هذا الأسبوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين