الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوستالجيا (محنتي مع سيد القمني)

نادر قريط

2009 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم أعد أقرأ القمني كسابق الأيام، صرت أكتفي بتأمل صورته أعلى المقال، فهي تشي ببعض المرح والتجهم بآن معا،..وقبل المغادرة، أنزل إلى كعب المقالة لأتفقد التعليقات وأستعرض حرس الشرف وجماهير المهللين والمبجلين، وبطريق العودة أتفقد رقم التلفون، الذي يُحرّم المكالمات أيام الخميس والجمعة، فهذان اليومان يذكراني بأفلام مصرية تتخللها لقطات زغاريد، وبهجة وعصير (شربات) وسيدة عرمرمة تقول: كتب الكتاب والدُخلة الخميس اللي جاي..؟



المشكلة ليست مع الأستاذ القمني بل مع القراءة في النت. فأيام زمان كانت طقوس الكتاب أكثر إمتاعا، وأغزر متاعا. ومعذرة لهذه المقدمة المازحة فكما يقول المأثور: المزاح جدّ، إذا استُجلب ليكون علّة للجدّ.
قبل عقدين إكتشفت كتاباته فنهشت معظمها كجائع شره: الحزب الهاشمي، حروب دولة الرسول، الأسطورة و التراث، شكرا بن لادن، أهل الدين واليمقراطية، وقبلها النبي إبراهيم، ولا أزال أتذكر مرافعته الجميلة في "رب الزمان" وتعقيبه على خطاب إسحق شامير، في مؤتمر مدريد، ووصفه قيام إسرائيل: ببصقة (أو عار) على جبين الإنسانية.



الكتب الشيقة تسافر بالإنسان إلى عوالم أخرى، فهي نعم الجليس رغم ضيق الحيز الذي نقرأ به.. وأحيانا يضيق أكثر فأجد نفسي أقرأ في التواليت، (ليس الشرقي فهو مقرف ولا يتمتع بأريحية وبحبوحة الغربي) وبما أننا فتحنا هذه السيرة، أتذكر أن القمني كتب عن شروط الإستنجاء في الإسلام، وأعلمنا مشكورا أن إسم حنفية الماء مشتق من مذهب الحنفية (نسبة لأبي حنيفة) الذي أجاز التشطف بالماء، رغم أنف المذاهب الأخرى، التي كانت تصرّ على الحجر الطاهر القالع؟؟ ولا أزال أجد متعة في جملته الشهيرة حول غزوات العرب وفتوحاتهم ، وربطها بركوب النساء.. فهي تحتوي على تصوير ذكوري فياغري للعصور الإسلامية.



ليس النت وحده مشكلة ؟ فقبل عقدين كنت ساذجا أصدق كل ما يُكّتب؟ الكتاب كان يفرض حضوره، وإلا لما تجشموا عناء طباعته وتكاليف ورقه. لذا صدّقت كل شيئ لغياب روح النقد، وبسبب إيمان أعمى بدرس التاريخ.. حتى كدت أصدق الكتب المقدسة (تصوّرا)؟؟ بعض المرات تخيّلت يشوع بن نون، يقف وسط قبائل الأسباط ويوزع عليهم أرض الميعاد الممتدة بين الهضاب الجبلية ليهوذا جنوبا وسهول يزرعيل شمالا. وأخذت أرسم على الورق أماكن نزول سبط منسي وبنيامين وغيرهم.. والحقيقة لم أكمل يوما هذه الكتب، فسرعان ما ينتابني الملل من تكرار الأسماء وأنواع القرابين والطقوس المعقدة.. أيضا قرأت القرآن متقطعا وكنت أفتحه كيفما أتفق، فكل الصفحات متشابهه، لكني أجبرت على سماعه عنّوة، من الراديو وسيارات الأجرة ومجالس العزاء، دون أن أنتبه قط لمعانيه، إذ إكتفيت بميلوديا الترتيل والتجويد، ومشاهدة إحتقان وجه عبدالباسط عبدالصمد وإزرقاقه



الأنجيل أيضا قرأته بسرعة كمن يستحم بماء مثلجة، وكم أضجرتني رسائل القديسين إلى كورنثوس وملاطيا وأفسس فأتثاءب وأنام. طبعا مع إعجابي الشديد بالروح القدس الذي حلّ بالتلامذة بعد يوم العنصرة فطفقوا يبشرون بكل لغات العالم (رائعة كلمة "طفقوا" فطفقت لإكمال قراءته دون جدوى) ... أيضا الكتب الحمراء فقد قرأتها في الفتوّة دون أن أفهم الكثير منها، وأحيانا لم أميّز بين المناشفة والبلاشفة..فأضطر للسؤال أي من الفريقين هم جماعتنا. ومازلت أحفظ بعض تلك الأسماء المقفاة ب فسكي وفسكايا وأوف (يا ليل).



كل هذا سردته لأخبر بأن القمني كان يفتح شهية القراءة، رغم إنسدادها في الآونة الأخيرة.
المشكلة لم تكن مع درس التاريخ وحده، بل مع الهوى والشباب، وما يعمي حقائق الحياة، أنذاك كنت مأخوذا ببطولة العظماء، وسجايا الملوك والأنبياء، مع أنهم بشر تأكل وتشرب وتتجشأ، لهذا صدّقت كل شيئ تيمنا بما قاله مجنون ابن عامر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلبا خاليا فتمكّنا



لذا حفظت كالأعمى قصة عبدالرحمن الداخل الذي هرب من رصافة الفرات حوالي 750م كآخر عنقود في بستان هشام، وإجتاز أفريقيا والمضيق، وأسس قرطبة!! وكم كنت مغرما بهذه الشخصية التي أطلق عليها أبو جعفر المنصور لقب "صقر قريش" ومازلت أحفظ إسم الجارية التي أهديت له قبيل مغادرته شاطئ الشام إلى مصر ؟حينها كان زهو الشباب يدفعنا لتصديق هذه البطولات الفردية الخارقة. ولم نتساءل قط كيف أسس قرطبة بمفرده، مادمنا نعجز عن دفع أجرة الشقة التي نسكنها؟ ربما يكون الشاعر بريخت فتح أفقا جديدا للمعنى عندما سخر قائلا: الفراعنة بنوا الأهرامات، الإسكندر فتح العالم، نابليون إحتل أوروبا وطرق أبواب موسكو؟ بمفرده!! ألم يكن بحاجة لطباخ يطهو له طعامه؟



إن غياب حس النقد المرهف، جعلنا نصدق ما أذاعه التاريخ من حكايا. فالحقيقة غائبة، وصقر قريش جزء من حكاية وعشق الناس للبطل الميثولوجي المُخلّص وما يُلّهب الخيال. فالتاريخ ليس أكثر من قصيدة شعرية لتمجيد الذات ، وصرخات بعيدة للنخوة والفخر بالقبيلة.. وكم كانت الصدمة عندما أيقنت أن فتح الأندلس قصة أذاعها الرواة، وما جرى في تلك الأزمنة السحيقة يختلف عما عرفناه لاحقا.
أيضا فتوحات الشام والعراق ومصر وفارس، جرت بصورة أخرى. وربما أصاب الراحل سليمان بشير في "التاريخ الآخر" عندما إكتشف أن الأمور جرت بطريقة مقلوبة!! فالأمراء الدمشقيون (الأمويون) هم من فتح الحجاز، وأخضع القبائل المتمردة. تماما كما فعل إبراهيم باشا في القرن 19 عندما ذهب وأدبّ وهابية الدرعية، وهنا يعتقد بشير أن حروب الردة، وموقعة الحرة وغيرها ما هي إلا صدى لحملات تأديبية قادها الأمراء الشوام ضد قبائل متمردة أو بقايا لنزاعات منسيّة،
فدولة المدينة في الحجاز لم تملك القاعدة المادية والعسكرية لتكون عاصمة تنطلق منها الجيوش وتحتل العالم ولا تملك فرنا عاليا لتصنيع السيوف ولا مراعي لتربية الخيول، ولا نقودا لشرائها..إنها حكاية لطيفة لا أكثر، فالحجاز منذ القرن السادس ميلادي، ومنذ إنسحاب الحاميات البيزنطية عن خط اليرموك في الشام (قبل ظهور الإسلام بقرن تقريبا) عبارة عن ولاية بسيطة، يُديرها أمراء الغساسنة في سوريا، بعد أن منحتهم بيزنطا لقب: حاكم عام Patricius (لقب بدأ قسطنطين بمنحه لمقربيه الكبار) وهذا اللقب يقترب من المصطلح الآرامي "كالفا" والعربي "خليفة" أو نائب القيصر.



أجل لقدقرأت القمني، بإعتباره نموذجا فرديا يتحدى بمشروعه الفكري، إسلاما سياسيا فتح له السادات وآل سعود خزائن البترودولار، وساهمت السي آي إي بولادته فبل حرب أفغانستان 1979 وأثناء إستعدادها للناصرية والشيوعية برباط الخيل.
في ذلك الوقت بدا لي القمني يتصدى بمفرده لشخصيات كارزمية أزهرية مدججة باللغة والموروث. بدا لي إنسانا كبيرا بدفاعه عن حق الأقباط بالمساواة والمواطنة.. فإزددت عشقا لأرض أم كلثوم والشيخ إمام.. أما الآن فقد فسد هذا العشق، وأصبحت أحمل حقائبي هربا، من وعثاء الشوراع التي يتربص بها الثعبان الأقرع في كل زاوية، ويترعرع فيها القبطي على فنون المواربة وإحتكار ملكوت الأرض والسموات والنقاء وإتهام الآخر بالهرطقة والبداوة. لقد أحسست أن مصر تتضخم بدون ذات وطنية جامعة، فالمسلم يطوف حول (أوثان) الكعبة والمسيحي يعبد (أوثان) صليبه (إقتباس بتصرف من جلال الدين الرومي)



وإختصارا للشيطان الرابض في التفاصيل، أود التمييز بين النقد والسجال.. فالنقد يعني ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكري يطوي ما دونه من رؤى، بما يدّخره من محتوى وقيمة مضافة.. أما السجال فهو ملاسنة بين ثنائيات لخّصها المعري ببيت شعر عبقري:
وتعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌ
وكل شيئ له نفيٌ وإيجابُ



وإعتمادا على تلك الثنائيات، فإن السجال هو أسهل أنواع الفكر، ولا يدمنه إلا الكسالى (وهذا ما أفعله؟) فقد مارسته الملل والنحل في القرون الوسطى، وكل واحدة إنطلقت من يقينها ودوغماها وغنت على ليلاها، أما أسوء ما في السجال فهو لجوءه لإقتباسات مغلقة داخل أقواس، وهي وإن كانت شرا لا بد منه، إلا انها مرض زعاف، يبتر رؤية الآخر ويبتزّها (إذ لا قيمة للمعلومة بدون سياق وإطار شامل للرؤية)
أما الجانب المهم في السجال فهو قدرته على الإستفزاز وشحن النفوس، وهذا يعود إلى ولع الناس بالمراهنة والمضاربة، تماما كما يحدث في مباريات كرة القدم أو مباريات فيصل القاسم .. عليه أرجو المعذرة فلن أقتبس (حرفيا) إلا في سياق عام للمقولات، ولن أفسد الطابع النوستالجي لهذا النص:



القمني كما أراه الآن، تحوّل من مفكّر إلى مُفكّر بأمره. ومن صاحب مشروع إلى سجّال بدون موضوع، فهو يبحث في الأرثودوكسية عمّا يطربه، ثم يبدأ صولاته وجولاته متخذا من مقولات: حاكمية الله، والخلافة وشعار الإسلام هو الحل، وما يتغرغر به الإسلاميون، ذريعة للهجوم على كائن إفتراضي. لأن تلك المقولات تحمل بذور فنائها بداخلها، ولا تستحق جدلا من حيث المبدأ، فالإسلام التاريخي بجوهره إسلامات وثقافات عديدة تكيّفت مع بيئتها. والخلافة لم تكن يوما إمبراطورية مركزية، بل ولايات متنافرة ومتنابذة، والإسلام لم يكن قط فقها ودستورا يفصّل الحياة (إلا بتمظهرات عصرالميديا والقرضاوي) بل جزء من الثقافات المحلية ونظام العصبيات السائد، وكان الناس يتسللون دائما من شروط الدوغما والفقهاء، ويعيشون حياتهم (آخر حلاوة) حتى تحريم الخمر لم يمنعهم من السكر والعربدة. ولو أن ماء دجلة كان نبيذا، لجفّ قبل وصوله المدائن. فالتاريخ لايرجع القهقرى إلى ماض خيالي حكمته يوتوبيا النقاء والصلاح.



القمني أسرف بجدال السلفيين في مقولاتهم، وأخطأ عندما إعتمد روايات سمجة من الموروث الإسلامي وإستخدمها أدلة دامغة. وكأن لسان حاله يقول: ها أنذا أعيد زبالتكم وأضعها قدام بيتكم. وهنا أقف عند مثال تصويري سبق أن ضمنته إحدى منشوراتي:



في كتابه المتأخر: أهل الدين والديمقراطية، شعرت أن مناكفاته مع الإسلاميين، بدأت تنحو بعيدا عن المنطق، وبدت آراؤه مشحونة بالعصبية والتوتر والسطحية. رأيته يستنجد بنفس الموروث والقصص الأسطورية، التي يستخدمها خصومه السلفين، وينبش نفس الحكايا التي تزكم الأنوف. فعلى بعض صفحات كتابه المذكور يعيد علينا تفاصيل، قصة من قصص الفتوحات المبكرة للعراق، التي كان خالد ابن الوليد بطلها والتي تروي قتله لآلاف من نصارى العراق؟ وملخص الحكاية، أن النصارى نكثوا بوعدهم، فأقسم خالد أن يسيل دمهم أنهارا، ولكي لا يحنث بقسمه، جمعهم وأخذ يجزّ رقابهم، لكن دماءهم لم تكن تجري بسبب تخثرها على الأرض، فاستمر الذبح حتى هبّ أحدهم بالمشورة، فنصحه أن يفتح ماء النهر، فتجري بدمائهم، وهكذا يبرّ بوعده وقسمه، وبلاغته الشعرية. والسؤال: هل تقصّى القمني مثل هذه الروايات البدائية الساذجة؟ أوليس من واجبه كباحث تمحيص الروايات قبل أن يتخذها حجة بوجه خصومه؟ ألم يتساءل من أين لهذا الأعرابي، الذي قطع الفيافي بمعدة خاوية، القوة لبتر رقاب الآلاف، وأية سيوف مرهفة تلك التي صنعتها تكنولوجيا قريش لتقوم بالمهمة؟ سبعون ألف قتيل يا للهول؟ إنه رقم يفوق ضحايا القنبلة النووية على ناكازاكي؟ ، هل كانت تلك الآلاف المؤلفة من نصارى العراق خرافاً تساق للذبح؟ كيف حدث ذلك، ونحن نرى بأم أعيينا اليوم، بضعة آلاف من قبائل العراق، وهم يدوّخون أمريكا وترسانتها الحربية؟ فإذا كان الإسلام المبكر بهذه الوحشية والدموية، لماذا بقيّ النصارى حتى عام 1860م يشكّلون نصف سكان دمشق القديمة (مركز الخلافة الأموية ) والموارنة نصف لبنان؟ واليونان والأرمن الأرثودوكس واليهود شكّلوا نصف سكان استانبول لغاية مجيئ العلمانية الكمالية؟



صحيح أن القمني لا يجرؤ على نقد آية قرآنية واحدة (لأسباب يقدرها المرء) فهو ليس مجهولا ولا مختبئا في غابات كندا وواشنطن (دي سي) وفيينا أو متواريا في ضباب لندن. لكن كلمته بدأت تقتصر على الجدل الصاخب بدون رؤية نقدية بديلة.
وفي الآونة الأخيرة بدأ يستأنس بظلال القوة والسلطة، ويستأسد على الضعفاء، وأصبح لا يرى مشروعا إلا بقمع الإسلاميين وإقصائهم، ولا يرى خلاصا إلا بالليبرالية دون أن يعلمنا ما هي ومن تكون وبأية هراوة سيتم الإقتراع عليها وكيف سيتقبّل "حادي العيس" هذه السيمفونية؟ لهذا السبب أصبحت كتابته تضجّ بالمتناقضات الفاضحة: فهو يشيد بنموذج ولي الفقيه "السيستاني" ويعتبره غاندويا (من غاندي) مسالما ونابذا للعنف وهذا يتناغم طبعا مع الرضى الأمريكي، الذي أصبح بوصلته. والسؤال: هل يقبل بولي فقيه أزهري؟ أم أن العراق أصبح حائط نصيّص (واطئ)



وبنفس الوقت ينقضّ على سعد الدين إبراهيم مقرعا إياه بتهمة الأسلمة السياسية، علما أن الأخير يدعو لمصالحة مع الذات وأنسنة وعصرنة الإسلام على الطريقة التركية أملا في الخروج من عنق الزجاجة.
في مقالاته الأخيره يضرب القمني على وتر الوطنية المصرية بكثير من المغالاة؟ وقد لفت نظري، ما إختبأ بين سطوره، عندما تناول مثال العراق فوضعه مع الصومال في سلّة واحدة (مع تقديري طبعا للصومال ولقراصنته).. وكأن العراق جدير بما حلّ به من نكبة وترويع وقتل، فهو ضمن دائرة الهمجية والعصبيات المذهبية والبدوية، بعكس مصر بلد الملك "مينا" مُوحّد القطرين والتي تمد جذورها في المدنية والدولة لما يزيد عن خمسة آلاف سنة؟؟ وكأن العراق لم يحتو قط على حضارات كبيرة قدمت للإنسانية روائع الإبداع.
وبغض النظر عن هذه المزايدات الشعرية، أجد أننا جميعا سواء في العراق أو مصر أو سوريا أو شمال أفريقيا لا شأن لنا بحضارات دارسة، ذهب أثرها قبل آلاف السنين، لأننا جميعا ننتمي ليومنا وللعصر العثماني أو المملوكي كأبعد تقدير. فالحضارات الرائعة التي نتحدث عنها هي إكتشاف أركيولوجي من القرن 19 والقطائع اللغوية والابستمولوجية تفصلنا عنها تماما، فهذه الأجيال رغم تمتعها بهويات وسمات وطنية محددة، إلا أن فضاءها العقلي إرتبط بنيويا بموروثها اللغوي الديني.



حتى القمني نفسه لا يمت بصلة لتوت عنخ أمون، بل إلى حضارة سيبويه والجاحظ (وكلاهما للأسف من البصرة، ولا شأن لهما بركوب النساء) وينتمي إلى جيل طبعته أيضا ماري منيب والريحاني وبيرم التونسي وجورج أبيض وفيروز والقباني. وكثير من العرب الذين ساهموا في النهضة.
ليس القمني بمفرده، بل البابا شنودة نفسه ينتمي للعربية (وجود بالقوة كما يقول أهل الفلسفة) ولا يقدر أن يقرض شعره الجميل وقصائده الصوفية إلا بلغة القرضاوي؟
ثم ألا يحق لنا أن نسأله أيضا عمن قوّض الدولة العراقية وجعلها مشاعا للنهب ومن فتح أبواب متاحفها للسرّاق والحواسين، وترك مليونين ونصف يتيم بدون مأوى (تصريحات المستشار الدباغ) ومن أيقظ الوحش الطائفي، وأسقط الجمل من السقيفة؟ أكيد وحسب القاموس الديك تشيني فإن المسؤول عن الخراب هم الأقانيم الثلاثة (صدام ، البعث، القاعدة)



لكن المتنورين كالأستاذ القمني لابد عرفوا أن الدولة العراقية على مدار سنواتها الثمانين كانت علمانية نسبيا (وتجيز الكونياك اللذيذ؟؟) وأنتجت نخبة رائدة في مجالات المعرفة والفنون وآلاف المبدعين وحملة الدكتوراة، ناهيك عن إحتضانها وضيافتها لملايين من بؤساء الريف المصري ومنكوبي هوامش المدن. فهل يشطبه المرء بجرة قلم، ليُطرب نفسه بوطنية (أمن مركزي) زائفة ومتقزمة، وأكثر قبحا عن طزات مهدي عاكف؟



في الختام، وبعيدا عن القوقأة والصوصأة وشحيج السياسة، لا أنكر أنّي تمتعت يوما بلمحات تنويرية سطّرها القمني في متون كتبه. فجمال الكتابة يفتح الشهية للمزيد، رغم الملل والشعور بالتخمة. لكن لغة سجاله ليست أكاديمية كثيفة دالّة، ترضي المثقف اللمّاح، ولا ميسّرة أنيقة تُبهر الذوّاق. إنها للأسف لغة عربية متثائبة، تتحرك ببطئ على إيقاع سيارات وسط البلد (في القاهرة) وتنفث عوادمها في وجوه الناس، ولا تصل إلى مبتغاها إلا بشق الأنفس.



ملاحظة: القوقأة: صوت الدجاج، الصوصأة: صوت الكتكوت.. أما الشحيج فلا معنى له؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرس الشرف
الأسامي كلام ( 2009 / 5 / 24 - 20:51 )
أستغرب بصراحة ممن يأتي على عجالة ويختار أدنى تصويت ويمشي وربما دون أن يقرأ المقال ،،، ومع أنني لا أجد متعة تضاهي لذة قراة نقودات نادر قريط الدسمة والسلسة في آن بل وأتلذذ بقراءة تعليقات المعلق -قارئ- الذي يطل على مقالات الأستاذ نادر عادة ،، إلا أنني إن لم أجد ما أقوله حقا فلن أعلق بمجرد مديح فاقع كالذي نراه على مقالات بعض الكتاب الذين تحظى مقالاتهم من بعض من لا يقرؤونها بأعلى تصويت بل وتتحول إلى هجاء لاذع لكل من يجرؤ على الانتقاد أو الاختلاف،،

الحالة المصرية بشكل عام تحتاج منا جميعا إلى وقفة جادة متأملة لمحاولة فهم ذلك التوجه الإقليمي الشديد الذي يشق طريقه فيها بتسارع مقلق مؤخرا والذي بدأ يسحب بعض القامات الفكرية العالية إليه ،،، إنه بالتأكيد لا ينفصل عن ظروف مصر والأحداث المحيطة بها كبعض ما نتج مثلا عن حرب غزة وما دار خلالها من سجالات سببت ضغوطات كبيرة على بعض النخب المصرية ووظفها البعض لزيادة الطين بلة،،، وبصراحة لم أجد هذه الحساسية العالية التي تترجمها نقودات نادر قريط لهذه الحالة المقلقة عند أي كاتب آخر ،، فهو يتصدى للصعب وحده كما يبدو وبشجاعة وثبات يحسد عليهما ،، فهو لم يختر الطريق السهل في الهجاء الذي وقع أصحابه ايضا أسرى ماكينة التهييج

وفي اهتمامه بنفي الرواية ال


2 - بلهجة عراقية
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 24 - 21:07 )
أكول أنت ما تجوز من سؤالفك ؟ الكونياك اللذيذ ( زحلاوي) . قابل أنت غشيم . لا أعتقد أن جرول ( الحطيئة) قد تعلم من البادية ولكن من بلاد الشام .أريد فد يوم أقرالك بدون تلميح ؟ بس أعتقد ما تكدر ؟ شكراً الأستاذ الفاضل مع وافر الأحترام


3 - مرة أخرى لك ألف تحية أستاذ نادر
أبو هاجر : الجزائر ( 2009 / 5 / 24 - 21:15 )
لا أعلم إذا كان الأستاذ المحترم نادر يوافقني لما اقول أن الأيديولوجية التنويرية الإلحادية التي يدعو لها من يسمون انفسهم علمانيين ،قد لا تختلف في سياق تاريخي محدد ، أقول سياق محدد, عن الأيديولوجية الدينية فقد تكون ، ، عاملا معيقا ومعرقلا لعملية التحول التاريخي و التقدم الاجتماعي لأن معظم هذه الدعوات ،وانا اتحدث هنا عن الوطن العربي، مهما ذهبت بها الأوهام بعيدا حول نفسها فهي تتحرك ضمن نخبوبة وتعالي ووصايا ، بل واحتقار الشعب واحتقار طاقاته المختلفة كما تتجاهل ملامح هويته. وأنا لم أسمع ولم اقرأ أن تقدما أوحداثة أنجزت في غياب الشعب .اما كيف ننتقل من الدين إلى الا دين من التراث إلى العصر فذاك حديث آخر.
الأستاذ نادر لك ألف تحية من الجزائر.
. .


4 - طاووس
علي ( 2009 / 5 / 24 - 21:53 )
رغم أنه كذلك لابد وأن تشدك اليه آلوانه الزاهية . ثمة وشائج تشدني اليك يخبرني حدسي بنسب قريب
تركتك بخير


5 - AFRIQUE DU NORD
Sassi Dehmani ( 2009 / 5 / 24 - 22:07 )

Mr, Qarit, bon texte et tres bonne reflexion
mais helas se ne concerne pas l afrique du nord
a des raisons culturelles et humains.
Mr, Qarit nous sommes des peuples freres, mais
l arabitee, l arabe ont montrée mille fois leur vraies dents et ont tuee la fraternitee entre nous.
Donc nous sommes (les amazighs) un peuple et une nation a part, quant a l Islam, nous sommes laics et progressistes.

Merci pour vous


6 - تحيات
خالد صبيح ( 2009 / 5 / 24 - 22:17 )
كتابتك رحلة سلسة، نزهة بحرية في خبايا افكار تعثر عليها بطريقة خاصة.
استمتع بقرائتها ولكني ربما اجد نفسي ذات يوم (متورطا) في نقاش حول بعض التجريد الذي يحوم حول كلماتك وحول افكار اخرين ويستحق وقفة
تحياتي وامنياتي لك


7 - عفوا
تهاني محمد ( 2009 / 5 / 24 - 22:18 )
الا الدكتور سيد القمني
عالم عظيم و مفكر شجاع عقله صافي يعرف ما يريد وما يحتاجه العالم
لا اقرأ الا له ولا افهم الا عليه
انني اعبده


8 - تناقض والتفاف
غازي صابر ( 2009 / 5 / 24 - 22:57 )
لغة متماسكةفي التعبير وقوة في الأسلوب. وأنت حر بقراءتك للسيد القني وكتاباتة الأخيرة ولكن يضل صاحب كتابات واراء جريئة في زمن نحس . وأنا فقط اردت أن اقول : أن أصبعك لم تحترق بنيران حكم صدام والبعث . ولهذا أشرت فقط الى ما كنت تراه في التلفاز الحكومي وتقراءه في الصحف الصفراء
او تسمعه من الأذاعة . جرائم صدام والبعث لايمكن وصف دمويتها مع اني أحد الضحايا ، ممكن فقط أن أقارن بين كل جرائم الحكم الأسلامي ضد العرب من القبائل التي فرض عليها الأسلأم بقوة السيف وضد الشعوب الأخرى وبين جرائم صدام . اكتب هذا لأني رايت في المقال مدح او تبسيط لنظام صدام
وهناك شئ من التجني على كاتب نتمنى ان يكثر أمثاله على الساحة الثقافية الفقيرة بالفكر العلمي الرصين . واتمنى أن أقراء لك شئ تفتح به نوافذ مغلقة امامنا بعد ان اتخمنا السفهاء بالأكاذيب القومية والسلفية المقيتة . وشكرأ غازي




9 - ترف
مختار ( 2009 / 5 / 24 - 23:01 )
بالنسبة لي مقالك يدخل ضمن ترف الكلام، إن صح التعبير. أقول بالنسبة لي لأنني عشت وشاهدت وعاصرت الأوضاع المأساوية التي حلت بالجزائر والتي بدأت بذورها تنبت منذ أن حل بين ظهرانينا الإسلام السياسي قادما من شرقكم في حقائب المعلمين والأساتذة المتعاونين خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
لقد عرفت الجزائر العنف الاستعماري والعنف المضاد من قبل الجزائريين ولكن العنف الذي عرفته الجزائر مبررا بأيديولويجيا الإسلام السياسي لم تعرفه أبدا بعد أن استبد جنون الحقد والتكفير والإرهاب بشرائح واسعة جدا من مجتمعنا لم تنفع معه علاقات الأبوة أو الأخوة أو الجيرة أو الصداقة والزمالة: فقط الأخوة في الله هي الخيط الناظم.
حتى عهد الحكم البومديني الذي نصفه بالاستبدادي لم يمارس العنف المطلق ضد من حاولوا الانقلاب عليه، لقد قضوا عدة سنوات في السجن ثم عفا عنهم.
العنف الذي مارسه الإسلاميون باسم الدين وباسمك اللهم يجعل كلامك في حق ما يكتبه القمني وغيره ضد الإسلاميين عبارة عن ترف كلامي ينزل أحيانا إلى مستوى السذاجة.
هو كلام له معجبون عندنا خاصة ضمن أولئك الذين لهم أحقاد دفينة وحسابات لم يتمكنوا من تصفيتها مع النظام الحاكم، وحين حان الحين راحوا يستميتون في الدفاع، باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبن


10 - دونيتك مصيبة
سالم ( 2009 / 5 / 24 - 23:43 )
مصيبة كبرى مرض الدونية الذي يتلبس قريط .. مرض عدد التصويت والمعلقين .. يكاد يموت كمدا عندما ينظر عدد المصوتين والمعلقين .. يقفز مثل القنفذ بين كامل النجار و وفاء سلطان .. والآن ازدادت قفزاته لتقع على القمني ماذا تريد من الناس , تريدها لا تصوت لهؤلاء.. اذا انت لا تملك الحد الأدنى منهم فماذا تريد .. لا تملك الا طريقة (خالف تعرف ) حالك يرثى لها يا سيد قريط .. ولكني أعرف اصدقاء كثيرين ومعارف ساتصل بهم ليصوتو ويعلقو على مواضيعك عسى ان ترتاح من كمدك .. لكن اذا انت لا تملك الحد الدنى لا كما ولا نوعا فكيف يصوتو ويعلقو عليك .. مع ذلك ساتصل بمعارفي ليصوتو لك كمبادرة انسانية ربما تشفى من همك وكمدك


11 - It’s a goodbye.
a reader ( 2009 / 5 / 25 - 00:08 )
In his important book “the selfish gene” introduces the British evolutionary biologist R. Dawkins the concept of various evolutionary-stable strategies ESS which different organisms adopt to cope with their environment, or with competing species. To give an example, certain members of an animal group, might elect to engage in dovish behavior, which might become the preferred conduct of the whole group (conspiracy of doves) until a member or two of the herd begins employing a contrarian hawkish mentality that allows him or her to gain on the expense of the peaceful doves. If such hawkishness is suddenly embraced by more members of the group, it leads to much bloodshed due to war between the hawks, unless they agree amongst themselves to a truce (conspiracy of hawks) in which they only flex their muscles against peaceful doves, and agree to divide the booty. Such competing strategies ebb and flow in the evolutionary mix, until they reach a point of equilibrium, reminiscent with that of a chemical reaction between reactants and products. Should a less than successful ESS appear in the m


12 - العقل المستقيل
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 5 / 25 - 00:23 )
أخي سالم صاحب التعليق 10

الأستاذ نادر قريط هو مدرسة في حد ذاته في نقد الدين وأعتقد أنه وإن كان ينتمي إلى نفس مدرسة محمد أركون وحامد أبو زيد وفراس السواح والشهيد سليمان بشير ومهدي بندق فقد تفوق على معظمهم بصراحته التامة والشجاعة في مواضيع تفوق أهميتها ألف موضوع يستخدم حادثة الإفك لنفي الإسلام كموضوع -إسلام من دون محمد- مثلاً ... تلك المدرسة التي قد تتسع لتشمل الجابري وأدونيس والقمني هي مدرسة مختلفة تماما عن مدرسة كامل النجار ووفاء سلطان التي تستخدم أسلوب الصدم ونفي الإسلام عن طريق إثبات تراثه الذي هو نفس التراث الذي يقبل بما يجعله الأستاذ نادر من الأمور الأولية التي على العقل أن يتجاوزها كي يتجاور الدين ،،،

من هنا يأتي انتقاد الأستاذ نادر للقمني الذي أصبح أقرب إلى المدرسة الثانية ..

وباعتقادي المتواضع أن المدرسة الأولى والتي لا تسقط من حسابها أن الدين هو نتاج للتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية التي أفرزته وأن تطوره أو تلاشيه مرتبط بها ،، والتي أعتقد أن الأستاذ مختار -الإنسان الرزين الذي رغم ثقافته يفضل عليها الثانية لأنها تشفي غليله أكثر لأنه عاصر مآسي الجزائر - هو أقرب فعليا لها ،، تلك المدرسة برأيي (مدرسة قريط) يصدق فيها قول مؤلف القرآن : وأما ما ينفع الناس فيمك


13 - إضافة
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 5 / 25 - 00:43 )
أضف إلى ذلك يا أخ سالم أن مدرسة البحث الأكاديمي كأبحاث الأستاذ قريط وفراس السواح وكذلك المقالات التي تنقد نقد الدين بغية تصحيح مساره ،، هذه كلها تتطلب معرفة واسعة وجهدا كبيرا يبدو واضحا جدا من خلال قراءة اي إنتاج لتلك المدرسة ...

وعلى سبيل المثال ،، فقد جربت أنا ... وأنا مجرد متسكع بسيط .. أن أكتب مقالا على طريقة الدكتورة وفاء سلطان ولا أقول أنني أبدعت في ذلك أو أنني كتبت بمستواها لكن التجربة لم تكن سيئة بالنظر إلى ما حصدته من تعليقات وتصويتات ومنتديات تناقلتها،، وكانت مقالتي وقتها عن رجم الطفلة الصومالية من قبل المحاكم الإسلامية

وجربت كذلك أن أقلد أسلوب الفيلسوف الرائع عبد الله القصيمي وخرجت ببعض الخواطر التي لم تكن بذلك السوء تحت عنوان -تبا سائر هذا العمر-

لكنني لن أتجرأ على كتابة مقال من نوع المقالات العلمية التي ينشرها قريط إلا بعد أن أتبحر في عدد هائل من المراجع وأحصل فهما عميقا لأساليب تناول هذه الأمور ونقدها والخوض فيها ..

الموضوع ليس سهلا ... فلا تستسهل التعليق


14 - تميزه عن بقية الكتاب واضح جدا
وائل الياس ( 2009 / 5 / 25 - 04:30 )
أتفق تماماً مع كل كلمة مذكورة في تعليق الأخ السيد محمد عبد القادر .الفار ، الأستاذ نادر قريط مدرسة بحد ذاتها، اسلوبه في الكتابة عالي المستوى حتى على الأكاديمين أنفسهم...و التصويت ليس من الضرورة أن يكون هو الموءشر السليم لمدى مصداقية الكاتب و صحة المعلومات الواردة في مقاله، و إنما أغلب المصوتين يصوتون لمن يكتب لهم ما يريدون قراءته، و ليس ما هو جيد أو يستحق التصويت...

تحياتي لشخصكم الكريم


15 - خطه قويه الى الليبرالية
Zagal ( 2009 / 5 / 25 - 04:31 )
اقتبس جزء من كتابات الاستاذ / نادر قريط

-وفي الآونة الأخيرة بدأ يستأنس بظلال القوة والسلطة، ولا يرى خلاصا إلا بالليبرالية دون أن يعلمنا ما هي ومن تكون وبأية هراوة سيتم الإقتراع عليها وكيف سيتقبّل -حادي العيس- هذه السيمفونية؟ -

وادعو استاذ الجيل المعاصر استاذى / سيد القمنى الى ان يستجيب للدعوه ويشرح لنا الطريق لليبرالية ...
لتكون خطه قويه لتحريك الركودالسياسى فى البلاد العربيه.


16 - كاتب نادر
ريبواركريم ( 2009 / 5 / 25 - 09:09 )
تحية للاستاذ نادرواقول انت بالفعل كاتب نادر بالامس كتبت عن كامل النجار واليوم تكتب عن سيدالقمني انتظر بشوق لارى ردود المهللين وحرس الشرف ذوي الاسماء المستعارة تحياتي لقلمك المنصف
دمتم بخير


17 - هل الصوت مسموع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
العقل زينة ( 2009 / 5 / 25 - 09:42 )
أتفق مع مدرسة الأستاذ نادر ولكنني أعترف _برغم صعوبة متابعتي الدكتور قمني_مؤخرا_ نظرا للتطويل والإعادة في توصيل وجهة نظره وإ ثباتاته_ أن د. قمني مدرسة المدارس والتي تابعناها بمنتهي الفخر مثله مثل المرحوم د .فرج فودة وتبقي مداخلتي هل عامة المسلمين بكافة بقاع الأرض لهم باع في متابعة أساتذتنا _جميعهم؟أو هل تصل إلي العامة من معتنقي الإسلام البدوي _مقتبس عن د. النجار_ أصوات المبدعين ممن يفنوا حياتهم لأجل إنقاذ أوطانهم من براثن التخلف وشيوخ الجشع الإعلامي والمادي أمثال قرضاوي ومن قبله شعراوي ومن بعدهم الشاب المسبسب عمر خالد؟؟أعتقد كل ما يدور بالحوار المتمدن ما زال بعيدا عن الشارع البدوي ويمثل غالبا القلة من عامة خير مثقفي الأمة ؟وماهي الوسيلة كي تصل أصوات رواد موقع الحوار ليسمعها العامة المزبهلة بحتمية البدوية كحلول لمشاكل المدنية وأقول أصوات كناية عما تجود به قرائح كتاب الحوار ومعلقيه


18 - تحية لك ايها الجريء
جوليا روبرتس ( 2009 / 5 / 25 - 09:43 )
بالطبع مع احترامي لكل الاقلام ولجميع المفكرين والكتاب الا انني
حقا بدأت اشعر بالممل الكبير من قراءة المقالات لانها تصب في نهر واحد والهدف منها واحد ولكن مع الاختلاف في الاسلوب ، احيي فيك هذه الشجاعة وهذه الجرأة سيدي العزيز نادر ، مع احترامي لجميع الكتاب.... شكرا لك وللحوار المتمدن


19 - معركة واحدة والأسلحة مختلفة
nashery ( 2009 / 5 / 25 - 09:54 )
مدرسة الأستاذ نادر ومدرسة وفاء سلطان وكامل النجار بالأضافة الى الأستاذ سيد القمني كلها مدارس ترمي الى تحقيق هدف عظيم ونبيل واحد وهو اخراج شعوبنا من عفن التخلف والقمع والأضطهاد ونقلها الى عالم الحرية والحداثة والتحضر , وبما أن هدف الجميع واحد فلابأس من الاختلاف بنوع الأسلحة المستخدمة في معركتنا مع الجهل وسدنة معابد التخلف , ما لا أريد أن أراه هو أن توجه هذه المدارس أسلحتها الى بعضها البعض فتنحرف عن الهدف العظيم لتسقط في نظر الجماهير وتنتشي التيارات الظلامية لهذاالسقوط بينما تتوارى تيارات التحديث كما توارت حركة المعتزلة وحركة النهضة الحديثة على يد الأفغاني وعبده ...أما كان أحرى بالأستاذ نادر أن يتجنب السقوط في هذا الفخ الذي يخدم بالدرجة الأولى أعداء الهدف العظيم الذي يسعى الى تحقيقه هو والمستنيرين من المدارس الأخرى ؟ أنا لم أقرأ الى اليوم هجوما من الأستاذة وفاء أو النجار على الأستاذ نادر , وأنا كقارئ معجب بالجميع وفاء, كامل, القمني, ونادر أيضا وأحب طريقة الجميع بالطرح وكلها تزيد ايماني بضرورة التغيير واللحاق بالركب الحضاري الحديث ...


20 - تعقيب وشكر
كاتب المقال ( 2009 / 5 / 25 - 10:08 )
الإخوة والأساتذة الأفاضل:
أشكر الجميع على تشريفي بردودكم الكريمة ، وحتى النقد اللاذع أتقبله برحابة صدر فلا أدعي العصمة . ولآهمية الموضوع وكشف الخبايا النفسية أعتقد ان الأستاذ - بدون أسامي- قد كشفها بحدسه المرهف فالقضية تتعلق بخطاب عام وإن إتخذت الأستاذ القمني واجهة .. لكن النص هو نوستالجيا وأعلمكم أن أحد الأساتذة (كاتب وأديب مصري قبطي ) إقترح عليّ تعميق نقد القمني فكتبت له:
الصديق ؟؟؟؟: أوافق الطرح . لكني أحب القمني ضمنيا وأرتأيت
أن أكتب نوستالجيا أدبية ، وهي محاولة على طريقة الجاحظ وأبو حيان لأنتاج أدب منوّع يختلط فيه الشعر بالمقالة بالعلم بالمعرفة بالنقد . إنها تجربة للمستقبل لإحياء هذا الأدب (أو قلة الأدب).

شكرا للجميع وتكريما لكل الأسماء التي ساهمت بتخصيب هذا النص سأكتب تعقيبا مفصلا يتناول ما تفضلتم به .. وبكل تواضع أعلمكم أن درجة التقييم غير مهمة .. وعادة ما أحزن للتقييم العالي وأتذكر مقولة لينين:
إذا صفق لك الخصوم فإعلم أنك إرتكبت خطأ


21 - محنتي مع سيد القمني
محمد الخليفه ( 2009 / 5 / 25 - 10:51 )
ياسيد قريط مع احترامي لاسلوبك العذب الا أنني اراك تبطن فكرا أصوليا تخشى الاعلان عنه وأنت تكتب في موقع اسمه الحوار المتمدن ، فسيد القمني وكامل النجار ووفاء سلطان ياسيدي هم ينقلون من هذا التاريخ العفن باساطيره البطوليه عن مؤسسي الاسلام وينقدونه فكل تلك الارقام الخاصة بالجيوش الاسلامية وجيوش خصومهم موجودة في تلك الكتب الصفراء ولا يعني أنهم يصدقونها ولكنهم ينقلونها للقاريء ليتعرف على مدى سخفها وسذاجتها ، فبالأمس سمعت ورأيت شيخ في أحد الفضائيات الاسلامية يصف لنا مزهوا ومتشنجا بطولة جعفر الطيار وعبدالله بن رواحه وخالد بن الوليد في معركة الاسلام ضد الروم بالشام وهو يقول أن جند المسلمين عددهم ثلاثة الآف بينما جند الروم مائة ألف ومع هذا فقد انتصر جيش المسلمين بقيادة خالد ولكنه لم يواصل النصر ، وكان مما يثير السخرية قوله أن النبي محمد كان ينقل للمسلمين أحداث المعركة أول بأول وكأنه يعلق على مباراة رياضية حيث قد كشف الله له الحجب فكان يرى المعركة حية على الهواء ، فهل يلام القمني والنجار وسلطان حفظهم الله عندما يتصدون لهذا الموروث السخيف من الأساطير


22 - فلتشطب اذن كتب التراث السمجة
sary ( 2009 / 5 / 25 - 11:16 )
انت تعيب على السيد الفمني الاستشهاد بكتب التراث الذي يعتز به اخواننا السلفيون ويستشهدون به هم انفسهم،اذا تبرا الشيوخ الافاضل في الازهر من كتب التراث وشطبوها من التاريخ الاسلامي فستصح عبارتك


23 - رأي في المقال و في الردود
جمال بن عبد الجليل ( 2009 / 5 / 25 - 13:29 )
أشكر الصديق العزيز نادر على هذا النص الجميل الذي جمع فيه بين الأدب و التفكّر بلغته السلسة و جمالية التركيب فيه و لكن قبل هذا و ذاك بالحرص على التماسك الإستدلالي المنطقي فيما يقدمه بروح نقدية متحرّرة ، و أرى أنّ هذه المقاربة النقدية موجهة بدرجة أولى إلى أشكال خطاب يشكو التهافت في بنيته و حججه رغم ما يعلنه من حسن المقصد و سموّ المطلب ألا و هو التنوير و محاربة الظلامية و الرّقي الإنساني، لذلك فحتى يكون ذلك قابلا للتحقق ينبغي على هذا الخطاب أن لا يتهافت و أن يصمد أمام عقلانية النقد و التفكيك في مقارباتها دون حساسية من يدعي لنفسه العصمة و ينفيها عن الآخرين، و ألاحظ أنّ المؤسف في بعض الردود على هذا المقال أو على مقالات أخرى للكاتب (للموالاة أو للمعارضة على السواء!) هي اتّسامها بردّ فعل يبدو لي و كأنّه شرطي غريزي يعبّر عن الولاء للانتماء الدوغمائي المسبق (معلمن أو متديّن) أوّلا و نهائيا وشخصنة الخطاب و الارتباط المشيخي بشيخ الطريقة و التسليم له فيصير موضوع النقد و النقاش القائل و ليس القول ، مما يقود في رأيي إلى مجرّد استبدال لدوغمائيات بأخرى و يكرّس العبث العدمي و يزيد من ظلمة العمى و ليس التنوّر.


24 - مصيبة صاحب التعليق رقم 10
نادرعلاوي ( 2009 / 5 / 25 - 13:29 )
اثرَ قرائتي لمقال الأستاذ نادر قريط ، انتابني شعور ( في الحقيقة في كل مرة أقرأ لهُ ) مفادهُ أنني أمام مفكر كبير وباحث مرموق
ـ اضافة الى المُتعة العظيمة والفائدة الجمّة التي حققتها جرّاء قرائتي للمقال الجميل ، وكذلك التعليقات الناضجة سواء أكانت مع رأي الأستاذ قريط أو ضدهُ ؛ الاّ انني وجدتُ نفسي مهمومآ وقنوطآ بعد قرائتي تعليق الأستاذ سالم الذي يحمل رقم 10 فقد أفسدَ عليَّ نشوة المطالعة ، وأطفأَ في روحي جذوة عشق التفكير والتحليل ، وحاولتُ اقناع نفسي بأنَّ تعليقهٌ كانَ هزليآ وكوميديآ ، حيثُ وجدتُ من الصعوبة الأعتقاد بأنهُ كانَ جادآ بعزمهِ على الأتصال بذويه وأقربائه وأنصاره ومعارفه لكي يصوتوا لصالح الأستاذ نادر قريط الذي هو أكبر وأسمى من شئ اسمهُ التصويت أو التعليق
وللعلم ـ أنا في أغلب الأحيان أقوم بزيارة الموقع الخاص بالأستاذ قريط ، حيثُ ليسَ هناك أي مجال للتصويت وانما الأستفادة والأستزادة فقط ، وتلقي الأصول المعرفية والفكرية أيضآ

لم أكن عازمآ على التعليق بعدَ فراغي من مُطالعة المقال اليوم ، لحين قرائتي التعليق رقم 10 حيثُ فكرتُ ملّيآ ، وقلتُ في نفسي : أهكذا يكون تقييمنا لكتابنا ؟ وبهذا المستوى المُتدني ؟ أينَ تقييم الجهد الجبار والمضني لكتابنا ؟ الا يستحقوا كلَّ التثمين و


25 - تصحيح مفهوم النقد
صلاح يوسف ( 2009 / 5 / 25 - 16:13 )
أعجبني اليوم مقال السيد نارد قريط وإن كنت من غير المعجبين بطريقته الطفيلية في محاولاته الدؤوب للنيل من الآخرين دون تقديم ما هو نافع، فهو يحاول الاشتهار على حساب القامات العالية أمثال القمني ووفاء والنجار، وكان حرياً به تقديم نموذجه الفكري بمعزل عن أسلوبه الوضيع.
ما يهمني هو تصحيح مغالطة علمية وقع فيها السيد قريط عندما عرف مفهوم النقد، فقال ( النقد يعني ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكري يطوي ما دونه من رؤى، بما يدّخره من محتوى وقيمة مضافة ) وإثراء وتصحيحاً لهذه النقطة أقول: النقد لغة واصطلاحاً أتى من ( نقد الدراهم: بمعنى ميز الذهبية منها - الفيروز آبادي ). لاحظ أن المفهوم الأكاديمي للنقد يعني تماماً استخلاص ما هو نافع وما هو مفيد وترك غير النافع أو الضار حتى من دون الإشارة له، وهو عكس ما يفعله السيد قريط عندما يتناول أصحاب القامات العالية، فهو يحاول استخلاص نقاط الضعف والأفكار الزائفة أو التي تبدو في عينيه كذلك.
الشيء الآخر أن السيد قريط يعيب على القمني أن يركز مشروعه على إقصاء الإسلاميين، ومعنى ذلك أن السيد قريط مع دمجهم في الحياة السياسية بصرف النظر عن كونهم هم الإقصائيون والقتلة الذين يؤمنون بتصفية الخصوم عبر قتلهم وليس الكاتب الإنساني الجميل سيد القمني هو يتصف بهذه الصفة. مغالط


26 - ثمة سوء فهم
علي ( 2009 / 5 / 25 - 17:08 )
كل ماأراد قوله السيد نادر بمقاله أوجزه في ثنايا المقال بقوله: وإختصارا للشيطان الرابض في التفاصيل ، أود التمييز بين النقد والسجال .. فالنقد يعني ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكري يطوي مادونه من رؤى ، بمايدخره من محتوى وقيمة مضافة .. أما السجال فهو ملاسنة بين ثنائيات لخصها المعري . وقد أجاد السيد نادر في تمييزه هذا وفي نعييه لأبرز كتاب الحوار المتمدن باعتبارهم مساجلين فقط وليسوا نقادا إذ وعلى الرغم من شدة صدق وإخلاص بعضهم إلا أن أي منهم لم يقدم رؤية بديلة لتلك التي يستهدفها بالنسف وهذه في الحقيقة مأساة بديلة ليس إلا فأرجو أن يكون مقال السيد نادر قد أحدث تغييرا في إتجاه كتابنا المقصودين نحو المسار الصحيح لأننا نتبعهم . أما بقية ماورد في مقال السيد نادر فهو لتوضيح هذه الفكرة بطريقته التي تشي بل تصرخ بشحه وتملئني بالرغبة وأنا أقرأ مقاله في أن أعض أنفه بإصرار وأخيرا فهذه المرة الأولى التى أشعر فيها بأن السيد مختار فارق السرب
تركتكم بخير


27 - البعد السياسي لنقد الدين
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 5 / 25 - 17:27 )
لا يكون حاضرا في النقد المستند إلى العلوم الطبيعية كمناقشة نظرية التطور أو الحديث عن مكتشفات أو نظريات علمية تتناقض مع معظم ما جاءت به الأديان،، ولذلك فالذين يعملون في ذلك الحقل من النقد على صعوبته وحاجته إلى دراسة وتعمق لا يحتاجون إلى الحذر من يفهم نقدهم على أنه ضد أمة معينة تعتنق هذا الدين أو ذاك ،، أما من يبحث في التاريخ والتراث والفلسفة فعليه إضافة إلى الدراسة والتعمق أن يتوخى الموضوعية الشديدة والتجرد حتى لا يفهم من كلامه ما لا يريده ،،، ولمواجهة الأحزاب الدينية قد لا يكفي فضح ممارساتها أو نقاشها عن جدوى العلمانية فيكون نقد الدين سندا قويا في مواجهتهم ،، والذين يعملون على نقد الفكر الديني وكشفه قد لا يكون هدفهم سياسيا بالأساس لكن إنتاجهم يبقى مادة يمكن استثمارها لنزع القداسة عن دعوات أسلمة السياسة وإدخال الأديان والطائفية في الحكم .. وهذا ينطبق على عمل فراس السواح مثلا.. الأمر يختلف مع نادر قريط ومع القمني على سواء بل ومع كل من كانت له رسالة سياسية فهو وإن لم يطعم دراسته النقدية برسالة سياسية ما فإنه سيحرص على توخي منهج لا يمكن استثماره من قبل المعسكر السياسي الآخر... وهنا من الضروري أن يوضح كل كاتب وفي كل مقال له ولو في سطر واحد على الأقل هدفه من نقد الدين أو طرق باب التشكيك ف

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا