الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تطور ت الأمم وبقينا متخافين ؟

صبيحة شبر

2009 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمتلك بلداننا ثروات طائلة من معادن نفيسة ،بكل أشكالها ،ومياه عذبة وغابات وأشجار مثمرة ،ومناظر طبيعية غاية في الجمال والفتنة ،وموقع استراتيجي يغبطنا عليه العالم المتمدين وأناس شجعان طيبين، يحبون مجتمعهم ، ويبذلون أرواحهم من اجل راحته وسعادته ، يتميزون بخبرة طويلة وقدرة على الصبر والاحتمال
ومن قدرة كبيرة تؤهلنا لان نحول بلداننا الغنية والجميلة الى مناطق سياحية ، بالغة الفتنة ، يقبل عليها ، من يحرص على غنى النفس والعقل والروح ، ويستمتع بما حبانا الله من قدرات هائلة ، لم يتم استغلالها بعد، ففي بلداننا اعرق الحضارات ، وما استطاع الإنسان ان يحرزه ،من انتصارات على قوى الجهل والظلام ، كما ان في بلداننا الكثير من المزارات ، ومراقد الأنبياء وأولياء الله الصالحين ، لو اعتني بها لكانت محط إقبال الكثير، من الأفواج السياحية التي تطلب ترفيها واطلاعا على معالم التاريخ المجيد ، واو قاتا سعيدة مع جمال المناظر وروعة الطبيعة ، وبعض المتعة المفيدة مع روعة ما خلق الله، وما أبدعته مخيلة البشر
ورغم كثرة الثروات التي وهبنا الله اياها ، فإننا نصاب بشعور من الخيبة ، ويعترينا الحزن الشديد حين نقارن بين بلداننا الغنية ، ودول أخرى لا تتوفر على بعض ما نملك من قدرات طبيعية وإنسانية..
، نجد ان صفة التخلف والتأخر تصحبنا أينما سرنا ، فلماذا تقدم العالم وبقينا نحن متأخرين رغم كل الأشياء التي تجعل الأمم تتطور ان توفرت فيها ، ولماذا بقينا في آخر سلم التطور ونحن نجد الأمم الأخرى تسير من تقدم الى آخر أكثر من الأول راحة ،ومدعاة الى السرور والثقة بالنفس والفخر بها
هل أسباب تخلفنا تعود الى عوامل مادية ام موضوعية ؟ هل تلك الصفات موجودة بنا ام مفروضة علينا ؟ هل تكمن في تمسكنا بالماضي ورغبتنا بالعودة اليه متناسين حياة الحاضر ؟ هل لان العلم يعوزنا وان الثقافة تنقصنا ؟ ومن جعلنا بمثل هذا التأخر والاندحار ، هل لأننا لا نستطيع صنع القرار السياسي بل تفرض علينا القرارات السياسية بكل تبعاتها ،أليس هذا القرار عامل تأثير وتأثر في الوقت نفسه ، وهل نستطيع ان نملك الثقافة المؤثرة بالقرار السياسي والصانعة له ؟ ومتى يتم ذلك ؟ ووفق أي نوع من الثقافات ؟ هل الثقافة المستهلكة التي تدعو الى تقليد الآخر والسير خلفه ؟ وإغراق أسواقنا بالمنتجات المستوردة وإفراغ أنفسنا من كل عوامل القوة والثقة بالنفس ، وعدم الاعتماد على القدرات الذاتية الموجودة ، دون ان نولي بعض الاهتمام لصناعتنا وزراعتنا ـ وطرق نمو بلداننا وتقدمها ،ام ابتداع طريق آخر يتلاءم مع مصالحنا ، وليس إرضاء وتلبية لمصالح أخرى ، وهل استطاعت ثقافتنا ان تصنع جيلا من المثقفين القادرين على اتخاذ القرار ؟ ام ان مثقفينا في واد وتطلعات شعوبنا في واد آخر ، وهل هناك رأي عام يستطيع ان يخلق موقفا صائبا وقويا ،تجاه ما يجري في عالمنا من قضايا ، ولماذا نجد ان جماهيرنا العربية ،تتخلف كثيرا عن الحالة التي كانت عليها إبان الثورات الجماهيرية ،لتي استطاعت ان تفرض إرادتها على الحكومات في العقود الستة الأولى من القرن العشرين ؟ هل ان استبداد الدول بلغ أوجه ؟ ام ان خنوع الجماهير وصل الى المستوى الذي لا يمكن الصبر عليه ؟ هل السبب يكمن في تشتت الجماهير الشعبية، وعدم التفافها حول مطالب أساسية ترغب بالحصول عليها ، أم ان خيبة الشعوب ويأسها من تغيير الحال، الى الأفضل جعل حالة النكوص تستفحل، وان تنتقل حياتنا من تخلف ،الى اشد وطأة وأعسر على الاحتمال ، هل ان استمرار الإنسان العربي يجري ،خلف تحقيق الطلبات الآنية هو العامل الأساس، فيما نراه من تخلف في حياتنا العربية ، ام أن الغلاء المستفحل، وعدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية رغم بذل الجهد الكبير ، وانصرام عقد سنين العمر ، دون ان ننجح في الوصول إلى ابسط الأماني ، وتحقيق أسهل الطموحات ، وكيف يمكن ان نخرج من هذا النفق الذي نجد أنفسنا محشورين فيه ؟ ماذا نفعل ؟ وكيف نغير حياتنا من هزائم متتالية ،اقتصادية واجتماعية وسياسية ونفسية الى انتصارات قليلة ، ومن يمكنه أن يقوم بهذه المهمة العسيرة ؟ هل هم أصحاب الأقلام ، أم المسئولون عن الإعلام ، أم سياسة التعليم والتربية التي تنتهجها الدول ، أم إن الأسرة مقصرة في القيام بواجبها الأساس ،بتنشئة جيل قوي ، قادر على انتهاج سبيل قويم، يتلاءم مع مصالحه وقيمه ومبادئه ؟ و كيف نستطيع ان نتدارك ما فاتنا ونلحق الأمم الأخرى دون التفريط بكرامتنا واعتزازنا بأوطاننا ، أليس الجميع مسئولين عن الحالة المزرية، التي نعيش فيها ونئن تحت نيرها ؟ ألم يئن الأوان لندرك أن حياتنا بائسة لا خير فيها ، وانه علينا واجبات جسام ،في المساهمة في نهضة علمية وأدبية ؟ فكيف السبيل الى تحقيق ذلك الحلم الجميل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعاسه لنا دنيا واخره
Zagal ( 2009 / 5 / 25 - 04:13 )
تحيه للاستاذه لمقالها البديع الذى لايقراؤه الا المثقفين.

فى الحقيقه احنا بنهاتى ونزعق بصوت لكن مش عالى ... وقد يأتينا الفرج او يعدينا ... والسبب هو ان شيوخ الفضائيات صوتهم اعلى وفيه وعد ووعيد ... فيه وعد بالجنه ووعيد بعذاب القبر ... وكل منهما لايمتلكهم اى من الشيوخ ولكن للاسف الشديد يصدقهم الجهلاء الذين هم القاعده العريضه للشعوب العربيه يتبعهم اصحاب النفوذ الذين لصالحهم يعملون ... وغالبا اصحاب النفوذ لهم علاقات ليست بعيده برجال السياسه ... وبالتالى -اتلم -اولى الامر لجميع الشعب -.

شيوخ الدين اذا اجتمعوا بالسياسه فمن تجراء ورفع راسه ويرفض فمصيره هو التعاسه ... مش دنيا بس ... لاء ده دنيا واخره .


2 - اين سيطرة رجال الدين!؟
maisan ( 2009 / 5 / 25 - 16:22 )
السيده صبيحه لم تعطي الجواب الصريح من هو السبب عن تخلفنا؟
يقول رجال الدين !!! اين سلطة رجال الدين في مجتمعاتنا العربيه؟ zagal اما المعلق
افي المغرب العربي ام في الشرق العربي؟
كل الدول العربيه علمانيه, ليس منها من يطبق الدين
اذن اين السبب واين الخلل
ارجوا جواب صريح

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah