الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نواب النعرات الطائفية 2006-2010

يعقوب الساهي

2009 / 5 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا زلت أتذكر كلمات أحد رموز التيار الديمقراطي التي ألقاها في مقره الإنتخابي قبيل إنتخابات 2006 حيث لمح الى ضرورة وجود الديمقراطيين داخل هذا البرلمان حيث أنهم سيكونون بمثابة صمام للأمان لمنع النواب الطائفيين من كلا المذهبين من طأفنة الجو و من ثم إنشغالهم بالفتن الطائفية و تصفية حساباتهم الشخصية داخل البرلمان و بذلك يكونوا قد قضوا الأربع سنوات في محاربة بعضهم بعضآ بدلآ من معالجة أوضاع الشعب الذي وثق بهم و صوت لهم , ويا أسفاه !

قوانين عشوائية وإقتراحات غوغائية وأفعال غير مدروسة أصلآ أخذت تنهال على رؤوسنا ,طيلة تلك السنوات , آراء عقيمة وإقتراحات رعناء أمسينا نسمعها وأصبحنا نراها , تآمر النواب على بعضهم بعض صار أمرآ روتينيآ , سحب إقتراحات وطرح إقتراحات اخرى بدلآ منها دون سبب وجيه , المساومة على مصالح الشعب صار من أطباعهم , سياسة ( واحد من عندنا مقابل واحد من عندكم ) هو من آخر إبتكارات هؤلاء النواب.

كما أن معظم هؤلاء النواب الطائفيون يملكون شهادات دراسية بسيطة جدآ قد لا تليق بمكانتهم كنواب لهذا الشعب المثقّف كما أن نضالاتهم العمالية و الحقوقية في السنوات المظلمة تكاد لا تذكر, معظمهم كان نكرة عندما كان الشعب في السنوات المنصرمة بحاجة إليهم , ولكن سياسة التحشيد كانت شفيعتهم لدخلولهم البرلمان كما أن سياسة توزيع أكياس الرز والبصل على أهالي الدائرة الإنتخابية قد ساهمت في إسترقاق قلوب الناخبين و كسب إستطعطافهم , العديد من هؤلاء النواب إدعى أن تصويت الناس له هو بمثابة كسب رضى الرب , كما أن العديد من هؤلاء النواب أخذ بإستمالة قلوب الناس البسطاء ثقافيآ ودعوتهم للتصويت له لأنه بحسب إدعاءه يخاف لله ! و كأن باقي المرشحين ليسوا كذلك, كما أن الإنتماءات المذهبية التي أخذ هؤلاء النواب بإثارتها قبيل التصويت على إنتخابات 2006 حالت دون وصول العديد من النساء و الرجال المناضلين اللذين كانوا يستحقون الفوز بجدارة في هذه الإنتخابات , سياسة توجيه الأصوات منعت العديد من المناضلين و المناضلات من دخول هذا البرلمان على الرغم من شهاداتهم العلمية العليا ناهيك عن أنهم كانت لهم بصماتهم الواضحة في حركات النضال السياسي و العمالي في هذا البلد طيلة الأعوام الماضية .

وها هي فترة إنتخابات 2006-2010 تمضي بنا وقد شارفت على الإنتهاء بعد مضي الفترة الزمنية المحددة لها وهي أربع سنوات , نعم أربع سنوات قد خلت و قد ضاقت بنا ذرعآ حتى تنفسنا الصعداء , لقد ذقنا فيها مرارة طعم الطائفية , وكل ما يطبخه النواب الطائفيون داخل برلمانهم نذوقه نحن , أربع سنوات قضاها هؤلاء النواب في تجيش الشارع البحريني كُل يجنّد أهل حارته و كل ينشأ نفوذه الخاص به , منهم من يمتلك لسان لاذع و لكن للأسف فهو كان يستخدمه في تصريحاته الطائفية تارة و تارة أخرى في تصريحاته التكفيرية , لقد كان من الأحرى لهذا النائب أن يستخدم لسانه في قول كلمة الحق.

أربع سنوات قضيناها نمحلق في نجوم السماء و نتعلق على بصيص الأمل راجين أن يخرج علينا هؤلاء النواب بالغنائم فنغنم إكرامآ لنا لمنحهم أصواتنا و لكن بلا جدوى , فجل همهم كان في طأفنة الوضع .

منهم من طالب لأبناء حارته بوظائف حساسة في أجهزة الدولة ! بالرغم من أنه يعلم جيدآ أن أبناء حارته لايؤتمنون حتى على علبة كبريت ! وعجبي !



وعمومآ هذه ليست إلا لمحات على نتيجة دخول الطائفين للبرلمان مما قرأناه في الصحف ومما رأيناه على شاشة التلفاز وما خفي أعظم , ولانستبعد من وجود مسرحيات تحاك من وراء الكواليس.

لنعتبر الآن أن نواب 2006 بأنهم (( أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون )) ولنقف أيها الشعب دقيقة حداد على هؤلاء النواب الطائفيين ولنوحد أصواتنا لإنتخاب نواب جديرون بالجلوس على مقاعد البرلمان القادم .

و أخيرآ كما يقول المثل الشعبي ( اللي على راسه بطحها يتحسسها )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية