الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة التغيير والفاعلية الواعية

كريم الهزاع

2009 / 5 / 27
المجتمع المدني


" قوة التغيير " ، بناء الإنسان ، بناء المجتمعات الإنسانية ، صناعة الرموز الجديدة والتي تطرقت لها في كتاباتي السابقة ، وقلت بأن صناعة الرموز تتم عبر صناعة الظروف والمناخات الجديدة للمجتمعات ، ويبدو لنا ، من جميع المدارس التي عالجت موضوع الأوضاع الاجتماعية ، تصميم عام هو أن الرجل البارز أو العظيم لا يستطيع التأثير في التاريخ ما لم يكن مؤاتياً له وما لم تكن الأوقات « يانعة » تمكنه من ذلك .
أنها لعبة الزمن وخلق اللحظة بشكل متواتر وتصاعدي ، وبخصوص الزمن تقول سيمون دي بوفوار: « إن أقوى عامل في حياتنا هو ذلك الشيء الذي لا يحس ولا يرى ولا يدرك له وزن ألا وهو الزمن ».
والسؤال هو كيف نجعل هذا الزمن يُحس ونراه وندركه وندرك وزنه ؟ ، والإجابة على هكذا سؤال في غاية الصعوبة من خلال الفعل وفي غاية السهولة من خلال الإجابة عليه حيث نجيب بأن ذلك يتم عير فكرة الإرادة والعمل أو الفعل والهدف والتحفيز والتضحية والإخلاص لهذا الهدف أو الغاية ، الغاية التي يفترض في الإنسان أن يخدمها ، وهي غاية تستنبط وتؤول من الغاية التي يحددها ويحققها لأن البشر لا يصنعون التاريخ إلا إذا كانت لهم أغراض وغايات.
وكثير من الشخصيات التاريخية البارزة لم تع إلا قليلاً أو وعت وعياً ناقصاً للمكان الخطير الحافل الذي كانت تحتله في التاريخ ومع ذلك لعبت دورها في مسيرة الإنسان والمجتمعات.
ورغم أن جوهر التاريخ يقتضي ألا يتم أمر دون تصميم واع ودون غاية مرجوة فإن فهم التاريخ يستدعي المضي أبعد من ذلك وما ذاك إلا لأن الإرادات الفردية عندما تدخل حيز العمل تنتهي أحياناً كثيرة إلى نتائج غير ما توخته ، ولهذا فإن دوافعها ليس لها سوى أهمية ثانوية بالنسبة إلى النتيجة الإجمالية وتبقى معرفة أية قوى محركة تتوارى خلف هذه الدوافع. فما هي الدوافع لبناء مجتمع مدني أو تنويري ؟ هل هي تنوير من أجل التنوير والمعرفة أم من أجل حرية الفرد وحقوق الإنسان والهوية بكل تشكيلاتها وإشكالاتها ؟ أن إدراك عنصر " الدوافع " هو مهم للغاية ويساهم كثيراَ في مسألة رفع الوعي ، ولكن التطور الذي واكب القرن الماضي والقرن الحالي رفع الوعي إلى منزلة لم يكن بالغها فيما سلف من الأزمان. جميع ما تم في دنيا الإنسان إنما هو صنيع الإنسان: الحروب والثورات وتطور المجتمعات، وإذا كان ثمة من جديد فهو أن الفعل التاريخي اليوم لم يعد مجدياً أو ناجعاً ما لم يرافقه الوعي، ويتوافر عليه عدد من الناس ينطلقون من تحليل الواقع الموضوعي فيصوغون، عن وعي، الأفكار والنظريات والخطط ووجهة السير. وتدخل الأفكار والنظريات هذه في عداد الذاتي في حين أن الممارسة والفعل يترجمان عن الذاتي في الموضوعي وكلا النوعين يمثل ( الفاعلية الواعية ) وهي خصيصة تميز بها الإنسان من الحيوان . إذاً من أجل خلق " قوة التغيير " نحن بحاجة للفاعلية الواعية ، فهل بمستطاعنا إيجادها لكي نحقق أهدافنا ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع