الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح غير الدجال ظهر في الامارات

ابراهيم علاء الدين

2009 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالطبع هذا المقال مثل سابقيه من مقالات ليس موجها للعامة او الذين يعتبرون ان الاقتراب من المصطلحات المقدسة جريمة لا تغتفر، فيسنوا الرماح ويستلوا السيوف ويركبوا الحمير ليطاردوك، وكل ظنهم انه يمكن للبعير ان يسبق الصاروخ.
تقول الروايات والاساطير ان عيسى الدجال سينزل الى الارض في صورة مخيفة وانه سيملأ الارض جورا وقهرا وفسادا، وانه سيتمكن من افساد غالبية سكان الارض وخصوصا النساء اللواتي سيكون مأواهم جهنم وبئس المصير وهذا ليس قولي وانما احد ابرز ائمة الاسلام ممن عاصروا خلفاء الظلام ونقل عن الرسول الكريم قوله ان اغلب اهل النار من النساء، لكن عيسى الدجال هذا سيقهره الله بان ينزل الى الارض سيدنا عيسى بن مريم ليملأها خيرا وبركة واحسانا وصلاحا قبل ان تقوم القيامة وتنتهي الحياة على الارض.
قصة جميلة كانت عندما قصتها جدتي علينا صغارا وما زالت قصة يطرب لها العامة في طول بلاد العرب وعرضها وما يحيط بها ايضا، لكن خبرا جاء من دولة الامارات العربية يقول ان المسيح الحقيقي ظهر هناك ويشتغل منذ عدة اشهر متجاوزا بذلك مرحلة المسيح الدجال الذي سيقتله عيسى بن مريم على باب اللد (وهي مدينة فلسطينية محتلة منذ العام 1948).
وقد يعتبر البعض ان هناك من يهذي او يدروش او انه يجلس في حفلة زار تطيح فيها الرؤوس ترنحا بعبادة الله، لكن الحقيقة تقول انه اذا لم يكن عيسى بن مريم قد ظهر فعلا في الامارات فان هناك من ظهر ويمتلك قدرة خارقة امتلكها عيسى بن مريم وهي شفاء الاعمى، الم تكن احدى القدرات الخارقة لعيسى بن مريم هي شفاء الاعمي، وتقول الروايات انه كان يضع يده او كلتاهما على عيني الاعمى فيبصر على الفور..؟؟ فهناك في الامارات مستشفى يقوم الاطباء فيه بوضع ايدهم على المحرومين من نعمة البصر فيبصرون .. وكان هناك اكثر من عيسى واحد موجودج الان في الامارات.
ويفيد الخبر الذي نقلته قناة العربية الفضائية انه تم اعادة البصر لعشرات الاشخاص وبعضهم مضى على فقدانه بصرة عشرة او خمسة عشر وحتى عشرين سنة ومن اطفالا وشبابا وشيبا ذكورا واناثا.
اذن ها هو العلم يتغلب على مشكلة فقدان البصر، وها هم بعض الاطباء ومعهم هيئة تمريضية وهيئة ادارية تدير المستشفى تمكنوا من اعادة البصر بعد 2000 عام من تمكن المسيح من اعادة البصر.
من الواضح ان مشكلة العمى كانت سائدة في العصور القديمة ، ومن الواضح ان شيوع العميان كان مرده قسوة المعيشة وضعف امكانات الوقاية وشظف العيش والتخلف الفكري والثقافي بشكل عام ومن ضمنه ضعف الوعي الصحي، ولذلك اعتبرت مسالة اعادة النظر للاعمى احدى الخوارق التي انعم الله بها على نبيه عيسى (باعتبار ان عيسى نبيا وفق مفهوم المسلمين) وعلى ابن الله عيسى (وفق مفهوم بعض الطوائف المسيحية)، لكن ماذا سيقول عشاق الاساطير والقصص الاسطورية تعليقا على ان العلماء في القرن الواحد والعشرين اصبح بامكانهم اعادة النظر للاعمى..؟؟ ربما سيقولون ان عيسى قام بهذا العمل الخارق بارادة ابيه الله ولم يستخدم مشرطا او دواء او شاشا ابيضا او سريرا في مستشفى .
لكن العلم يقول غير ذلك تماما .. انه يقول ان الانسان البدائي الذي كانت معرفته لا تتجاوز حدود تعامله مع غرائزه الحيوانية منها وهي اغلبها والانسانية وكانت متوحشة الى حد كبير، ولذلك ونظرا لغياب الوعي والمعرفة فان انسان تلك العصور وحتى عصور متاخرة (ما قبل عصر التنوير في اوربا) كانت الطريقة الوحيدة لتفسير الظواهر التي تحيط بالانسان تعتمد على الاسطورة التي يبدعها خيال رجل دين على الاغلب.
واذا ما تأملنا معظم ما يحيط بالديانات على اختلافها من هالات وقدسية فسوف لن نتعب كثيرا عندما نرى ان معظمها يستند الى اساطير قائمة على نسبها لرجال الدين باعتبارهم هم الوحيدون الذي يحظون بقدسية يجب احترامها وتصديق كل ما يصدر عنهم من ناحية ولقدرة رجال الدين على قتل وعزل وتحطيم حياة كل من يخالفهم الراي ولا يصدق اساطيرهم وقصصهم الخرافية.
لكن العلم في القرن الواحد والعشرين يسجل انتصارات متوالية في كل يوم ويهزم اساطير رجال الدين ويبرهن على ان البشرية تسير الى الامام صحيح ليس بخط مستقيم كما اشار صديقي مختار في تعليقه على احد المقالات ولكنه يسير الى الامام بكل تاكيد ويوما بعد يوم يثبت العلم ان كثيرا من المعتقدات المستمدة من اللاهوت ايا كان اسمه سوف تذروها الرياح ولن تستطيع الصمود طويلا في وجه الفتوحات العلمية.
واذا كانت هذه الحقيقة تؤكد صحتها كل يوم فان ادعاء وهرطقة رجال الدين المبنية على اساطير الاولين سوف تتراجع كل يوم ليحتل العلم مكانته اللائقة في وعي الجماهير، والنتيجة المؤكدة لهذه المعركة الضارية التي ابطالها العلماء والمكتشفين، والتي تجري في المختبرات ومراكز الابحاث هي هزيمة الهرطقة والاسطورة وزغلول النجار وامثاله، فتحية للاطباء الاعلام الذين تمكنوا من اعادة النظر لمن افتقدوه وشكرا لمن تبرع باقامة هذا المستشفى العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أهلاً سيدي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 29 - 19:53 )
ونحنُ نقول لك ألف تحية سيدي الفاضل . مع الأحترام


2 - شتان
مختار ( 2009 / 5 / 29 - 21:12 )
تحياتي أستاذ علاء الدين.
هذه الإنجازات العلمية التي أشرت إليها لم تأت كالسحر أو كالكرامات والمعجزات التي تدعيها خرافات الأديان. إنها ثمرة عمل دائب مضنٍ ومسيرة شاقة محفوفة بالأشواك والخيبات والمعاناة .
ذكرني مقالك أخ علاء الدين بمقال قرأته اليوم في الحوار المتمدن حول نظرية دارون. يا لها من مغامرة إنسانية شاقة كان الرجل يقوم خلالها برحلات عبر العالم محفوفة بالمخاطر وتدوم سنوات طويلة من أجل أن يثبت صدق فكرة دارت بخلده.
هذا هو الإنسان الذي انتفض ماردا جبارا بعد أن نفض عنه غبار السنين وغشاوات الغيبيات وسحر المعجزات.
شتان بين عالمهم وعالمنا. لقد علقت على ذلك المقال بقولي إنهم قبل مائتي سنة كانوا يناقشون قضايا تتعارض مع المسلمات الدينية في جو سلمي حضاري لم نبلغه نحن حتى اليوم. إنها هوة سحيقة تفصل بيننا وبينهم.
فمتى نتوصل إلى ردم هذه الهوة؟ أو بالأحرى متى نشرع في العمل لردم هذه الهوة؟
نعم إن فتح مستشفى في الإمارات تجرى فيه هذه العمليات العظيمة مدعاة للتفاؤل بل والفخر. ولكني شخصيا عايشت في بلدي إنجازات كانوا يقولون لنا إنها الأولى في أفريقيا أو في العالم العربي أو هي في مستوى أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة. مرت سنين وتحولت هذه الإنجازات إلى هياكل ثقيلة راحت تشكل عبئا على


3 - الدين علاقة روحية بين العبد وربه
سارة ( 2009 / 5 / 29 - 22:10 )
ما يقهرني هو اقحام ما يكتشفه الانسان بما في الكتب السماوية ليبرهنوا ان هذا الدين من عند الله تعالى وهل معقول الكافر يكتشف ونحن نكبر
دائما اتخيل ان المسلمون وهم اقلعوا عن تراهاتهم وخزعبلاتهم واتجهوا كغيرهم من البشر للبحث في مناكب الارض وعم الخير والسلام وسكن الناس في المريخ واكتشفنا بالعلم ما وراء العرش ربما وجدنا مخلوقات اخرى في مجرة غير مجرتنا-فسبحنا وكبرنا الاهنا الخالق بديع السماوات والارض ثم بعد ذالك افيق من حلمي لان امة فيها اناس يفتون بزواج الاب من ابنته من السفاح لم يعد فيها امل
انا مسلمة اسلمت وجهي لله خالق كل شيئ الله الذي وهبنا العقل نعمة والمتاسلمون استعملوه ليكون نقمة -- نستعمله فقط في ايجاد حلول لعزل الذكر عن الانثى في البيت في المدارس في الجامعات في الباصات ينامون ويصحون ياءرقهم لقاء الرجل بالمراة


4 - عندما يفلس الحرامي ....؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 5 / 30 - 01:45 )
عندما يفلس الحرامي يقول لصاحبه اقرضني وشكرا


5 - الى السيدين ابراهم ومختار
علي ( 2009 / 5 / 30 - 10:08 )
بعد التحية الطيبة لكما
السيد ابراهم شكرا لك على المقال وماتضمنه من مقاربة ومن خبر سار جدا
السيد مختار ثمة فكرة أعتقد بصحتها وأتمسك بها إلا إذا خفت فأسقطها وأصمت وهى أن المسلمين عموما والعرب خصوصا لا يمكن أن يتطوروا ويسلك روادهم مسلك علماء الغرب كمن تحدثت عنه في تعقيبك حتى ينال كل منهم كفايته من الجنس تماما مثلما هوالشأن في الغرب فما أراه هو أن الجنس يرتهن المسلم منذ أن يراهق البلوغ حتى وقت متأخر من حياته وحتى أولائك اللذين يتملصون من أصره المادي يضلون رهن آثاره النفسية كالشعور بالذنب وعدم السواء فماذا تقول


6 - إلى السيد علي
مختار ( 2009 / 5 / 30 - 11:11 )
كلامك صحيح ولكن لا يكفي لتفسير كل شيء.
أعطيك أمثلة: في بلدان أفريقيا ما وراء الصحراء، خاصة البلدان غير المسلمة تعرف العلاقات الجنسية حرية أكبر ولم يؤثر ذلك في تحسن أوضاعها، بل أدى ذلك، في غياب الوعي الجنسي، إلى تفشي وباء السيدا حتى أصبح يهدد بعضها بالانقراض، ومع ذلك فهي متخلفة، لماذا؟
في أمريكا اللاتينية كذلك تعرف مجتمعاتها المسيحية حريات جنسية واسعة، ومع ذلك فقد ظلت متخلفة وخاضعة للهيمنة الأمركية الشمالية ولم تعرف الانطلاق الحقيقي إلا في الآونة الأخيرة عندما توصلت القوى الاجتماعية المتصارعة إلى عقد اجتماعي راق، وقررت اللجوء إلى فض الخلافات ضمن الأطر الديمقراطية والعلمانية والتداول على الحكم.
الحريات الجنسية عامل مهم جدا في تحرير العقول من الاستبداد الديني والسياسي، هذا صحيح، ولكنها لا تكفي، التجربة الأوربية أثبتت أن الحريات الفكرية والسياسية هي الأهم. هناك انطلق العقل الأوربي ماردا جبارا بعد أن تحرر من الدين حتى قبل أن يتحرر من الكبت الجنسي. أتذكر أنني قرأت كتاب برتراند راسل الفيلسوف والرياضي الإنجليزي (الفوز بالسعادة) حيث تعرض فيه لقمع الحريات الجنسيات في النصف الأول من القرن العشرين، خاصة ما كانت تقوم به الحكومة البريطانية في محاربة الصور الخليعة، وكان رأيه أن تحريرها سو


7 - رساله
يقين الخفاجي ( 2009 / 5 / 30 - 12:26 )
انت كالذي (حاج ابراهيم في ربه) لقد كان النبي عيسى(ع) يحيى الموتى فللكاتب مدى الدهر ليحييى لنا دجاجه ( فبهت الذي كفر


8 - تعقيب
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 30 - 13:04 )
أورد الأستاذ علي إحدى الحريات وفعلاً هي صحيحة / الحرية الجنسية / ولكن هناك وكما قال الأستاذ مختار حريات أخرى .. الحريات الأربعة التي يعيشها الغرب كاملة غير منقوصة ولا نستطيع عزل حرية عن أخرى والدليل افريقيا وامريكا اللاتينية . أما ما جاء في تعليق الأستاذ يقين الخفاجي فأعتقد أنه خارج عن موضوع طرح الأستاذ إبراهيم علاء الدين أما السيدة سارة فأقول لكِ أن السطر الأخير من تعقيبك هو ما طرحته أنا هذا اليوم ولكنكِ زهقانة منه . شكراً سيدتي. وشكراً جزيلاً للجميع


9 - الى الكاتب شامل عبد العزيز
سارة ( 2009 / 5 / 30 - 17:59 )
انا فعلا زهقانه ونفسي اعرف مين هو الي مش زهقان حتى اساله
شو سبب انبساطه


10 - أنا كمان زهقان ..؟
شامل عبد العزيز ( 2009 / 5 / 30 - 18:57 )
سيدتي سارة الجميع مثل حالك ولكن الفرق هو كيف نفهم هذا الوضع المتردي وما هو سببه ؟ ولماذا نختلف عن الآخرين ؟ هناك طروحات تجانب الواقع من وجهة نظر شخصية ؟ يبحثون عن علاج للسرطان بمسكنات بسيطة ؟ وهذا لن ينفع .. يجب أن نفهم كيف وصل العالم الآخر إلى ما وصل إليه .. ثم بعد ذلك يبدا الزهقان يتلاشى .. مع دائم الأحترام لكِ سيدتي وللجميع