الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهمية المعلم في بناء المجتمع

مهدي زاير جاسم

2009 / 5 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


للتربية أثر كبير في رقى الأمم ، ولذا كانت التربية أولوية لها أهميتها الكبرى عندما أراد الرسول – صلى الله عليه وسلم أن يبني أمة الإسلام وذلك في العهد المكي ، فقد عمل القرآن الكريم على تحقيق التربية بكل متطلباتها لينشأ جيل سيتعصي على كل معاول الهدم التي ستواجهه في أيامه المقبلة وهو ما حدث بالفعل

أن العالم الحديث يعمل على تذويب الثقافات الضعيفة الهشة - أو التي يضنونها كذلك - لإحكام السيطرة الثقافية والحضارية ومن ثم السياسية والعسكرية على أصحاب تلك الثقافات بعد ذلك ، وهو ما يطلقون عليه ( العولمة ) وما شاع بعد ذ لك من مفهومات متعلقة بذلك الصراع مثل مفهوم ( صراع الحضارات ) الذي أطلقه صمؤيل هنتجتون . وليس بخاف ما لهذه النعرة المستحدثة من مخاطر علينا نحن العرب عامة وأهل الإسلام خاصة ، فما هي إلا نوع من الحروب التي يراد من ورائها محو هُوية الأمة الإسلامية من الوجود ، ومن هنا تضاعفت مسؤولية المربين أكثر من أي عهدمضى .

ومما يدعو إلى الاهتمام بالتربية أيضا ؛ ما لها من قدرة على تلافي العيوب والأمراض المتوقعة وذلك قبل أن تقع ، ولقد كان هذا الطبيب الذي ترك مهنة الطب ليشتغل بمهنة التربية على حق ؛ فقد استهجن الناس فعله ؛ فسألوه : ما الذي دعاك إلى ترك الطب إلى التربية ؟ فرد قائلا : إن كانت مهنة الطبيب هي علاج الأمراض بعد نزولها بالفعل ، فإن مهنة المربي هي العمل على الوقاية من تلك الأمراض قبل حدوثها ، والوقاية خير من العلاج !!

كما تعمل التربية على رعاية دائمة ومستمرة لكل ما من شأنه النهوض بالأمة ، وخاصة كل ما يتصل بعماد نهضتها وسر تقدمها ورقيها ، وروح حياتها ؛ وهو العنصر البشري ( الإنسان ) حيث الولاء والنصرة والمدافعة والاجتهاد وبذل الوسع والطاقة .


للتربية أركان ثلاثة هي : المعلم والمنهج والمتعلم ، فما أهم تلك العناصر في نظرك ؟ لاشك أنه المعلم ! لماذا ؟ لأن المعلم هو الصائغ الذي يستطيع أن يوظف المتاح من المناهج حتى يصل إلى منتج أو مُخرج أفضل وهو المتعلم أيا كانت قدرات واستعدادات وميول هذا المتعلم !! فإن ابتلي المعلم بمناهج ومقررات غير التي يأمُل ؛ استطاع بحنكته وخبراته أن يوظفها ويعدلها ويطورها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، فهو في هذا كالقاضي الفطن الذي لا يشغله القانون ومواد القانون بقدر ما يشغله الحكم العادل ، وهو ما قيل فيه : " إن القانون الفاسد يصلحه القاضي العادل ، والقانون العادل يفسده القاضي الظالم " ، وكذلك الشأن بالنسبة إلى المعلم والمناهج أو غيرها من المؤثرات التعليمية .



وإذن فلابد لهذا المعلم من جوانب مختلفة ومتعددة تميزه عن غيره وتؤهله لهذا المهنة العظيمة من قدرات ومهارات وميول واستعدادات وقيم وأخلاقيات يستند إليها في عمله ويرتكز عليها عند قيامه بمهنته وفنه ! ولذا كانت تلك المهنة هي أشرف المهن على الإطلاق، كما استحقت أن تشرف بأن تكون مهنة الأنبياء والمرسلين المباشرة والرئيسة ، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - :" .. إن الله لم يبعثني منعتا ولا مُتعنتا ، ولكن بعثني معلما مُيسرا " رواه مسلم .



لذلك علينا اعطاء المعلم المكانه التي يستحقها ,نظراً لأهمية دوره في بناء وتأهيل قادة المجتمع وعلى القول التربوي الدارج ان المعلم امة في واحد فأذا اردنا بناء امة متميزة فعلينا بناء معلم متميز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رجاء حار
صلاح يوسف ( 2009 / 5 / 31 - 17:09 )
لن تعرف الأمة العربية معنى للنهوض ولحقوق الإنسان والديمقراطية طالما لم يرفع الإسلاميون أيديهم عن التعليم. هناك يرسخون الجهل ويحرمون التفكير والمنطق والفلسفة فينتجون لنا أغبى كائنات في البشرية. آكلي لحوم البشر لن يتركونا هكذا لوجه الله. لابد من ثورة عارمة ضد الإسلام.

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30