الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلم (يروحلج فدوة المالكي ) يطيح بوزير التجارة العراقي

ثامر قلو

2009 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستأثر هذه الايام فلما لحفل راقص معروض على موقع يوتيوب العالمي الشهير باهتمام العراقيين ، وأبطال الفلم هم بعض المسؤولين المقربين لوزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني المنتمي لحزب الدعوة العراقي ، والفلم المومى اليه يتعرض لشلة المسؤولين وهم بمعية راقصات فاتنات وشبه عاريات في حفل ماجن ينثرون فيه فلوس العراقيين على رؤوس الراقصات بشكل لا يثير نقمة المواطنين البسطاء فقط بل يثير نقمة أشد الموالين للحكومة وأحزابها الاسلامية الحاكمة أيضا .
عبد الفلاح السوداني لم يسقط من الوزارة بسبب الايغال في الفساد كما تبين الاحداث ، وانما سقط ، أو اسقط واطيح به على خلفية الفلم الماجن الذي تعرض بالاهانة للمالكي على لسان مسؤول كبير في الوزارة ، وهو عضو في حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي أيضا ، حين يقرن هذا المسؤول المالكي بالراقصة ، ويطلق المقولة التي ستصير حديث الشارع العراقي هذه الايام موجها كلامه للراقصة ( يروحلج فدوة المالكي ) .

يروحلج فدوة المالكي هي المقولة التي اسقطت الوزير السوداني وليس الايغال في الفساد ، والدلالة تهاون المالكي بشكل يثير العجب في محاربة الفساد والمفسدين ، حتى صار الفساد يقترن بالعراق على المستوى العالمي حيث يقبع العراق في اعلى القائمة بالنسبة للدول التي يعشعش فيها الفساد ، ومن الغرابة أن يعرض موقع راديو سوى الالكتروني تصريحين متناقضين أشد التناقض عن سياسة المالكي في شأن الفساد ، ففي أحدهما يدعو لمحاربة الفساد واعطائه الاولوية لنهوض العراق ، وهو ما يتفق عليه عامة الناس في العراق ، بل يتطلعون لليوم الذي تعود القيم النبيلة للشعب العراقي وينظر للفاسدين والمفسدين بمنظار الاحتقار والنبذ كما كان الامر في العهود الماضية قبل أن يستلم مقاليد الامور في العراق النظام البعثي الصدامي ، وفي الثاني ورد في الخبر أن السيد المالكي أعفى عن ثلاثة الاف واكرر للضرورة ثلاثة الاف حالة فساد في الدوائر الحكومية ومن بينهم طبعا مسؤولين كبار في الحكومة والادارات المختلفة مما يعرض كل محاولات المالكي لمحاربة الفساد الى هباء ، فكيف يدعوا لمحاربة الفساد وهو يمعن في اعفاء المفسدين ، ألا يعني ذلك انه يشجع بشكل أو بأخر الفساد والمفسدين؟

ليت الخبرالذي نشر في موقع راديو سوى الالكتروني حول اعفاء المفسدين من قبل المالكي يكون كاذبا ، لان الصدقية به وهي كذلك بدون أدنى شك ، تنزع عن المالكي حاليا وفي المستقبل الجدية في محاربة الفساد وتغلف كل محاولاته بمحاربة الفساد في نظر المواطنين بحالة من التهاون والضبابية ، وفي ظروف العراق الحالية لا يختلف كثيرا تبعات ومؤثرات وسلبيات الارهاب على الشعب العراقي عن مثلها عند تفاقم وبقاء الفساد ، فالفساد هو كالاخطبوط ينخر بالجسد العراقي ويستنزف ثروات البلاد ، ففي تصريح ورد لوزير التخطيط قبل ايام حيث يخمن ما نسبته ، اربعة اخماس ميزانية الدولة تذهب للصرفيات ، ولغة الصرفيات تعني استنزاف جزء كبير من الثروات عبر السرقة والرواتب الوهمية والرشوة باشكالها العديدة وغيرها الكثير ، مما يعني ان ربع ، أو نصف مقدرات العراق المالية تستزف هباءا في وقت يعيش ربع العراقيين أو أكثر تحت خط الفقر ، أو في وقت يحتاج العراق لقدراته المالية في النهوض بالبنى التحتية في مختلف المجالات التي باتت تتخلف بعقود عن مثيلاتها في البلدان المجاورة .

مشكلة البلاد ، انها تبتلى دائما بالقادة من الطراز ذاته ، فكما كان صدام لا يتهاون بقطع راس كل من يتجرأ على النيل منه بسوء ، وكان يعاقب الناس بجريرة أحلامهم ، فها هو المالكي قائدنا الجديد يتغاضى ويصرف النظر عن عشرات حالات الفساد، أبطالها كالعادة مسؤولين كبار في الدولة والحكومة في حين يغمز السنارة لقطف رقبة عبد الفلاح السوداني لان بعض من مساعدي السوداني تجرأو على اهانة المالكي ، بالرغم من أن كل الفاسدين يقدمون على اهانة الشعب العراقي ويقدمون بشكل خاص على اهانة المالكي بطريقة أو اخرى ، لكن الغضاضة في الامر كيف يتم التوثيق في كل حالات الاهانة ، فالامر في هذه الحالة يحتاج أن يتفرغ الوف الناس للعمل جواسيس لتصوير شطحات وموبقات السادة المسؤولين في الدولة العراقية .

خلاصة الامر في شطحات السوداني ومساعديه انهم ينتمون للاحزاب الدينية التي تدعوا لنشر الفضيلة زورا في المجتمع ويحاربون الحريات الشخصية للمواطنين ، وخصوصا أماكن التسلية والترفيه ، فهم محقين تماما ، فما حاجتهم لاماكن الترفيه ، طالما تتوفر لهم القدرات المالية والمعنوية لفتح أماكن خاصة للترفيه في حضرة أجمل النساء غنجا واثارة ؟
وخلاصة الامر أيضا ، أن الفلم الماجن ( يروحلج فدوة المالكي ) القى بظلاله على نفاق مدعي الدين السياسي وتخبطهم بين ضرورات حياتهم الشخصية والعامة ، وكشف في الوقت ذاته أمام الناس زيف شعارت الاحزاب الدينية حول الاخلاق وقيمها وحول النزاهة وعفتها .

ملحقات :

http://www.youtube.com/watch?v=zwsiJadSp2Q&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=ZNmL5iG2ga8
http://radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1911698&cid=24
http://radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1911452&cid=24

ثامر قلو









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا