الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية

فاطمه قاسم

2009 / 6 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اثنان وأربعون عاما مرت على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 حدثت خلالها أحداث كبيرة،تبدلت شخصيات ووجوه ,واختفت فيها أصوات وظهرت أخرى ,وذهب الأبطال والشهود من عبد الناصر إلى حافظ الأسد إلى الملك حسين والملك فيصل والحسن الثاني وهواري بو مدين والحبيب بورقيبة والسنوسي ,وملوك ورؤساء وأمراء آخرون ,ذهبوا بعد أن اقر بان الشعب الفلسطيني قد دفع الثمن ,وأدى بعضهم بشهادته ,حتى ذلك الرجل الذي فجر ثورة الفلسطينيين الزعيم الشهيد ياسر عرفات والذي فاجأته الهزيمة وهو بلا وطن , وحمل على عاتقه رفض الهزيمة التي لم يكن مشاركا فيها وسرعان ما صنع نقيضها في معركة الكرامة انبثاقا من معجزه المقاومة ,حتى هو نفسه ذهب هو الأخر ,ولم يبقى من هزيمة حزيران , سوى جرحها الحزين ,وتداعياتها التي تتشكل منها أقدار الفلسطينيين , وأفعالهم , وطموحاتهم ,وانكساراتهم حتى يومنا هذا .



لو سألنا أنفسنا ماذا فعلنا لننهي أثار الهزيمة،
لقد تأكد لنا انه مهما نكن على حق ,فان الحق الأكبر فوق كل الحقوق أن نكون موحدين , لان الاتحاد قوة وانه بدون قوه ,بدون صناعه القوه ,وبناء القوه وثقافة القوه ,فان الحق لا يعدوا أن يكون مجرد حديث إلى النفس ليس إلا , له في الوجدان ضوء قوي ,ولكن ليس له في ساحات السياسة التي هي ساحات المصالح المتصارعة أي نصيب .

كما وأننا طوال الأربعة عقود ونيف أدركنا :

أن هناك شيء خالد أدركه الأنبياء والفلاسفة والقادة التاريخيون منذ أقدم العصور ,وهو أن القوه عامل متغير في المكان والزمان، وحين يكون العامل قوة المتغيرات، فإن مفاهيم الحرب والسلام تتغير تبعاً لذلك! والمهم أن نكون جزءاً من الذين يصنعون كفتي عامل القوة، أو مؤثرين بها، وأن نكون موجودين فعلاً بكامل الجاهزية، حين يأتي وقت التغيير ويقف أمامنا، نواجهه ونحن قادرين على المسير لطمس أثار وأحزان الهزيمة.
ووجدنا أنفسنا بأننا أدركنا:
أن هناك شيء أقوى من حسابات الراهن، وأبعد مدى من حدود اللحظة، وأصدق من أوهام المنتصرين وعجز المهزومين، وذلك الشيء النبيل العظيم اسمه الإرادة، الإرادة التي تصنع القيامة، الإرادة التي تحدث الممكن في زمن المستحيل ، ولولا الإرادة، وعمقها في القلب والعقل والإيمان والثقافة، لما تقدم الفلسطينيون الذين بلا وطن وبلا هوية الصفوف، ورفضوا الهزيمة، وصنعوا نقيضها الذي هو انتصار معركة الكرامة، حتى أنه في لحظة السلم الكامل، بينما كان "موشيه ديان" أسطورة إسرائيل، ينتظر في مكتبه أن يقرع جرس الهاتف ليسمع على الطرف الآخر العرب يقولون نقبل بدون قيد أو شرط، لكنه سمع فعلا، من يقول له، جثث جنودك في أرض الكرامة متروكين ، كيف يمكن إخلاؤها؟

وقد أحدثت إرادة الفلسطيني المقهور بأنها :
ألهمت عبد الناصر فكرة حرب الاستنزاف وصولاً إلى انتصار عام 1973 في حرب تشرين المجيدة، وقالت للفلسطينيين لا وقت للانتظار فأنتم القضية وأنتم التحدي وأنتم الفعل وردة الفعل، وقالت للأمة بأكملها إن وحدة الجرح قيمة كبيرة، فلا تجعلوها تضيع في متاهات الوهم والسجالات الصغيرة ، لأن الفرقة هي القاعدة الموضوعية للهزيمة.



دلالات وعبر كثيرة أكدتها الهزيمة:

بعضها نجحنا فيه عربياً، وبعضها لم ندركه فادركتنا الهزيمة تلو الهزيمة ، عندما لم نقرأ بشكل صادق وأمين معادلات الدول الكبرى، وحين لم نحدد لنا موقعاً وموقفاً في تطلبات النظام الدولي، وحين صدّقنا أن الضعيف يمكن أن يقبله أي طرفاً حليفاً في لعبة الأقوياء.

اثنان وأربعون عاما مرت على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، أثارها قاسية، وذكرياتها لا تزال أليمة، وتداعياتها ما تزال تقلب المعايير، تصوروا مثلاً أن الشعب الفلسطيني أصبح متواصلاً بفعل الهزيمة، والكيانية الفلسطينية ولدت موضوعياً من رحم الهزيمة، ولكن الاثنا و الأربعون سنة كلها لم تكن كافية للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، لا الحل الممكن على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، ولا الحل على القاعدة التي أنشأت إسرائيل نفسها وهو قرار التقسيم.

اثنان وأربعون عاما،
ومازال البعض في هذه المنطقة يتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها مجرد قميص عثمان، تصلح لتكون ورقة للمزايدة، وغطاء للطموحات الإقليمية، ولكن ليس أي شيء آخر.


اثنان وأربعون عاما مر على الهزيمة:

ومازال العنوان الفلسطيني هو الضحية، والمخيم الفلسطيني هو ورقة البيع، من مخيم البلديات في قلب بغداد، إلى مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ومن مخيمات الكارثة إلى مخيمات العواصم الجائرة، يسلم البعض بالهزيمة لأعدائهم ولا يجدون سوى وهم الانتصار على الفلسطيني، وحده الفلسطيني هو القضية والضحية.
فهل يدرك الفلسطينيون أنهم على أبواب نكبة جديدة، أو على أبواب هزيمة جديدة، وهل يدرك الفلسطينيون أنهم يحتاجون إلى القوة إلى جانب إيمانهم بحقهم العادل،
وأخيرا:
هل يدرك الفلسطينيون أن هذه القوة لن تتحقق بفرقتهم ،وشطر وطنهم وقضيتهم ، فان الحق الأكبر أن نكون موحدين ، لان الاتحاد قوة ،وبالقوة نؤكد الحقوق والثوابت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد