الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية قطار الحضارة السريع ...؟

مصطفى حقي

2009 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لنفرض اننا كنا في أوج الحضارة العالمية وأسماها ولكن في زمن كان ومضى وكان فعل ماضٍ ... وناقصٍ .. وماذا ينفع الماضي الناقص في الحاضر التام والمستقبل الواعد الذي يتقدم نحو الكمال في كل ثانية على يد رواد قطار العلمانية السريع .. ونحن نقف خارج المحطات نمضي أيامنا سجوداً وركوعاً لخالق ملّ توكلنا الخمولي الاستجدائي وتكفيرنا لبعضنا البعض بل وإحلال الدماء بين المتنافسين المسلمين وكلا من القتلة من الطرفين يسمونه شهيداً ليغضب الله ويرحل عنا إلى آخرين يعبدون العمل الخلاّق من أجل إسعاد بني جنسهم والتقدم في كل مجالات الحياة .. لقد تولى أولياء الله من البشر أمورنا كرعاة كل يقود رعيته من حيوانات مطيعة وغير متذمرة أو متأففة من لسعات عصا الراعي وسيل شتائمه وتهديداته .. تحت أنظمة حكم شمولية ظالمة تعود إلى الماضي بحبوٍ بليد مغلف بجهل مكثف .... لماذا نكره العدالة وننبذ المساواة ونتمسك بقدسية الطبقية طبقة الذين يحكمون ( قرشيين حتماً) ثم طبقة العرب غير القرشية ، ثم طبقة الموالي المسلمين من غير العرب ورابعاً طبقة أهل الذمة وأخيراً طبقة العبيد وعلى خط عدالة إسلامية كانت منسجمة والزمن المنصرم .. حيث ينعم أفراد الطبقة الأولى بكل حقوق ونعم المواطنة ثم تليهم الطبقة الثانية ويتمتعون أيضاً بالنعم ولكن دون تولي الخلافة والطبقة الثالثة تبقى بدرجة ثالثة ولا ترقى بحقوقها فوق الطبقة الثانية ولكنها أفضل من الطبقة الرابعة والذين قزموا وأهينوا في الوصية العمرية مع أنهم يدفعون الجزية وهم أبناء البلد الأصليون جعلهم الغزو الحضاري في أدنى درجات المواطنة وفوق العبيد بقليل ... وأما العبيد والإماء معدومي الحقوق، الحضارة الإسلامية لم تحررهم بل حثّت على عتقهم وكانت بورصة أسواق العبيد والجواري في ازدهار ونمو فالمسلم الحر كان يمكنه أن يتمتع بالإماء بلا حساب ووفق قدرته المادية بالإضافة إلى زوجاته الأربع الحلال ولم يحررهم الإسلام حتى تاريخه بل الكفرة هم الذين حرروهم وأعادوا لهم إنسانيتهم .. هذا في قطار ركب حضارة الأجداد المتقهقر إلى الوراء دائماً والتي نفخر بها ونتسلح بمأثرها لمحاربة العالم كله بتطرف يقلب دين المحبة إلى نقمة وعداء للآخر .. وإما في الإبداع فمركزنا العالمي دون الصفر والحمدلله ...؟
ان ركب العلمانية الإنساني وخارج نقمة التطرف يدعو إلى احترام الإنسان وحريته في إبداء الرأي المسالم والمحب والعيش على قدم المساواة في البلد الواحد مع احتفاظ كل مواطن بمعتقداته الروحانية أو العرقية وباحترام الجميع ولكن خارج ركب السياسة عبر قطار العلمانية الإنساني المسالم .. ؟
وبختام هذا المقال أطرح بعض تساؤلات السيد . قاسم حسين صالح من مقاله المنشور في الحوار 3-6-009..
:واذا كان " الله " واحدا" ، فلماذا كوّنت الاديان صورا" ذهنية مختلفة عنه ، مع انها من عنده بحسب اتفاقها ؟.
لماذا يركّز دين معين على صفات : القوة ، والجبروت ، والبطش ... فيما يؤكد دين آخر على صفات : المحبة ، والرعاية ، والتسامح ... ويوازن دين ثالث بين هذين النوعين من الصفات في الله – وما علاقة الدين بالثقافة ؟ هل هو الذي أنتجها أم هي التي أنتجته وصنعت التطرف فيه ؟. وهل يختلف دين عن دين آخر بنوعية الثقافة التي يشيعها ؟ وقل الشيء نفسه بخصوص الإلحاد والأيديولوجيات العلمانية .
ان النوع يخلق ضده النوعي ، فالتفكير الخرافي خلق التفكير العلمي ، والدين خلق الإلحاد ( قبل نشوء الدين لم يكن هنالك الحاد ) . واذا كان التطرفان الديني والإلحادي ضدين نوعيين ، فإلى مـ سيفضيان ؟ هل ستبقى صناعة الموت ازليه ، مادام المؤمنون وغير المؤمنين يجدون فيها الوسيلة الوحيدة للبقاء ؟.(انتهى)
فركب العلمانية الديمقراطية الإنساني وغير المتطرف هو مركب حضاري واعد لمستقبل إنسان هذا العصر ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع


.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية




.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah