الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزاهة وطهارة اليد من نوري السعيد وعبد الكريم قاسم الى وزراء آخر زمان

عبد الجبار منديل

2009 / 6 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



عندما كنا طلابا في الثانوية في الخمسينات ابان الحكم الملكي كانت التهمة الوحيدة التي كنا ندين بها نوري السعيد باعتباره القطب الأوحد في النظام الملكي هي انه عميل انكليزي وانه معتمد الأمبرطورية البريطانية في الشرق الأوسط ( الأن بعض الحكام العرب في الخليج وفي غير الخليج يتباهون بميولهم الأنكليزية ) ولكن لا اتذكر ان كائنا من كان اتهمه بالسرقة او الفساد . ولم يكن هو في الحقيقة كذلك لذلك لم يكن ذلك الموضوع مدار حديث مطلقا .
في نهاية الأربعينات انتقل نوري السعيد من بيته القديم قرب مزرعة الخس الكائن في مكان غير بعيد عن اكاديمية الفنون الجميلة الحالية ، بسبب انه مل من الزيارات الليلية للسكارى والمتشردين لتلك المزرعة وما يحدثونه من ضجيج في اخر الليل . كان منزله الجديد في كرادة مريم قرب فندق ميليا المنصور حاليا . وقد اتهمه المعارضة في حينه بانه استفاد من اموال الدولة في بناء البيت من دون ان تكون لديهم وثائق عن ذلك . ولكن صديقه المليونير اللبناني اميل البستاني صرح بانه ساعده في اكمال البيت بعد ان وجده في حالة عسر شديد . وبعد ان قتل صبيحة 15 تموز اي بعد يوم واحد من ثورة 14 تموز لم يكتشفوا انه يملك اية ثروة خاصة .
اما عبد الكريم قاسم فموضوع النزاهة وطهارة اليد لديه اشبه بالخرافة . قائد ثورة ورئيس وزراء العراق ، الدولة النفطية الغنية (انذاك) يعيش في مشتمل صغير استأجره من الأوقاف في الكرادة الشرقية بجوار بيت اخته ( وكأنه موظف بسيط ) . يمضي النهار في الإجتماعات والجولات وبعد منتصف النهار يأتيه الغداء من بيت اخته في ( سفر طاس ) والسفرطاس كما هو معروف لدى العراقيين هو عبارة عن ثلاث صحاف من الفافون ( القصدير ) فوق بعضها ينقل فيه الطعام الى اصحاب المهن في محلاتهم عند تعذر زيارتهم لأهلهم لتناول الغداء ويحتوي وجبة عراقية تقليدية من الرز والمرق والسلطة . واحيانا يقوم الطباخ العريف جاسم الذي رافقه منذ ان كان امر فوج في المنصورية بطبخ بعض الوجبات في مقره في وزارة الدفاع .
عندما حدث انقلاب 8 شباط كان البعثيون يمنون النفس بفضيحة مالية كبرى لعبد الكريم قاسم تخفض من شعبيته ، لذلك ذهبوا الى مصرف الرافدين لنبش الدفاتر والحسابات بحثا عن ( ثروة ) عبد الكريم ولكنهم لم يجدوا سوى ( 241 ) فلسا هي بقية من راتبه لذلك الشهر .
هؤلاء هم كانوا حكام العراق ، هل يمكن مقارنتهم مع دهاقنة المال وحيتان الفساد والمافيا من وزراء اخر زمان ولصوص المال العام وسارقي قوت الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبد الكريم قاسم ونوري السعيد
سعد السعيدي ( 2009 / 6 / 7 - 15:53 )
استاذ عبد الجبار منديل

لا اوافقك الرأي بوضع عبد الكريم قاسم ونوري السعيد بنفس خانة نزاهة اليد. فنزاهة اليد تأتي من نزاهة الخلق ونزاهة التصرف السياسي. حسب علمي فان عبد الكريم قاسم لم يعدم الناس في الشوارع ولم يتركها تكابد البرد والحرمان في بيوت من الصفيح ولم يكبل البلد باحلاف جائرة ولم يضع نفسه وبلده في خدمة بلدان امبريالية عظمى ولم يستنكف من تطوير البلد وتوفير الخدمات لابنائه او يقف عائقآ امام تقدم البلد حضاريآ...... والامثلة تطول. واخيرآ لم يهرب جبنآ من امام من اراد به شرآ

مع التحيات

اخر الافلام

.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي


.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام 




.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في




.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال