الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش العراقي الباسل وجيش محمود العاكول

رديف شاكر الداغستاني

2009 / 6 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


رغم ما تعرض له الجيش العراقي الباسل والشرطة الوطنية من تداخلات لتحقيق أهداف خاصة لرأس النظام السابق, إلا انه بقي رمزا للوطن والدفاع عنه وحفظ الأمن العام ضمن سياقات عسكرية مهنية انضباطية وطنية وتدخل ضمن هذا السياق الشرطة الوطنية فلم يكونوا يوما ملكا لأحد مهما تعرضوا إلى فرض مواقف غير مرغوبة وعبر أربعين عام من حروب ونكبات تعاقبت الأجيال في الخدمة في صفوفه فكان مصنع الرجال دون الأجهزة الخاصة التي صنعت شيء آخر ... إن إلغاء وتسريح تلك القوات إحدى أهداف قوات الاحتلال الخادمة للصهيونية ليس بمعنى إن النظام كان يهيئ لتحرير فلسطين بل بمعنى إن هذه القوات الوطنية جاهزة في أي ظرف للقيام بواجبها الوطني القومي ,التحرري لذلك كان قرار حله وتسريحه ؟؟؟.ومن المؤسف القول بان قياداتها الرأسية غير كفوءة وغير عسكرية أساسا فرضت عليه فرضا وبإسقاط النظام من قبل قوات الاحتلال كان لا بد أن يكون هناك موقف من الجيش والشرطة ذو العدة والإعداد الجيد والخبرة والمطاولة القتالية ناتج تجربة حروب زج بها فكان في خندق الدفاع عن الوطن .. هذا الجيش الذي أعده النظام السابق ليحقق أهدافه تخلفت عنه القيادات المفروضة عليه.. حيث هربت تلك القيادات وخافت واستسلمت أخرى ... لماذا أصر برايمر رغم ما حصل من إلغاء هذا الجيش ... الم يكن كافيا لان تتغير القيادات المعنية بالإسقاط إلا إن واقع الحال لم يستهدفوا تلك الحفنة المارقة المهزومة أصلا من الداخل .. بل المستهدف الجيش والشرطة الوطنية يعني العراق كله نعم العراق كله , فلا يمكن لبلد أن يكون دون سياج يحميه وقوات تحفظ أمنه الداخلي من العابثين .... بعد ستة سنوات من الاحتلال لم يتمكنوا الحكام الجدد أن يؤسسوا جيشا بمعناه الحقيقي يعتبر قوات شرطة أو مليشيات لا تتحكم بهم الروح العسكرية الوطنية لان أساس تكوينها مليشيات طائفية فمن أين يأتينا الأمان والاطمئنان الذي يحتاجه الوطن فبالإضافة إلى الطائفية التي تتحكم فيه برز عامل آخر يبعده عن أهدافه الوطنية إلا وهو عامل الدفاع عن مصالح الحاكمين في صراعهم مع بعضهم البعض في كل الاتجاهات والمناسبات ... فهي قوات غير منضبطة فلم تتحلى بالقيافة العسكرية واللياقة البدنية ولا الخبرة العسكرية سلاحا وتعبويا تسوده الانحرافات والفساد والرشوة وقيامه بأعمال ترهب المواطن وتستفزه ماديا وتستفزهم أخلاقيا فلم تكن فوق هذا وذاك تحت قيادة واحدة بل قيادات متعددة الرؤوس تصدر القرارات والأوامر , من المسئول والمربي لهذه المجاميع وتلك الأخرى ولرئيس الوزراء قوة خاصة تنفذ له أوامره التي تحفظ له سطوته وتنتصر لحزبه هكذا جيش يسمى جيش مليشيات لهذا السبب كل ما يطرحونه من مصالحة مقبول من زاوية أزلام النظام السابق الا عودة الجيش العراقي والشرطة الوطنية السابقة ودون قياداتها لم يكن مقبولا أبدا لماذا ؟ انه مطلب صهيوني إيراني خليجي وهذا ما يتعارض مع مصالح الشعب والوطن والأمة .. إن عدم إعادة تلك القوات يبقى العراق ضعيفا هزيلا فاقد لأي اعتبار لدى دول العالم خاصة دول الجوار الطامعة به أصلا .. إن الوطن فوق الجميع فصيانته من التمزق الموقف الوطني بعودة الجيش السابق بتشكيلاته الأساسية وان يكن بعدد اقل من السابق يكون يشكل إحدى الضمانات الفاعلة لعراق بعيد عن الطائفية والقومية الشيفونية والفيدرالية المجزئة للوطن والشعب .. أما جيش حله بدون استثناء وإلحاق من كان عسكريا بالجيش الأساسي ... إن عودته هي المصالحة الحقيقية مع الوطنية وليس مع غيره .. وهذه هي الحقيقة يدركها حكام اليوم لذا لا يسعون لها بل على العكس من ذلك .. منذ الاحتلال وضباط الجيش البواسل السابق يتعرضون إلى عملية تصفية عبر الاغتيالات تقوم بها مليشيات الأحزاب الدينية ومليشيات ومخابرات إيرانية وفق قوائم وبالأسماء خاصة ضباط القوة الجوية الطيارين منهم والقادة الميدانيين الذين لهم انجاز الدفاع عن الوطن فما كان من المقتدر إلا الهروب خارج الوطن مع عائلاتهم والآن تجري في مناطق بغداد الجديدة وما حولها حملة اغتيالات لضباط من الجيش السابق لماذا ؟
الأسباب والأهداف معروفة وسوف لم تكن هذه الحملات الأخيرة إضافة إلى اتخاذ قرارات إبطال مفعول العمل باعتبار الذين استشهدوا زمن الحرب الإيرانية العراقية شهداء وهذا يعني إيقاف بعض المنح المالية الشحيحة لعائلة الشهيد , سألنا احد معوقي الحرب الذي فقد إحدى أطرافه السفلى ويعاني من أزمة سوء الطرف القديم ولم يجد بديلا عنه سألناه لماذا لا تبحث عن طرف جديد يصنع في إيران مثلا ؟ قال نعم ذهبت إلى هناك لأجد ضالتي ولما علموا بان العوق سبب الحرب قالوا لي جئت من البصرة تبحث عن طرف جراء مقاتلتنا اذهب عنا ولا تذكر ذلك لغيرنا قد يقطع لك الطرف الآخر وتعود دون أطراف فأخذني الهلع والخوف الجدي وعدت أدراجي بسرعة لان ما سمعته بإيران سمعته بالعراق حين كنت أراجع حول غبن الحق في راتبي التقاعدي حيث اخبرني الموظف المسئول أنت معوق حرب بعدك عايش وتطالب بتعديل راتب ألا يكفيكم بأننا ندفع لكم رواتب لحد الآن هكذا هو الحقد والكراهية التي سببتها الحرب وطغت روح الانتقام والثار لإيران الصفوية والشيعة الصفوية بالعراق التي تتحكم بتلابيب الأمور وتدفع دفعا باتجاه إذكاء روح الطائفية والصراع المخترع عبر مئات السنين فلكل فعل رد فعل والصانع يصبح أستاذا ونصف هذا ما خلفه شعبان بقلب رمضان وأخيرا لا يصح إلا الصحيح ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟