الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسرّب الأخطاء العلمية في الطب اليوناني القديم الى النصوص القرآنية والأحاديث

مستخدم العقل

2009 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقول الآيات 5 الى 7 من سورة الطارق (فلينظر الإنسان ممّ خلق * خلق من ماءٍ دافق * يخرج من بين الصلب والترائب) ، وقد جاء في تفسير ابن كثير للآية الأخيرة مايلي (((يَعْنِي الْمَنِيّ يَخْرُج دَفْقًا مِنْ الرَّجُل وَمِنْ الْمَرْأَة فَيَتَوَلَّد مِنْهُمَا الْوَلَد بِإِذْنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ))) ، وقد جاء أيضاً في تفسير الجلالين لنفس الآية (((خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق " هَذَا جَوَاب قَوْله مِمَّ خُلِقَ ؟ خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق أَيْ ذِي اِنْدِفَاق مِنْ الرَّجُل وَالْمَرْأَة فِي رَحِمهَا))). انتهى


وكذلك تفسير القرطبي لنفس الآية (((وَهُوَ جَوَاب الِاسْتِفْهَام " مِنْ مَاء دَافِق " أَيْ مِنْ الْمَنِيّ . وَالدَّفْق : صَبّ الْمَاء , دَفَقْت الْمَاء أَدْفُقُهُ دَفْقًا : صَبَبْته , فَهُوَ مَاء دَافِق , أَيْ مَدْفُوق , كَمَا قَالُوا : سِرٌّ كَاتِمٌ : أَيْ مَكْتُوم ; لِأَنَّهُ مِنْ قَوْلِك : دُفِقَ الْمَاء , عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِله . وَلَا يُقَال : دَفَقَ الْمَاء . وَيُقَال : دَفَقَ اللَّه رُوحَهُ : إِذَا دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ . قَالَ الْفَرَّاء وَالْأَخْفَش : " مِنْ مَاء دَافِق " أَيْ مَصْبُوب فِي الرَّحِم , الزَّجَّاج : مِنْ مَاء ذِي اِنْدِفَاق . يُقَال : دَارِع وَفَارِس وَنَابِل أَيْ ذُو فَرَس , وَدِرْع , وَنَبْل . وَهَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهِ . فَالدَّافِق هُوَ الْمُنْدَفِق بِشِدَّةِ قُوَّته . وَأَرَادَ مَاءَيْنِ : مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة ; لِأَنَّ الْإِنْسَان مَخْلُوق مِنْهُمَا , لَكِنْ جَعَلَهُمَا مَاء وَاحِدًا لِامْتِزَاجِهِمَا))). انتهى

أما تفسير ابن كثير للآية 7 من سورة الطارق فهو (((يَعْنِي صُلْب الرَّجُل وَتَرَائِب الْمَرْأَة وَهُوَ صَدْرُهَا . وَقَالَ شَبِيب بْن بِشْر عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب" صُلْب الرَّجُل وَتَرَائِب الْمَرْأَة أَصْفَر رَقِيق لَا يَكُون الْوَلَد إِلَّا مِنْهُمَا وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة عَنْ مِسْعَر سَمِعْت الْحَكَم ذَكَرَ عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب" قَالَ هَذِهِ التَّرَائِب وَوَضَعَ يَده عَلَى صَدْره . وَقَالَ الضَّحَّاك وَعَطِيَّة عَنْ اِبْن عَبَّاس تَرِيبَة الْمَرْأَة مَوْضِع الْقِلَادَة وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر . قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس التَّرَائِب بَيْن ثَدْيَيْهَا))). انتهى


تفسير الجلالين لنفس الآية (((يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب " لِلرَّجُلِ " وَالتَّرَائِب " لِلْمَرْأَةِ وَهِيَ عِظَام الصَّدْر))). انتهى


تفسير الطبري لنفس الآية أيضاً (((وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى التَّرَائِب وَمَوْضِعهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ صَدْر الْمَرْأَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 28586 - حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَسْوَد الطُّفَاوِيّ , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن رَبِيعَة , عَنْ سَلَمَة بْن سَابُور , عَنْ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة . 28587 -حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : مِنْ بَيْن ثَدْي الْمَرْأَة . 28588 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سُئِلَ عِكْرِمَة عَنْ التَّرَائِب , فَقَالَ : هَذِهِ , وَوَضَعَ يَده عَلَى صَدْره بَيْن ثَدْيَيْهِ . 28589- حَدَّثَنِي اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنِي سَلْم بْن قُتَيْبَة , قَالَ : ثَنِي عَبْد اللَّه بْن النُّعْمَان الْحُدَانِيّ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَة يَقُول : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : صُلْب الرَّجُل , وَتَرَائِب الْمَرْأَة . 28590 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ شَرِيك , عَنْ عَطَاء , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر . 28591 - قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ مِسْعَر , عَنْ الْحَكَم , عَنْ أَبِي عِيَاض , قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر . 28592- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر , وَهَذَا الصُّلْب , وَأَشَارَ إِلَى ظَهْره . وَقَالَ آخَرُونَ : التَّرَائِب : مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28593 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ ثُوَيْر , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { التَّرَائِب } مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر))). انتهى


تفسير القرطبي لنفس الآية (((مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ أَيْ الظَّهْر . وَفِيهِ لُغَات أَرْبَع : صُلْب , وَصَلْب - وَقُرِئَ بِهِمَا - وَصَلَب ( بِفَتْحِ اللَّام ) , وَصَالَب ( عَلَى وَزْن قَالَب ) وَمِنْهُ قَوْل الْعَبَّاس : تَنَقَّل مِنْ صَالَب إِلَى رَحِم وَالتَّرَائِبِ أَيْ الصَّدْر , الْوَاحِدَة : تَرِيبَة وَهِيَ مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ الصَّدْر))). انتهى

بالطبع فإن الآيات الثلاثة عاليه واضحة المعنى تماماً ولكن للتأكد دعنا نراجع تعريف كلمة "صلب" كما ورد في لسان العرب (((الصُّلْبُ والصُّلَّبُ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب، والجمع: أَصْلُب وأَصْلاب وصِلَبَةٌ؛ والصُّلْب من الظَّهْر، وكُلُّ شيء من الظَّهْر فيه فَقَارٌ فذلك الصُّلْب))). انتهى

وكذلك تعريف كلمة "ترائب" كما ورد في لسان العرب (((التَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، وقيل هو ما بين التَّرْقُوة إلى الثَّنْدُوةِ؛ وقيل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ وقيل: ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛ وقيل: ما بين الثديين والترقوتين))). انتهى


قد يقول قائل إن تفسيرات المفسّرين ليست حجة على القرآن وبالطبع فأنا أوافقه تماما، ولكن ماذا كان مفهوم الرسول لعملية الخلق (أي كيفية الحمل)؟ الأحاديث النبوية التالية تؤكّد لنا أن مفهوم الرسول لعملية الخلق لم يختلف إطلاقا عمّا نفهمه من سياق الآيات أو من تفسيرات المفسّرين.

الحديث الأول هو الحديث رقم 3645 من صحيح البخاري (((أن ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏بلغه مقدم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏المدينة ‏ ‏فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول ‏ ‏أشراط الساعة ‏ ‏وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني به ‏ ‏جبريل ‏ ‏آنفا قال ‏ ‏ابن سلام ‏ ‏ذاك عدو ‏ ‏اليهود ‏ ‏من الملائكة قال ‏ ‏أما أول ‏ ‏أشراط الساعة ‏ ‏فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال يا رسول الله إن ‏ ‏اليهود ‏ ‏قوم ‏ ‏بهت ‏ ‏فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت ‏ ‏اليهود ‏ ‏فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي رجل ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أرأيتم إن أسلم ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏قالوا أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم ‏ ‏عبد الله ‏ ‏فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا ‏ ‏رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا كنت أخاف يا رسول الله ))). انتهى الحديث


الحديث الثاني هو الحديث رقم 4120 من صحيح البخاري أيضا (((حدثنا ‏ ‏عبد الله بن منير ‏ ‏سمع ‏ ‏عبد الله بن بكر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حميد ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏قال ‏ سمع ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏بقدوم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو في أرض يخترف فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما أول ‏ ‏أشراط الساعة ‏ ‏وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال ‏ ‏أخبرني بهن ‏ ‏جبريل ‏ ‏آنفا قال ‏ ‏جبريل ‏ ‏قال نعم قال ذاك عدو ‏ ‏اليهود ‏ ‏من الملائكة فقرأ هذه الآية "من كان عدوا ‏ ‏لجبريل ‏ ‏فإنه نزله على قلبك بإذن الله" ، أما أول ‏ ‏أشراط الساعة ‏ ‏فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله يا رسول الله إن ‏ ‏اليهود ‏ ‏قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني فجاءت ‏ ‏اليهود ‏ ‏فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي رجل ‏ ‏عبد الله ‏ ‏فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا قال أرأيتم إن أسلم ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏فقالوا أعاذه الله من ذلك فخرج ‏ ‏عبد الله ‏ ‏فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا ‏ ‏رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله))). انتهى الحديث

الحديث الثالث هو الحديث رقم 2384 من مسند أحمد (((حدثنا ‏ ‏هاشم بن القاسم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الحميد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شهر ‏ ‏قال ‏ ‏ابن عباس ‏حضرت عصابة من ‏ ‏اليهود ‏ ‏نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما فقالوا يا ‏ ‏أبا القاسم ‏ ‏حدثنا عن ‏ ‏خلال ‏ ‏نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي قال سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا لي ‏ ‏ذمة ‏ ‏الله وما أخذ ‏ ‏يعقوب ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏على بنيه لئن حدثتكم شيئا فعرفتموه ‏ ‏لتتابعني على الإسلام قالوا فذلك لك قال فسلوني عما شئتم قالوا أخبرنا عن أربع ‏ ‏خلال ‏ ‏نسألك عنهن أخبرنا أي الطعام حرم ‏ ‏إسرائيل ‏ ‏على نفسه من قبل أن تنزل التوراة وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل كيف يكون الذكر منه وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ومن ‏ ‏وليه ‏ ‏من الملائكة قال فعليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم ‏ ‏لتتابعني قال فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على ‏ ‏موسى ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هل تعلمون أن ‏ ‏إسرائيل يعقوب ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله ‏ ‏نذرا ‏ ‏لئن شفاه الله تعالى من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه وكان أحب الطعام إليه ‏ ‏لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد عليهم ‏ ‏فأنشدكم ‏ ‏بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على ‏ ‏موسى ‏ ‏هل تعلمون أن ‏ ‏ماء ‏ ‏الرجل أبيض غليظ وأن ‏ ‏ ماء ‏ ‏ المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله إن علا ‏ ‏ماء ‏ ‏الرجل على ‏ ‏ ماء ‏ ‏ المرأة كان ذكرا بإذن الله وإن علا ‏ ‏ ماء ‏ ‏ المرأة على ‏ ‏ماء ‏ ‏الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد عليهم ‏ ‏فأنشدكم ‏ ‏بالذي أنزل التوراة على ‏ ‏موسى ‏ ‏هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد قالوا وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك قال فإن ‏ ‏وليي ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه قالوا فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك قال فما يمنعكم من أن تصدقوه قالوا إنه عدونا قال فعند ذلك قال الله عز وجل "قل من كان عدوا ‏ ‏لجبريل ‏ ‏فإنه نزله على قلبك بإذن الله ‏ ‏إلى قوله عز وجل ‏ ‏كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون" ، فعند ذلك باءوا بغضب على غضب ‏ حدثنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بكار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الحميد بن بهرام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شهر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏بنحوه))). انتهى الحديث

وهناك أيضا الأحاديث أرقام 2353 و 12502 و 11615 و 13365 من مسند أحمد وجميعها تتفق على نفس المعنى الوارد عاليه. ممّا تقدّم أرى أنه لامجال للخلاف أن كلا من القرآن و الرسول الكريم كانا لديهما مفهوم عن كيفية الخلق (أي حدوث الحمل) يختلف تماما عمّا اكتشفه العلم الحديث الآن والاختلافات بين مفهوم القرآن والرسول و بين ما نعرفه من حقائق علمية يمكن تلخيصها في النقاط الثلاث التالية:
1. الظن بأن ماء الرجل يخرج من صلبه أي ظهره
2. الظن بأن ماء المرأة يخرج من الترائب أي صدرها
3. الظن بأن الحمل يحدث حين يلتقي ماء الرجل (الذي يخرج من ظهره) مع ماء المرأة الذي يخرج من صدرها

الأخطاء الواردة عاليه كانت تعبّر عن الفكر العلمي السائد في وقت ظهور القرآن حيث أن أطباء اليونان القدامى ومنهم جالين وأرسطوطاليس قد وقعوا جميعاً في نفس الخطأ وظنوا أن الحمل يحدث حين يلتقي ماء الرجل الذي يخرج من ظهره مع ماء المرأة الذي يخرج من صدرها وأن جنس الجنين يتحدّد بكمية الماء الذي يخرج من الاب والأم ، وهاهو مقال منقول من موقع جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وقد تم نشره من قبل في إحدى المجلات العلمية:

American Journal of Philology
Vol. 43, No. 1 (1922), pp62 70

Democritus of Abdera opposed Empedocles view, and said that sex depended on the parent whose semen it was that predominated (G. A. 764A 6 24). He maintained that the parts which are common to both sexes are engendered indifferently by one or the other, but the peculiar parts by the sex that is more prevalent (Plut. Mor. 905F). Hippon said that the compact and strong sperm produced one sex and the more fluid and weaker the other,and that if the spermatic faculty be more effectual the male is generated; if the nutritive element predominates, the female is generated12 (Plut. Mor. 905F). Hippocrates speaks in somewhat similar vein. He holds that there is both male and female semen, and that when females are born the stronger element is overpowered by the abundance of weaker, and vice versa, that the birth of males is due to the overpowering of the weaker element (Opera Hippocratis, Kuehn, 1.377 78).13 The condition of the menses may also prove a factor, according to Hippocrates (op. cit. 1.476).


كذلك فقد ورد في موسوعة ويكيبيديا (الإنجليزية بالطبع) مايلي:

The most prominent of the ancient Greek thinkers who wrote on medicine were Hippocrates, Aristotle, and Galen. Hippocrates and Galen, in contrast with Aristotle, wrote that the contribution of females to children is equal to that of males, and the vehicle for it is a substance similar to the semen of males

ممّا ورد عاليه نجد أن الخطأ الوارد بالآيات والأحاديث النبوية كان شائعا بين معظم أطباء ومفكري العصور الوسطى وذلك كنتيجة للخطأ الذي وقع فيه الطب اليوناني وهو مايؤكد مرة أخرى أن القرآن كان يعبّر فقط عن الفكر السائد في عصره ولايجب علينا أن نخرجه من الإطار الذي ظهر فيه وإلا أصبحنا كمَن يحاول إحياء شرائع حمورابي بدعوى أنها كانت عادلة في وقت ظهورها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحبا أيها العزيز
علي ( 2009 / 6 / 9 - 20:07 )
السيد مستخدم العقل .. أفتقدت حتى الشوق فمائة مليون مرحبة بعودتك
مقال علمي شيق ومفيد .. نرجو ألا تغيب كما مضى
تركتك بخير


2 - الأستاذ الفاضل/ علي
مستخدم العقل ( 2009 / 6 / 9 - 21:09 )
أشكرك كثيراً ياسيدي الفاضل على الترحيب وأعدك بأن ابادر بإضافة موضوعات جديدة بقدر ماتسمح به ظروفي وكذلك بمجرد أن أجد أفكاراً تستحق النشر حتى أكون دائماً عند حسن ظنك بقلمي. مرحباً بك مرة أخرى


3 - الى الأستاذ الفاضل / جيفارا
مستخدم العقل ( 2009 / 6 / 9 - 22:24 )
بالطبع ياسيدي العزيز فإنني أوافقك على أننا لايجب علينا أن نُخرج القرآن من إطاره المعرفي ولكن في نفس الوقت فإنني أتوقّع بعض الدقة العلمية في القرآن وخصوصاً حين يأمرنا بالنظر والتعلّم. فالإيات تبدأ بجملة (فلينظر الإنسان ممّ خلق) أي أنه يأمرنا بالنظر وبالتالي يجب أن تكون هناك بعض الدقة العلمية وإلا أصبح القرآن مدعاة للجهل. اسمح لي بأن اضرب مثالاً بسيطاً برجل ذهب الى قبيلة افريقية بطائرة مروحية وحين شاهد هؤلاء البسطاء الطائرة ظنوا أن الرجل هو إله يطير في السماء. حينئذٍ يمكن للرجل أن يشرح لهؤلاء البسطاء أنه ليس الهاً ويشرح لهم فكرة الطائرة بطريقة مبسّطة فيكون ذلك الرجل أميناً حينئذٍ ، أو يمكنه أن يتمادى في التمثيل فيذكّر هؤلاء البسطاء كل يوم بأنه إله ويأمرهم بالنظر الى الطائرة لكي يتذكّروا قدراته الإلهية الخارقة. إذا فعل ذلك (وما أكثر مايفعلون ذلك) يكون ذلك الرجل نصاباً استغل جهل هؤلاء البسطاء

أرجو أن أكون قد أوصلت فكرتي ... تحياتي مرة أخرى


4 - ليس هذا فقط
مختار ( 2009 / 6 / 10 - 00:08 )
تقول: (الأخطاء الواردة عاليه كانت تعبّر عن الفكر العلمي السائد في وقت ظهور القرآن).
ليس هذا فقط. فالقرآن حافل بالمواقف التي تعبر أو تعكس بأمانة وأحيانا بسذاجة الواقع الاجتماعي والاقتصادي مثل وضع المرأة وتعدد الزواج والميراث وإباحة الاستمتاع بالإماء وامتلاك العبيد والمعاملات أثناء السلم والحرب ومصير الأسرى والأفكار التي جات في القرآن حول أصل الحياة على الأرض وصورة الأرض والسماء التي هي سقف مرفع وقبة فوق الأرض بغير عمد ترونها والشمس التي تجري لمستقر لها تحت العرش، وهي تذهب لتسجد إلى ربها عندما تغرب، ، الخ. من الأفكار التي تعكس مستوى المعارف التي كانت في حوزة الناس يومئذ.
فماذا نستنتج من كل هذا؟


5 - نظرة احادية
قاريء للموضوع ( 2009 / 6 / 10 - 16:11 )
انت تستخدم العقل في اخذ زوايا محددة من كتاب الله العزيز تناسب ...ما تريد قوله وتعرضها بشكل احادي النظرة لا تختلف عن نظرة المسلمين المتشددين
وهذا ينطبق على ما تناولته من تفسيرات
تحيتي لك ولكل من اشتاق اليك وانا منهم ولكن بشكل مختلف طبعا

اخر الافلام

.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل


.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك




.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت