الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب مشاكل وحلول

محمد شحادة

2009 / 6 / 16
المجتمع المدني


اختلف علماء الاجتماع في أرائهم العلمية حول تعريف محدد للشباب، فأعتبر البعض أن مرحلة الشباب مرتبطة بفئة عمرية، والبعض الأخر ربطها بالعمل والجهود التي يقوم بها إلا أنه تم الاتفاق على تعريف الشباب الفلسطيني بأنه " كل فلسطيني ذكر كان أم أنثى ما بين 30-18 من عمره "
ويشكل الشباب الركيزة الأساسية في الساحة الفلسطينية، نظراً لما يتمتع به من خصائص جسمية وعقلية واجتماعية ونفسية تجعل منهم ذخيرة المستقبل، وقوة لدفع المجتمع إلى الأمام وخاصة وأن الشباب يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع، إلا أنهم قوبلوا بمزيدٍ من التهميش والإهمال عن قصد بسبب ضعف التخطيط التنموي والبرمجة الموجهة، في حين أنه يعد الشباب مورداً بشرياً في مجتمع يفتقر للموارد الطبيعية، فالمجتمع الفلسطيني مجتمع فتي يمثل الشباب فيه شريحة كبيرة تشكل نسبة مرتفعة نظراً لبعض الدول التي تعاني من انخفاض فئة الشباب واضمحلال نسبة المواليد، وهم ذخيرة المستقبل وإن الاستثمار الصحيح تجاههم وتجاه تطورهم وتنمية قدراتهم يخلق مجتمع أفضل من حيث القدرة على إدارة شئون حياتهم بطرق بعيدة عن العنف والعصبية، وتتسم مرحلة الشباب بمجموعة من الخصائص الجسمية والاجتماعية والنفسية والعقلية لذلك فالشباب يعاني جملة من المشاكل التي توازي هذه السمات، كالتناقض بين القيم والمجتمع، وافتقار الهوية الذاتية، والجنس ومشكلاته، والغزو المرتبط بالاحتلال، وضعف التعليم والتخلف العلمي، وافتقاد التربية السليمة لغرس مفهوم المسئولية، وافتقاد القدوة الحسنة في مجالات الحياة، وضعف الإعلام في رعاية الشباب وتوجيههم، وعجز نوادي الشباب عن أداء دورهم، إضافة إلى الفراغ الفكري والعقلي والعاطفي والرياضي، وتوفر أسباب الانحراف لدى الشباب.
وهذه المشاكل التي ذكرت تنقسم إلى قسمين مشاكل ذاتية ولها علاقة بشخصية الشباب نفسه، ومشاكل موضوعية لها علاقة بالنظام السياسي والقوانين والتشريعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وجزئ كبير من هذه المشاكل يقع على الشباب الفلسطيني نظراً لالتفاتهم نحو الثقافات الغربية والعولمة الأمريكية، وعدم الوعي بمطالبهم وحقوقهم واحتياجاتهم لذا من الضروري التوجه للجهات المعنية والمؤيدة لقضاياهم، كما ويقع جزئ كبير من هذه المشاكل على وزارة الشباب والرياضة لتقصيرها في طرح الموضوعات الجيدة التي تهتم بالشباب فعلاً وانحصار برامجها في الأنشطة الرياضية والترفيه والمعسكرات الصيفية.
ومن وجهة نظري أن شخصية الشباب هي نتاج تفاعله مع البيئة التي يعيشها وهي دوماً قابلة للتغيير، ومن هنا تكمن الأهمية في مساعدة الشباب على التغيير نحو الأفضل وذلك عبر إكسابهم بعض المهارات اللازمة مثل إجادة فن التفاوض والاتصال والتواصل مع الآخرين، والعمل كفريق، وكيفية إدارة الأزمات وحل النزاعات، وإضافة إلى ضرورة تأدية الواجبات ومعرفة الحقوق عند الشاب، ومن الضروري التركيز على أهمية إدارة الوقت عند الشباب وذلك عبر تحديد الأهداف ثم تحديد الأولويات وبرمجة الوقت، ومن ثم يجب العمل على تشكيل أطر ضاغطة من الشباب من أجل الضغط على المجلس التشريعي لسن قانون الشباب ومتابعة تنفيذ القوانين الراعية للشباب، وإنشاء شبكة شبابية لعمل علاقة بين مختلف المؤسسات الشبابية على مستوى الوطن، وتنمية روح العمل الجماعي والممارسة الديمقراطية إضافة إلى الالتقاء مع صانعي القرار في المجلس التشريعي والوزارات والمؤسسات ووضعهم أمام احتياجات الشباب أولاً بأول.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي
سيمون خوري ( 2009 / 6 / 16 - 16:51 )
الحمد لله أن الشباب تهتم بالثقافة الغربية والعولمة الامريكية حسب تعبيرك اكثر من إهتمامها بالثقافة الاسيوية وبتفسير أبن كثير أو ابن قليل وبآداب فتاوي النكاح.

اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال