الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يرفعون راية الاسلام بل يضعوننا على «الخازوق»

محمد حسين الأطرش

2009 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يرفعون راية الاسلام
بل يضعوننا على «الخازوق»
بصدورٍ منفوخة تركوا قاعة الاجتماع. ببسمة تكاد تكون أقرب إلى الضحك لاقى كل منهم رفيقه. نظروا إلى بعضهم رفعوا إبهامهم إلى أعلى وقالوها سوية «نعم، استطعنا».
نعم استطاعوا أن يلزموا إدارة مختبرات (RIVA) في بلانفيل، إحدى مدن مقاطعة كيبيك الكندية،أن تعطيهم الحق بساعتين يوم كل جمعة لتأدية الصلاة وراء الأمام. نعم استطاعوا أن يرغموا الادارة على الملائمة مع متطلبات دينهم ويحق لهم «أن يشربوا الانخاب» عفوا، قصدت الاحتفال.
انتصر الفرسان الثلاثة في تأكيد حقهم بأداء صلاة الجمعة في المسجد كل أسبوع ولكن حالهم، حال من لا يرى أبعد من أنفه لأنهم لم يفهموا جيدا ماذا حدث؟
مُحق نائب رئيس المختبر عندما يتساءل ماذا لو طلب الموظفون الكاثوليك أن يتغيبوا يوم الأحد والخميس المقدس؟ وماذا أيضا لو لو يوجد بديل في العمل لمن اراد تأدية صلاة الجمعة؟ محقة كذلك المحامية التي حلت النزاع وديا عندما قالت: مشكلة لو كان المختبر يضم عشرين موظفا مسلما!؟
إعمال المنطق يقول بأن صاحب العمل يختار ما هو أنسب لصالح عمله فلماذا يختار من يلزمه بقاعة للصلاة وحمام مجهز للوضوء وأربع استراحات يومية لآداء الصلاة وساعتين أسبوعين لأداء صلاة الجمعة.
إخوتنا في الدين استطاعوا أن يقيموا عوائق جديدة أمام عمل إخوانهم المسلمين في المستقبل. كم مرة سيتردد صاحب العمل في قبول مستخدم جديد يدين بالاسلام؟ الخطأ ليس خطئه.
يحق لهم الضحك فقد استطاعوا أن يضيفوا الى هجرتنا أسبابا للخوف منا لم تكن معروفة. تحية لهم أنهم يرفعون راية السلام في أميركا الشمالية.
ان كل حكم قضائي أو تحكيمي يترك اثاره في المجتمع سواء بتأثيره المباشر أو غير المباشر. هذا الحل الودي في 7 كانون الثاني 2009 سيشكل بداية جدية لكل راغب في دخول سوق العمل.
قراء جريدة مونتريال الصادرة يوم الاثنين 9 شباط 2009 انقسموا على أنفسهم. بعضهم اعتبرها استمرارية في نهج الجريدة في التخويف من الإسلام والمسلمين والبعض الآخر انتصر لانتصار الشباب ورفعهم راية الاسلام وفريق آخر تكدر لأنه يعرف ماذا بعد ذلك؟
بعد ذلك تأتي نتائج الانتصار. يجلس المكلف بدراسة الطلبات وإجراء المقابلات للقيام بعملية فرز. يدرك تماما أنه يتوجب عليه أن يختار اشخاصا لا يلزمون بخدمات وتقديمات إضافية.
سوف يستبعد من الآن فصاعد كل الأسماء العربية المعروفة بمنبعها الإسلامي. كل الاسماء التي يبدو من أماكن ولادتها أو اماكن دراستها أنها اسلامية وطبعا لن يتردد بعد اجراء المقابلات من أن يختار امرأة غير محجبة على تلك المحجبة التي قد تبحث أيضا عن انتصار تسجله لإسلامها.
ملاحظة: هنا يكون هو أبعد ما يكون عن العنصرية والتمييز وإنما يمارس حقا في تحقيق الوفر وعدم تكبد مصاريف إضافية في حين لا يحصل على ما يقابلها. عنوان جريدة «مونتريال»، الملائمات المكلفة، لم يأت من فراغ.
الخلاصة الحتمية في مستقبل قريب تضاعف عدد العاطلين عن العمل ممن يشتبه باسلامهم وزيادة الدعاء في المساجد على المجتمعات المضيفة لأنها عنصرية تميز على أساس الدين ولا تحترم حرية المعتقد.
ملائمات مكلفة، لكن لمن؟
قد تكلف المؤسسات الكيبكية آنيا مصاريف أكثر لكنها بالتأكيد ستجعلنا ندفع من مستقبلنا.
هم لم يرفعوا راية الإسلام، هم وضعونا على الخازوق.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيئ يحير
سارة ( 2009 / 6 / 15 - 15:58 )
معقول انهم حريصون كل هذا الحرص على اداء الصلاة ام لغاية اخرى

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه