الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما تحليل الخطاب وردود الفعل 1من2

سيد القمنى

2009 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


آثرت الانتظار حتى تهدأ توابع الهزة التى أحدثها خطاب أوباما وتزول الدهشة وردود الفعل الأولى وازدحام وجهات النظر أخذا وردا موافقة وتنديداَ . وقبل اى تحليل او تفكيك لعناصر الخطاب الأوبامى ، يجب الا ننسى ان دور الرئيس الأمريكى فى المنظومة الإدارية الأمريكية هو أحد الأدواروليس كلها وربما ليس أهمها ، وأنه لا يستطيع ان يخرج على قواعد التكتيك والاستراتيجية التى تساهم فيها مؤسسات وهيئات هذه المنظومة ، ولا يكفى تأثيره بمفرده لتغيير قاعدة واحدة من قواعد اللعبة السياسية والإدارية ، او حتى مجرد التفكير فى ذلك .
وأيضا لابد من الاعتراف بأن أوباما خطيب من نوع نادر ، لاختياره الدقيق للغة هذا الخطاب التصالحية مع الظهور بتواضع جم ، بما يلمس أوتارنا العاطفية ويدغدغ لنا وجداننا ، باستخدام آيات قرآنية بما يعنى ان الرجل يفهمنا ويعرفنا حتى المعرفة ويعرف طريقتنا فى التفكير ويعلم سلفا أننا أقوال دون أفعال ، وعواطف يختفى معها العقل المنطقى وتضيع المصالح ، رجل عرف لغانا وكيف يلغو لنا بكلام يوافق هوانا .
وكثيرا ما تمنى صاحب هذا القلم سد الفجوة فى الفهم بين المسلمين والعرب من جانب وبين الغرب من جانب أخر ، خاصة بعد لقائى بعد سبتمبر 2001 بأكثر من مسؤول غربى رفيع المستوى ، وهى اللقاءات التى أشعرتنى بمدى خطورة هذه الفجوة فلا هم يفهموننا ولا نحن نفهمهم ، كما لو كنا نوعين مختلفين من البشر سلاليا وعرقيا وعقليا . تمنيت ان يستطيع الغرب وخاصة الأمريكى ان يفهم ان لنا لغة خاصة فى فهم الدنيا ، وردود فعل من نوع خاص ، وان دلالة اللفظ عندنا لا تحتوى نفس دلالة اللفظ عندهم ، وان ما يحمله التعبير اللفظى من تاريخ ومحتوى معانى تعود بتحميل دلالالتها الى مدى يزيد عن أربعة عشر قرنا للوراء ، وأن ذلك حيا لازال فى فهمنا ولغتنا ومنطقنا البدوى البدائى العاطفى ، ويختلف بالمرة عن تاريخيه نفس اللفظ ودلالته عندهم ، وشرحت هذا باستفاضة فى محاضرتى عام 2006 بمعهد هدسون بواشنطن دى سى ، وهو واجهة لوزارة الخارجية الأمريكية لتقصى آراء المفكرين والعلماء والرؤساء والمتخصصين والخبراء وغيرهم فى مختلف القضايا التى تشغل الرأى العام العالمى .
وتمنيت ان يحدث ذلك أيضا من جانبنا ، لذلك كانت سلسلة كتاباتى المتتالية لمحاولة شرح وتوضيح كيف نفكر وكيف ينبغى ان نفكر اذا أردنا لهذا الغرب ان يفهمنا ويتفاعل مع قضايانا بثقة . لنستطيع ان نخاطبه بلغة متنفق على دلالتها سلفا حتى يكون الحوار مفهوما . وتكون دلالة اللفظ عندى تحمل ذات المعانى عنده ، وان مبادىء المنطق التى يحتكم اليها هى ذات مبادىء المنطق التى أحتكم اليها ، لأن مسألة الفهم هذة وتلك تعانى خللا حاداَ بين عالم العرب والمسلمين وبين الحضارة الغربية ، وهو خلل تاريخى تحدث به الركبان حتى قيل مع اليأس من التفاهم " الغرب غرب والشرق شرق كحركة الشمس ليلا ونهارا لا يلتقيان" .
لذلك أقول ان باراك يفهمنا جيدا لذلك لبس لنا ثوب الواعظ الشيخ باراك بن حسين آل أوباما حفظه الله ورعاه هو ومن يلوذ به ، ليعلن كيف يعرف لغانا وكيف يلغو لغونا بما حمله لخطابة من دلالات نعرفها ولا نعرف غيرها ، وجاءت أمنيتى بفهم الغرب لنا ، بعكس الهدف المرتجى منها ، فها قد جاء من يعرفنا ويفهمنا عاش وسطنا وجيناته من جيناتنا ، ويعرف كيف نفكر وما هى ردود أفعالنا ، ولكن ليس من أجل خلاص شعوبنا مما هى فيه من تخلف وجهل ومرض وفساد اجتماعى معمم وحكومى علنى واستبداد وقمع واستعباد ، كلا الرجل ليس مشغولا بهذا بالمرة ، انه لم يآت ليخلصنا ، لكنه جاء مخلصا لأمريكا من عثرتها فى بلادنا ولتحييد شرنا عنها ، بتكاليف أقل من تكاليف طريقة الحزب الجمهورى الأمريكى بما لا يقارن ، وفى وقت تستفحل فية الأزمة الاقتصادية العالمية .
****
لطفاء القوم من مشايخ الفضائيات التى تمطرنا مشايخا ، تفاءل بعضهم بأصول أوباما الاسلامية وأنه ربما يقود شعبة الأمريكى إلى الإسلام لنعود هم ونحن بنعمة الله اخوانا، وتحل المشكلة بسيادة الاسلام للعالمين كشيخ القبيلة تتبعه قبيلته ، أو بما يشبة عزة الإسلام بأحد العمرين .
هذا بينما كنت فى تفاؤلى ارتجى ان يشارك ذلك الغرب المتقدم الحر العلمانيين العرب البحث ووضع الخطط العلمية المدروسه على المستوى العلمى والثقافى والاعلامى والتعليمى وحده ، لإحداث هذا التقارب مع ضغوط تقوم بها مؤسسات الحريات والمجتمع المدنى الدولية على الحكومات المحلية كلما وقعت مخالفات فى بلادنا للحقوق الإنسانية ، وللنهوض التنموى بالمنطقة ، للانتقال الهادىء والسلمى ببلادنا إلى مجتمع كامل المدنية ، فإذا بأوباما يستخدم معرفته بنا لتكريس الأوضاع القائمة ، واعطائها شرعية استمرارها كما هى ، بموافقتنا ورضانا بعدد مرات التصفيق بالقاعة . هذا اذا تذكرنا أنه لم يخاطب المسلمين من دولة مسلمة خالصة الإسلام كالسعودية ولا من دولة مسلمة ديمقراطية مثل موطنه الثانى اندونيسيا او جارتها ماليزيا ، لكنة اختار القاهرة التى يحكمها نظام شبه مدنى جذورة وتوجهاتة دينية دوما وقومية أحيانا .
لوحظ أيضا ولع الشباب العربى والمسلم بأوباما وبخطابه ، وقد فطن أوباما لذلك وأعلن الشباب هماَ أول له ، مع زيارته الشبابية المرحة المتواضعة للأهرامات ، مما أدى للولع بالنموذج الأمريكى ، وهذا فى حد ذاته أمر محمود ان يكون رجل ناجح مثل أوباما مثلا أعلى لشبابنا . وهو ما سيؤدى لمحاولة التعرف على النموذج الغربى ، ومن جانبه تمكن حسين أوباما من تألف قلب الشارع المسلم مع بعض المثقفين دون بعضهم ، فقد اختلفوا حول هذا الخطاب وظروفه اختلافا بائنا ، ومن ثم فإن أهم مكسب حققته هذه الزيارة لنا وللأمريكان هو إعادة النظر فى كون أمريكاهى الطاغوت الأعظم الأمبريالى ، واعادة النظر فى فرض كاد يكون إسلاميا ووطنيا ، وهو كراهية أمريكا كفرض واجب دونه الخيانه والكفران .
ونموذجا لاختلاف المثقفين رأى الدكتور (مصطفى الفقى) ان اختيار أمريكا القاهرة للخطاب ، هو اقرار بمكانة وحجم مصر فى المنطقة للدور الحضارى والتاريخى ومكانة الأزهر بين غالبية المسلمين فى العالم ، وكذلك السياسة المعتدلة التى تنتهجها القاهرة ، وجعلت القاهرة تحظى بشرف هذه الزيارة وهو الرأى الذى رده كل من التيار الإسلامى والتيار القومى ، (فهى هويدى) نموذجا للتيار الإسلامى رأى ان خطاب أوباما ما هو إلا محاولة من النظام الأمريكى الجديد لمساندة حلفائه من دول الاعتدال فى المنطقة ودعم أنظمتها ، وأنه يريد الحصول على ماكياج من القاهرة للسياسة الأمريكية التى لا تتغير ثوابتها ، بينما ترغب مصر فى الحصول على دعم معنوى من أكبر قوة فى العالم لكى تستطيع استعادة دورها وضمن ذلك الوريث القادم . ولك أن تعجب من مدى التوافق عندما نجد التيار القومى الناصرى يردد نفس المعانى ، فيقول(عبد الله السناوى) ان رأيا مثل رأى الدكتور الفقى يخلط الأوراق بين مصر التاريخية ومصر الرسمية ، و أوباما اختار مصر التاريخية ليتحدث من منصتها، دون ان يخطر بباله ان الثانية سوف تحاول دبلوماسيتها وإعلامها تسويق الزيارة باعتبارها فتحا لا مثيل له فى التاريخ المصرى ، يؤكد شرعية النظام وسلامة اختياراته الداخلية ، وأنه ليس هناك دولة تحترم نفسها تعتبر زيارة رئيس دولة أخرى مما يضفى شرعية على نظام الحكم فيها ، او يؤكد أدوارها فى محيطها ، فالشرعية مصدرها القبول العام والأدوار التى تصنعها السياسات وليس الادعاءات .
لاحظت ان المشترك الواضح فى كل ردود الفعل قيامها على خلفية من المثل الشعبى المصرى " أسمع كلامك أصدقك .. أشوف عمايلك استعجب !! " مع حضور هذا المثل وتكرارة فى معظم ردود الفعل ، فالمشترك توافق على سؤال لا جواب عليه على الأقل هذه الأيام وربما تجيب عليه الأيام القادمة ، السؤال: هل يتحول هذا الكلام الى فعل على أرض الواقع ؟ وهو ما عبر عنه قول (مجدى الجلاد) بالمصرى اليوم بعد لقائة أوباما : " الرجل لو صدق ، فسوف يتغير وجه العالم من جامعة القاهرة " .
الرجل يعرفنا جيدا ويعرف كيف نفكر ، لذلك تابع رحلته من القاهرة الى القارة الأوروبية ليعلى من رصيد الاهتمام بالدولة الفلسطينية المستقلة ووقف بناءا المستوطنات ، ليؤكد للمسلمين انه صحب القول فورا ببدء الحشد من أجل الفعل بضغوط دولية على إسرائيل .
****
رد الفعل العربى كله كان قد ركز على ممكنات أوباما الضغط على إسرائيل ، ووسط كل هذه الهموم القومية والدينية لم يصادفنى من تذكر وجوب الضغط على ماكينات فرز الإرهاب فى قنواتناالفضائية الإسلامية ومعاهدنا الدينية ، لم يتكلم أحد عن الضغط لوقف العمل بأحكام إسلامية بحاجة لإعادة اجتهاد ونظر . كما فى ميراث المرأة أو ولايتها على نفسها فى أضعف الإيمان التى لا تملكها ولا على نفسها حسبما يدرس أزهرنا شبابنا فى معاهدة ، ومن يزوجها هو وليها ولو كانت طفلة رضيعة ، فإن زوجت نفسها بعد عقل ورشاد فهى زانية . لم أقرأ لأحد يتكلم عن ضغوط من أجل إيقاف العمل بعقيدة الولاء والبراء التى تترتب عليها أحكام هى الكراهية المطلقة للمختلف عنا وتصل الى حد التخلص منه بقتله ، وهى مشترك أصيل بين كل ما يدرسه أبناؤنا فى معاهد الأزهر سواء فى مواد الحديث او الفقه او التفسير ، او عقيدة الجهاد والتى تعتبر غير المسلم مستباح الدم والعرض والمال ، ولا ألمح أحدهم استجابة لليد الأمريكية الممدودة وعلى سبيل اثبات الجدية وحسن النوايا الى وجوب رفع المواد الدينية بالدستور ، والتى تميز بين رعية هذا الدستور حسب معتقداتهم ، ولا وجوب الضغط من أجل حقوق الانسان التى يهددها أول ما يهددها الدستور نفسه فى مادته الثانية مع قانون طوارىء أبدى .
لهذا كله وفى ظل المناخ الذى كان لا يزال ساخنا بعد خطاب أوباما مباشرة ، لم تفتنى تصريحات (عصام دربالة ) قيادى مجلس شورى الجماعة الإسلامية،
ومطالبته حركة طالبان والقاعدة بالتعامل مع هذا الخطاب بشكل عملى حتى تغادر أمريكا المنطقة ؟؟ (عايزين يستفردوا بينا ؟؟). وأن خطوة البداية السليمة حتى يمكن هذا التعامل هى الإعلان الفورى بالتوقف عن استهداف أمريكا عسكريا ... إن درباله يعرف ما يقول ، وهو ما أرى وراءة رؤية ثاقبة تنطوى على قراءة المستقبل المتوقع من هذا الخطاب التاريخى ، فأمريكا ستتعامل مع الأنظمة القائمة أو مع أى بدائل حتى لو نقيضه تحل محلها ، طالما الصداقة الأمريكية الإسلامية قائمة بما يحمى المصالح الأمريكية ، وهكذا تكون ريمة – أقصد أمريكة – فد رجعت لعادتها القديمة . أما نحن شعوب هذه المنطقة فلسنا فى الموضوع أصلا ، نحن الفريسة ليس أكثر . حتى الصوت العلمانى ممثلا فى صديقى لورد العلمانيين العرب (طارق حجى) جاء يردد طلب الجميع بتفعيل الكلام ، " وان سمة خطاب أوباما كان التوازن فى تناول كل موضوع : الإسلام ، الصراع العربى الإسرائيلى ، علاقة الولايات المتحدة بالعرب المسلمين ، التعليم ، المرأة ، حقوق الانسان ، التنمية ، ايران ، القدس "... نعم وصدقا كانت سمة الخطاب هى التوازن ، لكنه توازن الرعب والفزع من الآتى على مستوى الشعوب ، وليس على مستوى قضايا الأمة العزيزة قوميا ودينيا ، فإنى مطمئن أن السعى لتهدئة المشاعر وتصفية الخواطر على قضايانا العاطفية سيكون حثيثا فعلا ، وهو ما سيرضى الشعوب الإسلامية والحكومات الإسلامية ويبقى الجميع فى سمن على عسل . بدا لى صديقى طارق متفائلا بهذا الخطاب وتمنيت أن يكون تفاؤله محل نظر من القدر وألا يكون المخبوء فى رحم الأيام موجبا للتشاؤم ، لأنى شخصيا مصاب بالأسف على حلمنا بدولة مدنية حديثة ، وأتوجس خيفة وأظن ان التوجه الأمريكى الجديد جاء قبل مجيىء أوباما للرئاسة بعد تجارب الصومال والأفغان والعراق بالذات ..وهو الانعتاق من منطقتنا بأقل قدر من الخسائر مع ضمان المصالح الأمريكية ، وجاء أوباما ليكرس الموقف الجديد وينفذه ، وهو ما يعنى أننا سنعانى أكثر من أجل الوصول الى الحلم الليبرالى الذى يتسرب من بين أيدينا برئاسة أوباما واحتمال استمرار ذات الخط من بعدة ، بعد رد فعلنا واستقبالنا لاسقاط طاغية العراق واحقاق الحريات والحقوق فى العراق وفى افغانستان ، بمذابح نذبح فيها بعضها البعض ، وهو ما تكرر فى الديمقراطية الفلسطينية والديمقراطية السودانية ، والديمقراطية الأفغانية ، إلخ ...
المصيبة ليس فى الانسحاب العسكرى فهو مطلوب لتهدئة التوتر ، المصيبة فى الانسحاب الكامل ونفض العالم الحر يدية منا يأسا من إمكانية قدرة شرقنا على قبول الحداثة ، وهو ما يبدو لى أنه يحدث الآن ، لتركنا فى فوضانا الخلاقة حتى تصفى النار بعضها بعضا دون تدخل ، فتكون بلادنا حلقة مصارعة حرة كبيرة يقتل فيها السنى الشيعى ، ويقتل الشيعى المسيحى ، ويقتل المسيحى الأرثوزكسى المسيحى الإنجيلى ، وتقتل الحكومات الجميع وقتما تشاء . حتى تصفو النار عن رماد خامد غير ضار ، او ان يخرج البعض من هذه المحرقة إنقاذا للبقية الباقية بعقد اجتماعى مدنى حديد يسمح لنا باللحاق يركب الحداثة الإنسانية الذى غادرنا فعلا منذ عقود .
****
ووسط هذه التحولات المتسارعة ، لا ننسى ان الإرهاب وإن كان اسلاميا ، وإن كان فرزا لموادنا الدينية ومشايخ الفضائيات ، فإنه فى بدئه القريب كان هندسة أمريكية وتمويلا وتنفيذا عربيا وإسلاميا بتعاون معلوم ومنشور الوثائق ، تصديا للشيوعية والمد السوفيتى . وهو ما أكده بريجنسكى بقوله لصحيفة لونوفيل اوبزرفاتور 1998 : إن الأمريكان خططوا لاستدراج السوفيت للخيار العسكرى فى أفغانستان , وأنهم من أسس للصحوة الإسلامية ، وأنهم هم من صنع القاعدة ، وانه ليس نادما على دعمه للتطرف الإسلامى الذى استقل عن سادتة وأربابة وبدأ يعتدى على مصالح أمريكية هنا وهناك ، لأن الأكثر أهمية وقتها كان هو إسقاط الإمبراطورية السوفيتية وإنهاء الحرب الباردة وتحرير أوروبا الشرقية ، وليست طالبان والهائجين الإسلاميين إلا مجرد أعراض جانبية يمكن التخلص منها .....إلى أن ضربت الأعراض الجانبية وهؤلاء الهمج الهائجون مانهاتن والبنتاجون فى مشهد جعل كل ما شاهدناه من خيال هوليود لونا من الصناعة الخفيفة المتواضعة بل جعلها سقيمة الخيال ، إزاء خيال بن لادن الإبداعى ومهندس القاعدة الرهيب .
هذا ناهيك عن فشل مشاريع السلام فى الشرق الأوسط وهى القضية
الأعز على المسلمين ، إضافة الى دعم أمريكا العلنى الدائم لإسرائيل ، مما أعطى المتطرفين المسلمين أسباب تطرفهم وشرعيتهم فى الوجود فى نظر الشارع المسلم ، كرد بديل عن الحكومات الإسلامية مكسورة الجناح ، المسكينة بنت السبيل ، وأنهم يؤدون بذلك فرضا إسلاميا معلوما من فروض الكفاية هو الجهاد .
ومن ثم بدت تلك الحركات المسلحة أنها الأمل الوحيد الباقى للدفاع عن الحقوق العربية والانتقام للمسلمين واستعادة الأرض المحتلة وإقامة دولة إسلامية منيعة ، ولا سبيل لهذا الحلم سوى الاسلام كحل خلاصى وحيد بإقامة الدولة الإسلامية فى أى مكان على الأرض ومنها تبدأ الفتوح ، ومن يقوم بذلك إنما يجاهد فى سبيل الله وكرامة المسلمين ودينهم . هذا مع تغافل رؤية المسلمين لدولة الفتوح الإسلامية الطالبانية وما جلبتة من كوارث محلية وعالمية .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
قارئ عراقي ( 2009 / 6 / 15 - 20:19 )
الاستاذ العلامة والمفكر السيد القمني
كم انت رائع وكم هي تحليلاتكم دقيقة وذات حجة بالغة , دمتم لخدمة البشرية ودمتم لتوعية المغفلين والمخدوعين ولتنوير المثقفين بما تملكوه من قدرة التحليل العلمية والمدروسة


2 - كبير العلمانيين والليبرالين الناطقين بالعربية : ما اروع فكرك
طارق حجي ( 2009 / 6 / 15 - 21:08 )
كم أنت - يا دكتور سيد - عظيم واستثنائي ومتفرد . اتفق معك حتى فيما خالفتني فيه الرأي ؛ فانا اعلم ان احتمالات الافضل (اي التفاؤل الذى يبدو احيانا كغشاء يخمر بعض كتاباتي) اضعف من احتمالات الاسوأ الذى تتخوف انت (بحق) منه ... ولكنني ازعم ان كل من يكتب وينشر ثمار فكره فى كتب ككتبك الجواهر هو (بشكل ما) متفائل ... حتى المعري وهو فى محبسه الاختياري يترنم برائعته التى يقول فيها (نزول كما زال اباؤنا ؛ ويبقي الزمان على ما تري) لم يكن خاليا من التفاؤل والا ما شغله الابداع فى الشكل والمضمون بالكيفية التى افرزت (اللزوميات) ... مع أرق تحية تقدير لرب اليراع بين ابناء جيله من المحيط الاطلسي للخليج غير الفارسي !! طارق حجي


3 - كثيرون أدركوا ذلك ياأستاذنا العزيز
مصرى وبس ( 2009 / 6 / 15 - 21:15 )
كثير من المفكرين أدركوا يامفكرنا العزيز أن حلم الدولة المدنية قد مات ولذلك فقد إستسلموا لليأس, كثيرون أدركوا أننا فعلا وصلنا إلى ما يخيفك ألا وهو -أننا سنعانى أكثر من أجل الوصول الى الحلم الليبرالى الذى يتسرب من بين أيدينا برئاسة أوباما واحتمال استمرار ذات الخط من بعدة ، بعد رد فعلنا واستقبالنا لاسقاط طاغية العراق واحقاق الحريات والحقوق فى العراق وفى افغانستان ، بمذابح نذبح فيها بعضها البعض ، وهو ما تكرر فى الديمقراطية الفلسطينية والديمقراطية السودانية ، والديمقراطية الأفغانية ، إلخ ...
ولا عزاء وإلى ثلاثمائة سنة قادمة ربما تقوم لليبراليين قائمة. -


4 - تحية للكاتب
رعد الحافظ ( 2009 / 6 / 15 - 21:46 )
سيدي الكاتب , نحن العرب لدينا إختصاص بأضاعة الفرص , ومنها خطابأوباما , حتى لو لم تعتبره فرصة تأريخية, , أو كونه متوازن لكنه توازن الرعب ,فأن كان الانسحاب الامريكي للنأي بالنفس عن مزيد من الخسائر ونفض العالم الحر يده من شرقنا الصاخب ,وكما تراه أنت وهو كذلك , فعلا خطرا علينا كشعوب , لكن في النهاية هذا حقهم ,على الاقل لاننا لانقدر المواقف ولا نتفاعل بالطريقة الصحيحة والدليل عملية تحرير العراق من طاغيته , والدليل الآخر هو خطاب أوباما نفسه
شكرا لك


5 - سيد القمني
محمد العلمي الوهابي ( 2009 / 6 / 15 - 22:01 )
الرائع السيد سيد القمني، دمتَ لنا.


6 - وأما الشعوب فلتذهب الى الجحيم
علوان ( 2009 / 6 / 15 - 22:49 )
دام قلمك وفكرك أستاذنا الكبير
لكن عندي اضافة صغيرة خطرت ببالي وأنا أقرأ تحليلك المنطقي في الفقرة الأخيرة من المقال بخصوص الدعم الأميركي للتطرف الاسلامي وتوجيهه في الصراع ضد الامبراطورية السوفيتية.
فكما معروف أن صراع النوع الواحد هو أشد من صراع الانواع المختلفة وهذا القانون الدارويني ينطبق أيضا في الصراع الاقتصادي، فعلى سبيل المثال أن الصراع بين بائعي فول متقابلان في الموقع لهو أشد من الصراع بين بائع فول ومطعم كباب متقابلان في الموقع. وها بعد الانتصار على المعسكر الاشتراكي لم تعد اللُحمة (بضم الام) بين أصدقاء الأمس على أشدها اذ سرعان ما برز صراع النوع الواحد الذي نلمسه في الازمات الاقتصادية التي اجتاحت العالم كله. ولأن الاقتصاد هو السياسة، والسياسة هي فن السفالة المهذبة كما وصف صحافي أميركي. فان كل الأدواة مشروعة في هذه الحرب. وما جماعتنا المسلمين الذين ابتلينا بتخلفهم الا أداة بيد من يستطيع استخدامها (مجددا) بهذا الصراع. ولم يفعل اوباما سوى كسب ودهم وتوجيه خزائنهم ومتفجراتهم مستقبلا في حربه الاقتصادية وان لم ولن تعلن. أما الشعوب فلتذهب الى الجحيم


7 - انت أيضا متفائل
عادل حزين ( 2009 / 6 / 15 - 22:54 )
ياأستاذنا الغالى أنت أيضا متفائل ولو بأقل من لورد الليبراليين قليلا, والدليل أنك لازلت تكتب... ربنا يعينك.


8 - الف تحيه
aziz ( 2009 / 6 / 15 - 23:46 )
تحيه كبيرة لشيخ الليبراليين سيد القمني...ليس لدي تعليق لأنك وفيت وكفيت ...محبتي


9 - انتهاء اسطورة المنقذ من الخارج
ديانا يوسف ( 2009 / 6 / 16 - 00:04 )
سيدى الفاضل واستاذى الجليل
اتفق معك فى كل ماقلت . كل ما قلت يؤكد على خطأ اعتقاد بعض العلمانيين والليبراليين المصريين ان امريكا سوف تصبح الداعم لهم فى قضايا نشر الحرية والديمقراطية ودعم انشاء المجتمع المدنى فأمريكا لاتنظر الالمصالحها حتى لو حدت بها الى التعاون مع المتطرفين الاسلاميين لو شعرت بحتمية تواجدهم على مقاعد الحكم يوما ما حتى تأمن شرهم عليها ولاعزاء للشعوب


10 - يعطيك الف عافية يا دكتور كنت انتظر هذا المقال بلهفة الحيران
سارة ( 2009 / 6 / 16 - 00:04 )
لولا خوفي من الله تعالى وايماني بان الله تعالى وحده يعلم الغيب
لاقسمت 3 ايمان اننا سنفني بعضنا البعض في محرقة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا نسال الله العافية


11 - اوقع تحليل
شريف ( 2009 / 6 / 16 - 01:53 )
هذا اوقع تحليل لخطاب اوباما. اوباما بالتعبير البلدى يلعب بالبيضه و الحجر. يُشكر السيد القمنى فقد وضح هذا بأسلوب لطيف


12 - إنقاذ الفيل من ذيله
محمد زكريا توفيق ( 2009 / 6 / 16 - 05:11 )
الفكر الليبرالى يأتى أولا, ثم يتبعه قيام دولة المؤسسات والحقوق المدنية. لا أمل فى ديموقراطية مستقرة بدون الطبقة البرجوازية القوية. أمامنا 100 عام قبل أن نرى دول علمانية حقيقية فى بلادنا أسوة بالدول الأوروبية. لا بوش أو أوباما أو دموع اليتامى تستطيع أن تخرجنا من المستنقع الذى نغوص فيه حتى الأذنين. السبب هو سيطرة الفكر الأصولى المتطرف من ناحية, والعفن والإستبداد من ناحية أخري. رواد الليبرالية وشيوخها أمثال أستاذنا سيد القمنى والدكتور طارق حجي, تناضل بشراسة لجذب الفيل من ذيله وإخراجه من الوحل. لكن العمل شاق مضنى والفيل نفسه لا يريد الإنقاذ. وهذه هى المأساة.


13 - بقعة ضوء في الإنتلجنسيا العربية
الفيل ( 2009 / 6 / 16 - 07:36 )
ما اعظم وما ارقى هذا التحليل وان شاء الله نخرج الفيل من الوحل بجهود العمالقة كبير العلمانية الدكتور محمود سيد القمني ولورد الامة المصرية المفكر الكبير طارق حجي والعظيمة الكبيرة وفاء سلطان والمفكر العراقي الفذ شامل عبدالعزيز والدكتور كامل نجار والكاتبه ياسمين يحى والله لن يضيع اجركم وهو العزيز الحكيم


14 - الفيل الرافض للعلاج
طبيب على مشارف اليأس ( 2009 / 6 / 16 - 10:36 )
ما اروع هذا التعبير (والفيل نفسه لا يريد الإنقاذ) . تحية تقدير واجلال للرائع والمبدع الدكتور سيد القمني


15 - القمني
معجب ( 2009 / 6 / 16 - 11:11 )
لو وضعنا نصف ما كتبه المؤلفون العرب المعاصرون فى كفة ميزان القيمة ووضعنا كتاب الدكتور سيد القمني عن النبي موسي وآخر أيام العمارنة (فى أكثر من 1500 صفحة) لرجحت كفة كتاب القمني


16 - مواقف مشبوهة
مختار ملساوي ( 2009 / 6 / 16 - 12:55 )
ليسمح لي الدكتور القمني، أن أتطرق لبعض المواقف الغربية، من خلال ما عاشته الجزائر إبان الأزمة الخانقة في تسعينات القرن الماضي
كنا نلاحظ باستغراب(خاصة في صفوف اليسار الذي كنت أنتمي إليه) عدة مواقف غربية في موقفها من الصراع في الجزائر، أهمها:
- موقف إيجابي لليمين الأوربي اللبرالي، خاصة في فرنسا، كان يدرك مخاطر الأصولية على الجزائر وعلى الأمن عموما في منطقة المتوسط. ولهذا أيد ولو ضمنيا الخطوات التي اتخذتها الدولة الجزائرية (وعلى رأسها الجيش) لمنع وصول الإسلاميين للحكم، وقد تعرضت فرنسا نتيجة ذلك لهجمات الإرهاب الأصولي من جهة وانتقادات اليسار لها على هذه المواقف.
- موقف اليسار الأوربي مدعوما بقوى نيوكولونيالية، وكان مع وصول الإسلاميين للحكم، ليس حبا فيهم ولا حبا في الديمقراطية بل بهدف تفجير الجزائر من الداخل وتركيعها، لعل للصهيونية المتجذرة في هذه الأحزاب الاشتراكية الأوربية ضلعا في هذه التوجهات، خاصة الحزب الاشتراكي الفرنسي برئاسة ميتران، (الذي تسببت مواقفه النيوكولونيالية في مأساة رواندا ومذابحها التي خلفت 600 ألف قتيل) بالإضافة للأضغان المترسبة من الحقبة الإستعمارية، وقد لعب حزب جزائري معروف دورا حقيرا في هذه التوجهات (جبهة القوى الاشتراكية).
- موقف جمعيات حقوق الإنسان، وكان


17 - نفسي افهم لش صفقوا لاوباما وانا متاكدة انهم ما فاهمين شيئ من
سارة ( 2009 / 6 / 16 - 13:30 )
المهم انه حياهم بتحية الاسلام وذكر لهم اية من القران الكريم
على فكرة شو جاب الشيوخ للفضائيات يوم زيارة اوباما لمصر
مش اوباما يعتبر مرتد في نظر الازهر
كمل كمل يا سيد قمني انا في انتظار بقية المقال
الله يديم عليك عافيتك ويحفظك ممن يتربصون بك


18 - رائع
شمس ( 2009 / 6 / 16 - 14:20 )
رائع رائع
ولكنه ليس فيلا
واحدا .....


19 - بارك الله قلمك العتيد
زين ( 2009 / 6 / 16 - 15:03 )
قرأت الكثير من المقالات و التحليلات في الصحف و المجلات و المواقع الالكترونية عن خطاب اوباما فضلا عن المقابلات و التعليقات في فضائياتنا العربية حتى ليبدو لي ان بعض من ماقرأت من مقالات و شاهدت من تعليقات قد اعدت قبل ان يلقي اوباما خطابه و كلها دون استثناء يسارها و يمينها تمنن النفس باحد امرين اما ان التغيير قادم بعصا امريكية و لكن على شكل غصن زيتون او ان الرئيس الامريكي انما يبارك ماهو قائم و كلا الامرين في النهاية يحمل روح انهزامية و تمثل شرودا عن اعادة دراسة الواقع الموضوعي و الاعتماد على الذات .. وحدها فقط دراستكم القيمة هذه دكتور سيد القمني تعالج بمنطق عقلاني زيارة السيد اوباما و تداعيات خطابه الموجه للبلدان الاسلامية و شعوبها و بشوق انتظر القسم الثاني من الدراسة لتتشكل وجهة نظر منطقية و تقييم موضوعي لهذا الخطاب و تتبع عقابيله و نتائجه على الاقل تجاه قضيتي حقوق الانسان المهدورة في اوطاننا الاسلامية و قضية الصراع العربي الاسرائيلي .. كلك تمييز دكتور سيد قمني ،، بارك الله قلمك العتيد


20 - متي تتحرر العقول....؟
العقل زينة ( 2009 / 6 / 16 - 16:21 )
يا سيد الكلمة الحرة.. أمتعت أفهامنا بالكلمة العاقلة


21 - إلى طارق الحجي
مواطن ع باب الله ( 2009 / 6 / 16 - 17:14 )
لمعلومات الحجي فالمعري هذا هو من فصيلة أولئك السوريين المتخلفين الذين ذمهم في مقاله الناري الذي هلل فيه لفوز الوهابيين في الانتخابات اللبنانية. مع التحية


22 - ارم فداك جمع المعنعنة
خالد الحسيني ( 2009 / 6 / 16 - 18:05 )
أولاً .. أبارك للحوار المتمدن انني استعطت التمتع بقرائته من السعودية دونما حجب !
ثانياً .. ارم القمني فداك المعنعنة ومن سار في ركبهم


23 - شكرا
خليل ( 2009 / 6 / 16 - 18:17 )
أشكرك لإحترام عقل قارئك و بلغة ندر ان نقرأ بها فكرا مسستنيرا في زمننا هذا، استاذى ادعوا لك دائما بالصحة لتستمر كتباتك واشعارنا ان هناك املا ما واننا ما زلنا احياء.


24 - اكثر من رائع
وداد الحجيمي ( 2009 / 6 / 16 - 18:56 )
شكرا لك يا سيد العلمانين يسلم لناقلمك وانا جدا فخورة بصمودك وارجو منك اكثار من مقالتك في الحوار المتمدن ودمت لنا

اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa