الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اللغة إبداعية أم توقيفية ؟؟

تحسين عباس

2009 / 6 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



1-(قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر 26
2-( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تتقون ) الزخرف 3
3-( نزل به الروح الأمين , على قلبك لتكون من المنذرين, بلسان عربي مبين ) الشعراء 193-194-195
4- (وكذلك أنزلناه حكما عربيا ) الرعد 34
5-( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي )44 فصلت
قد انقسم علماء اللغة إلى قسمين فمنهم من يرى في نظريّته إن اللغة إبداعية أي أوجدها الإنسان ويمكن أن تتطور من زمن إلى آخر ومنهم من يرى أن اللغة توقيفية أي واحدة ثم انحدرت منها بقية اللغات ولم يعينوا اللغة الواحدة، أما الرأي الأول فهو مخالف لكمال خلق الله سبحانه للإنسان لان وجود اللسان ينبغي وجود اللغة فالخالق الكريم خلق الإنسان بأحسن تقويم قي قوله تعالى ( إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فلما قالوا إن اللغة يمكن لها أن تتطور وهي كذلك فهذا شاهد عليهم أنها لو كانت كاملة الميزان لما احتاجت إلى موازين أخرى لكي تتمُ مداركها القصدية كاللغات الغربية وغيرها فهي نعم ممكن أن تتطور لكن في التعبير لا في التكوين وإذا كان هناك ابتكار في التكوين فيجب الإتيان بالمسوغ والدليل وإما اللغة العربية فهي كاملة الميزان لاتحتاج إلى موازين للكمال، يقينا مثل هذا النفر المعتقد بان اللغة إبداعية هو سبب وجود المصطلحات المعرّبة وليست العربية في لغتنا الحبيبة , ك( رومانسي وكلاسيكي وديمقراطي ودكتاتوري ودكتور وغيرها من أسماء الغازات الكيماوية والمصطلحات الطبية وأسماء الآلات الموسيقية , وأما النفر الذي يقول إن اللغة توقيفية أي واقفة على لغة أصلية واحدة فنظريتهم ناجحة ولكنهم لم يستطيعوا تحديد من هي هذه اللغة وسأضيف إلى نظريّتهم نقاط علمية فتصبح هذه النظرية عملية وليس نظرية . بعد الإيمان بوجود الله تعالى بالنسبة لغير الموحدين أصحاب الأديان السماوية يتبين لنا انه ينبغي أن تكون اللغة واحدة لان أصل الخلق اثنان فلا تكون لغة الاثنين ثلاثة أو أربعة .
ثانيا : إن اللغة الواحدة تحدِثُ الألفة بين الأبناء والأحفاد لأنهم لايجدون اختلافا فيما بينهم .
ثالثا : إن اللغة الواحدة تسهل انتقال العلوم والمهن الحرفية والمواهب الفنية إلى الشعوب دون مترجم , فهذه النقاط الثلاثة برهنت أنها كانت بحسبان الله الكريم عز وجل ؛ وإما لماذا تعددت اللغات فليس لها إلا احتمال واحد هو النفس في حب الاختلاف لصناعة العرقية بين أحفاد ادم (ع) فكونوا هذه اللغات ؛ ولو أمعنا النظر فيها لرأيناها جميعها تنتمي إلى قواعد اللغة العربية من فعل وفاعل ومفعول وأسماء إشارة وضمائر وحروف وأدوات وغيرها , بقي علينا أن نبرهن أن اللغة العربية هي اللغة الأصلية كيف .- إن أخر كتاب سماوي نزل هو القران فالقران ذكر تحريف الكتب التي سبقته ( التوراة والإنجيل ) في دلالة أن اسم نبينا محمد(ص) ذكر عندهم وهو ألان غير موجود في كتبهم ماعدا كتاب الصابئة ( كنزا ربا) أقول فالذي حرّف المعاني في الكتب لا يحرف اللغة فيرفعها ويأتي بغيرها ؟ لغرض تمييز الدين ؛ وإما معنى الآيات التي جاءت بمعنى ابعث الله نبيا إلا بلسان قومه فاللسان هنا يقينا بعد أن برهنـَّا ليس اللغة وإنما الأسلوب المستخدم في صناعة البلاغة من قبل الأنبياء للقوم الذين بُعثوا إليهم كما إن هناك أشخاصا يقال عنهم هذا متحدث أو هذا بليغ أو فصيح أو متكلم فكلهم يتحدثون لغة واحدة باختلاف الأسلوب .
2- لنا في القران دليل أخر من أن الأنبياء (ع) نزلوا وبعثوا باللغة العربية في قوله تعالى ( نزل به الروح الأمين , على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) فاللام هنا ليس إلا للتعليل فنزل بالقران العربي من اجل أن تكون من المنذرين أي إن المنذرين الذين قبله كانوا ينذرون باللغة العربية أي اللغة المفهومة الواضحة وهذا مابيّنته الآية ( كذلك أنزلناه حكما عربيا ) فلا يكون هنا معنى عربي هو القومية لان الله ألغى القومية في قوله ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ولكون الحكم ليس له شان بالأقوام إن كان عربي أو فرنسي أو ايطالي ؛ أما قول من يقول ان في القران شواذ بأسماء غير عربية ك( إبريق وبلقيس ) لأنها لم ترجع إلى الميزان الصرفي فيكون لها جذر كالأسماء الباقية مثل سماء جاءت من سما وشجرة من شجر وكتاب من كتب والى أخره من الأسماء فهذا خلاف لقوله في سورة فصلت (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) فنلاحظ الاستفهام الاستنكاري في قوله ( أأعجمي وعربي) فبالتأكيد لو كان خليط من العربية والأعجمية لسقطت حجة الوضوح والإفهام , أقول هذا ادعاء ليس لهُ دليلٌ فأما القاعدة الصرفية اللغوية التي تقول أن يكون الاسم جامع مانع , أي جامع لمحتوى عمله أو صفاته ومانع لم يسمَ من قبله أو لا يتبادر للسامع من أن يفهم غيره ؛ فدليلنا على إن وجود هذه الأسماء عربية وليست أعجمية هو
أولا : ان هناك أسماء غيرها لايوجد لها جذر ك ( ماء وهواء ) فهذه ليست شاذة أيضا وإنما جاءت من الخالق الباري عز وجل هكذا لأنه خالق اللغة في قوله ( و(علّم ادم الأسماء كلها ) إذن من مسّمي الأسماء ليس إلا هو العالي المتعالي .
ثانيا : قوله تعالى في سورة الزمر 26( قرانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) فكلامهم بوجود الشواذ مخالف لنص القران نفسه ؛ وآيات أخر تذكر إن القران ليس فيه مفردات أعجمية , فتعالوا معي لنطلع على الإعلام العربي المعرّب والذي طغى إعلاميا على القسم الثاني من علماء اللغة الحقيقيين الذين أطلقوا عليهم المتشددين والكلاسيكيين فلنقف وقفة على كلمة ( كلاسيكي ) نراها جاءت من لفظ لاتيني كلاسك ومعناه الإرث القديم فعلماء اللغة الإبداعين مجرد حوّلوا الحروف اللاتينية إلى حروف عربية ليس إلا وهذا الأمر يسهل على أي شخص بإمكانه القيام به ولا كأنهم يعرفون إن هناك كلمة معبرة عن هذا المعنى وهي ( تلادي ) ومصطلحات أخرى مثل ( تلفاز) الذي جاء من كلمة تلفزيون فحذفوا ( يون ) وأضافوا الإلف فأصبح تلفاز وكأنما ليس لديهم ميزان صرفي فيعرضون هذه الكلمة عليه فتشتق من الفعل شهد فيصبح اسم الجهاز ( مشهاد ) أي القائم بالإشهاد ومنه يشتق معنى ما يسمى عندهم ب( الدش أو الستلايت ) فيكون اسمه الدال عليه الجامع المانع هو ( المشهاد الفضائي ) تبادر للسامع إن هناك جهاز يقوم بإشهاد المشاهد من التقاطه ترددات في الفضاء ومنه نتوصل إلى تسمية أجهزة فضائية أخرى مثل مايسمونه ب( الهاتف النقال أو الجوال أو المحمول ) فكلها أسماء لم تكن مانعه فهناك أشياء كثيرة نحملها معنا ومتنقلة وجوالة فما دام هذا الهاتف غير ارضي فضائي فاسمه حاضر معه نسميه ب ( الهاتف الفضائي) وهنا نقف عند قولهم إننا لا نريد أن نسمي الأشياء بأسماء مركبة ...لماذا ؟ مادام الاسم يؤدي معناه ؛ بينما عندما يأتون إلى اللغة الانجليزية يقفون عندها ويحترمونها عندما تحتوي على أسماء مركبة مثل وورك شوب والمقصود بها الورشة فجاءت من معنى محل عمل وكذلك تسميتهم للجهاز المسمى عندهم ب( الانترنت ) فلو طبقنا القاعدة العلمية للاسم لوجدنا إن أهم مايقوم به أو يتميز به هو الإشهاد مع الاتصال الهاتفي إذن فعلينا تسميته ب( المشهاد الهاتفي ) فكثير منهم يسّمون الجهاز على اسم مخترعه وهذا خطأ لو أن مخترعا اخترع أكثر من ثلاثة أجهزة يختلف احدهما عن الأخر أ يسّمون هذه الأجهزة اسما واحدا فقولهم بأنهم يريدون إن يحفظوا حق المخترع فحق المخترع محفوظ بتدوين اسمه وتاريخ الاكتشاف , فالاسم إذن لايسّمى إلا على معناه كي يكون دال عليه ؛ لكني في النهاية أتساءل لماذا لم يتصدوا علماء الدين لهذا النفر من علماء اللغة بصفتهم يحملون علم اللغة مع العلوم الأخرى التي تتدخل بالدين وبصفتهم يعتقدون إن اللغة العربية هي اللغة الأم ؟!وكلُّ ما قلناه لايتعارض مع الحداثة الأدبية واللغوية فالحداثة: هي تحديث التعبير في الأساليب الأدبية والفنية مع مراعاة تقنية اللغة وغرابة الفكرة الجذابة للمتلقي . وأضيف إلى ماقلت سالفا إلى من أراد الاستناد على البحث المادي ماأخرجه د. وعالم الآثار عبد الحق فاضل من ألواح الطين التي استدل من خلالها على اوحدية اللغة العربية واقدميتها في كتابه تاريخهم من لغتهم .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية تشاهد قوات الاحتلال تهدم مساكن عائلتها بوادي الخليل


.. نازحة فلسطينية تتكفل بطفل فقد والديه في قصف إسرائيلي جنوب قط




.. من زورق لخفر السواحل الجيبوتي.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع ف


.. معاناة نساء غزة بسبب الحرب




.. منديل أول اتفاق لنادي برشلونة لضم ميسي في مزاد علني بأكثر من