الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لمؤامرة ناظم كزار ، علاقة بأنبثاق الجبهة

شوكت خزندار

2009 / 6 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يقال إن أستطعت إخفاء بعض الشيئ لبعض الوقت ، فانك لا تسطيع إخفاء كل شيئ لكل الوقت !
في العاشرة صباح هذا اليوم المصادف 16/6/2009، كنتُ أتصفح موقع البديل العراقي .. وجدتُ تحت عنوان :
( تسجيل فيديو/ ذكريات القيادي البعثي تايه عبدالكريم عن تجربة حكم البعث)
في نهاية هذه المادة ، أنقل للقراء رابط التسجيل الصوتي .

في الفصل الخامس من كتاب ( سفر ومحطات ـ الحزب الشيوعي العراقي ـ رؤية من الداخل )، وثقتُ الحديث عن المحاولة الانقلابية الفاشلة لناظم كزار.. هنا أنقل للقراء صفحات وفقرات وافية كما جاء في الكتاب في الصفحات :
231و232و233و234 .. هكذا وبعد أن سكت أقطاب البعث قرابة 35 عاماً عن قول الحقيقة .. يتحدث تايه عبدالكريم عن صدام وناظم كزار ، لذا رجعتُ إلى كتابي ( سفر ومحطات ) .. وليطلع القراء على حقيقة نظام صدام كما عرفناه .
*********

لم يكن المجرم ( ناظم كزار ) إلا اليد الضاربة لصدام حسين ، ليس بعد استيلاء حزب البعث على السلطة السياسية في 17 / 7 / 1968 م انما منذ فشل محاولة الاغتيال ( عبدالكريم قاسم ) في 7 / 10 / 1959 م .. ولقد كشف ليّ هذا الأمر (سليم عيسى الزئبق ) وهو أحد العناصر المشاركة لأغتيال قاسم ، عندما كنا معاً في موقف التسفيرات في بغداد في أكتوبر 1962 م حيث قال وجهاً لوجه : ان ناظم كزار وصدام حسين متحالفان ومتآمران معاً ، ضد حزب البعث وضد أمين سر القيادة القطرية ( فؤاد الركابي ) . ووصفهم بالمجرمين والقتلة ومتعطشين للدماء .

لم يكن لناظم كزار القدرة والقرار للقيام بسلسلة من الجرائم البشعة ، إلا بدعم وموافقة والتوجيه والتخطيط المباشر من صدام حسين ، وصدام هو الذي وفر له الإمكانيات المادية والموارد المالية ، وكل ما يتعلق في بناء أجهزته الأمنية والقمعية ، وإلا لما استطاع ناظم كزار ان يقوم بكل ما أقترفه من جرائم بشعة ضد حزبنا ورفاقنا ، قياديين منهم وكوادر متقدمة .. إلا بمباركة وقرار صدام حسين .

لقد عرُف صدام حسين ، بأساليبه الماكرة والخداع والتحايل والتصفيات الجسدية
بابشع أساليب التنكيل ، ليس للشخصيات الوطنية والسياسية في الأحزاب السياسية العراقية وحسب ، انما لعدد كبير من رفاقه في القيادة وفي صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي .

وتوضح ذلك من خلال مسيرته السياسية، انه كان يفكر ويصمم على ان يحتل أبرز المراكز القيادية في حزبهم ، منذ ان كان عضواً مغموراً داخل البعث وبأي ثمن ، لقد كشف هذا الأمر ، عناصر قيادية لحزب البعث من الذين نجو من البطش والتنكيل بهم من قبل صدام حسين ، منهم أذكر قطبين بارزين في قيادة البعث عندما أفاداني شخصياً وهما :

أواخر كانون الأول لعام 1994 م كنتُ في زيارة ودية للأستاذ الدكتور ( وميض جمال عمر نظمي ) عندما جاء عبدالله سلوم السامرائي ، كنت التقيه لأول مرة ، وكان قد خرج من السجن للمرة الثالثة ، كما علمتُ منه . عندما قدمني الدكتور ( وميض ) وقال له : أعرفك بالكادر الشيوعي شوكت خزندار ـ أبو جلال أجاب السامرائي :

لم نلتق في السابق ، عند الحوار كنتُ التقي مع عامر عبدالله والدكتور ماجد عبدالرضا .. ولكن أسمع عنك كثيراً وعن حزبكم الشيوعي الجديد ؟

أجبت : لا حزب شيوعي جديد ولا قديم ، نحن مجموعة نعمل من أجل خلق حركة وطنية ديمقراطية يسارية ، وننطلق من الفكر الماركسي .

ذكر وقال : منذ بدايات الحوار ، كان عامر عبدالله مستعجل جداً للوصول الى عقد الجبهة والتحالف ، وعامر كان يقول : اني على استعداد ان أوقع على البياض حول عقد الجبهة ، وهذا الحديث أمام الأستاذ وميض جمال عمر نظمي ، وأضاف قلتُ لعامر عبدالله ، من مصلحتنا ومصلحتكم ان نواصل الحوار الوصول الى اتفاق حتى في الأمور الصغيرة فيما بيننا .. كونه عنصراً قيادياً ، حاولتُ أن أستفيد منه ، حول امكانية حصولنا على صحيفة سياسية يومية أو أسبوعية .. أجاب :

أعرف صدام حسين ، كما أعرف نفسي تماماً ، سوف أذكر لك أمراً هاماً ، منذ اللحظة التي استلمنا السلطة السياسية ، وفي مجلس قيادة الثورة كان قرار صدام حسين ، ان لا يسمح بوجود أي تنظيم سياسي ، بل كان يولي اهتماماً استثنائياً لوجود تنظيمات وأحزاب سياسية ، على الساحة العراقية وكيفية التعامل معها وتحجيمها ومن ثم القضاء عليها ، ولم تكن المشكلة الكردية أمامه عائقاً ، كان يقول نحن دولة ونستطيع أن نقدم كل شيء من أجل الوصول الى حــل المسألـــة الكردية ، محلياً وأقليمياً ودولياً .. ثم خاطبني وقال : ألم تسمع أحاديث صدام المنقولة عبر التلفزة وهو يقول : " حتى الأنبياء بداوا بواحد " ؟

الا يعني لك هذا شيئاً ؟! لا يسمح لكم ولا لغيركم ، بأي نوع من التنظيم ، ولاشك ان كلامه موجه الى الدكتور وميض ايضاً ، حيـث كانـوا ، هـو ومجموعتـه الوطنيـة الديمقراطيـة يريدون تنظيماً سياسياً وضمن القانون .. ثم أضاف قائلاً : فيما لو حصلتم على صحيفة سياسية ، سوف أكتب في صحيفتكم؟ ثم قال ، أنتم أصحاب القول ، من خلال صحيفة سياسية ، تبنون تنظيماً سياسياً، أليس كذلك ؟ وصدام ضد التنظيم ، فلا أمل لكم أن تحصلوا على صحيفة سياسية.
مرة أخرى قال : الا يكفي هذا؟
أجبت : نعم يكفي وزيادة !

لقد عملنا مع مجموعة الدكتور وميض جمال عمر نظمي ، قرابة سنة ونصف سنة ، وكان الدكتور وميض واعياً ومدركاً ، بأن صدام حسين لا يمكن ان يقبل باقامة التنظيم السياسي المستقل ، وأوكد ومن خلال معرفتي به ، لم يكن لدى الدكتور وميض ، أي وهم عن هذا الجانب ، ولكنه كمناضل كان مثابراً لمواصلة نضاله السياسي المستقل .

ثم أردف السامرائي وقال : أذكر لك الحادث التالي :
عندما كان ( حردان التكريتي ) رئيساً للوزراء ، وصالح مهدي عماش ، نائباً للرئيس ، كان حردان التكريتي ، لا يسمح ، بعقد جلسات مجلس الوزراء وهو خارج القطر ، وكان صالح مهدي عماش ، مستاءً جداً من تصرفات حردان ، فكتب الى مجلس قيادة الثورة عارضاً مشكلته ويطلب التدخل والحل..قال السامرائي : وفق نظام البعث ، كان المفروض ، ان يكون صالح مهدي ، هو رئيس مجلس الوزراء ،كونه عضواً في القيادتين القطرية والقومية ،وكان بالامكان حل المشكلة خلال دقائق معدودة وحسب طلب ورسالة عماش .. الا ان صدام عارض حل المشكلة ؟

سألت : ولماذا لا يريد حل المشكلة ؟
قال : لو تم حل المشكلة ، لتم حل الخلاف بينهما ، وصدام يقول : يجب أن نتخلص من الأثنين معاً ومرة واحدة . ؟! كل هذا الكلام كان أمام الدكتور وميض أردتُ من هذا السرد الطويل ، والذكريات ، أن أبين بالدليل القاطع .. أساليب وخداع صدام حسين ، ليس معنا كشيوعيين ، انما مع رفاقه في حزبه . ؟

ثم طرح الدكتور وميض جمال عمر نظمي ، أمام عبدالله سلوم السامرائي وقال له : لماذا لا تحاول الخروج من العراق ، وأنت لا زلت في دائرة الخطر ؟

أجاب السامرائي : اني على استعداد تام ، أن أدخل السجن مرات ومرات ، وأموت في السجن ، ولن أخرج وأنضم الى المعارضة البائسة خارج القطر ، والموت أشرف من التعامل مع الأجنبي ، مهما تكن النتائج .. هكـذا أثبـت الرجـل، وطنيته الحقة ، رغم الخطر ومعارضته لصدام ، ومات أخيراً في تربة الوطن ، بسموم قاتلة على يد صدام؟ هذا ما أكدته ليّ مصادر مقربة منه .

فهل يا ترى ، كان ناظم كزار ، يقوم بكل تلك الجرائم البشعة بمعزل عن صدام حسين؟ أم بتخطيط وتوجيه مباشرين من صدام .

أما القطب الثاني ، فكان المناضل ، معاذ عبدالرحيم ، كادح ومثابر ، ومن أوائل البعثيين منذ تأسيس حزبهم ، عندما كان صدام حسين ، نصير في حزب البعث ، كان معاذ عبدالرحيم ، عضواً في القيادة القطرية وهو ايضاً من ضحايا صدام .

تحولت المعرفة بيني وبينه الى صداقة متينة ، تحدث كثيراً عن صدام وأساليبه البشعة تجاه رفاقه ، ولا أريد أن أكرر مما قاله ، حيث أشار الى الكثير لما ورد على لسان ، السامرائي . تم محاربته حتى من كسب عيشه ، حول سيارته القديمة والمتهرئة ( فولكس فاكن ) الى اداة عمل ، فكان يقوم بتوزيع صفائح ( الدبس ) على البيوت ومعارفه ، من أجل تدبير عيشه ولعائلته ، تحدث عن بدايات عمله السياسي في صفوف حزب البعث ، قال ان حزبهم ( أي البعث ) طلب مساعدة الحزب الشيوعي العراقي ، في الحصول على أدوات الطباعة ، فكانت هدية الحزب الشيوعي ، عبارة عن آلة كاتبة وجهاز رونيو وتدرب معاذ على أيدي الشيوعيين ، في استخدام جهاز الطباعة ، حدث ذلك في الخمسينات من القـرن الماضي كما ذكر . ذكر ليّ باقر ابراهيم ، (( عام 1955 كبست دار الطباعة لحزب البعث ، وكانت هدية سلام عادل للبعث ، جهاز آلة كاتبة ورونيو لهم )) وكان معاذ عبد الرحيم يدين جرائم الطغمة الحاكمة عام 1963 م ..ضد الشوعيين والوطنيين . وكان ينتقد أيضاً ، كثير من أساليب الشيوعيين . قال مرة وهو يضحك أريد أن أفهم ، كانت جماهيركم تردد (( ماكو مؤامرة تصير كواويد بعثية )) ؟ لماذا كواويد بعثية ؟ علق الرفيق ماجد عبدالرضا وهو يضحك أيضاً : من أجل الوزن والقافية .. أكدتُ له ان الكثير لما كان يحدث ، لم يكن شعار أو سياسات الحزب ، انما كانت الجماهير وبصورة عفوية تردد تلك الأهازيج والشعارات .

قبل أن أخرج من العراق ثانية عام 1998 م ، وبأشهر قليلة تمكن معاذ عبدالرحيم مغادرة العراق سراً ووصل الى عمان ، عندما كنتُ في الأردن، عمان سمعتُ انه قد انضم الى ((الوفاق الوطني)) مجموعة اياد العلاوي تألمتُ كثيراً وسمعتُ لاحقاً انه أكتشفهم وتركهم سريعاً ،أرجو أن يكون الخبر صحيحاً، لأنـه رجل وطني ومخلص لوطنه .

تنكر صدام حسين لأقرب حلفائه !

أوليس صدام حسين ، شخصياً ، طلب من وزير اعلامه بأغلاق جريدة ( التآخي ) واعطاء الأمتياز لجريدة ( النور ) الناطقة بلسان السيد جلال الطالباني ، بهدف تعميق الخلاف ودق الأسفين بينه وبين المرحوم البارزاني ومن ثم وراء ظهر جلال الطالباني ، وحتى دون أي علم أو خبر كون الطالباني هو حليف مقرب لصدام آنذاك ، حيث كان صدام يقوم باتصالات سرية مع القيادة الكردية برئاسة المرحوم ( مصطفى البارزاني ) وصولاً الى اتفاق الحادي عشر من آذار عام 1970 م .

فصدام كان دائماً خنجراً مسمواً لأقرب المقربين منه ولأقوى حليف من حلفائه! ومرة أخرى قام بغلق جريدة ( النور ) والغاء كافة أشكال الدعم السياسي وغير السياسي لجماعة ( النور ) .؟ ومن ثم قبل أن يجف حبر الاتفاق الثنائي ، طلب من( ناظم كزار ) تدبير محاولة غادرة قذرة ، لاغتيال الزعيم مصطفى البارزاني، من خلال مجموعة من علماء الدين الأفاضل ، وذهبوا ضحية تآمر صدام . ولقد سمعتُ من عدد غير قليل من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، من أن بيان آذار عام 1970 م كان خديعة ومؤامرة من صدام حسين ضد الحركة القومية الكردية وزعيمها المرحوم البارزاني ، وسمعتُ هذا الكلام من عمي (فائق توفيق عزيز ) وهو أيضاً ، أحد قادة ( البارتي) . لقد أكتوى الجميع، دون استثناء بنار وألاعيب صدام حسين .

وبعد تلك التجارب المريرة ، من تجربتي مع الحزب ، ومن خلال مسيرة الجبهة والتحالف ، أيقنتُ وأوكد بأن المقابلة بين الدكتور ( مكرم الطالباني ) وأحمد حسن البكر ، قبل انقلاب 17 / 7 / 1968 م ، كانت خديعة من صدام حسين ، ولم يكن البكر سوى جسراً لعبور الاعيب صدام . رغم خبث ودهاء أحمد حسن البكر إلا انه أيضاً وقع في فخ صدام ومات مسموماً على يده .

بعد اللقاء الأول مع عبدالله سلوم السامرائي ، التقيتُ معه للمرة الثانية حيث قام بزيارتي بعد حوالي شهر ، أي في شهر كانون الثاني عام 1995 م ، التقينا في شقتي في الكرادة خارج .. وتكلم طويلاً عن صدام حسين ، وقال : لقد أصبح أحمد حسن البكر ، شبه أسير وذليل بيد صدام ، خاصة عندما قتل أبنه ( محمد ) مع خطيبته في حادث سيارة مدبرة ، وكان البكر مطوقاً كلياً من ازلام صدام حسين .

وبعد ان وصل ناظم كزار الى قمة سطوته لكل ما يتعلق بأمور الدولة وكان يراقب بدقة من خلال أجهزته الأمنية ، لكل ما يجري من التعيينات في مراكز الدولة الحساسة ، شعر صدام بخطورة ناظم كزار ، وصدام لم يكن يسمح ببروز أية شخصية أخرى ، ما لم يكن تحت سيطرته التامة ، فهو كان يطمح منذ البداية ، أن يكون قائداً للدولة والحزب ، فبدأ صدام يحبك الخطط الجهنمية ، ليس للتخلص من ناظم كزار وحده ، بل التخلص من كل خصومه في الدولة والحزب دفعة واحدة .

في البداية بدأ صدام بتسريب أقواله الى أسماع ناظم كزار ويصفه بشتى النعوت والكلمات البذيئة .. هادفاً إثارة كزار ودفعه الى مغامرات طائشة ضد الحزب ودولة البعث .

كنتُ أحد أعضاء مكتب منطقة ( الوسطى ) عندما استلمنا تقريراً من صديق مقرب للحزب ، جاء فيه ما يلي :

أحد الأشقاء الصغار ( لكاكه ي فلاح ) وهو من أهالي السليمانية كان قد تزوج من شقيقة ( ناظم كزار ) زواج مصلحة ، حسب رسالة الصديق ، مرافق صهر كزار أفشى بسر وكلام صادر عن ناظم كزار ، يقول كاتب التقرير ان كزار قبل حركته الانقلابية الفاشلة ، صدر منه الكلام التالي (( هذا ليس بحكم لحزب البعث، انه حكم عشيرة وبالأخص حكم عائلة .. يسموني أنا شيعي وشروكي ، والله لن أجعل تكريتي يعيش حتى لو كان في آخر الدنيا ، وأرض تكريت لن تعيش فيها حتى الحشرات مدى الدهر . )) ؟
ويقول كاتب التقرير أيضاً :
(( كان صهر كزار في جولة سياحية الى ( البصرة ) عند عودته الى بغداد وهو قي طريقه من البصرة الى بغداد ، جرت محاولة كزار الانقلابية الفاشلة كانت الأجهزة الأمنية الخاصة ، تفتش في كل الأماكن بحثاً عن أعوان كزار ، رجال صدام يدقون باب مقصورة صهر كزار بقوة . وهو يصرخ ويعنف الذين يدقون الباب ويقول ، من هم هؤلاء الكلاب الا يعرفون أنا صهر ناظم كزار .. أحد العناصر المقتحمة ، يقول كزار أعتقل ونبحث عن أعوانه ؟ واذ بصهر كزار يتحول الى " فأر " ولا يعرف أين يختبىء وشرع في كيل الشتائم لناظم كزار وهويصرخ ويقول ، ان كزار يستاهل الأعدام ألف مرة . )) ثم يقول كاتب التقرير نقلاً عن صهر كزار : (( صدام يقول عند التحقيق لكزار ، انتشلتك من سوق النخاسة ، يا كلب يا شروكي .. كزار يبصق على صدام ، ويقطعون لسان كــزار قبل التعذيب أو الموت )) .

بعد ذلك صهر كزار طلق زوجته وعاد الى السليمانية ، حيث زواج المصلحة قد انتهى مفعوله .

كيف فشل كزار في محاولته الأنقلابية!
كان أحمد حسن البكر ، في زيارة رسمية الى بلغاريا ، وكان موعد عودته الى بغداد هو يوم 29 حزيران عام 1973 م أشيع وقيل ، ان الرئيس البلغاري ( جيفكوف) أخر عودة البكر بسبب الأجواء الرديئة للطيران ، وقضى ليلته في مدينة ( فارنا ) البلغارية ، على ان يعود البكر يوم 30 حزيران بدل 29 منه .

أعتقد ناظم كزار ، على ان خطته الأنقلابية قد تم كشفها ، بعد ان كان قد هيأ لعملية اغتيال البكر وصدام وعدد كبير من اركان الدولة .. وفي يوم 30 حزيران عند عودة البكر ، قام كزار بعمليته الطائشة وغير المدروسة أصلاً ، قيل انه كان في حالة هلع وهيجان ، فتمكن من استدراج وزير الدفاع ( حماد شهاب ) و ( سعدون غيدان ) و ( عدنان شريف شهاب ) وبعد فشل محاولته تلك ، بعد ان قتل وزير الدفاع ، هرب بأتجاه الحدود العراقية الايرانية ، فأعتقل وانتهى أمره .

بتلك الطريقة ، تمكن صدام من دفع ناظم كزار للقيام بحركته الفاشلة .. وكان صدام نفسه قد طلب من البكر بعدم عودته يوم 29 حزيران 1973 م على ان هناك خطراً يهدد حياته . أي ان صدام حسين كان على علم بتفاصيل حركة ناظم كزار، وان ما نقل عن الرئيس البلغاري في تأخير عودة البكر ، كان من ضمن سيناريو وضعه صدام نفسه وبعناية .

تمكن صدام ، من تصفية كل العناصر المناوئة له ، وذلك بربطهم واتهامهم بالمشاركة مع ناظم كزار .. وفي المقدمة ، خصمه العنيد والقوي حزبياً ( عبدالخالق السامرائي) في الوقت الذي لا يوجد أي رابط بينه وبين كزار ، بل كان السامرائي يدين بشدة عمليات الأجرام والاغتيالات والتصفيات الجسدية تجاه القوى والحركات الوطنية وفي المقدمة الاغتيالات ضد العناصر القيادية والكوادر المتقدمة للحزب الشيوعي العراقي قبل حوالي شهرين من حركة كزار، التقى عبدالخالق السامرائي مع عزيزمحمد وكان السامرائي مصمماً على الاستقالة وترك البعث ، حيث قال لا أمل بهؤلاء فأنهم ماضون في الأجرام .. الخ

عزيزمحمد شحنه طالباً منه البقاء مع ضرورة وجود عناصر نظيفة من امثاله في صفوف البعث وعدم ترك الساحة لهم .. واقتنع السامرائي بكلام عزيزمحمد وقرر البقاء ، فحدث ما حدث .. وأصدرت المحكمة الحزبية برئاسة ( عزة الدوري ) حكم الأعدام بحق السامرائي وعدد كبير من قيادات وكوادر البعث ، بجانب ناظم كزار .. وفي لعبة مكشوفة ، غير صدام حكم الأعدام بحق السامرائي وجعل الحكم الى المؤبد ، ومن ثم أعدم في سنوات لا حقة بعد فشل محاولة كزار الانقلابية ، كان نظام صدام يعاني من أزمة داخلية خانقة ، وحكم صدام مشلول أكثر من أسبوعين تقريباً ، فمن أجل الخروج من تلك الأزمة الداخلية من جهة ، ومن جهة ثانية ، حاول الظهور بأنه رجل يعارض العنف والاغتيالات ضد أقطاب الحركة الوطنية ، خصوصاً تجاه الحزب الشيوعي العراقي ، فطلب من الحزب الشيوعي الأسراع في التوقيع على ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية .

واني أعتقد لو لا الخطورة التي كان صدام يشعر بها ، بعد أن أصبح ناظم كزار رجلاً قـوياً في الـدولة والحـزب ، بحكم موقعـه الحساس والهـام ، ولو بقي صدام بمأمن من معارضيه في الدولة والحزب ، لما عجل بدفع كزار الى محاولته الطائشة تلك ولبقي صدام في محاربة الحزب الشيوعي ، عن طريق الترهيب حيناً والترغيب حيناً آخر ، وظل في ممارساته الأجرامية ، عن طريق الأغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية ، الى ان يصل ، لحد قول بهاءالدين نوري ، كما جاء في مذكراته (( جنرلات بلا جنود )) أي ابقاء اللجنة المركزية لحالها ، وكما ظل صدام حسين في نهجه هذا حتى آخر أيام الجبهة والتحالف .
الرابط أدناه :

http://albaghdadia.com/index.php?option=com_seyret&Itemid=377&catid=4
بعد فتح موقع البديل / أنقر على ـ تايه عبدالكريم ـ ج 8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - www.achattdoudounesmagasinn.info 82359
eagersekage ( 2012 / 11 / 4 - 12:35 )
moncler
شوكت خزندار
-
هل لمؤامرة ناظم كزار ، علاقة بأنبثاق الجبهة

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة