الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهدائنا في الجنة وقتلاكم في النار

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 6 / 18
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ناقش مجلس النواب العراقي مسألة تكريم أو تخصيص رواتب للشخصيات الكبيرة التي أعدمها النظام السابق من الشهداء أو الضحايا ،وكانت الأسماء المقدمة لرموز بعثية كبيرة ليس لنا اعتراض على منحها الرواتب الكبيرة أو الصغيرة حتى لا نتهم بمعاداة البعث الذي أصبح هذه الأيام من القوى الوطنية المؤثرة في الساحة العراقية بعد أن حصل أنصاره على مقاعد وأمكنة في أدارة المحافظات ،إن هذه الرموز الكبيرة مثل عدنان حسين الحمداني عضو القيادة القومية وعضو مجلس قيادة الثورة الموقر،ورياض إبراهيم وزير الصحة في العهد ألصدامي وغيرهم لم تتبوأ هذه المناصب الكبيرة لجدارتها المهنية أو قدراتها السياسية وإنما لعلاقتها المعروفة برأس النظام آنذاك صدام حسين وهي علاقة رفاقية حميمة ،تنم عن قدرات حزبية خلاقة وأدوار نضالية متميزة أهلت هؤلاء لأن يكون في الصدارة من أدارة الدولة الصدامية،فهل يعتقد إبله أن هؤلاء لم يشتركوا بما أشترك به عتاة البعثيين من جرائم ،وهل أن البعث الجائر كان يقدم أعضائه على أساس الكفاءة السياسية والعلمية أم على أساس أيهم أوفر حظا وأكثر جرأة في أساليب القتل والتعذيب والوثائق جميعها تشير إلى أن شروط الترقية الحزبية لا تتم إلا بعد المشاركة في حفلات القتل والتعذيب،فكيف لدولة جاءت على أنقاض عهد فاسد أن تقوم بتكريم رموزه لأن النظام أعدمهم بسبب صراعا حول السلطة وامتيازاتها لا من أجل الوطن أو الشعب.
وأتساءل هل يأتي يوم نسمع فيه أن الحكومة العراقية ستخصص رواتب لأيتام البعث ممن نالوا جزائهم العادل من قبل القضاء العراقي تحت يافطة المصالحة أو تبرئة الذمة في التعبير الديني خشية أن يكون هؤلاء مظلومون،لا أدري ولعل الشهور القادمة ستنبلج عن قرار لمجلس النواب بتخصيص رواتب تقاعدية لصدام والبندر وبرزان ومن نالوا أقل من جزائهم المرتقب ،فالأيام حبلى بالمفاجآت ولعلها تلد لنا مرحمة لشهداء الغضب الشعبي فيرد لهم اعتبارهم "وكأنك ما غزيت يا أبو زيد".
وتساؤل آخر يفرض نفسه ،هل أكملت حكومتنا الوطنية الموقرة منح شهداء الشعب والوطن الذين قارعوا البعث ألصدامي المجرم واستشهدوا وهم رافعي الرؤوس لأيمانهم بمبادئ وطنية حقيقية سامية،هل منحتهم حقوقهم المقررة وهل تعلم الحكومة أن الكثير من الشهداء لم يحصلوا على جزء من حق بسبب الروتين والبيروقراطية والمحسوبية والمنسوبية،وهل منحت الحكومة راتبا مجزيا معادلا لراتب عدنان حسين إلى عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي الشهيد الشريف النظيف العفيف شاكر محمود ألذي أغتاله البعث الحاقد أمام مستشفى اليرموك ،أو خصصت راتبا تقاعديا أسوة بالحمداني عضو القيادة القومية لشهيد حزبنا المناضل البطل ستار خضير الذي اغتالته العصابات البعثية الصدامية الكزارية في شارع فلسطين،وهل خصصت راتب لعضو لجنتنا المركزية الرفيق البطل محمد أحمد الخضري الذي اغتالته العصابات الصدامية القذرة وألقت بجثته بعد أن رسمت عليها ثلاثون أطلاقة خارطة العراق العظيم،وهل منحت حكومتنا الوطنية راتبا لشهيد الحزب والحركة ألفلاحيه أبو قيود كاظم الجاسم أسوة بالوزير البعثي رياض إبراهيم حسن.
ما هكذا العدالة يا نواب الشعب تتناسون أشراف الشهداء الشيوعيين الذين يعلم الجميع وطنيتهم ونزاهتهم وإخلاصهم وشرفهم ونبلهم وتضحيتهم ونضالهم وبطولاتهم وجسارتهم وأخلاقهم إلى آخر ما في قواميس الشرف والفضيلة من مفردات وتمنحون من هب ودب من صعاليك السياسة والأجرام رواتب تزيد على رواتب أشراف الوطنيين العراقيين.
هل انتخبتكم الملايين لتكرموا القتلة والسفاكين وتتناسون الوطنيين المخلصين.
ما هكذا تورد الإبل يا مجلس النواب العراقي وعليكم أن لا تتناسوا من أوصلكم إلى هذه الكراسي الوفيرة فلولا نضال هؤلاء الأمجاد لما كنتم شيئا مذكورا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكومةفاسدة وبرلمان فاسد
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 6 / 17 - 22:12 )
أخي أبو زاهد
لم يعد التمييز بين ضحايا النظام هي سمة برلماننا الفاسد وحكومتنا الفاسدة بل تعدى ذلك الى التمييز بين ضحايا العهد الجديد . لقد مضى أكثر من أربعة سنوات على إستشهاد الرفيق وضاح عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ولم يتم الكشف عن القتلة وأجزم أن تحقيقا لم يجري في الموضوع ونفس الشىء ينطبق على جريمة إغتيال الشهيد كامل شياع واحكومة تلتزم الصمت في حين أن الكشف عن قتلة الشهيد صالح العكيلي تم بعد إسبوع من وقوع الجريمة واليوم تأتينا الأخبار من وزارة الداخلية بأنه تم إلقاء القبض على العقل المدبر لجريمة إغتيال الشهيد حارث العبيدي. بالطبع إذا كان الخبر صحيحا فنحن نثمن جهود الوزارة ولكن يبقى السؤال لماذا يتم السكوت عن الجرائم المرتكبة بحق الشيوعيين وتقيد ضد مجهول في حين أن لدى وزارة الداخلية القدرة على كشف الجرائم ضد الغير في فترة قياسية تعجز عنها إدارةال إف. بي أي الأمريكية بالله أفيدونا يا من بيدكم الحل والربط. أخي أبو زاهد ولماذا تعتب على حكومة وبرلمان فاسدان لماذا لا توجه أسئلتك الى الرفيقين الشيوعيين في البرلمان ماذا يفعلان؟ وماذا قدما لخدمة شهدائهم وضحياهم؟


2 - مجرد اقتراح
مارسيل فيليب ( 2009 / 6 / 18 - 03:48 )
بمناسبة صدور الطبعة الثانية - المنقحة - من كتاب ، شهداء الحزب والوطن ... أقترح اهداء نسخة منه لكل عضو من اعضاء برلماننا الموقر ونسخ اخرى لمكتب دولت رئيس الوزراء ورئاسة الجمهورية ، مع أهداء في مقدمة الصفحة الأولى لكل نسخة ... يقول
بعد ويَاك ما صَدِكـْ وعِدْ لكْ
جثير أظهر من عيوبك وأعدلك
بطول الكُصبَة أحطَنلك وأعدلك
سنة وتطلع العُوجَة ذيج هيَة


3 - الصمت احيانا أبلغ تعبير
Abo Ali ( 2009 / 6 / 18 - 09:46 )
الكثير الكثير من شهداء العراق اليوم والامس والغد بلاحقوق ولااظن سينالوا حقوقهم ذات يوم والسبب بسيط للرؤى المفتحة بالتيزاب وهو مثل معروف، سيطرة البعثيين الانجاس الاراذل الاوباش على كل هدير الثورة الديمقراطية التي عطرتها اصابع البنفسج نعم البرلمان كل سنته بعثيون حتى بعض الاخوة الاكراد لايهتمون بحقوق الشهداء وهم شريحتان لاغير حزب الدعوة والحزب الشيوعي ودمج الفاشيون هذا بذاكّ بنفس القرار الاجرامي. أعطيك كمناضل يساري نموذجا واحدا منذ 1968 نظام العار اعتقل السيد هاشم الالوسي ولحد الان لاخبر لاجفية لاحامض حلو!! بل الاتعس الادهى حتى مع صور شهداء الحزب الشيوعي لم ينل صورة! نعم قام ابن عمه المرحوم جميل الالوسي بعمل تقاعد له كمعلم وبقت زوجته للان مخلصة لذكراه بل ان ابنه الوحيد لليوم لايعرف حقوق والده الاستشهادية التي فيها إعتبار اخلاقي على الاقل مع العلم كان السيد الالوسي في الجناح العسكري للحزب الشيوعي ويعرفه من يعرفه ولم يفت التعذيب في عضده ولم ينبس ببنت شفة على رفاقه ولكن ذكرى الشهداء مع الاسف الشديد بعيدة عن المقالات واصبحت ذرات تصاعدت مع النسيم وخبت!
البعثيون هم السبب وهم القتلة للشيوعيين من تظن كان يملك المعلومات عن كل فرد خارج وداخل العراق غير البعثيين؟ هم قتلة كل من ذكرت وسيقتلون كل


4 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 6 / 18 - 11:54 )
الأخ خالد عبدالحميد العاني
ما ذكرته عن تناسي شهداء الحزب الشيوعي من قبل السلطات الحاكمة ينم عن أمر واضح ن الحكومة العراقية أو أيحكومة قادمة لن تثبت وطنيتهاوأخلاصها للعراق اذا لم تكرم الشهداء والسجناء الشيوعيين لأن الشيوعيين هم أول من رسى دعائم النضال الوطني وعلم الناس كيف يكون النضال ،والأحزاب الحالية حديثة التكوين و وذات الولادات القيصيرية يسوئها هذاالماضي فتحاول تجاوزه وتناسيه لذلك على جميع الشيوعيين العراقيين رفع أصواتهم للتنديدبما يحدثبعيدا عن أرتباطهم الحالي ومن يسكتفلن يكون شيوعيا

العزيز مارسيل فليب
الحكومةالحالية تعرف الشهداء وليست بحاجة الى من يذكرها بهم ولكنها تتناسى ذلك عمدا خشية بروز الأسم المخيف الذييرعب الطغة والجلادين.

عزيزي المعلق الثالث
ما ذكرته حق لا ألومك عليه فتناسي الشهد
اء والمضحين والمناضلين وعدم المطالبة بحقوقهم مما يستحق التنبيه والتذكير به عسى أن يقرأ احدهم ما كتبت وينتبه الى هذا القصور


5 - تناقضات اللعب بالدم
النصير رزاق ( 2009 / 6 / 18 - 15:17 )
لماذا تعتبون على نظام هش تشتركون فيه بحماس في تناسي الشهداء ...؟ ولكن السؤال لماذا تناسى الحزب الشيوعي اكثر من مئة شهيد في بشه تشان الأولى والثانية عربونا لعلاقة لغف مع جلال ..يا أخي كل دماء الناس أصبحت مزاد وتجارة سياسية وليس هناك أحد أحسن من الآخر ...من يعتب على الناس وعلى عدم نظافتهم الأحرة أن ينظف البيت الخرب من الداخل ..مو هيج علمنه الحزب


6 - الصورة واضحة
متابع ( 2009 / 6 / 18 - 17:50 )
عندما اعلن نوري المالكي يوماً معيناً كعيد وطني بدلاً من ثورة 14 تموز ، حينذاك علمنا ان هؤلاء هم البعث الجديد! لاننسى ان حوزة محسن الحكيم تآمرت على الثورة وعلى شهيد الوطن عبد الكريم قاسم ، بالتنسيق مع البعثيين والقوميين- الشواف والطبقجلي والعفالقة - وبقايا البعث هم الآن مستعدون تقبيل احذية الائتلاف الشيعي ( مرحلة التمسكن )كي يتسلقوا الى السلطة مرة اخرى ولا ننسى ان الذي فتح الابواب للبعثيين وانضووا تحت عباءته هو الائتلاف الطائفي الشيعي . لذلك فان الحكومة والبرلمان الحاليين مستعدان لاعطاء امتيازات اكثر للبعثيين مقابل بقائهم في سدة الحكم . وينطبق عليهم بيت الشعر التالي
قومٌ إذا صفِعَ النعالُ وجوههم شَكَت النعالُ بأي ذنبٍٍ تصفعُ

اخر الافلام

.. ?? ???? ????? ???????? ??????????


.. مسمار جديد في نعش المحافظين.. السلطة الرابعة في بريطانيا تنح




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: -إذا وصل اليمين المتطرف للحك


.. انفجار سيارة يؤدي إلى إصابة عضوين من حزب العمال الكردستاني




.. تواصل الاجتماعات في مقر حزب التجمع الوطني... ماهي أبرز محاور