الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخراج وبيع النفط من اقليم كردستان خطوة تاريخية

عبدالله مشختى

2009 / 6 / 21
القضية الكردية


يوم الاول من حزيران 09 يعتبر يوما مهما دخل فى التاريخ الكردى ، وهو يوم بدأ ارسال وبيع النفط من اقليم كردستان الذى يعتبر الحدث التاريخى والمهم فى حياة هذا الشعب الذى لم يكن له عبر العصور سوى الالام والماسى والتهجير والقتل والابادة وتدمير وحرق قراه ومساكنه وغاباته وحتى تدمير ونسف عيون وينابيع مياهه من قبل اعدائه على مر التاريخ . هؤلاء الاعداء الذين كانوا يخططون عبر الكواليس السرية ويتفقون على ابادة هذا الشعب الذى لم يكن يوما يكن العداوة والكره لشعب من الشعوب بل كان شعبا ميالا الى التاخى والتسامح وتقبل الجميع ، وان ما يوصف به الكرد الان من قبل بعض من الحاقدين والشوفينيين اليوم بالانفصاليين او التجاوز على وحدة العراق وغيرها من الادعاءات التى يطلقونها بين حين واخر لن تجدى هؤلاء نفعا ، وان كان هناك شرائح او قلة من الكرد لديهم شكوك او تحفظات على الاقوام المجاورة لهم من العرب او الترك او الفرس لم تكن الا نتيجة للسياسات العنصرية والخطط التامرية على هذا الشعب والتى كانت تعدها الانظمة وتلقى التأييد من لدن قسم من هذه الشعوب .
ان استخراج النفط وبيعه من اقليم كردستان كان حلما للكرد وقد تحقق حلمه الان رغم كل العراقيل التى وضعت امام هذه العملية الجبارة من قبل بعض الاوساط التى كانت تبغى افشال هذه العملية تحت واجهات ومبررات لم تكن تستند الى المنطق والعقلانية حول عدم قانونية هذه الخطوة كما كانوا يفسرونها ويبررونها . رغم التأكيدات المستمرة من قبل السيد رئيس اقليم كردستان ورئيس حكومتها وبقية المسؤولين ، بان استخراج النفط من اقليم كردستان العراق هو تعزيز للبنية الاقتصادية العراقية وان النفط الذى يستخرج من اية محافظة عراقية او اقليم هو ملك للشعب العراقى برمته من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال وان ايرادات هذا النفط المستخرج ستذهب الى خزينة الدولة العراقية الاتحادية ويوزع بصورة عادلة على جميع المحافظات .
ان اهمية هذه الخطوة تكمن فى اولا مساهمة الكرد انعاش الاقتصاد العراقى كونهم جزء مهم من تكوين الدولة العراقية منذ تشكيلها ، وثانيا ان هذه الخطوة قد جعلت من منطقة كردستان ذات مصداقية فى التعامل مع الاوساط والشركات الدولية وكونها اقليما يتمتع باعتراف قانونى لوجوده ولم يعد من الان وصاعدا ان ان يكون وجود هذا الاقليم متوقفا على مزاج رئيس دكتاتورى او نظام شوفينى يعلن عن انهائه او حله او سوق الدبابات عليه لتشريد شعبه مرة اخرى ، والامر الثالث تكمن فى ان اية جهة كانت لو تفكر بالتجاوز على الشعب الكردى فانه سيحسب الف حساب قبل اقدامه على مغامرة فى المستقبل ، وكذلك اصبح بمقدور هذا الشعب ان يتحكم مستقبلا بالعديد من القضايا التى لو جازفت جهة او سلطة ما فى العودة الى اعادة التاريخ الى الوراء وتهميش الكرد او الاعتداء عليه .
نعم ان هذه الخطوة التى امست شرعية وقانونية ستعطى شخصية معنوية لاقليم كردستان العراق . وستوجه انظار الحكومات والشركات العالمية الى هذه البقعة من العراق للمساهمة فى اقامة المشاريع الاستراتيجية المستقبلية لتعويض كردستان من التدمير الذى لحق بها جراء السياسات الخاطئة للانظمة السابقة واتى لم تكن تفكر ابدا باعمار المنطقة وتنميتها بل بالعكس كانت دائما تخطط لافقارها وتدميرها وابقائها متخلفة لا تملك شيئا . ان توجه الشركات والحكومات للاستثمار فى كردستان ستعود بالنفع للطرفين الاقليم وهذه الشركات نظرا للارضية الخصبة التى يتمتع بها الاقليم من ناحية الاستقرار الامنى وهدوء الاوضاع والمناخ المساعد لاقامة منتسبى هذه الشركات . ونرى الحركة التى بدات تدب فى الاوساط الحكومية فى العديد من مناطق العالم وابداء رغبتها فى فتح قنصليات لها فى الاقليم مما يساعد على تنمية العلاقات التجارية والسياحية بين الاقليم وهذه الدول . ان اقليم كردستان زاخر بثرواته الباطنية ، وكذلك بجمال طبيعتها ووفرة مياهها فلو وضعت سياسة تنموية مخططة جيدا سيصبح الاقليم رافدا حيويا واستراتيجيا للعراق جميعا لما ستمكن هذه المشاريع من تحقيق فائض فى الانتاج الزراعى والحيوانى ، اضافة لما يمكن للاقليم من تحقيق موارد مالية كبيرة ستكون خيرا لسكان المنطقة وللعراق ايضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #المشهد_اللبناني - سيليا خاطر: هذه أبرز الإرشادات لحماية الأ


.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال




.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص


.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي




.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف