الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ياوزيرة التربية والتعليم

عزام يونس الحملاوي

2009 / 6 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


تقدم طلاب الثانوية العامة في فلسطين للامتحان هذا العام في ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد أكثر من أي عام مضى, ففي الضفة, الحواجز ,والاجتياحات, والاعتقالات, والبطالة, وما ينتج عن ذلك من وضع اقتصادي ونفسي صعب . أما في غزة فحدث ولا حرج, فتقدم الطلاب في وسط أجواء من الترقب والحذر من جراء الحرب الصهيونية والحصار, بالإضافة إلى ما ينتاب الجميع من تخوف من تصعيد عسكري خلال أيام الامتحانات . إن هذا العام بالتحديد, كان عاما مليئا بالمشاكل والصعاب, ولم يمر قطاع غزة بعام دراسي مثله لما تميز به من حرب قاسية, وحصار, وإضراب للمعلمين طوال العام ,والاستعانة بما يسمى بالمدرس المساند, مما زاد من صعوبة الطلاب على مواصلة تحصيلهم العلمي, ومن المشاكل اليومية التي تواجه طلاب غزة, انقطاع التيار الكهربائي يوميا, ولساعات طويلة يبدأ من النهار, ويمتد أحيانا إلى ساعات متأخرة من الليل, إن ما يترتب على ذلك من وضع نفسي سيء يربك حسابات الطالب, ويؤثر على تحصيله العلمي في مراجعة المباحث بشكل طبيعي ومتوازن, ناهيك عن الوضع الاقتصادي الصعب وتأثيره على الطالب اقتصاديا ونفسيا . إن الضغط النفسي الكبير الذي يعانيه الطالب ,وخوفه من المجهول قاده إلى القلق, والاضطراب, وعدم الثقة بالنفس, وكل هذا كان نتيجة عدم توفر الأجواء المناسبة للطلاب, فالإذاعات المتجولة التي لا تنقطع, وأبواق السيارات, والجوامع التي لا تهدأ مكبرات الصوت بها أحيانا, والإشاعات التي تكثر عند بداية الامتحانات وخلالها, كل هذا يربك حسابات الطالب, ويجعله غير مستقر نفسيا حتى يستعد جيدا للامتحانات .إن الوقت الذي خسره الطلاب هذا العام بسبب الحرب وحده كفيل بأن يشتت ذهن الطالب, ويجعله بعيدا عن الأجواء المناسبة للامتحانات بسبب نتائج هذه الحرب, ورغم كل ذلك, لم تأخذ وزارة التربية والتعليم كل هذه الاعتبارات بشكل جدي, فما تم حذفه من المنهاج ,هي نفس الأجزاء التي تحذف سنويا مع تغير طفيف لا يحسب لصالح الطالب, وهناك أيضا بعض المباحث التي لم تستكمل خلال هذا العام ومنها التكنولوجيا, ولم تراعي الظروف الموضوعية والطبيعية التي يجب توافرها للطالب حتى يستعد بشكل جيد للامتحان, ويكون قادرا على التعامل مع أوراق الأسئلة . إن المادة التعليمية طويلة وتتركز في الفصل الثاني, والذي يبدأ به الطلاب بالتسرب من المدارس وبنسبة مرتفعة. إن الشيء الوحيد الذي يحسب لكم فقط هذا العام, هو توحيد الامتحان بين شطري الوطن, وتجنيبه التجاذبات السياسية . إن صعوبة الامتحانات وقسوتها, كانت واضحة منذ اليوم الأول, فلم تراعى الفروق الفردية للطلاب بشكل جيد ,وكذلك تدرج الأسئلة لم يكن مناسبا, فكان هناك تذمر وشكوى في الورقة الأولى للغة العربية (اليوم الأول) , وزادت الشكوى والتذمر في الورقة الثانية للغة الانجليزية (اليوم الثاني), وجاءت الضربة القاضية في اليوم الثالث, في التكنولوجيا, حيث خرج الطلاب والطالبات غاضبين, ومنهم من بكي, وتحدوا بأن يحل المعلمون المساندون الذين درسوا المادة هذا الامتحان من شدة الصعوبة. فلماذا كل هذا ياوزيرة التربية والتعليم ؟؟؟ إن أحد أهداف العملية التعليمية, هي إكساب الطالب المعلومة وبشكل متدرج, حتى نستطيع خلق جيل متعلم قادر على تحم مسؤولياته مستقبلا, فهل تم هذا مع أبنائنا الطلبة وخاصة في غزة ؟؟؟ إن عملية القياس والتقويم لا تكون بالأسئلة الصعبة التعجيزية ,هناك طرق علمية وتربوية أخرى لذلك وأنتم أعلم بها منا ,و ربما يجب أن يكون هناك بعض الأسئلة الصعبة لتمييز الطلبة المتفوقين عن الطلبة العادين, ولكن ليس بهذا الشكل الغير مقبول, وخاصة في مبحث التكنولوجيا . ورغم كل هذه المشاكل التي لا يستطيع أ ن يتحملها أي طالب في هذا العالم مهما كانت قدراته, إلا أن أبنائكم صامدين ويذاكروا يوميا استعدادا لامتحانهم القادم, لكي يثبتوا ذاتهم بالنجاح والتفوق . نأمل من وزارة التربية والتعليم متمثلة بالسيدة الوزيرة, وجميع الأخوة العاملين من موجهين, ومعلمين, وإداريين, أن يأخذوا في اعتبارهم هذه المشاكل التي تواجه أبنائنا, سواء على صعيد حياتهم اليومية, أو صعوبة الامتحانات, لأن الثانوية العامة وكما يعرف الجميع, هي السنة المصيرية التي تحدد مستقبل الطالب وحياته, ولأنكم آباء وستضعون مصلحة أبنائكم فوق كل اعتبار .
وفقكم الله لما فيه خير أبنائكم وبلدكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس