الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلافات بين الجيش والحكومة التركية بشان عرقلة القضاء على حزب العمال الكردستاني

حسين خاني الجاف

2009 / 6 / 22
القضية الكردية


شهد الصراع التركي-العراقي ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية( PKK ) تعقيدا كبيراً بسبب الخلافات داخل العراق من جهة أولى بالإضافة إلى الخلافات في خطط القتال التي تُنفذ من قبل الحكومة والجيش التركي من جهة أخرى .
وقال مصطفى اوزجن المحلل التركي الرائد في شؤون الشرق الأوسط لـ( تريند نيوز الإخبارية )خلال اتصال هاتفي من اسطنبول انه " في الوقت الذي تقترح فيه الحكومة حل قضية حزب العمال الكردستاني بالطرق السلمية ، فان الجيش التركي يؤيد فكرة القضاء على حزب العمال الكردستاني بالطرق العسكرية، ولكن يجب على الحكومة والجيش التركي تنسيق أعمالهم بهذا الشأن ".
نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي قال، خلال زيارته الحالية إلى أنقرة ولقاءه الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان "ان الحكومة المركزية في بغداد سوف لن تسمح بإقامة دولة كردية في شمال العراق " وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول التركية الإخبارية، وأضاف الهاشمي، بان المنظمة الإرهابية حزب العمال الكردستاني إما أن يتم تدميرها أو تنسحب من العراق لأنها تشكل تهديدا ليس فقط على تركيا ولكن على العراق أيضاً .
المراقبون بدورهم يعتقدون بعدم فاعلية الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين أنقرة وبغداد بسبب الاختلاف في وجهات النظر في العراق بشان حزب العمال الكردستاني .
احمد التاجي، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في كركوك، يرى بان الحكومة في الإدارة الكردية تسعى إلى إضعاف السلطة المركزية في بغداد وبالتالي فهي تريد إضعاف التعاون العراقي مع تركيا ضد الإرهاب .
وأضاف التاجي في مقابلة هاتفية مع ( تريند نيوز ) " بان الإدارة في شمال العراق تُعقّد عمليات محاربة تركيا والعراق ضد الإرهاب،وهذا يخلق مشكلة للحكومة المركزية، لذلك تريد تركيا من بغداد التدخل في القتال ضد حزب العمال الكردستاني".
ويعتقد اوزجن أيضا بان الإدارة الكردية تدافع عن حزب العمال الكردستاني بسبب العامل القومي ولا تستطيع بغداد لذلك الضغط على تلك الإدارة للقضاء على حزب العمال الكردستاني ، ومع ذلك فان تعاون أنقرة مع الإدارة الكردية يعود بالفائدة أكثر من تعاونها مع بغداد.
المحلل جوست هيلترمان مدير برنامج مجموعة الأزمات الدولية في الشرق
الأوسط أوضح لـ( تريند نيوز الإخبارية ) عبر الايميل بأنه سيكون من الصعب على أنقرة وبغداد حل قضية حزب العمال الكردستاني من غير مشاركة حكومة إقليم كردستان ،وأضاف هيلترمان بأن "بغداد تلعب دورا هامشيا فقط في هذه القضية كما أنها لا تملك أي سيطرة فعلية في إقليم كردستان" وستكون قضية حزب العمال الكردستاني على رأس جدول الأعمال في المحادثات الجارية بين الحكومة التركية وحكومة إقليم كردستان ، واذا كان هناك أي حل دائم وعملي فانه يجب ان ياتي من خلال مثل هذه المحادثات".
ومع ذلك فان تركيا تعتبر بأنه سيكون من السهل تدمير حزب العمال الكردستاني إذا قامت حكومة أنقرة والجيش بتنسيق اجرائاتها .
واوضح الرئيس التركي عبدالله غول إن حزب التنمية والعدالة الحاكم قد هيئ سلسلة من المعارك ضد المتمردين الأكراد ولكن لم يعطي أي تفاصيل. ولكن رئيس اركان الجيش التركي الجنرال اولكر باشبوك قال" بان تركيا سوف تقاتل ضد حزب العمال الكردستاني حتى النهاية بغض النظر عن المكان الذي يتمركز فيه الإرهابيون فيه، وشدد بان تركيا لن تتفاوض ابدا مع حزب العمال الكردستاني وستقاتل حتى النهاية ، لان المتمردين الاكراد ليسوا خطرا على تركيا فقط وانما على العراق ايضا وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول الإخبارية .
كلماته هذه كانت استجابة لنداء زعيم الجناح القاتل للحزب العمال الكردستاني مراد كاريليين إلى أنقرة لبدء محادثات مع الانفصاليين الأكراد، حيث قال كاريليين " سوف لن تكون هناك فرصة أخرى أذا لم يتم استغلال هذه الفرصة".
ومع ذلك يعتقد اوزجن بان الضغط على حزب العمال الكردستاني في العراق سوف يؤدي إلى انتقال أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى تركيا وإيران والتي يمكن أن تؤدي إلى إضعاف الإرهابيين . ويشير اوزجن الى ان " المخابرات التركية لن تسمح لأعضاء حزب العمال الكردستاني للانتقال لتركيا وبالتالي تستطيع ان تجعلهم يستقرون في الأراضي الإيرانية غير المنضبطة".
وتقوم إيران بعمليات عسكرية مستمرة في شمال العراق ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني وحزب حياة حرة لكردستان PJAK.

ومن الجدير انه تم تشكيل حزب العمال الكردستاني في أواخر السبعينات بدعم من الاتحاد السوفيتي من اجل السعي لإنشاء دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا وشمال العراق. وبسبب سلسلة الهجمات الإرهابية ضد الجيش التركي والمدنيين ، تم اعتبار هذه المنظمة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وعدد من الدول في الشرق الأوسط .
وتقع القاعدة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق في جبال قنديل . وعلى الرغم من العمليات المشتركة العراقية– التركية لمكافحة الإرهاب ضد الانفصاليين الأكراد فان التعاون الاستراتيجي لم يؤدي إلى نتائج بسبب عدم الاستقرار الداخلي في العراق.
وقد تم تشكيل الحكومة الكردية، برئاسة مسعود البارازاني، بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 الذي كان معارضا بشدة للحكومة الكردية وإقامة دولة كردية مستقلة . وفي عام 1988 وبسبب تصريحات الزعماء الأكراد بشان تشكيل حكومة مستقلة في شمال البلاد قام نظام صدام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان الأكراد في منطقة حلبجة أدت إلى مقتل نحو مليون مدني .

حسين خاني الجاف
مترجم عراقي مستقل
تريند نيوز الإخبارية17-6-2009-ترجمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزب العمال الكردستاني المناضل
رودي آغري ( 2009 / 6 / 21 - 22:59 )
الجيش التركي هو الإرهابي ياسيد جاف، هو ارهابي مثل افواج الجحوش الصدامية الإرهابية التي قتلت الكرد، والتي اشترك فيها العديد من الخونة من ابناء الكرد، وانت اعرف بذلك. حزب العمال الكردستاني هو حزب مناضل وثوري ومحيط بشعبية الملايين من الكرد. اتقي ربك في قومك يارجل.


2 - نعم pkk ارهابي واسرائيل دولة ملائكة
سردار أمد ( 2009 / 6 / 21 - 23:33 )
نعم المسؤولين والقومجيين الترك ومسلميها لا يحبون الإرهاب ولا يتحملونه ولا يقبلونه، والعرب يحبون تركيا لأسباب منها: انها دولة إسلامية عطلتها يوم الأحد، وهي مع الحقوق العربية وتنبذ الإرهاب بدليل اتفاقية الدفاع المشترك بينهم وبين اسرائيل.
وحزب العمال الكردستاني (الأرهابي) يطلب من تركيا الكثير، يطلب منهم بأن يكونوا بشراً ويقبلوا الحوار.

اخر الافلام

.. كتائب القسام تنشر صورة تتهم فيها نتنياهو بتعطيل مفاوضات صفقة


.. سلمان أبو ستة للميادين: الصهاينة تتبّعوا اللاجئين خارج فلسطي




.. هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤ


.. اعتقال ثلاثيني قام بعملية طعن بسيف في محطة مترو شمال شرق لند




.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال